معلومات كاملة وشاملة عن الجن

الاعتقاد بوجود الجن قديم جدًا، وهو في

العالمية معروف بصورة الأرواح المحتجبة عن عيون البشر. ويسمى هذا العلم (Demonlogy)، ويعني علم

(باللغة اليونانية)، وهذا العلم كما تعرفه دائرة المعارف البريطانية يبحث في دراسة

وفي المعتقدات المتعلقة بها، كما يبحث في مذهب وجود الجن في العالم

. حيث أن الدين الإسلامي يفرق بين معنى الجن

. فالجن ليست

حسب مفهوم الدين

لكن الشياطين هم فئة خاصة من الجن تعصي

وتوسوس للناس. وأنكر كثير من

وجودهم وقالوا إن المراد بالجن في الكتب الدينية هو نوازع الشر عند

، والقوى الخبيثة، كما أن المراد

هو نوازع الخير حسب زعمهم.

وأنكرت طائفة من الناس وجودهم إنكارا كليًا وزعم قسمًا منهم إن المراد هو أرواح الكواكب، ولكن هذا قريب من الخيال، ومن

من يفسر الجن بقوله إنهم نوع من البشر مستترين عن الناس في إيمانهم وكفرهم، وخيرهم وشرهم، كما قال الدكتور

في

في تفسير

إن المراد بالجن هم

، فالجن

عندهُ عالم واحد لا فرق بينهما.

وزعم فريق من المحدثين إن الجن هم

والميكروبات التي تصيب الناس بالأمراض التي كشف عنها العلم حديثًا وهذا وهم وخرافة لا أصل لها، فالجن وجود مادي لحياة عاقلة ورد ذكرهم في الكتب السماوية، والجراثيم غير ذلك من الأحياء المادية المخلوقة، وانتشرت فكرة إن الجن هم من نقل

في العصور القديمة، وبعض الناس في وقتنا الحالي لا يعتقدون بوجود الجن.

ولكن حقيقة الجن خلق آخر غير الأنس وغير عالم

والأرواح. وبين الجن والأنس قدر مشترك من حيث الاتصاف بصفة

والإرادة ومن حيث القدرة على اختيار طريق الشر والخير، ومن حيث التكليف بالعبادة وحسب تعريف

في قوله: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ))

، آية 56، وفي قوله: ((وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ))

آية 27. فورد ذكرهم بلفظ الجن والجان،32 مرة في

، بينما ورد ذكر

87 مرة في

، وذكر

11 مرة في

.

والخلاصة فإن الجن عالم ثالث غير البشر

، وهم مخلوقات عاقلة وواعية مدركة ليسوا أعراض أمراض أو

، ولا وهم من الدجالين، بل هم خلق مكلف بالعبادة والأدلة على ذلك كثيرة، من

، كما أقر بها الكثير من الناس، وهذا لأن وجودهم خبر متواتر عن الأنبياء والمرسلين، وجمهور الناس من يقر بهم ومنهم من ينكر وجودهم كما أنكر وجودهم طائفة من

والجهمية وغيرهم، وإن كان كثير ممن يراهم ويسمعهم لا يعلمون أنهم جن بل يزعمون أنهم

أو رجال الفضاء وغير ذلك، وعدم رؤيتهم ليس غريبًا فقد ثبت علميًا عدم قدرة الأحياء على رؤية كل شيء بل إن

يرى

فوق البنفسجية ولا يراها

، ولذلك فهو يتحسس

في الجو الغائم، وطير البومة ترى الفأر في ظلمة الليل البهيم، ولهذا فإن كنا لا نرى جنًا فبعض الأحياء يرونهم كالحمار والكلب، فقد ورد في كتب

وفي أحاديث السنة النبوية في

بإسناد مرفوع صحيح عن جابر قوله: (إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل، فتعوذا

من

، فإنهن يرون ما لا ترون). كما أخبرتنا الكتب السماوية عن تسخير الجن للنبي سليمان، فكانوا يقومون له بأعمال كثيرة تحتاج إلى القوة والقدرات والمهارات الفائقة، وورد ذكر ذلك

في قولهِ: (ولِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ)،

آية 12. ويقول

في مجموع الفتاوي 19/10: (لم يخالف أحد من طوائف

في وجود الجن، ولا أن

أرسل

إليهم، وجمهور طوائف الكفار على أثبات الجن، أما أهل الكتاب من

فهم مقرون بهم كإقرار

، وإن وجد فيهم من ينكر ذلك، كما يوجد في

من ينكره...).

