ابو معاذ

217

22,260

وقفات مع صاحب الظلال ..عملاق الفكر الاسلامي.."سيد قطب"رحمه الله

ساخصص هذه الصفحة باذن الله لنقل قبسات من ظلال شهيد المفسيرن سيد قطب ::.

من منا لا يعرف هذا العملاق الذي كان لاستشهاد ه أثر في إيقاظ العالم الإسلامي أكثر من حياته، ففي السنة التي استشهد فيها طبع الظلال سبع طبعات بينما لم تتم الطبعة الثانية أثناء حياته،-وصلت طبعات الظلال لحتى الان الى 38طبعة- ولقد صدق عندما قال: (إن كلماتنا ستبقى عرائس من الشموع حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين الأحياء).


ولنبدأ على بركة الله












التعليقات (94)

ابو معاذ     
سيد قطب



لا بد من تربية النفوس بالبلاء، ومن امتحان التصميم على معركة الحق بالمخاوف والشدائد، وبالجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات.. لا بد من هذا البلاء ليؤدي المؤمنون تكاليف العقيدة، كي تعز على نفوسهم بمقدار ما أدوا في سبيلها من تكاليف. والعقائد الرخيصة التي لا يؤدي أصحابها تكاليفها لا يعز عليهم التخلي عنها عند الصدمة الأولى. فالتكاليف هنا هي الثمن النفسي الذي تعز به العقيدة في نفوس أهلها قبل أن تعز في نفوس الآخرين. وكلما تألموا في سبيلها، وكلما بذلوا من أجلها.. كانت أعز عليهم وكانوا أضن بها. كذلك لن يدرك الآخرون قيمتها إلا حين يرون ابتلاء أهلها بها وصبرهم على بلائها.. إنهم عندئذ سيقولون في أنفسهم: لو لم يكن ما عند هؤلاء من العقيدة خيراً مما يبتلون به وأكبر ما قبلوا هذا البلاء، ولا صبروا عليه.. وعندئذ ينقلب المعارضون للعقيدة باحثين عنها، مقدرين لها، مندفعين إليها.. وعندئذ يجيء نصر الله والفتح ويدخل الناس في دين الله أفواجاً..


ولا بد من البلاء كذلك ليصلب عود أصحاب العقيدة ويقوى. فالشدائد تستجيش مكنون القوى ومذخور الطاقة؛ وتفتح في القلب منافذ ومسارب ما كان ليعلمها المؤمن في نفسه إلا تحت مطارق الشدائد. والقيم والموازين والتصورات ما كانت لتصح وتدق وتستقيم إلا في جو المحنة التي تزيل الغبش عن العيون، والران عن القلوب.


وأهم من هذا كله، أو القاعدة لهذا كله..


الالتجاء إلى الله وحده حين تهتز الأسناد كلها، وتتوارى الأوهام وهي شتى، ويخلو القلب إلى الله وحده، لا يجد سنداً إلا سنده. وفي هذه اللحظة فقط تنجلي الغشاوات، وتتفتح البصيرة، وينجلي الأفق على مد البصر.. لا شيء إلا الله.. لا قوة إلا قوته.. لا حول إلا حوله.. لا إرادة إلى إرادته.. لا ملجأ إلا إليه.. وعندئذ تطمئن الروح التى آمنت بربها وتعلو النفس وتسموا بخالقها
والنص القرآني هنا يصل بالنفس إلى هذه النقطة على الأفق:


"وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ : إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ "


إنا لله.. كلنا.. كل ما فينا.. كل كياننا وذاتيتنا.. لله.. وغليه المرجع والمآب في كل أمر وفي كل مصير.. التسليم.. التسليم المطلق.. تسليم الالتجاء الأخير المنبثق من الالتقاء وجهاً لوجه بالحقيقة الوحيدة، وبالتصور الصحيح؛ أنه لامرد لنا إلا إلى الله.








