تُجيلُ سلاحَ المـوتِ فيهـم كأنَّهـم
لِشَوْكَتِـكَ الحُـدَّى ضَئِيـنٌ نَوَافِـرُ
ويومُـكَ يـوم العَيكتيـنِ وعَطفـة ٌ
عَطَفتَ وقد مسَّ القلـوبَ الحَنَاجِـرُ
عَلَيْكَ جَـدَاءٌ مِثْـلُ يَوْمِـكَ بِالْحَيَـا
وَقَدْ رَعَفَتْ مِنِّي السُّيُـوفُ البَوَاتِـرُ
عَلَى الشَّنْفَرَى سَارِي الْغَمَام فَرَائِـحٌ
غَزِيرُ الكُلَى أَوْ صَيِّبُ الْمَـاءِ بَاكِـرُ
كرهتُ بني جُذيمة إذ ثرونا
قَفَا السَّلَفَيْنِ وانْتَسَبُوا فَبَاحُوا
شَنِئْتُ الْعَقْرَ عَقْرَ بَنِي شُلَيْلٍ
إذَا هَبَّتْ لِقَارِيهَـا الرِّيَـاحُ
ضراباً غدا منهُ ابنُ حاجـزَ هاربـاً
ذُرَى الصَّخْرِ فِي جَدْرِ الرَّجِيلِ المُرَيَّمِ
وضاربتهمْ بالسَّفـحِ إذ عارضتُهـم
قبائـلُ مـن أبنـاءِ بشـرٍ وخثعـم
فَـإنَّ شَفَـاءَ الـدَّاءِ إدْرَاكُ نُحْلَـة ٍ
صياحٌ علـى آثـارِ حـومٍ عرمـرمِ
وَقَدْ لاَحَ ضَوْءُ الْفَجرِ عَرْضـاً كَأَنَّـهُ
بلمحتـهِ أقـرابُ أبـلـقَ أدهــمِ
جَزَى اللَّهُ فِتْيَاناً عَلَى العَوْصِ أَمْطَرَتْ
سماؤهـمُ تحـتَ العجاجـة بالـدمِ
وَلَوْ كَـانَ قِرْنِـي وَاحِـداً لَكَفَيْتُـهُ
وما ارتجَعوا لو كانَ في القوم مَطمعُ
يحُـبْ ثلاثـاً بيـن يـومٍ وليلـة ٍ
وآبَ مُرِيحـاً وَهْـوَ أَشْـوَشُ أَرْوَعُ
فمن كانَ من فتيانِ قيـسٍ وخِنـدفٍ
أَطَافَ بِهِ الْقَنَّاصُ مِنْ حَيْثُ أُفْزِعُـوا
أُجَارِي ظِلاَلَ الطَّيْرِ لو فَـاتَ واحـدٌ
ولو صدقوا قالوا بلى أنـتَ أسـرعُ
أظنُّ وإن صادفتُ وعثاً وإن جـرى
بِي السَّهْلُ أَوْ مَتْنٌ مِنَ الأرْضِ مَهْيعُ
تَعْتَعْتُ حِضْنَـيْ حَاجِـزٍ وَصِحَابَـهُ
وقـد نبـذوا خُلقانَهـم وتشنَّعـوا
ستأتي إلى فهمٍ غنيمة ُ خلسة ً
وفي الأزدِ نوحُ ويلـة ٍ بعويـلِ
فسـرُّكَ ندمانـاكَ لمّـا تتابعَـا
وأنَّكَ لمْ ترجعْ بعـوصِ قتيـلِ
لأُبتُ كما أبا ولو كنـتُ قارنـاً
لجئتُ وما مالكتُ طولَ زميلـي
وَظَلَّ رَعَاَعُ الْمَتْنِ مِنْ وَقْعِ حَاجِزٍ
يخِرّ ُولو نهنهـتُ غيـرَ قليـلِ
فَخَرَّ كَأنَّ الْفِيـلَ أَلْقَـى جِرَانَـهُ
عليـه بريّـان القـواءِ أسيـلِ
فقلَّدْتُ سوَّارَ بن عمرو بنِ مالكٍ
بِأسْمَرَ جَسْـر القُّذَّتَيْـنِ طَمِيـلِ
