firehorse

39

2,065

مجلة تنشر قصة عن فتاة سورية اصبحت جدة وهي في الـ 30 من عمرها (1963)



ايضا في هذا الموضوع تقدم مجلة الدنيا ايضا في العدد لذي صدر في 3 أب - 1963 بعد انقطاع دام اكثر من ثلاث سنوات ، نوعا اخر من المادة الصحفية والتي تسمى "الحالة الانسانية" او "الفيتشر" ،



http://www.buildexonline.com/plan2010


حيث يسلط كاتب المقال الضوء على حالة الزواج المبكر من خلال عرض حالة " اصغر جدة" وهي فتاة لم تتجاوز من العمر الـ 30 عاما.





حكاية اصغر واجمل جدة في سورية



دمشق – من الأنسة غابة :



أنا لست من انصار الزواج المبكر .. واعتقد ان الزواج شراكة تتطلب من الطرفين وعيا كبيرا واحساسا بالمسؤولية ورصيدا من التجربة والمادة ..



ولست من أنصار التقارب في السن بين الزوجين .. واعتقد بأن الرجل يجب أن يكون أكبر سنا من شريكة حياته بما لا يقل عن عشرين عاما .. وتن آدم أكبر من حواء بعشرين سنة ..



ومشهد رجل في الاربعين وزوجة في العشرين – المشهد قد يثير تعليق الناس – في نظري مشهد طبيعي ومحبب ما دام في وجه الزوجة وهي تنظر الى رجلها الاحترام و الطمأنينة وما دام في وجه الزوج الحنان و التقدير



سيدة (الفيلا ) :



هذا الكلام كله , وأكثر منه , كان يدور في رأسي وأنا في الشارع الانيق أسير نحو ( فيلا ) أجمل وأصغر جدة في سورية .. وكنت استعيده بكثير من التخوف لانني أؤمن أيضا بأنه لاقيمة لمبادئنا مهما دعمتها حججنا أذا لم تتجسد هذه المبادئ في واقع .. في حقيقة متحركة قوامها لحم ودم وبشر ومجتمع .. وأنا ذاهبة لمقابلة حقيقة جميلة تخالف نظرياتي الشامخة .. وتواجهها ببراءة وبساطة .. وفتحت لي الباب ببراءة وبساطة السيدة فائزة زوجة الاستاذ حسن الست .. المرأة التي صارت جدة من ست سنوات أي حينما كانت في الثلاثين من عمرها .



ووجدتني أتبعها الى غرفة الاستقبال الانيقة .. ووجدتني انصت لصوتها المغناج الهامس , وهي تحكي حكاية كفاح من أجل الموسم الأخضر , ( والفستان ) المخمل الأزرق الذي حصلت عليه , وقبل فوات الأوان .





زواج مبكر :



قالت : كنت في الرابعة عشرة من عمري يوم تزوجنا , وكان هو في التاسعة عشرة .. ونقلت بصري بسرعة الى الزوج الذي كان يجلس مقابلا لزوجته .. وكان في عينيه الزرقاوين يريق ذكرى وديعة وداعة عيون القطط المستسلمة لدفء موقد في ليلة شتاء طويلة .. انهما سعيدان ..



هذا أقل ما يستطيع أن يدمدم به الانسان وهو يراهما يحدقان في ( موكب ) أطفالهما الداخل الى الغرفة لتحيتي .. أما انه ( موكب ) فهذه هي الحقيقة .. انهم تسعة بين أولاد و احفاد .. ستة أولاد وثلاثة أحفاد . وعاد صوتها الهامس يقول فيما يشبه الصلاة : تزوجنا رفن تخوف الاهل من هذا الزواج المبكر .. كنا قريبين .. اضظررناهم للقبول . ترك المدرسة كي يعمل . ومنحه أبوه رأسمال صغيرا استعان به على افتتاح محل تجاري صغير ( نوفوته ) يحمل اسم ( حسن الست ) .. وكتن حسن الست يومئذ في العشرين من عمره .





الكفاح المشترك :



واستمرت السيدة فائزة ( تمزمز ) حكاية النصر بين شفتيها وتستعيد مراحلها .. قالت انها صارت أما قبل أن تبلغ عامها الخامس عشر .. وقبل أن يبلغ زوجها العشرين !! وكانت الى جانب أعبائها المنزلية تساعد زوجها في عمله حينما وجد في نفسه ميلا كبيرا الى مزاولة تجارة البناء , فترك وكأنه بعد أن ربح منها ما أهله لان يعيد لابيه رأسماله الأول ..





