firehorse

0

1,240

تفاصيل الاحتفال بيوم الجلاء .. قبل 64 عاماً ( 17 - نيسان - 1946)



الوفود العربية في دمشق



فيما يلي أسماء الوفود العربية الرسمية التي اشتركت في مهرجان الجلاء الجامعة العربية أمين الجامعة العربية أمين الجامعة الأستاذ عبد الرحمن عزام





الوفد السعودي وزير الخارجية الأمير فيصل أل سعود والأمير منصور السيد بشير السعداوي مستتشار الملك الشيخ يوسف ياسين مدير الخارجية الشيخ فؤاد حمزة الوزير المفوض الشيخ صالح شطا النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى عبد الرءوف صبان أمين مكية الشيخ عبد الله الشبيبي عضو مجلس الشورى الشيخ محمد هزازي رئيس بلدية جدة إبراهيم سليمان من أركان النيابة العامة





الوفد المصري عبد اللطيف طلعت كبير الأمناء والسفير فوق العادة عبد العزيز بدر ومحمد حلمي من الدائرة العربية في القصر الملكي محمد يوسف ياور الملك وهناك وفد عن حزب الإخوان المسلمين





الوفد العراقي نجيب الراوي وزير المعارف فاضل جمالي مدير الخارجية نوري القاضي سكرتير مجلس الوزراء احمد الراوي الوزير المفوض في سوريا و لبنان عبد الجليل سكرتير المفوضية





الوفد اللبناني سامي الصلح رئيس الوزراء حميد فرنجية وزير الخارجية احمد الأسعد وزير الدفاع فؤاد عمون مدير الخارجية النواب رياض الصلح عبد الحميد كرامة حبيب أو شهلا الأمير مجيد أرسلان إبراهيم حيدر نقولا يسترس مدير التشريفات الزعيم فؤاد شهاب رئيس أركان حزب الجيش ناظم العكاري رئيس ديوان رئاسة الوزارة خليل تقي الدين سكرتير المجلس النيابي





الوفد الوطني مسلم العطار وزير الداخلية والعدلية عمر مطر وزير الاقتصاد عبد القادر الجندي مساعد الجيش العربي النائب صبري الطباع النائب عيسى عوض











يوم العيد الوطني



أفاقت دمشق صباح يوم الأربعاء 17 نيسان 1946 مبكرة جدا لتستقبل العيد الوطني عيد الجلاء و الإنعتاق وكانت دمشق على سعتها تضيق بالآلاف المؤلفة من البشر الزاحفة من كل حدب وصوب من محافظات سوريا ومن غوطة دمشق وأحياء دمشق ليشهدوا أول عرض من نوعه يقام منذ ربع قرن ولم تكد الشمس تبزغ حتى كانت الجماهير تحتل الأرصفة المؤدية إلى شارع الفاروق حيث أقيم العرض وتعتلي الأسطحة والشرفات وقباب التكية السليمانية لمكان العرض وتتزاحم على الأرصفة وفي الشوارع













حفلة العرض العسكرية



وفي تمام الساعة التاسعة بدأت وفود البلاد العربية تتوافد للسرادق المنصوبة وقد زينت أطرافها وحواشيها بالأعلام العربية ووقفت ثلة من طلاب مدرسة الشرطة ببنادقها قبالة السرادق للمحافظة على النظام كما وقفت موسيقى الجيش والدرك لاستقبال وفود البلاد العربية عند وصولها للسرادق وكانت الجماهير المحتشدة على جانبي الطريق تهتف من الأعماق كما وصل وفد من وفود البلاد العربية إلى مكان العرض





واكتمل عدد المدعوين في السرادق الكبير وكان يجلس في الصف الأمامي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل وشقيقه الأمير منصور فالسيد هاشم الأتاسي فعبد اللطيف طلعت باشا فالأستاذ فارس خوري ثم إلى جانبه رئيس الوفد العراقي فالأردني وجلس إلى يسار فخامة رئيس الجمهورية أمين الجامعة العربية الأستاذ عزام باشا فأعضاء الوفد اللبناني وجلس في الصفوف الأخرى الوزراء وممثلو البلاد الأجنبية وضباط الجيوش العربية والنواب وكبار الموظفين والمدعوين من مختلف الهيئات الوطنية في البلاد











موكب فخامة الرئيس الأول



وفي التاسعة والنصف تماما وصل موكب فخامة رئيس الجمهورية على سيارة مكشوفة والى جانبه دولة الرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع السيد سعد الله الجابري