خلق

الجن من النار وأول الجان هو أبيهم سوميا "يحتاج إلى دليل" الذي دعى للجن أن يكونوا مريبين في الأرض واسكنهم

قبل خلق

كما ذكر

في قوله: (َلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ،وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ)

، الآيتان 26-27.

وحينما أسكنهم

أفسدوا فيها وسفكوا دماء بعضهم فأرسل

لهم

، وقضى عليهم، وأخذوا معهم

إلى السماوات العلى فصار مثل

يعبد

ويطيع أوامره ويبتعد عن نواهيه.

وبقى على

قسمًا من الجن، هربوا إلى المغارات وأعالي الجبال وفي أسفل البحار والمحيطات، واتخذوا بعض المواقع الذي يتكاثرون فيها ويعيشون، ولما هبط

على

، تطور وصنع الغواصات والطيارات والسفن، وجاب

وانتقل من مشارقها إلى مغاربها، وبدأ يشكل خطرًا على وجود الجن لما انتقل إلى مواقعهم، فأهابوه. وهذه الآية ردًا على من قال إن

يعلمون الغيب حين قالوا في

: (َإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)

، آية 30.

هنا استندوا على ما حصل من سوميا وذريته من ارتكاب المعاصي قبل خلق

أبو البشر.

وبعد أن خلق

آدم وأمر

بالسجود له، تكبر

وعاد لأصله. فرفض

السجود ظنا منه انه أفضل من

لأنه مخلوق من نار وآدم من تراب فعصى أمر ربه. فطرده

من رحمتهِ ولكن

طلب أن يمد له ولذريته في العمر حتى

للانتقام من

فأعطاه الله ذلك وبدأ يتكون عالم الجن من جديد. ولقد ورد ذكر الحكاية بلفظ آخر في

حيث قال الشيطان: (قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون)

، آية 14، فأجابهُ

: (قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ، إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ)، الآيتان 15،16 من

.

وأصل خلقهم من النار كما ورد ذلك في كثير من الآيات،

هم من الجن وكذلك

، وقد روي في

السيرة النبوية أن

تشكل في هيئة شيخ نجدي عند اجتماع الكفار في دار الندوة لمناقشة الدعوة

وأشار إليهم بقتل

أو حبسه أو إخراجه من

. وقال

: لم يكن

من

طرفة عين. والدليل الآية في

: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا)،

، آية 50، وكذلك ورد في

الحديث في

، عن النبي

قوله أن

خلقوا من نور، وان الجن خلقوا من

، وان

خلق من طين.

وقد يرد تساؤل هل

هو أصل الجن أم هو واحد منهم؟ وإن كان الرأي الأخير أبين وأوضح لوروده في الآية: (إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ)، ولكن هنالك رأي

حيث يقول أن

أصل الجن كما أن

أصل الأنس، (مجموع الفتاوي 4/235، 346). ويقول المسعودي: وما ذكر من الأخبار في مبدأ الخليقة هو ما جاءت به الشريعة ونقلهُ الخلف عن السلف، والباقي من الماضي، فعبرنا عنهم حسب ما ورد من ألفاظهم ووجدناه في كتبهم. وحكى

في أول كتابهِ عن

حكاية عن ماري شارح الأناجيل الأربعة، وهي مذكورة في

متفرقة على شكل مناظرة بين

وبين

بعد الأمر بالسجود لآدم، في ختامها قال شارح

: فأوحى

إليه من سرادقات الجلال والكبرياء، يا

إنك ما عرفتني، ولو عرفتني لعلمت أنني لا أسأل عما أفعل. وبذلك سقطت شبهات

.

تتحدث الأدبيات العربية القديمة عن الجن وأنواعه فيذكر البيان والتبيين منها:

وأورد الدميري أن الجن أجناس، منها الجن الخالص الذي لا يأكل ولا ينام ولا يشرب في الدنيا ولا يتوالد، ومنها أجناس تأكل وتشرب وتتناكح ذكر منها ولم يحصرها في:

التصنيفات أعلاه لمسميات الجن عند الناس فقط، ولا يوجد دليل يبين حقيقة هذه الأسماء، ولا يعني ذلك وجودها حقيقة سوى في خرافات القصص الشعبية التي يتداولها البسطاء، مثل قصة

