اهل زمان اخترعوا " بنزين متجمد في حبوب" ( 1945 )
الاستاذ ( لابور) يقوم بتجربة الجهاز الذي ابتكره لتجميد البنزين وجعله حبوب
بنزين متجمد في حبوب
الهلال – اذار 1945
http://www.buildexonline.com/plan2010
بعد التجارب وبحوث عدة , وفق العالم الفرنسي الشاب الاستاذ (( بوتوس لابور )) الى اختراع وقود متجمد للطائرات , تحتويه حبوب صغيرة غير قابلة للالتهاب
ان المادة التي تحتوي عليها أقراص ((الكاربوروليت)) – وقود الطائرات الجديد – ليست سوى مادة (( البنزين )) المستعمل الأن . ولكنه يتجمد بطريقة علمية , ويصنع حبوبا صغيرة جيلاتينية غير قابلة للاحتراق
ومن هنا , كانت أولى مزاياه أنه يجعل الأمل كبيرا في انقاذ ركاب الطائرات التي تسقط على الأرض . أذ أنهم في معظم الأحيان يذهبون ضحايا التهاب البنزين
ولو أن قنبلة سقطت على مستودع هذه الحبوب في الطائرة , فالتهب ما في داخلها من البنزين تأثرا بشدة الانفجار , فأن الحرارة التي ستنشأ عن ذلك سرعان ما تؤثر في الغلاف الجلاتيني لسائر الحبوب فيتصلد هذا الغلاف , فكأنه الصيني – فيحمي من الحريق ما بداخله من البنزين
أما المزية الثانية الكبرى لهذا الوقود الجديد فهي الاستغناء عن تلك الصهاريج الضخمة التي ينقل فيها البنزين برا وبحرا , وتفوح منها رائحة كريهة , وتكلف نفقات باهظة بسبب عودتها الى قواعدها فارغة , فضلا عما تسببه من أخطار الحريق .
فهذه الحبوب الجديدة يمكن نقلها من مكان الى أخر , كما تنقل أية سلعة غير خطيرة ولا قابلة للتلف , وذلك بوضعها في صناديق أو أكياس مستقلة , بلا حاجة إلى تلك الصهاريج
ومزية ثالثة لهذا الوقود أنه غير قابل للتبخر , وبذلك يوفر استعماله 15% من استهلاك البنزين العادي . كما ان ثمنه أقل , فان الطن منه في أمريكا لا يزيد ثمنه على سبعين فرنكا
وأما طريقة تجميده فهي سهلة جدا لا تكلف الا أقل الجهد و الوقت بفضل الجهاز الخلص المبتكر لذلك . وهو ينتج في عشر دقائق من هذا الوقود ما يعادل 5000 ليتر من البنزين العادي !
هذا , وقد بدا الاستاذ لابور بحوثه وتجاربه الخاصة بالوقود الجديد منذ سنة 1934 , ولم يوفق الى النتيجة النهائية الا في سنة 1942 . وكانت فرنسا محتلة في ذلك الوقت فحاول الألمان و اليابانيون أن يحصلوا منه على سر هذا الاختراع وعرضوا عليه مكافأت مالية مغرية . ولكنه رفض وظل محتفظا لنفسه بسر اختراعه حتى تم تحرير وطنه فاتصل بحكومته واتفق معها على أن يسافر الى امريكا , ليواصل بحوثه هناك في سبيل محاولة استخدام وقوده المتجمد في الصناعات الحديثة . فرحبت به وزارة الحربية الأمريكية , ووضعت تحت تصرفه ما احتاج اليه من معدات ونفقات
وقد انشئ في أمريكا أول مصنع لانتاج المحركات التي تدار بالوقود المتجمد الجديد . ولن تمضي أشهر معدودة حتى يخرج هذا المصنع أول محرك من هذا النوع . وسيكون أشبه بطاحونة تطحن حبوب البانزين المتجمد واحدة واحدة بفرقعة الغلاف الجلاتيني المحيط بها , و تحويل ما في داخله مباشرة الى غاز فلا تكون هناك ضرورة الى اسالته ثم تفويره أخر الأمر , كما هو الشأن الأن في محركات الطائرات و السيارات
شكرا على الخبرية