وبعد أن تفقد فخامته القوات المصطفة على طول شارع شكري القوتلي





وصل فخامته إلى مكان العرض فصدحت موسيقى الجيش بالنشيد السوري وتعالت الهتافات ودوى التصفيق





وتسارع المصورون الصحفيون وكان عددهم يربو على الخمسين عدا المصورين السينمائيين لالتقاط الصور وبعد أن جلس فخامته في السرادق وبدأ الاستعراض العسكري على أصوات طلقات المدفعية وتحت مظلة من طائرات النسور العراقيين والمصريين فتعود بالذاكرة إلى يوم كانت هذه المدافع تقصف دمشق الآمنة بقنابلها ومتفجراتها والطائرات تلقي عليها وابل جحيمها فتزداد النفوس شعورا بالخلاص ونعمه



وتعالت الهتافات ودوى التصفيق من كل مكان ووصلت موسيقى الدرك تعزف الأناشيد وتتقدم العرض ووصلت خلفها كتيبة من جيوش البلاد العربية تحمل أعلام الدول العربية المشتركة في احتفالات عيد الجلاء فصفق الجمهور طويلا لهذا المشهد المؤثر الذي تشهده دمشق لأول مرة ووصلت قطعات الدرك فضباط الجيش السوري فموسيقى الجيش











مفارز الجيوش العربية في العرض



ابتدأ عرض المفارز من الجيوش العربية وكان في مقدمتها كتيبة م الجيش المصري بنظامها البديع يتقدمها ضابطان مصريان يحملان علم مصر ثم مرت مفرزة الحرس الجمهوري اللبناني بلباسها الأزرق وعلمها الجميل وتبعتها مفرزة الجيش العراقي ثم مفرزة الجيش العربي السعودي فمفرزة الجيش الأردني وقد قوبلت هذه الظاهرة العسكرية العربية بالحماس الشديد والتصفيق الحاد والهتافات المدوية بحياة ملوك العرب وأمرائهم ورؤسائهم





ومرت فرقة مدرسة ضباط الحربية للجيش السوري وتبعتها فرقة موسيقى الجيش الخيالة ثم فرقة المشاة حملة البنادق



وكانت فرق الفتوة بنظامها البديع وسلاحها مثار الإعجاب يتقدمها ضباط الجيش فصفق لها الناس طويلا





ثم مرت فرق فرسان الجيش وفرق الهجانة وهي تحدو وتدق الطبول فكانت كنفحة من الصحراء فيها كل ما في البداوة من مباهج



وابتدأ عرض الآليات التابعة للجيش السوري وفي مقدمتها سيارات النقل الكبيرة التي تحمل قوى البادية ثم سرية المخابرات والسيارات المزودة بالمدافع وتبعتها بعد ذلك السيارة التابعة لسرية المخابرات وتحمل الحمام الزاجل الذي انطلق وهو ملون بالإعلام العربية





ثم مرت دراجات الشرطة والدرك فمصفحات الدرك وعليها أسماء الشهداء من رجاله ثم سيارات الإسعاف فالدبابات وكانت تقابل كل هذه القوى بالهتاف والتصفيق



ومرت بد ذلك فرقة الموسيقى للكشاف ووراءها مفرزة من الكشاف يحمل أفرادها أعلام البلاد العربية وكانت ظاهرة تحريرية عرفتها دمشق لأول مرة عندما مرت السيدات منتظمات في فرق الكشافة فقوبلن بهتافات مجلجلة











لوحات العدوان الفرنسي



ثم مر الكاشفون يحملون لوحات تمثل العدوان الفرنسي الأخير كما تمثل معتقلات الأحرار راشيا والمزه وصورا أخرى تمثل هول جرائم الفرنسيين في تعذيبهم للمجاهدين الأحرار من أبناء هذا الوطن وكانت مفاجأة بديعة شاعت الحماسة بالنفوس عندما ظهرت سيارة ذكرت حتى بدت كباخرة الوحدة العربية وقد ظهر فيها السوري إلى جانب الفلسطيني واللبناني والأردني والعراقي والسعودي والمصري كل واحد منهم بزيه التقليدي وفي وسط جلست فتاة تلبس ثوبا ابيض وقد غلت يداها وتقدم منها عربي وإذا بها تفك قيودها وترمي بها فتعود حرة طليقة بعد أن كانت أسيرة مغللة بالأصفاد





