الكهرباء والترام والماء بحلب نشر في مجلة القربان ، القربان العدد الاول ايار 1929 السنة الرابعة
نشر في مجلة القربان ، القربان العدد الاول ايار 1929 السنة الرابعة
صاحب المجلة ومحررها هو القس اغناطيوس سعد
بدأت الشركة باستثمار النور الكهربائي والتزام منذ أول يوم من السنة الحالية ولا تزال مثابرة على إكمال النقائص بهمة تشكر .
وبنايات الشركة كما يظهر من الرسم أعلاه هي غاية في الإتقان وتتألف من بناية الإدارة حيث يقيم في الطابق الأعلى مدير الشركة مع أسرته وفي الطابق السفلي موظفو الإدارة وأمام تلك البناية بناية ثانية ضخمة تستوعب المحركات الكبيرة مع آلات اللازمة لإعطاء القوة الكهربائية . وقد اتيح لنا أن نزور ذلك المعمل الكبير فدهشنا من ضخامة آلاته وانتظام تركيبها وترتيبها الفني فكان يخيل إلينا أننا في أحدث المصانع الأوربية العظيمة . وبالقرب من ذلك المصنع سلم حديدي يعلوه خزّان
جسيم تدفع المحركات الماء إليه فتنصب منه في مراكز التبريد ومنها تتابع دورتها نحو المحركات الأساسية وهلم جرا وتجد في الجهة الأخرى بناية المستودع فبناية معمل التصليح فبناية مستودع القاطرات وكلها ظاهرة في رسمنا . ومما يجدر بالذكر أن جميع هذه الآلات هي من أحدث ما توصل إليه الفن فقد راعت الشركة في ذلك مصلحة الأهلين والمساهمين معاً .
أما كيفية فوز حلب بهذه المشاريع الضرورية فهو أنه لما تأكد لديها أن ما تطلبه من برنامج الأعمال يفوق مواردها وأن المدن الأوربية الصغيرة حتى الشرقية الأقل أهمية منها قد تقدمتها في مضمار الرقي رأت من واجبها لسرعة تحقيقي مشاريعها أن تعهد من أهم المصالح الصناعية التي تستلزمها المدنية الحديثة من كهرباء ووسائط التنقل المشترك والماء إلى شركة تقدم الأموال الضرورية لوضعها في حيز العمل فابرمت عقود الامتياز مع شركة كهرباء حلب ولم يمض الكثير من الزمن حتى ظهرت هذه المشاريع لعالم الوجود وقل من ينكر الفوائد العظيمة التي تستفيدها حلب من الكهرباء والتزام .
فالتزام يقرب المسافات البعيدة ويوفر الوقت ويسهل الأعمال ويزيد المدينة عمرانا وازدهاراً بتمهيده السبيل إلى إنشاء الأبنية حول البلدة المترامية الأطراف كما جرى في مصر وغيرها من المدن الكبيرة .
والفوائد الاقتصادية الناجمة عن استعمال الكهرباء هي جليلة عديدة ففضلاً عن أن النور الكهربائي هو أرخص من نور عادي يعادله فهناك مصانع ومعامل تستفيد من القوة الكهربائية لتشغيل ألاتها ولابد لأرباب مختلف المصانع والمعامل أن يستبدلوا آلاتهم بآلات جديدة حديقة لإتقان مصنوعاتهم ومزاحمة ما يستورد من الخارج ثم سرعةً في العمل واقتصاداً في النفقات
ومن المسائل الحيوية التي تهم حلب في الدرجة الأولى جر المياه إليها .
فلا يزال الجميع يذكرون المعارك الهائلة التي تنشب عادة في كل صيف قرب العيون في سبيل الحصول على الماء . فتحقيقاً لهذه الأمنية العظمى عهدت بلدية حلب إلى إدارة شركة الكهرباء في إسالة المياه إلى المنازل فشرع مدير هذه الشركة الفاصل المسيو ليموزي في درس المهمة من جمع وجوهها مواليا التنقيب عن طبقات موارد المياه ليتمكن من إبراز هذا المشروع الحيوي الخطير إل حيز الوجود بأقرب وقت فيعطي البلدة كما تعهد للبلدية في كل يوم خمسة عشر ألف متر مكعب من الماء توزع على أحياء البلدة والبيوت . ولنا الأمل نظراً لما اظهره حضرة المدير المشار إليه من الخبرة والدراية والحزم والمقدرة في تحقيق مشروعي الكهرباء والتزام أن تتمتع حلب في القريب العاجل على يده بألذ أحلامها وأحلاها فيصبح من أعظم المحسنين إليها .
وقبل أن نختم الكلام لابد لنا أن ننشر كلمة ثناء طيب على مدير القسم التجاري للشركة السيد جورج أرسان الذي يتولى رئاسة شؤون الشركة التجارية بلطف ونشاط حبب هذه الشركة إلى جميع الناس .
الأمطار : خطلت في حلب وأطرافها في أواخر نيسان أمطار غزيرة بعد أن انقطعت زهاء 35 يوماً فانتعشت الأمال وهبطت أسعار الجبن والحنطة والسمن .
صاحب المجلة ومحررها هو القس اغناطيوس سعد
بدأت الشركة باستثمار النور الكهربائي والتزام منذ أول يوم من السنة الحالية ولا تزال مثابرة على إكمال النقائص بهمة تشكر .