ابو معاذ     

سيد قطب




كان من آخر ما ختَم به الأستاذ سيّد حياته وهو في طريقه إلى حبل المشنقة .. ابتسامة التقطتها آلات المصوّرين لتنشرها في الجرائد والمجلات والكتب والدراسات ، حتى قال الشاعر في هذه الابتسامة العجيبة الهادئة :


يـا شهيداً رفـعَ الله بـه ... جَبْهة الحقّ على طول المدى
سوف تبقى في الحنايا عَلَماً ... حادياً للرّكب رمزاً للفِدى
ما نسِينا ، أنت قد علّمتنا ... بَسْمة المؤمن في وجهِ الرَّدى
ابو معاذ     

سيد قطب






في فترة محاكمة الأستاذ سيّد قطب سأله أحد إخوانه: لماذا كنت صريحا في المحكمة التي تمتلك رقبتك ؟ فرد قائلا: ”لأن التورية لا تجوز في العقيدة، وليس للقائد أن يأخذ بالرخص“.


ولما سمع الحكم عليه بالإعدام قال: ”الحمد لله. لقد عملت خمسة عشر عاما لنيل الشهادة“




ابو معاذ     
ابو معاذ     

سيد قطب




إلى الفتية الذين كنت ألمحهم بعين الخيال قادمين؛ فوجدتهم في واقع الحياة قائمين.. يجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، مؤمنين في قرارة نفوسهم أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين.




إلى هؤلاء الفتية الذيت كانوا في خيالي أمنية و حلما، فإذا هم حقيقة وواقع، حقيقة أعظم من الخيال، واقع أكبر من الآمال.




إلى هؤلاء الفتية الذين انبثقوا من ضمير الغيب كما تنبثق الحياة من ضمير العدم، وكما ينبثق النور من خلال الظلمات.




إلى هؤلاء الفتية الذين يجاهدون باسم الله. في سبيل الله. على بركة الله. أهدي هذا الكتاب.






ــــــــــــــــــ
سيد قطب
رجب سنة 1373 هـ
مارس سنة 1945 م
العدالة الاجتماعية في الإسلام
ابو معاذ     

سيد قطب








إن تاريخ " الإسلام " ليس هو تاريخ " المسلمين " ولو كانوا مسلمين بالاسم أو باللسان! إن تاريخ " الإسلام " هو تاريخ التطبيق الحقيقي للإسلام، في تصورات الناس وسلوكهم، وفي أوضاع حياتهم، ونظام مجتمعاتهم.


فالإسلام محور ثابت، تدور حوله حياة الناس في إطار ثابت. فإذا هم خرجوا عن هذا الإطار، أو إذا هم تركوا ذلك المحور بتاتا، فما للإسلام وما لهم يومئذ؟ وما لتصرفاتهم وأعمالهم هذه تحسب على الإسلام، أو يفسر بها الإسلام؟


بل ما لهم هم يوصفون بأنهم مسلمون إذا خرجوا على منهج الإسلام، وأبوا تطبيقه في حياتهم، وهم إنما كانوا مسلمين لأنهم يطبقون هذا المنهج في حياتهم، لا لأن أسماءهم أسماء مسلمين، ولا لأنهم يقولون بأفواههم: إنهم مسلمون؟




الظلال


ابو معاذ     





سيد قطب



[URL="https://www.facebook.com/SayyidQutb#"][/URL]




إن هنالك قتلى سيخرون شهداء في معركة الحق. شهداء في سبيل الله . قتلى أعزاء أحباء. قتلى كراماً أزكياء – فالذين يخرجون في سبيل الله، والذين يضحون بأرواحهم في معركة الحق، هم عادة أكرم القلوب وأزكى الأرواح وأطهر النفوس –.


هؤلاء الذين يقتلون في سبيل الله ليسوا أمواتاً. إنهم أحياء. فلا يجوز أن يقال عنهم: أموات. لا يجوز أن يعتبروا أمواتا ً في الحس والشعور ن ولا أن يقال عنهم أموات بالشفة واللسان. إنهم أحياء بشهادة الله سبحانه. فهم لا بد أحياء. إنهم قتلوا في ظاهر الأمر، وحسبما ترى العين. ولكن حقيقة الموت وحقيقة الحياة لا تقررهما هذه النظرة السطحية الظاهرة..


