طفل معجزة حفظ القرآن و11 ألف حديث نبوي في 3 أشهر
طفل معجزة حفظ القرآن و11 ألف حديث نبوي في 3 أشهر
بحروف من نور، استطاع الطفل المصري شريف سيد مصطفى أن يكتب اسمه في سجلات التاريخ، فرغم أنه يبلغ من العمر (10 سنوات) فقط، فإنه نجح في حفظ القرآن الكريم بعشر قراءات مختلفة، كما استطاع حفظ (11) ألف حديث نبوي شريف، بمعانيها وتفسيراتها، خلال (40) يوماً فقط، بل وتمكّن من حفظ مئتي بيت شعر من "ألفية ابن مالك" في قواعد النحو.
الطفل المصري شريف سيد مصطفى
هذا الطفل المعجزة، قال لـ"أوان" إنه يحلم بأن يصبح طبيباً وعالماً في علوم الدين، ويتمنى أن يكون داعية مثل الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي قال عنه "إنه مثلي الأعلى، لأنه أفاد الأمة الإسلامية كلها بعلمه". ورغم انشغال شريف الدائم بالقرآن وعلومه، وبالأحاديث النبوية الشريفة، فإنه، مثل أي طفل عادي، يعشق ألعاب الكمبيوتر وكرة القدم.. ويهوى قراءة الشعر العامي، خصوصاً الشاعر عبدالرحمن الأبنودي.
في حي "منشأة ناصر" غربيّ العاصمة المصرية (القاهرة)، وبالقرب من مساجدها القديمة: الأزهر الشريف ومسجدي الحسين والسلطان حسن، نشأ الطفل المعجزة شريف، وحينما بلغ من العمر ثلاث سنوات.. لم يكن مثل بقية أقرانه، لا ينشغل سوى باللعب واللهو، إذ لاحظت عليه والدته إنصاته الدائم لشرائط القرآن الكريم التي تديرها الأم في المنزل، كما لاحظت أيضاً قدرته الفائقة على الحفظ والترديد وراء القارئ. ولأن الأسرة كلها متدينة، عهد الأب بطفله إلى أحد المساجد ليحفظ فيه الصغير القرآن، لكن حتى عمر سبع سنوات ونصف السنة، لم يحفظ شريف سوى أربعة أجزاء فقط.
لكن الشيخ سيد أبوعمار (معلّم شريف) اكتشف قدرته الفائقة على الحفظ بسرعة، فاتفق مع والده على التكثيف ليحفظ الصغير القرآن كله خلال ثلاثة أشهر فقط. وتفرغ الأب سيد مصطفى، الذي يعمل تاجر ملابس، لرعاية ابنه النابغة.. لكن المفاجأة كانت حينما اكتشف الجميع أن الطفل تمكّن من حفظ (20) جزءاً من أجزاء القرآن الكريم، خلال شهرين فقط. وبعد (25) يوماً أخرى، تمكّن من حفظ بقية أجزاء القرآن، تلاوة وتجويداً.
بعد ذلك، عهد الأب بابنه للشيخ سيد هارون، الذي تمكّن من اكتشاف كل مكنوناته، وأكمل معه تجويد القرآن، وحفظ المتون، وحينما اكتشف قدرته على الحفظ بسرعة، قرر تحفيظه القراءات المختلفة. ونجح شريف في اجتياز دورة حفظ القراءات بتفوّق، في ستة أشهر فقط، وكان يدرس معه فيها (30) شخصاً أغلبهم من رجال الدين في مصر وبعض الدول العربية، وكان شريف هو الطفل الوحيد بينهم. وعقب الانتهاء من حفظ القرآن بالقراءات العشر الصغرى، اتجه الطفل المعجزة إلى دراسة الحديث الشريف.. وبالفعل تمكّن من دراسة أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) بمعانيها وشروحها، خلال (40) يوماً فقط، رغم أنه محدد لتلك الدورة أربعة أشهر، على الأقل، لكي يجتازها أي شخص.
يمتلك شريف صوتا رخيما
في ترديد القرآن الكريم
وشريف طالب في الصف الخامس بمجمّع مدينة نصر النموذجي الأزهري، وهو طالب متفوق في دراسته، ويحتل دائماً المركز الأول على كل أقرانه. ويوم شريف مُقسم إلى ثلاث ساعات لقراءة القرآن ومراجعته، وساعة للمتون، وساعة للأحاديث، وساعتين لحفظ ألفية ابن مالك في قواعد النحو، والتي نجح شريف في حفظ (200) بيت منها حتى الآن. إضافة إلى ساعتين لمذاكرة واجباته المدرسية، وثلاث ساعات للعب والترفيه.
ورغم صغر سن شريف، فإنه حصد، خلال الأعوام القليلة الماضية، عدداً كبيراً من الجوائز في القرآن الكريم، إضافة إلى حوالي (30) شهادة تقدير في المدرسة والأزهر الشريف، إذ حصل على المركز الأول على مستوى محافظات مصر كلها (29 محافظة)، في حفظ القرآن الكريم لثلاثة أعوام متتالية (2008، 2009، 2010). كما كان الأول في الدورة الصيفية التي نظّمها الأزهر الشريف لحفظ القرآن العام (2008). ويقر الطفل الصغير بأنه كان يجد صعوبة، في البداية، في التفرقة بين القراءات.. لكن بكثرة التلاوة والتمرين، تمكّن من إتقانها جميعاً. ويضيف ضاحكاً "إذا كانت بدايتها مُحرقة، فنهايتها مشرقة".
ويمتلك "شريف" صوتاً رخيماً في ترديد القرآن الكريم، والطريف أن أشقاءه كلهم يحذون حذوه، فهو الأخ الأكبر لثلاثة أطفال آخرين: محمود (7 سنوات) وهو يحفظ حوالي ربع القرآن، وينوي والده تحفيظه القرآن كله مع نهاية الصيف المقبل. أما هاجر (5 سنوات)، فتسير على نهج أخويها، وتحفظ حالياً قصار السور. أما الأخ الأصغر، فمازال في الثانية من عمره.. وهو مُستمع جيد للقرآن أيضاً.
ولله في خلقه شؤون...
يا سبحان الله...
الله يعطيك العافية على الموضوع...
تقبل تحياتي.
مشكور