أيام شاقة :



ستة أولاد وزوج مرهق دائما , وطموح يهز أركان البيت ويدفع به الى الاعلى في صعود مرهق ملذ .. وأعوام طويلة تمر , و المرأة ما زالت جميلة , والزوج مازال شابا و الاولاد يكبرون و المسؤوليات تزداد .. لا بد من انها كانت أعواما متعبة ويضحك صوتها الهامس ( منذ عامين فقط سمحت لخادمة بالدخول الى بيتي .. انني أحب أن أعمل بيدي .. الاشياء كلها بيدي ) .





النصر :



وماذا بعد ؟ لا تجيب .. لاحاجة بها لان تجيب .. كل ما حولها ينطق .. الفيلا الفاخرة في أبو رمانة .. الصحة و السعادة في وجوه الاطفال و البنات الامهات .. انها قد فرغت من صنع حكايتها وهي اليوم مشغولة ببناتها .. و الزوج أضحى من أشهر تجار البناء في دمشق ..





وزواج أخر :



ابنتها الكبرى تزوجت كما فعلت امها .. كانت في الرابعة عشرة من عمرها وكان الزوج في العشرين . ولهما اليوم طفلان .. واعوام من الكفاح المشترك ليست .. طويلة بعد .. لقد قررت أن تتبع خطة امها في الحياة .. و الاخت الثانية أيضا .. أنها فخورة بطفلها الجميل .. وهما واثقتان من أن ( فستان المخمل الازرق ) سوف يجئ أيضا قبل فوات الاوان ..





خصام العصافير :



سألت السيدة فائزة : هل تتشاجران ؟



وكالعادة , اجابت أبنتها ملك , الحسناء الحالمة ذات العيون ال ( آفاغاردنرية ) أجل .. انهما يشتاجران احيانا .. لكننا نجعلهما يصطلحان سريعا ..



ولمن تنحازون بالاحرى ( تنحزن ) .. وعادت ملك تجيب : لصاحب الحق .. وعادة يكون الحق مع ماما !! .. وضحك ( الجد و الجدة ) فر مرح ..





آدم وحواء :



سألتها : اعتقد أن الفرق بين آدم وحواء كان يزيد عن العشرين سنة .. ما رأيك ..



قالت : لا .. الفرق بينهما خمسة أعوام .. وضحكت وانا أطرح 35 من 40 .. فقد فهمت ما تعني .



مارأيكم ؟ .. مارأيكم ..



أنا ما زلت على رأيي ضد فكرة الزواج المبكر .. وما زلت أؤمن بأن الحقيقة الجميلة التي رأيتها لم تكن أكثر من صدفة .. فخصام العصافير بينهما لا بد وأن يستحيل الى خصام طيور ( جارحة ) بين أي زوجين مراهقين في مثل سنهما .. ما رأيك أنت ؟ . لماذا لا تجرب ؟..





اغراء كبير :



لماذا لا تجرب .. انها في نظري مغامرة خطيرة , لكنك , ان استمعت الى الجدة الفاتنة و الجد الشاب خرجت مسرعا نحو أول ( مأذون ) .. تقول السيدة فائزة : ان زواج الصغر ينطوي على حياة مليئة بالمغامرة و الكفاح . وهنالك ميزة أخرى عاشتها السيدة فائزة : لا شيئ أجمل بالنسبة للمرأة من أن ترى في بناتها صديقات لها يقاربنها سنا وتفكيرا .







الدنيا الجديدة – 3 اب - 1963





أخبار وصحف زمان : باب جديد يتم تقديم اخبار ومقالات ومواد نشرت في صحف ايام زمان من الصحف السورية او الصحف التي كانت رائجة في بلادنا ، والغاية تعريف السادة القراء بالاحوال والاحداث التي مرت على سورية في العصر الحديث ، والتقديم للاعلام السوريين والعرب من خلال نتاجهم او اخبارهم مما ننشر في صحف ومجلات القرن الماضي

التعليقات (3)

غريب1     
الحمدلله على الصدفة الحلوة
firehorse     
كمان حلوة شبها
غريب1     

شكرا على هذا الخبر القديم ......... شوف جدااااااااااااااات اليوم