إن سمة الحياة الأولى هي الفاعلية والنمو والامتداد. وسمة الموت الأولى هي السلبية والخمود والانقطاع.. وهؤلاء الذين يقتلون في سبيل الله فاعليتهم في نصرة الحق الذي قتلوا من أجله فاعلية مؤثرة، والفكرة التي من أجلها قتلوا ترتوي بدمائهم وتمتد، وتأثر الباقين وراءهم باستشهادهم يقوى ويمتد. فهم ما يزالون عنصراً فعالاً دافعاً مؤثراً في تكييف الحياة وتوجيهها، وهذه هي صفة الحياة الأولى. فهم أحياء أولاً بهذا الاعتبار الواقعي في دنيا الناس. ثم هم أحياء عند ربهم – إما بهذا الاعتبار، وإما باعتبار آخر لا ندري نحن كنهه . وحسبنا إخبار الله تعالى به : "أحياء ولكن لا تشعرون".. لأن كنه هذه الحياة فوق إدراكنا البشري القاصر المحدود. ولكنهم أحياء. أحياء. ومن ثم لا يغسلون كما يغسل الموتى، ويكفنون في ثيابهم التي استشهدوا فيها. فالغسل تطهير للجسد الميت وهم أطهار بما فيهم من حياة. وثيابهم في الأرض ثيابهم في القبر لأنهم بعد أحياء.


أحياء. فلا يشق قتلهم على الأهل والأحباء والأصدقاء. أحياء يشاركون في حياة الأهل والأحباء والأصدقاء. أحياء فلا يصعب فراقهم على القلوب الباقية خلفهم، ولا يتعاظمها الأمر، ولا يهولنها عظم الفداء. ثم هم بعد كونهم أحياء مكرمون عند الله، مأجورون أكرم الأجر وأوفاه.











ابو معاذ     


سَيِّدَ قُطْب



الذين يقيدون مشيئة الله بما يعرفونه هم من نواميسه لا يعرفون حقيقة الألوهية كما يقررها الله سبحانه في كتابه- وقوله الفصل وليس للعقل البشري قول في ذلك القول- وحتى الذين يقيدون مشيئة الله بما يقرر الله- سبحانه- أنه ناموسه، لا يدركون حقيقة الألوهية كذلك! فمشيئة الله سبحانه طليقة وراء ما قرره الله سبحانه من نواميس. ولا تتقيد هذه المشيئة بالنواميس.


نعم إن الله سبحانه يجري هذا الكون وفق النواميس التي قدرها له.. ولكن هذا شيء والقول بتقيد إرادته بهذه النواميس بعد وجودها شيء آخر! إن الناموس يجري وينفذ بقدر من الله في كل مرة ينفذ فيها. فهو لا يجري ولا ينفذ آلياً. فإذا قدر الله في مرة أن يجري الناموس بصورة أخرى غير التي جرى بها في مرات سابقة كان ما قدره الله ولم يقف الناموس في وجه هذا القدر الجديد.. ذلك أن الناموس الذي تندرج تحته كل النواميس هو طلاقة المشيئة بلا قيد على الإطلاق، وتحقق الناموس في كل مرة يتحقق فيها بقدر خاص طليق..

ابو معاذ     
سَيِّدُ قُطْب



[URL="https://www.facebook.com/SayyidQutb#"][/URL]




إنهما طبيعتان... طبيعة النفاق والضعف والاستخذاء... وطبيعة الإيمان والقوة والبلاء... وإنهما خطتان.. خطة الالتواء والتخلف والرضى بالدون وخطة الاستقامة والبذل والكرامة، فإذا نزلت سورة تأمر بالجهاد جاء أولو الطول والمقدرة الذين يملكون وسائل الجهاد والبذل، جاءوا لا ليتقدموا الصفوف كما تقتضيهم المقدرة التي وهبها الله لهم، وشكر النعمة التي أعطاها الله إياهم، ولكن ليتخاذلوا ويعتذروا ويطلبوا أن يقعدوا مع النساء، لا يذودون عن حرمة ولا يدفون عن سكن دون أن يستشعروا ما في هذه الفعلة الذليلة من صغار وهوان ما دام فيها السلامة. وطلاب السلامة لا يحسون بالعار، فالسلامة هدف الراضين بالدون.




ابو معاذ     
سيد قطب



وما يؤثر الإنسان السلامة الذليلة والراحة البليدة إلا وقد فرغت نفسه من دوافع التطلع والتذوق والتجربة والمعرفة فوق ما فرغت من دوافع الوجود واللشهود والتأثر والتأثير في واقع الحياة. وإن بلادة الراحة لتغلق المنافذ والمشاعر وتطبع على القلوب والعقول.