وتتابعت المفاجآت فظهرت سيارات مجللة بالدمقس مزينة بالإزهار تحمل فتيات صغيرات يلبسن أثوابا هي العلم السوري بألوانه ويغنين أغنية وينثرن الرياحين على الضيوف ثم مرت سيارة فلسطين وتقدمت فتاة من رجل عربي يلبس الكوفية والعقال وصرخت بأعلى صوتها فلسطين يا فيصل فشعر كل من سمعها أن الجلاء عن سورية قد زاد بالمسؤولية الملقاة على عاتق السوريين لتخليص الجزء الجنوبي من بلادهم من بين أيدي الصهيونيين العتاة وعندما مرة سيارة تحمل نعشا مجللا بالسواد تحيط به صور شهداء البرلمان تعالت اللعنات على العتاة الظالمين المجرمين





ووصلت بعد ذلك فرق الرياضيين فقامت بحركات خفيفة رشيقة دلت على حسن تدريبها ونظامها مما الهج الألسن بالثناء عليها وتبعتها فرقة إسعاف الكشاف على الدراجات











حفنات من ترب المحافظات



وبعد انتهاء العرض العسكري تقدمت وفود المدن السورية لتضع بين يدي فخامة الرئيس حفنات من تراب المحافظات فكان لهذا الرمز الجميل معنى كبير في النفوس وهكذا انتهى العرض في جو حماسي لا يوصف









تخليد ميسلون والثورة السورية



وكانت الساعة قد بلغت الحادية عشرة والنصف عندما غادر موكب فخامة رئيس الجمهورية وبرفقته الضيوف وكبار المدعوين قاصدا المزه حيث جرى رفع العلم السوري على القلعة وسميت ثكنتان باسم الشهيد يوسف العظمة وسلطان باشا الأطرش وبعد أن ألقى رئيس هيئة أركان حرب الجيش الزعيم عطفه كلمة بين فخامة الرئيس قال فيها





يرتفع اليوم من هذه القلعة التي تطل على مدينة دمشق العلم السوري العربي بعد أن لبثت مدافع الأجنبي طيلة ربع قرن تهدد من جوانبها عاصمة بلاد الشام وهاهي جحافل الأجنبي تجلو عن أرضنا وهاهم أبناؤها من السورين يعودون فيدخلون هذه القلعة ويعود إلى بلاد الأمن والطمأنينة وهذا من ثمار جهودكم وجهاد هذا الشعب ومؤازرة البلاد العربية الشقيقة التي نرحب اليوم بوفودها





لن تكوني أيتها القلاع بإذن الله ويقظة حماتك بعد اليوم مبعثا للرعب ولن تتوج شرفاتك أسماء الطغاة المستعمرين بل ستعرفين إلى الأبد بأسماء شهدائنا وقادة جيوشنا المظفرة فهنا قلعة يوسف العظمة شهيد الواجب وهذه قلعة سلطان باشا الأطرش زعيم الثورة وتلك قلعة أبي عبيدة بن الجراح الفاتح المظفر وسنبقى صفا واحدا وقلبا واحدا تذود عنك وتحميك أيها العلم المفدى عاشت سوريا وعاش زعيمها وعاشت الأمة العربية عاش ملوكها وزعمائها





ثم عاد الموكب إلى العاصمة كما قصدت وفود كبيرة إلى ميسلون تنثر على جدث شهيدها يوسف العظمة الورود والرياحين وكانت دمشق خلال هذا الوقت تستغرق في نشوة طافحة من الأفراح والمواكب الشعبية وفرق الكشاف تطوف أرجاء المدينة وشوارعها بالأناشيد والأهازيج وعم المدينة شعور الطمأنينة والسرور وكانت مكبرات الصوت في جميع شوارع المدينة تتحف الآهلين بالأغاني الشجية والقصائد الرائعة في عيد الجلاء











حفلة الاستقبال في السراي وخطاب الرئيس



وفي الساعة الثالثة بعد الظهر وصلت مفارز من الجيش السوري تتقدمها موسيقاها فاحتلت مع رجال الشرطة الشوارع والطرقات المؤدية إلى دار الحكومة حيث أقيمت حفلة الاستقبال للتهنئة بعيد الجلاء واعد كل شيء ليلقي فخامة الرئيس الأول خطابه من شرفة السراي وكانت قوى الدرك المصطفة أمام السراي تؤدي التحية الرسمية للوفود العربية ووفود المدن السورية ووصلت الوفود على تتابع وكان يتقدمها وفد المملكة العربية السعودية ثم وفود العراق فشرق الأردن فلبنان فمصر





وفي الساعة الرابعة مساء وصل موكب فخامة الرئيس الأول فصدحت الموسيقى بالنشيد السوري وأدت التحية الرسمية القوى المصطفة أمام قصر الحكومة وبعد فترة استراحة قصيرة في مكتب رئاسة مجلس الوزراء اطل فخامته وحوله رجال الوفود العربية على الجماهير الغفيرة المحتشدة على الأرصفة وفوق السطوح وفي الشرفات فانفجرت الحناجر بالهتاف والأيدي بالتصفيق ومن شرفة دار الحكومة في مساء هذا اليوم العظيم القي فخامة رئيس الجمهورية خطابه التاريخي





