عيد العمَال
عيد العمَال
كل سنة في الأول من شهر مايو يحتفل العالم أجمع بعيد العمّال كما أن هذا اليوم يُعتبر إجازة رسمية. فالعمل مقدّس مهما كان نوعه، بل هو بحد ذاته عبادة وحب العمل من حب الله. فالعامل هو الجندي المجهول الذي يقف وراء كل إنجاز في ظل الأنظمة الدولية. والعمّال الذين يعملون في ظروف مناخية مختلفة سواء تحت أشعة الشمس الحارقة في الصحراء أو في البلدان الحارة، أو في الأجواء المناخية الباردة التي تصل فيها درجات الحرارة إلى خمسين درجة مئوية تحت الصفر.. فأولئك الأسخاص يستحقون منا تحية ولفتة إنسانية.. فالشخص الذي لا يعمل يُعتبر "عطّال بطّال"، واليد البطّالة نجسة على رأي إخواننا المصريين.. ومن أقوال الفيلسوف اللبناني جبران خليل جبران عن العمل يقول: "ومن أحب الحياة بالعمل فقد وقف على أعمق سرّ من أسرارها." " وكل عمل لا خير فيه إلاّ إذا قامت به المحبة." فالعمل بدون حب كالزهرة بدون رحيق، كما أنني أشبه العمل بأم تعدّ الطعام لصغارها وتضيف عليه رشة من محبتها على حفنة من قلبها ورشفة من نفسها الطيب فيصبح للطعام طعماً لذيذاً ومميزاً لا يستطيع أشهر طهاة العالم أن يحضروا مثله.. لذلك يبقى أطيب وألذّ طعام بالنسبة لنا ذلك الذي تعدّه لنا أمهاتنا، وهكذا يكون العمل الذي يُنجز بمحبة واهتمام.. كما أنه ما من عمل وضيع بل هناك تفكير وضيع، فالرجل الذي يأتي كل صباح ليأخذ القمامة من أمام منازلنا ويؤدي عمله بشكل يومي دون كلل أو ملل، هو برأي لا يقل شأناً عن أي شخص يؤدي عمله بأمانة بصرف النظر في أي مجال يعمل. فالاختلاف يكمن في كيفية إنجاز كل منا لعمله، فالذي يعمل ويحب عمله يكون كالريح التي نفخت في القصبة وأصدرت موسيقى جميلة وعذبة.. فقيمة العمل الذي نقوم به تكمن في كمية الروح التي نصبها فيه لأن العمل الذي يُنجز بدون روح لا يثمر..
لنحرص على أن نحب عملنا ونحافظ عليه كالفلاح الذي يحرث أرضه ويبذرها ويسقيها ويعتني بها كل العناية كي تعطيه الثمر الذي ينتظره..
فالحياة قائمة على العمل ولا شيء سوى العمل. فالعمل يحارب الكسل والأفكار السلبية، فما قيمة الحياة بدون عمل؟؟؟؟ العمل هو أنشودة الحياة وبدونه لا يمكن للحياة أن تستمر. فكل عام وجميع العمّال بألف خير.
كل عام ونحن بخير