فلمَّا أحسُّوا النَّومَ جاءوا كأنَّهُـمْ
سِبَاعٌ أضَافَتْ هَجْمَـة ً بِسَلِيـلِ
مَهَدْتُ لَهُمْ حَتَّى إذَا طَالَ رَوْعُهُمْ
إلى المهدِ خاتلتُ الضِّيا بختيـلِ
وَخَدْتُ بِهِمْ حَتَّى إذَا طَالَ وَخْدُهُمْ
وَرَابَ عَلَيْهِمْ مَضْجَعِي وَمَقِيلِـي
فإنَّ الأُلَى أَوْصَيْتُمْ بَيْـنَ هَـارِبٍ
طريدٍ ومسفوحِ الدِّمـاءِ قتيـلِ
تُرجّي نساءُ الأزدِ طلعة َ ثابـتٍ
أَسِيراً وَلَمْ يَدْرِينَ كَيْفَ حَوِيلِـي
تَأبَّطَ شَرّاً ثُـمَّ رَاحَ أَوْ اغْتَـدَى
يُوَائِمُ غُنْماً أَوْ يَشِيفُ عَلَى ذَحْلِ
كَذَبَ الْكَوَاهِنُ وَالسَّواحِرُ والهُنا
أن لا وفاءَ لعاجـزٍ لا يتَّقـي
وإذا تجيءُ تجيءُ شحبٌ خلفها
كالأثيمِ أُصعدَ في كئيبٍ يرتقي
فإذا تقومُ فصعدة ٌ في رملـة ٍ
لبدتْ بريِّقِ ديمة ٍ لـم تغـدقِ
بِأَنِيسَة ٍ طُوِيَتْ على مَطْوِيِّهـا
طَيُّ الحَمَالَة ِ أو كَطَيّ المِنْطَقِ
بحليلة ِ البجليّ بتْ من ليلهـا
بينَ الإزارِ وكشحِها ثمّ ألصَقِ
إنِّي إِذَا حَمِيَ الوَطِيسُ وَأُوْقِدَتْ
لِلْحَرْبِ نَارُ كَرِيهَة ٍ لَمْ أَنْكُـلِ
وعتاقُ الطَّيرِ تغـدو بطانـاً
تَتَخَطَّاهُـمْ فَمَـا تَسْتَـقِـلُّ
تضحكُ الضَّبعُ لقتلي هذيـلٍ
وترى الذِّئبَ لهـا يستهـلُُّّ
فاسقنيها يا سوادَ بن عمرو
إنَّ جِسمِي بَعْدَ خَالِـي لَخَـلُّ
حَلَّتِ الْخَمْرُ وَكَانَتْ حَرَامـاً
وبـلأيٍ مـا ألمَّـت تحـلُّ
يُنهلُ الصّعدة َ حتّى إذا مـا
نهلت كان لهـا منـه عِـلُّ
صليتْ منِّي هذيـلٌ بخـرقٍ
ولا يملُّ الشرَّحتـى يملُّـوا
مشكور أخي برنامج من زمان عبدور علي
الله يجزيك الخير
وبما صبَّحهـا فـي ذراهـا
منهُ بعدَ القتل نهـبٌ وشـلُّ
وبـم أبركهـا فـي منـاخٍ
جَعْجَعٍ يَنْقَـبُ فِيـهِ الأَظَـلُّ
فَلَئِـنْ فَلَّـتْ هُذَيْـلٌ شَبـاهٌ
لبمـا كـانَ هذيـلاً يـفـلُّ
فاحتسوا أنفاسَ نـومٍ فلمـا
هَوَّمُوا رُعْتَهُـمُ فَاشْمَعَلُّـوا
فَادَّرَكْنَا الثَّأرَ مِنْهُـمْ وَلمَّـا
ينـجُ ملحيَّيـنِ إلاّ الأقــلُّ
كلُّ ماضٍ قد تردَّى بمـاضٍ
كَسَنا البـرقِ إذا مـا يُسـلُّ
وَفتُوٍّ هَجَّـرُوا ثُـمَّ أَسْـرَوْا
لَيْلَهُمْ حَتَّى إذَا انْجَابَ حُلُّـوا