وبنايات الشركة كما يظهر من الرسم أعلاه هي غاية في الإتقان وتتألف من بناية الإدارة حيث يقيم في الطابق الأعلى مدير الشركة مع أسرته وفي الطابق السفلي موظفو الإدارة وأمام تلك البناية بناية ثانية ضخمة تستوعب المحركات الكبيرة مع آلات اللازمة لإعطاء القوة الكهربائية . وقد اتيح لنا أن نزور ذلك المعمل الكبير فدهشنا من ضخامة آلاته وانتظام تركيبها وترتيبها الفني فكان يخيل إلينا أننا في أحدث المصانع الأوربية العظيمة . وبالقرب من ذلك المصنع سلم حديدي يعلوه خزّان
الصور كما وردت في المجلة منذ 80 عاما
جسيم تدفع المحركات الماء إليه فتنصب منه في مراكز التبريد ومنها تتابع دورتها نحو المحركات الأساسية وهلم جرا وتجد في الجهة الأخرى بناية المستودع فبناية معمل التصليح فبناية مستودع القاطرات وكلها ظاهرة في رسمنا . ومما يجدر بالذكر أن جميع هذه الآلات هي من أحدث ما توصل إليه الفن فقد راعت الشركة في ذلك مصلحة الأهلين والمساهمين معاً .
أما كيفية فوز حلب بهذه المشاريع الضرورية فهو أنه لما تأكد لديها أن ما تطلبه من برنامج الأعمال يفوق مواردها وأن المدن الأوربية الصغيرة حتى الشرقية الأقل أهمية منها قد تقدمتها في مضمار الرقي رأت من واجبها لسرعة تحقيقي مشاريعها أن تعهد من أهم المصالح الصناعية التي تستلزمها المدنية الحديثة من كهرباء ووسائط التنقل المشترك والماء إلى شركة تقدم الأموال الضرورية لوضعها في حيز العمل فابرمت عقود الامتياز مع شركة كهرباء حلب ولم يمض الكثير من الزمن حتى ظهرت هذه المشاريع لعالم الوجود وقل من ينكر الفوائد العظيمة التي تستفيدها حلب من الكهرباء والتزام .
فالتزام يقرب المسافات البعيدة ويوفر الوقت ويسهل الأعمال ويزيد المدينة عمرانا وازدهاراً بتمهيده السبيل إلى إنشاء الأبنية حول البلدة المترامية الأطراف كما جرى في مصر وغيرها من المدن الكبيرة .
والفوائد الاقتصادية الناجمة عن استعمال الكهرباء هي جليلة عديدة ففضلاً عن أن النور الكهربائي هو أرخص من نور عادي يعادله فهناك مصانع ومعامل تستفيد من القوة الكهربائية لتشغيل ألاتها ولابد لأرباب مختلف المصانع والمعامل أن يستبدلوا آلاتهم بآلات جديدة حديقة لإتقان مصنوعاتهم ومزاحمة ما يستورد من الخارج ثم سرعةً في العمل واقتصاداً في النفقات
ومن المسائل الحيوية التي تهم حلب في الدرجة الأولى جر المياه إليها .
فلا يزال الجميع يذكرون المعارك الهائلة التي تنشب عادة في كل صيف قرب العيون في سبيل الحصول على الماء . فتحقيقاً لهذه الأمنية العظمى عهدت بلدية حلب إلى إدارة شركة الكهرباء في إسالة المياه إلى المنازل فشرع مدير هذه الشركة الفاصل المسيو ليموزي في درس المهمة من جمع وجوهها مواليا التنقيب عن طبقات موارد المياه ليتمكن من إبراز هذا المشروع الحيوي الخطير إل حيز الوجود بأقرب وقت فيعطي البلدة كما تعهد للبلدية في كل يوم خمسة عشر ألف متر مكعب من الماء توزع على أحياء البلدة والبيوت . ولنا الأمل نظراً لما اظهره حضرة المدير المشار إليه من الخبرة والدراية والحزم والمقدرة في تحقيق مشروعي الكهرباء والتزام أن تتمتع حلب في القريب العاجل على يده بألذ أحلامها وأحلاها فيصبح من أعظم المحسنين إليها .
وقبل أن نختم الكلام لابد لنا أن ننشر كلمة ثناء طيب على مدير القسم التجاري للشركة السيد جورج أرسان الذي يتولى رئاسة شؤون الشركة التجارية بلطف ونشاط حبب هذه الشركة إلى جميع الناس .
الأمطار : خطلت في حلب وأطرافها في أواخر نيسان أمطار غزيرة بعد أن انقطعت زهاء 35 يوماً فانتعشت الأمال وهبطت أسعار الجبن والحنطة والسمن .
الصورة كما وردت في المجلة منذ 80 عاما
باب جديد
يتم تقديم اخبار ومقالات ومواد نشرت في صحف ايام زمان من الصحف السورية او الصحف التي كانت رائجة في بلادنا ، والغاية تعريف السادة القراء بالاحوال والاحداث التي مرت على سورية في العصر الحديث ، والتقديم للاعلام السوريين والعرب من خلال نتاجهم او اخبارهم مما ننشر في صحف ومجلات القرن الماضي
0