وبعد الانتهاء من الخطاب اخذ فخامته يتقبل التهاني في بهو الرئاسة فاستقبل الوفود العربية كما استقبل وفد فلسطين الذي انضم ناليه فرقة من النجادة العربية في يافا وكانت قد وصلت في تلك الساعة من فلسطين



وبعد أن تناول المدعوون الحلوى غادر موكب فخامة الرئيس الأول دار الحكومة عائدا إلى القصر الجمهوري











نشوة الظفر تغمر النفوس



وشعرت العاصمة عند الأصيل بنشوة الظفر فارات المواكب وتجمع ألاف من الناس في ساحة المرجة يستمتعون إلى الأغاني والمقطوعات التي تذيعها محطة دمشق اللاسلكية



وتلالا الأضواء في الشوارع وعلى الدوائر الرسمية والشرفات وتوقفت حركة السير في الطرق المؤدية إلى ساحة المرجة واعتلى المتفرجون اسطحة الفنادق والمنازل وراح الجميع في غمرة من الفرح يصفقون ويهتفون



وفي الساعة الثامنة مساء أقام رئيس الوزارة مأدبة عشاء فاخرة على شرف الوفود العربية في فندق اوريان حضرها فخامة رئيس الجمهورية وكبار الشخصيات العربية وتبعتها في الساعة العاشرة حفلة ساهرة أقامها دولته أيضا على شرف الضيوف تبعها مقصف فاخر وقد استمرت حتى ساعة متأخرة من بعد منتصف الليل



ولم تنم دمشق طلية ليل الخميس وأن للنوم أن يداعب جفون من فيها من الناس والنور والأسهم النارية والزغاريد والمشاعل والرقصات والأغاني والألعاب تملأ جو دمشق بهجة وروعة وسرورا



وهكذا انقضى يوم العيد الأول والناس في فرح دائم ومرح متواصل حتى أن بعضهم جعل من الحدائق فراشا فأغفى بضع ساعات ريثما يطلع فجر يوم الخميس فتتجدد الأفراح وتنطلق الأرواح من جديد لتتملى بمباهج هذا العيد











اليوم الثاني من العيد



وفي الساعة التاسعة والنصف من صباح الخميس وصل موكب فخامة رئيس الجمهورية إلى موضع النصب التذكاري أما حديقة التجهيز الأولى وقبالة معهد الحقوق وهو المكان الذي نصب فيه السرادق في مقدمته وبعد أن عجنت أتربة المحافظات السورية وضع فخامته الطين في أساس النصب وقال باسم الله أضع الحجر الأساسي لنصب الشهداء من أبناء هذا الوطن ثم وضع بيده الحجر





وألقى وزير المعارف والعدلية الأستاذ صبري العلي أمام فخامته كلمة استعراض فيها جهاد الأمة وما بذلته من دماء خلدت في هذا النصب التذكاري





عواطف الأمة العربية في مهرجان الجلاء عن سوريا



وفي الساعة العاشرة والنصف جرت حفلة خطابية كبرى حضرها فخامة رئيس الجمهورية العربية السورية وألقت فيها خطب الوفود العربية وقصائد الشعراء وكانت أجمل حفلات موسم الجلاء التاريخي











حفلة الرئيس في قرية بالا



وما انتهت الحفلة الجامعة قرب الساعة الثانية إلا لتبدأ حفلة رائعة أخرى هي المأدبة الفخمة التي أمر فخامة الرئيس الأول بإقامتها في مزرعة بالا في الغوطة فقد نظم موكب المدعوين في رتل كبير من السيارات تبع الموكب فخامة الرئيس عبر طريق الغوطة التي لبست حلة سندسية رائعة كانت بهجة للعيون وفتنة للقلوب وقد سمعت من كثير من المصريين والعراقيين والأجانب يغيطون سكان دمشق على هذه الجنة التي يعيشون في وسطها



وفي بالا مدت الموائد العامرة بأفخر المأكل والحلويات بين الأشجار والرياض فأكل المدعوون وعددهم لا يقل عن ثلاثمائة هنيئا وقضوا ساعتين مغمورين بكرم ضيافة الرئيس وروعة مناظر الفوطة وسحر الجو وعبق الرياض