يَرْكَبُ الْهَوْلَ وَحِيداً وَلاَ يَصْ
حبـهُ إلاّ اليمانـي الأفــلُّ
وَلَهُ طَعْمَـانِ أَرْيٌ وَشَـرْيٌ
وكلا الطَّعمينِ قـد ذاق كـلُّ
مُسْبِلٌ فِي الْحَيِّ أَحْوَى رِفَـلٌّ
وَإذَا يَـغْـزُو فَسِـمْـعٌ أَزلُّ
غَيْثُ مُزْنٍ غَامِرٌ حَيْثُ يُجْدِي
وَإذَا يَسْطُـو فَلَيْـثٌ أَبَــلُّ
ظَاعِنٌ بِالْحَزْمُ حَتَّـى إذا مَـا
حلَّ حلَّ الحزمُ حيـثُ يحـلُّ
يابسُ الجنبينِ من غيرِ بؤسٍ
وَنَدِي الْكَفَّيْـنِ شَهْـمٌ مُـدِلُّ
شامسٌ في القرِّ حتى إذا مـا
ذكتِ الشِّعرَى فبـردٌ وظـلُّ
بزَّني الدَّهرُ وكانَ غَشومـاً
بأبـي جـارهُ مـا يُــذلُّ
خبـرٌ مـا نابنـا مصمئـلٌّ
جلَّ حتّـى دقَّ فيـهِ الأجـلُّ
مُطْرِقٌ يَرْشَحُ سَمّاً كَمَـا أَطْ
رَقَ أَفْعَى يَنْفِثُ السَّـمَّ صِـلُّ
ووراءَ الثَّأر منِّي ابنُ أخـتٍ
مَصِـعٌ عُقْدَتُـهُ مَـا تُحَـ
لُّخَلَّفَ الْعِبْءَ عَلَـيَّ وَولَّـى
أنـا بالعـبءِ لـهُ مُستقـلُّ
إنَّ بالشَّعبِ الَّذي دُونَ سلـعٍ
لقتيـلاً دمـهُ مـا يُـطـلُّ
وأينَ لهُ بأسٌ كبأسي وَسَورَتـي
وأينَ لَهُ في كُـلِّ فَادِحـة ٍ قَلبـي
فَهَبْهُ تَسَمَّى اسْمِي وَسَمَّاني باسْمِهِ
فَأَيْنَ لَهُ صَبْرِي عَلَى مُعْظَمِ الخَطْبِ
ألا هل أتى الحسنـاءَ أنَّ حليلـه
اتَأَبَّطَ شَرّاً وَاكْتَنَيْـتُ أَبَـا وَهْـبِ
وَسَاقَا مُخْدَجٍ وَشَـوَاة ُ كَلْـبٍ
وثوبُ من عبـاءٍ أو شنـانِ
إذا عينـان فـي رأسٍ قبيـحٍ
كَرَأْسِ الْهِرِّ مَشْقُوقِ اللِّسَـانِ
فَلَـمْ أَنْفَـكَّ مُتَّكِئـاً عَلَيْهـا
لأنظرَ مُصبحـاً مـاذا أتانـي
فقالت عد فقلتُ لهـا رويـداً
مكانك إنّنـي ثبـتُ الجنـانِ
فَشَدَّتْ شَدَّة ً نَحْوِي فَأَهْـوَى
لها كفِّـي بمصقـولٍ يمانـي
فقلتُ لها: كلانا نضـوُ أيـنٍ
أَخُو سَفَرٍ فَخَلِّي لِـي مَكَانِـي
بأني قد لقيتُ الغـولَ تهـوي
بِشُهْبٍ كَالصَّحِيفَة ِ صَحْصَحَانِ
ألا مَـنْ مُبلـغٌ فتيـانَ فهـمٍ
بِمَا لاَقَيْتُ عِنْدَ رَحَـى بِطَـانِ
فمَن مبلغٌ ليـثَ بـنَ بكـرٍ بأنَّنـا
ترَكَنا أخاهُـم يـومَ قـرنٍ معفَّـرا
دَنَـوْتُ لَـهُ حَتَّـى كَـأَنَّ قَمِيصَـهُ
تشرَّبَ من نَضح الأخادعِ عُصُفـرا