والمصباح السحري، أو مارد المصباح وعموما لم يرد لهذه المسميات ذكر في مصدر موثوق، سوى كلمة

وجن أو عفريت التي تم ذكرها في الكتب السماوية. ولغويا يطلق جني للمفرد وجنا للجمع فإن أريد ممن يسكن البيوت مع الناس قيل عامر، فإن كان ممن يتعرض للأطفال والصبيان قيل روح أو أرواح، فإن كان خبيثا سمي

، فإذا زاد خباثة وشرا قيل مارد، فإن قوي على عمل الأعمال سمي عفريتا. وورد ذكرهم في الأدبيات العربية بأنهم يتصورون على شكل الحيوانات والبهائم ومنهم من يتصور بشكل

وهذا وهما للعين لا حقيقة مادية له، وورد ذكر تصور الجن في صورة

الأسود و

الأسود، بل ورد ذكرهم كذلك في أدبيات القرون الوسطى في

لصورة

بأن له لحية مدببة وقرنان وراس أسود وغير ذلك كما ورد في دائرة المعارف الحديثة صفحة 357.

يجمع

على إقرار وجوده وقد ورد في

{ وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ} (

:27) ويوجد في

سورة باسم الجن:

ويقوم بعض المشايخ المتخصصين بالقراءة من

على أشخاص مسهم الجان لإخراجهم ويحدث في ذلك مخاطبة الجني ومجادلته. وفي هذا الأمر وردت قصص كثيرة وسجلت بعضها على يد مشايخ معروفين لا يشك بعلمهم، ولكن هذا الباب واسع لا يسع ذكره هنا لوجود كثير من المبالغات والأوهام فيه.

فهذه الآيات وغيرها دليل على وجود الجن وبعض أحوالهم، ولا يتكلم

عن شيء غير موجود ولا ندركه فهو منزل لأجلنا ولفهمنا وإن كنا لا نراهم فلحكمة أرادها

، حيث ذكر

سبب استتارهم عن أعيننا بقوله: (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ)

، آية27.

إن

لا يمنع وجود عوالم غائبة عن إدراكنا وحسنا، لأنه ثبت وجود أشياء كثيرة في هذا

لا يراها

ولكنه يحس بوجودها، وعدم رؤية

لشيء من الماديات لا يستلزم عدم وجودها، ولو كان الاستدلال بعدم رؤية الشيء على عدم وجوده صحيحًا وأصلًا ينبغي للعقلاء الاعتماد عليه لما بحث عاقل في الدنيا عما في الوجود من المواد والقوى الفيزيائية والمادية المجهولة، ولما كشفت

وغيرها، ولما درسنا الكوازرات و

وعالم

، إن علم

البشري لم يحط بكل أصناف الحياة في هذا

، {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلًا }،

الآية 85، كما أن وجود عوالم أخرى تحوي أجناسًا من الحياة لا نعلمها ليس دليلًا كافيًا على إحاطة

بكل

. ولهذا اهتمت جامعات كثيرة في العالم بالبحث في علم

، أو المس الشيطاني كما يسموه

، ومنها على سبيل المثال جامعة كورنينجن وسيتي كوليدج في

، وفي

تواصل الكلية البريطانية للعلم الروحي أبحاثها في هذا العلم، وكذلك كلية أدنبرة الروحية، وجامعة

أصبح بها معمل للبحوث سمي (المعمل الوطني للبحث الروحي) وتصدر جريدة أسبوعية توضح آخر الأبحاث في هذا المجال، أما في

فيوجد المعهد الدولي لما وراء الروح.

وبما أن

متكونة من موجات حرارية و

وضوئية والجن مخلوق من

وبالتالي يمكن تفسير كثير من الظواهر التي تتعلق بالجن لكونهم مخلوقين من موجات

أو لهم علاقة بالعالم الموجي غير المعروف لدينا بشكل واضح، والسؤال هو كيف يستطيع الجن التحكم في العقل البشري، أو يؤثر فيه، وبالطبع لا يمكن الإجابة عن ذلك إلا بالرجوع لآراء ال

في علم البحوث

والذين درسوا آثار الموجات الكهرومغناطيسية على جسم

ومنها مقالة كتبها العالم البروفيسور أيف روكار صاحب بحوث

فلقد أوضح أن

في

والقدرات الخارقة لنقل المعلومات عن بعد والرؤية عن بعد كالاستجلاء البصري وغيرها يمكن تفسيرها بفضل الكهرومغناطيسية.

