غريب1

32

1,160

"احلام اليقظة "..

"احلام اليقظة "..

...
تقول احد الفتيات ..
أنا فتاة طالبة جامعية أعاني كثيرا من أحلام اليقظة؛ فهي بالنسبة لي تقريبا لا إرادية، وأنا لا أدري كيف أجد نفسي أفكر بهذه الأوهام، وهي أفكار عاطفية تتعلق بكيفية ارتباطي بشاب ما أنا معجبة به، وفي الواقع لا يكون بينه وبيني أي اتصال أو معرفة سطحية، أي لا أعرف شخصيته الحقيقية وطباعه، وبالرغم من ذلك فإني أفكر فيه وأرسم له شخصية، وأحلم أنه سوف يعجب بي لصفات أتميز بها عن غيري.
وفي الحقيقة هذه الصفات التي طالما أحلم بها لا تتوفر في شخصي، والأدهى من ذلك أنني متأكدة أن ذلك الشاب لا يفكر في، ولكنني أحلم وأفكر، وأحيانا أجهد نفسي في التفكير فيه، أنا مقتنعة أن كل هذا مجرد أوهام ولن تتحقق أبدا، وأقضي معظم وقتي في هذا النوع من التفكير، والأشد من ذلك أنني أفكر في عدة شبان وليس في واحد معين، في كل مرة أعجب بواحد أنسج بخيالي قصة تجمعني معه.
حاولت مرارا الإقلاع عن هذه الأفكار السيئة لكن لم أستطع، خصوصا أنها تعطلني عن قضاء متطلبات الواقع بشكل جيد، كالصلاة والدراسة، فانني لا أخشع جيدا في الصلاة، ولا أركز في دراستي، سواء عند حضوري للمحاضرات في الجامعة أو خلال مراجعتي في البيت، فمن حين لآخر أجد نفسي أفكر في قصة أحاول تأليفها وأكون أنا بطلتها، لدرجة أنني إذا أردت أن أراجع دروسي ليلا فإنني لا أستطيع لشعوري بتعب شديد وبرغبة كبيرة في النوم ولو مبكرا، وعندما آوي إلى فراشي يزول شعوري بالنعاس وأبقى أفكر في أحلامي، وقد انعكس ذلك على حالتي النفسية والمزاجية وتفاعلي الاجتماعي .


ماذا أفعل؟؟...


تعالوا نتناول الموضوع بشئ من العلمية والتفصيل..

التعريف العلمي :أحلام اليقظة هي عبارة عن استجابات بديلة للاستجابات الواقعية فإذا لم يجد الفرد وسيلة لإشباع دوافعه في الواقع فإنه قد يحقق إشباعا جزئياً عن طريق التخيل وأحلام اليقظة وبذلك يخف القلق والتوتر المرتبط بدوافعه. فالفقير يحلم بالثراء والفاشل قد يتخيل أنه وصل إلى قمة المجد. وبعض التخيلات تكون هي الدافع الأساسي لأن تكون عينا الشخص تنظران إلى الخيال.
و يلجأ معظم الناس إلى أحلام اليقظة أحياناً، ولكن الأسوياء سرعان ما يعودون إلى الواقع، أما الاستغراق الشديد فيها إلى درجة استنفاد جزء كبير من الطاقة النفسية، فذلك يؤدى الإسراف فيها بشكل عصابي مرَضي، قد ينتهي إلى العجز عن التمييز بين الواقع والخيال.

أي أن هذه الاحلام علاج وفي نفس الوقت مرض ان زادت عن حده،ا وهي حل تنفيسي لبعض الرغبات المكبوته..ولكن ان اصبحت لا ارادية وتستنزف وقت طويل من الفرد أصبحت مشكلة في حد ذاتها لأن لها عواقب جسمية تقدر في بعض الاحيان بـ"الخطيرة ".

ويرى الرأي العلمي في هذا الموضوع :
أحلام اليقظة يمكن أن تكون الهروب من واقع جاف وأليم، وهي عندما تكون كذلك تصبح حلا لمواجهة الألم الناشئ عن الاحتكاك بهذا الواقع عندما لا تتوافر الإمكانية لتغييره.

والشرط الهام هنا لضمان أن تبقى وظيفة الخيال في الحد المناسب المرغوب أن يكون صاحبها واعيا بهذه الوظيفة الهامة لها، وألا يبدد وقته وجهده في مقاومتها ولكن في ترشيدها حتى لا تجور على بقية متطلبات حياته، وأن تكون هذه الوسيلة التي للتعويض أو الهروب المحسوب المنضبط مؤقتة فلا تستمر معه الى ما بعد زوال ظروف الضغوط، وأن تكون محدودة في نطاقها فلا تصبح بديلا كاملا لإنجازاته في عالم الواقع.
وعندما يكون الانسان فس وضع الاسترخاء والاسترخاء الشديد ما قبل النوم العميق وهو ما يعرف علميا باسم حالتي "الثيا والدلتا" تكون شديد التجاوب مع احلام اليقظة ..والمطلوب إذن هو نوع من الترويض والترشيد والتعاقد في العلاقة بهذه الأحلام والخيالات فتتحول إلى إيجابية، وتصبح صمام أمن، ومنفذ أمل، وطاقة نور على عالم رحب متحرر من القيود والمعوقات، وهي حين تكون كذلك تصبح خير وسيلة للانعتاق من الإحباط واليأس والجنون.


اذن فالحاجة هنا الى الانتباه الى ان الكبت حل مؤقت سرعان ما يبحث الانسان عن بديل لتنفيس طاقته المكبوته وتحقيق رغباته الدفينه..فإن لم يجد لها مخرج آمن فإنه يظل يعاني من حالة قلق دائم الى أن ينفجر ..لذلك فان ترشيد هذه الرغبات واخراجها في صورة طاقة ايجابية وشغل العقل والقلب بشئ محبب يلهي عن الاستغراق في "اللا شئ" وشغل اوقات الفراغ هم السبيل الاسلم لحل هذه المشكلة .

التعليقات (2)

سميحة     

مشكور أخي سلمت يداك

abubkir     
مشكوووووووووور
بارك الله فيك