ثلاثة مليمترات فصلته عن الموت .. " وسام " رضيع كتبت له الحياة بعدما اخترق جمجمته قضيب معدني

كانت نبرات صوت والد الرضيع مبحوحة يخالطها التأثر العميق فهو الذي شاهد ابنة في عداد الأموات ، يحاول أن يحرك رأسه الصغير دون جدوى بعدما اخترقه قضيب معدني من الخلف وبرز من رأسه من الجهة الأمامية بطول 7 سم ويراه الآن وقد كتب له عمر جديد ...

يتوقف قليلا عن الحديث وبنظرة مليئة بالعشق الأبوي يرمق طفلة وهو لا يصدق " انه يبتسم ويعيش بفعل العناية الإلهية وجهود عظيمة لكاد طبي سوري " في المشفى الطبي الجراحي بحمص .

وروى الأب القصة لـ عكس السير بالقول " كنت في زيارة لبيت أهلي عندما اخبروني أن ابني الرضيع الذي لم يتجاوز عمرة 9 أشهر ( وسام ) اخترق رأسه قضيب معدني عندما كانت تحمله اخته حيث أصابه أخوة بالقضيب الذي اخترق رأسه من الخلف وبرز من الجبهة ولا استطيع وصف اللحظات تلك فحملته بسرعة إلى الدكتور رياض إدريس في منطقة حسياء (جنوب حمص ) وطلبنا منه أن يفعل أي شئ والرضيع يحاول تحريك رأسه وبلحظة تعاطف سحب الطبيب القضيب وطلب منا التوجه فورا إلى المشفى فنقلناه إلى المشفى الطبي الجراحي في حمص".

وقال ممرض الإسعاف في المشفى " بهجت حمدوش " لـ عكس السير" قمت بشكل عفوي بأخذ الرضيع من حضن والده وركضت به الى قسم العناية المشددة واتصلنا بالكادر الطبي وريثما حضروا قمنا بما يلزم من إنعاش وفتح أوردة وبأقل من عشر دقائق حضر الدكتور عمار السعد وطبيب التخدير وأدخلناه إلى التصوير الطبقي المحوري ومن ثم إلى غرفة العمليات الاسعافيه "

وبدوره قال الطبيب الجراح " عمار السعد " لـ عكس السير " تبين لنا ان دخول القضيب المعدني كان من الناحية القفوية ودخلت إلى الدماغ شظايا عظمية ناجمة عن كسر في الجمجمة وخرج من الجبهة وكسر العظم وان مسار القضيب المعدني داخل الدماغ رافقه نزف ضمن البطين الجانبي الأيسر وتم إجراء عمل جراحي له لارقاء النزف ونزع الشظايا ".

وتابع " ثناء العمل الجراحي تم كشف منطقة الدخول بشكل واسع وتحرير الشظايا العظمية الداخلة إلى الدماغ ونزعها وتنظيف الجرح من الداخل والخارج من الشعر والشظايا العظمية وبعد الاطئمان على حاله الجرح وإيقاف النزيف تم إغلاق الجافية برقعة من جلد الفروة ووضع مفجر وإغلاق الجرح "

وعن وضع الطفل بعد العمل الجراحي قال الدكتور "السعد " كان الطفل بعد العمل الجراحي معرض لاختلاطات كبيرة منها : تكرر النزف بسبب الأوعية العميقة ، و التهاب الجرح نتيجة الأشعار ، و الاستسقاء الدماغي نتيجة النزف في البطينات وصغر عمر الرضيع فتم استدعاء الطبيب اسكندر ديب لمتابعة العناية المشددة للطفل حيث تمكن من تجنب الاختلاطات بعد العمل الجراحي ".

واستطرد " واحتاج الطفل إلى نقل دم وتغطية واسعة للمضادات الحيوية وبقي في العناية المشددة أربعه أيام ومن ثم نقل الى قسم الأطفال من اجل النقاهة بعد العمل الجراحي وكما أن وضعة ممتاز وبدأ يأخذ الرضاعة الكاملة من والدته ولا يوجد استسقاء ولا حرارة ولا نزف وكما انه لا يوجد لدية إصابة عصبية كبيرة في الحواس والأطراف باستثناء وجود ضعف بسيط جدا بحركة اليد اليمنىو سيتم متابعة علاجه مع مرور الوقت " .

يذكر أن حالة الرضيع " وسام " من الحالات النادرة والتي تم شفاؤها و بحسب الدكتور " عمار" فإنه لو انحرف القضيب المعدني ثلاث مليمترات لضرب الجيب السهمي على الخط المتوسط للدماغ الأمر الذي كان سيؤدي حتماً لموت " وسام " .

محمد علي الضاهر - عكس السير - حمص