ومن المعروف علميًا أن

في

يمكن أن يتأثر بالموجات

، وبما أن الجن مخلوق من

وهو الرأي الثابت لأهل الديانات السماوية والنار هي عبارة عن

موجية، وبالتالي فإن الموجات عمومًا لها تأثير على عقول البشر وبالتالي يمكن تفسير الوسوسة الشيطانية بتأثير موجي على العقل وغير ذلك من الظواهر الغريبة لعالم الجن التي تصيب البشر. ولكننا يجب ان نؤمن جميعا ان الجن لايستطيعون السيطرة على العقل البشرى والا لما جعل الله الإنسان خليفته قي الأرض اذن فلابد ان الإنسان كفيل بمواجهة هذه الوساوس بمجرد ذكر الله قال تعالى (ان كيد الشيطان كان ضعيفا)

سموا جنا لاستتارهم عن العيون، فهم يرون الناس ولا نستطيع رؤيتهم، وهذه الحقيقة معروفة والدليل قول

: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ)

آية 27، والمقصود إن

لا يرى الجن على صورتهم الحقيقية التي خلقوا عليها ولكن قد نراهم بصور أخرى متجسدين لها أو وهما للعقل كما يحصل لبعض المسحورين.

روي في

عن ابن عمر أن النبي

صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن

يأكل بشماله ويشرب بشماله)، وفي مسند الإمام أحمد عن النبي

قال: (من أكل بشماله أكل معه

، ومن شرب بشماله شرب معه

).

وفي مسند الإمام أحمد أيضًا عن النبي

قال: (إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم

حين يدخل وحين يطعم، قال

: لا مبيت لكم ولا عشاء ههنا، وإن دخل ولم يذكر اسم

عند دخوله، قال: أدركتم المبيت، وإن لم يذكر اسم

عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء)، وتم تخريجه في

أيضا، وفي هذه النصوص من

السيرة النبوية دلالة صريحة على أن الجن والشياطين تأكل وتشرب.

تأكل الجن الروث والعظام ففي

عن

أن النبي

أمره أن يأتيه بأحجار يستجمر بها وقال له: (ولا تأتيني بعظم ولا روثة)، -نهاية حديث البخاري هنا-، ولما سأل أبو هريرة النبي

بعد عن سر نهيه عن العظم والروثة، قال: (هما من طعام الجن، وأنه أتان وفد من جن نصيبين فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم: وأن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعامًا). وفي سنن

بإسناد صحيح عن

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تستنجوا بالروث، ولا بالعظام، فإنه زاد إخوانكم من الجن) وفي

عن ابن مسعود: أن النبي

قال: (أتاني داعي الجن، فذهبت معه، فقرأت عليهم

)، وسألوه الزاد فقال (لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم، وأوفر ما يكون لحمًا، وكل بعرة علف لدوابكم). فقال

: (فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم).

النكاح وارد بين الجن للتكاثر والذي يعرف عنهم أنهم يتزاوجون كما ورد ذلك في نص

بقوله: (لم يطمثهن أنس قبلهم ولا جان)

، آية 56، وقد زعم قوم أنهم لا يتناكحون وهذا القول تبطله الأدلة الصريحة في

والسنة، حيث دلت الآيات على صلاحيتهم للتزاوج، وقد حاول بعض الناس الولوج في كيفية النكاح من الأنس وهذا وهم غير حقيقي لاختلاف الجنس بين البشر والجن، ولكن كره ال

الخوض في هذه المسائل وعللوا ذلك بقولهم: (إذا وجدت

حامل فقيل من زوجك ؟ قالت: من الجن فيكثر الفساد)، ولقد أنكرهُ علماء

وقال بعضهم جائز ولكن لو تم ذلك وحصل بين الأنس والجن تزاوج فكيف نقرر ما لا نرى، بل يأتي من هذا الباب شر كثير، وكيف يحدث التآلف بين أجناس متخالفة في الخلق فتصبح الحكمة من الزواج لاغية، وزعم بعض الجهلة ورودها في الناس حاليًا، ويسأل فاعلها عن حكمها الشرعي وهو مغلوب على أمرهِ لا يستطيع الفكاك منها، ولو حدث ذلك لأوجدنا محاكم للفصل في زيجة الجن والأنس وهذا أمر يطول شرحه لكونهِ خيال بحت من نسيج القصاص والدجالون.