ابو معاذ     
سيد قطب



[URL="https://www.facebook.com/SayyidQutb#"][/URL]




وأعجب العجب ما يصادفه الإنسان من الإعجاب المبهور الذي يبديه بعض الناس بالحقائق الصغيرة الجزئية الناقصة المحدودة, التي يتمثلها العقل البشري أحيانًا في محاولاته للوصول إلى الحقيقة عن طريق الفلسفة, متنكبًا طريق الهدى الرباني القويم.. وهي إلى جانب المشهد الرائع المتكامل المتناسق للحقائق التي يقوم عليها التصور الإسلامي تبدو جانبية هزيلة.. إن هذا يذكرني بذلك الإعجاب المبهور, الذي يكاد يجن, أو يطير, حين يطلق الناس قمرًا صناعيًا صغيرًا, يدور حول الأرض, أو حول الشمس فترة محدودة من الزمان, بينما هم يمرون على الأرض والشمس والقمر - وعلى الكون كله - في غفلةٍ بليدة, فلا يلقون إلى هذا المشهد الرائع الفائق الباهر إلا نظرة عابرة ساذجة, أو مطموسة!




ابو معاذ     
سيد قطب



[URL="https://www.facebook.com/SayyidQutb#"][/URL]




أماه.. من ذا الذي يقص على أقاصيص طفولتي, كأنها حادث الأمس القريب, ويصور لي أيامي الأولى, فيعيد لها الحياة, ويبعثها مرة أخرى في الوجود؟




- الأستاذ سيد قطب في رثاء والدته، الحاجة فاطمة.


ابو معاذ     
الشَّهِيدُ الْمُفَكِّرسَيِّدَقُطْب



[URL="https://www.facebook.com/SayyidQutb#"][/URL]




وأنا أعرف أن المسافة بين محاولة البعث وبين تسلم القيادة مسافة شاسعة.. فقد غابت الأمة المسلمة عن الوجود وعن الشهود دهرا طويلاً. وقد تولت قيادة البشرية أفكار أخرى وأمم أخرى، وتصورات أخرى وأوضاع أخرى فترة طويلة. وقد أبدعت العبقرية الأوروبية هذه الفترة رصيدا ضخما من العلم والثقافة والأنظمة والإنتاج المادي.. وهو رصيد ضخم تقف البشرية على قمته، ولا نفرِّط فيه ولا فيمن يمثله بسهولة! وبخاصة أن ما يسمى العالم الإسلامي يكاد يكون عاطلاً من كل هذه الزينة!


ولكن لابد - مع هذه الاعتبارات كلها - من البعث الإسلامي مهما تكن المسافة شاسعة بين محاولة البعث وبين تسلم القيادة. فمحاولة البعث الإسلامي هي الخطوة الأولى التي لا يمكن تخطيها!




ابو معاذ     
سيد قطب



[URL="https://www.facebook.com/SayyidQutb#"][/URL]




إن هذه الأمة لا تملك الآن - وليس مطلوبا منها - أن تقدم للبشرية تفوقا خارقًا في الإبداع المادي، يحنى لها الرقاب، ويفرض قيادتها العالمية من هذه الزاوية.. فالعبقرية الأوروبية قد سبقته في هذا المضمار سبقا واسعا. وليس من المنتظر - خلال عدة قرون على الأقل - التفوق المادي عليها!


فلابد إذن من مؤهل آخر! المؤهل الذي تفتقده هذه الحضارة!


إن هذا لا بعني أن نهمل الإبداع المادي. فمن واجبنا أن نحاول فيه جهدنا. ولكن لا بوصفه المؤهل الذي نتقدم به لقيادة البشرية في المرحلة الراهنة. إنما بوصفه ضرورة ذاتية لوجودنا. كذلك بوصفه واجبًا يفرضه علينا التصور الإسلامي الذي ينوط بالإنسان خلافة الأرض، ويجعلها - تحت شروط خاصة - عبادة لله، وتحقيقا لغاية الوجود الإنساني.