حفلة الملعب البلدي



وبعد تناول طعام الغداء في بالا قصد موكب فخامة الرئيس الأول ومعه الضيوف الكبار الملعب البلدي في المرج الأخضر وكانت الجماهير الغفيرة تحتل بشكل دائرة واسعة جميع أطراف الملعب لاصطفت على طول شارع التكية السلطان سليم وطريق المستشفى الوطني فرق الجيش السوري والشرطة لاستقبال فخامة الرئيس الأول وكبار المدعوين في السرادق المنصوب خصيصا لهذه الغاية والمحلى بالإعلام دول الجامعة العربية وكانت الساعة قد بلغت الرابعة بعد عزف النشيد السوري بدأت الألعاب بحركات منضمة قام بها رجال الجيش على الخيل استرعت انتباه المدعوين





وقامت فرقة الجيش بعملية نقل جرحى على الخيل اثر معركة وهمية قامت بها الفرقة الشركسية وكانت عملية تدل على مهارة منقطعة النظير وقام بعد ذلك فريق من الجيش بإجراء حركات بهلوانية على الخيل دلت على جرأة نادرة كما جرت حركات جمناستيكية على الخيول والتقط الجنود وهم ركوب الخيل تسير بسرعة أمتعة من الأرض وجرى القفز على الحواجز من نار بالخيل وكانت ناجحة إلى ابعد حد



وابتدأت بعد ذلك الألعاب الرياضية فقامت فرق المدارس الابتدائية والثانوية بحركات سويدية وتشكيل أهرامات مختلفة وسباق لمسافة مئة متر وقفز على الحبال بارتفاع كبير



وكانت الساعة قد تجاوزت الخامسة والنصف عندما غادر موكب فخامة الرئيس والضيوف الملعب البلدي











أخر ليلي المهرجانات



وفي الليل أقامت المواكب الشعبية مهرجاناتها التقليدية وكانت تهزج وترقص فرحا لخلاصها من الأجنبي وقد كانت عراضات الأحياء تصل تباعا إلى ساحة المرجة وتطوف حولها ثم تعود إلى أحيائها وقد استمرت هذه المهرجانات حتى ساعة متأخرة من الليل





لم تأزف الساعة العاشرة قبل ظهر يوم الخميس الماضي حتى كانت ساحة الثورة تغص بمواكب المجاهدين الذين توافدوا من مختلف الأحياء والقرى تهزج وتلعب بالسيوف ومواكب الأحزاب القومية والطلاب والعمال وقد انتظمت كلها في موكب واحد سار في مقدمته فرسان ٍلمجاهدين فحملة رايات الدول العربية تتقدمها الراية العربية فراكبو الدراجات ومن ورائهم الأمير عادل أرسلان والسيد نسيب البكري والدكتور أمين رويحة وعزة دروزة وغيرهم من كبار المجاهدين بعراضاتهم وأهازيجهم فسيارة كبيرة مزدانة بالأعلام والسجاد وفيها مكبر الصوت تذاع منه الخطب وكلمات تأييد مطالب الأقطار العربية وتمجيد الشهداء ومن ورائها لوحات كتب عليها أسماء الحزب العربي وحزب البعث القومي والقوميين العرب ومن ورائها رجالات هذه الأحزاب وموكب الطلاب يحملون لوحات كتب عليها كلمات بتأييد العراق في طلب الجلاء عن أراضيه وطرد اليهود من فلسطين وجلاء الأجنبي ووحدة وادي النيل وطلب الجلاء عن شرق الاردن واستقلال ليبيا والإمارات العربية وإنقاذ شمال إفريقيا من الاستعمار الفرنسي وإنقاذ لواء اسكندرونة والأراضي المغتصبة من سورية ومن ورائهم موكب العمال ولما بلغ الموكب دار البرلمان حيا شهداءه أثناء العدوان الفرنسي وألقى احد الطلاب كلمة بتمجيدهم ثم سار الموكب حتى بلغ نزل اوريان بالاس حتى ألقى الأمير عادل ارسلان والسيد نسيب البكري وغيرهما من المجاهدين كلمات بتمجيد من نعم الاستقلال والجلاء ثم سار الموكب من شارع النصر وفي نهايته القي الأستاذ ميشيل عفلق كلمة قومية رائعة وفي ساحة الشهداء ألقى الأمير احمد الشهابي كلمة طيبة كما وضع منظمو الموكب أكليلا من الزهور في المكان الذي علقت فيه أول قافلة شهداء الذين صرعهم جيشنا الباغي في قرى الغوطة في خريف عام 1925 وأعلنوا انتهاء الموكب فتفرق المحتفلون بنظام وهدوء .









عن صحيفة بردى – نيسان 1946



التعليقات (0)