وَلَمَّا رَأَيْـتُ الْجَهْـلَ زَادَ لَجاجَـة ً
يَقُـولُ فَـلاَ يَأْلُـوكَ أَنْ تَتَـشَـوَّرَا
قُلْـتُ لَـهُ حَـقَّ الثَّنَـاءُ فَإنَّـنِـي
سأذهبُ حتَّـى لـم أجِـد متأخَّـرا
وَلَمَّـا أبـى اللَّيْثِـيُّ إلاَّ تَهَكُّـمـاً
بعِرضي وكان العِرضُ عِرضي أوفَرَا
فَلَوْ نَالَتِ الكَفَّـانِ أَصْحَـابَ نَوْفَـلٍ
بمهمهة ٍ من بطنِ ظَـرءٍ فعَرعـرا
أُكفكفُ عَنهُـم صُحبتـي وإخالُهـم
مِنَ الذُّلِّ يَعْـراً بِالتَّلاَعَـة ِ أعْفَـرَا
أبعـدَ النَّفاثيِّيـنَ آمـلُ طُـرفـة ً
وآسى عَلَى شـيءٍ إذا هـوَ أدبَـرا
وَقَدْ صِحْتُ فيِ آثَارِ حَـوْمٍ كَأنَّهَـا
عَذَارَى عُقَيْـلٍ أَوْ بَكَـارَة ُ حِمْيَـرَا
يخفنَ عليـهِ وهـوَ ينـزِعُ نفسَـهُ
لقد كنتُ أبَّـاءَ الظُّلامـة ِ قَسـوَرَا
ويومٌ أهزُّ السَّيف في جيـدِ أغيـدٍ
لَهُ نَسْوَة ٌ لَمْ تَلْـقَ مِثْلِـي أَنْكَـرَا
فقلتُ لهـا :يومَـانِ يـومُ إقامـة ٍ
أهزُّ به غُصناً منَ البـانِ أخضَـرا
تبُوعـاً لآثـار السَّريَّـة بعـدمـا
رَأَيْتُـكَ بَـرَّاقَ الْمَفَـارِقِ أيْـسَـرَا
أَلاَ عَجِبَ الْفِتْيَـانُ مِـنْ أُمِّ مَالِـكٍ
تَقُولُ أَرَاكَ الْيَـوْمَ أَشْعَـثَ أَغْبَـرَا
أَخَالِيـجُ ورّادٍ عَلَـى ذِي مَحَافِـلٍ
إذا نزعوا مَدُّوا الدَّلاَ والشَّواطنـا
وقالتْ لأُخـرى خلفَهـا وبناتِهـا
حَتُوفٌ تُنَقِّي مُخَّ مَنْ كَانَ وَاهِنَـا
كَأنِّي أَرَاها الْمَـوْتَ لاَ دَرَّ دَرُّهَـا
إذا أمكنـتْ أنيابهـا والبراثـنـا
فَزَحْزَحْتُ عَنْهُمْ أَوْ تَجِئْنِي مَنِيَّتِـي
بغبراءَ أو عرفاءَ تغـدُو الدَّفائنـا
أزَجُّ زَلـوجٌ هذرفـيٌّ زفــازفٌ
هِزَفُّ يَبُـذُّ النَّاجِيَـاتِ الصَّوَافِنَـا
من الحُصِّ هَزروفٌ كأنَّ عِفـاءهُ
إذا استدرجَ الفيفاء مـدَّ المغابنـا
وحثحثتُ مشعوفَ النَّجَاءِ كأنّنـي
هِجَفٌّ رَأى قَصْراً سَمَالاً وَداجِنَـا
فَأَرْسَلْتُ مثنياً عَنِ الشَّـرِّ عَاطِفـاً
وَقُلْتُ تَزَحْزَحْ لاَ تَكُونَـنَّ حَائِنَـا
وَلاَ أَنْ تُصِيبَ النَّافِـذاتُ مَقَاتِلِـي
وَلَمْ أَكُ بِالشّـدِ الذَّلِيـقِ مَدَاينـا
ولم أنتظر أن يدهمونـي كأنّهـمْ
وَرَائِي نَحْلٌ فِي الخَلِيَّـة ِ وَاكِنَـا