لابد إذن من مؤهل آخر لقيادة البشرية - غير الإبداع المادي - ولن يكون هذا المؤهل سوى العقيدة والمنهج الذي يسمح للبشرية أن تحتفظ بنجاج العبقرية المادية، تحت إشراف تصور آخر يلبِّي حاجة الفطرة كما يلبيّها الإبداع المادي، وأن تتمثل العقيدة والمنهج في تجمع إنساني. أي في مجتمع مسلم.


إنْ العالم يعيش اليوم كله في جاهلية من ناحية الأصل الذي تنبثق منه مقومات الحياة وأنظمتها. جاهلية لا تخفف منها شيئا هذه التيسيرات المادية الهائلة، وهذا الإبداع المادي الفائق!


هذه الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله في الأرض وعلى أخص خصائص الألوهية.. وهي الحاكمية.. إنها تسند الحاكمية إلى البشر، فتجعل بعضهم لبعض أربابا، لا في الصورة البدائية الساذجة التي عرفتها الجاهلية الأولى، ولكن في صورة ادعاء حق وضع التصورات والقيم، والشرائع والقوانين، والأنظمة والأوضاع، بمعزل عن منهج الله للحياة، وفيما لم يأذن به الله.. فينشأ عن هذا الاعتداء على سلطان الله اعتداء على عباده.. وما مهانة الإنسان عامة في الأنظمة الجماعية، وما ظلم الأفراد والشعوب بسيطرة رأس المال والاستعمار في النظم الرأسمالية إلا أثرا من آثار الاعتداء على سلطان الله، وإنكار الكرامة التي قررها الله للإنسان! وفي هذا يتفرد المنهج الإسلامي.. فالناس في كل نظام غير النظام الإسلامي، يعبد بعضهم بعضا – في صورة من الصور - وفي المنهج الإسلامي وحده يتحرر الناس جميعا من عبادة بعضهم البعض، بعبادة الله وحده، والتلقي من الله وحده، والخضوع لله وحده.












ابو معاذ     

في ظلال القرآن - سيد قطب








إنها الرحمة الواسعة التي تسع كل معصية . كائنة ما كانت وإنها الدعوة للأوبة . دعوة العصاة المسرفين الشاردين المبعدين في تيه الضلال . دعوتهم إلى الأمل والرجاء والثقة بعفو الله . إن الله رحيم بعباده . وهو يعلم ضعفهم وعجزهم . ويعلم العوامل المسلطة عليهم من داخل كيانهم ومن خارجه . ويعلم أن الشيطان يقعد لهم كل مرصد . ويأخذ عليهم كل طريق . ويجلب عليهم بخيله ورجله . وأنه جاد كل الجد في عمله الخبيث ويعلم أن بناء هذا المخلوق الإنساني بناء واه . وأنه مسكين سرعان ما يسقط إذا أفلت من يده الحبل الذي يربطه والعروة التي تشده . وأن ما ركب في كيانه من وظائف ومن ميول ومن شهوات سرعان ما ينحرف عن التوازن فيشط به هنا أو هناك؛ ويوقعه في المعصية وهو ضعيف عن الاحتفاظ بالتوازن السليم . .
يعلم الله سبحانه عن هذا المخلوق كل هذا فيمد له في العون؛ ويوسع له في الرحمة؛ ولا يأخذه بمعصيته حتى يهيء له جميع الوسائل ليصلح خطأه ويقيم خطاه على الصراط . وبعد أن يلج في المعصية ، ويسرف في الذنب ، ويحسب أنه قد طرد وانتهى أمره ، ولم يعد يقبل ولا يستقبل . في هذه اللحظة لحظة اليأس والقنوط .
ـــــــــ


ابو معاذ     
ندعوكم للمشاركة في صفحات الشهيد المفكر الذي رسم وهندس معالم هذا الطريق ولن تطمس معالمه الى يوم الدين باذن الله







الشَّهِيدُ الْمُفَكِّرسَيِّدَ

قُطْب






https://www.facebook.com/SayyidQutb


صفحة سيد قطب بللغة الانجليزية


https://www.facebook.com/pages/Sayyi...37149742975750


في التاريخ فكرة ومنهاج
https://www.facebook.com/pages/%D9%8...03795783019426
معالم في الطريق


https://www.facebook.com/pages/%D9%8...823248?fref=pb
مقومات اتصور الاسلامي
https://www.facebook.com/pages/%D9%8...68695353209460