زياد سحتوت لسيريانيوز : مقالب الكاميرا الخفية يجب أن تكون إنسانية وغير مؤذية أو مسيئة لأي شخص
البعض يقدم أعمالاً سيئة للجمهور فهناك شيء معقول وخطوط حمراء يجب الوقوف عندها
أسلوبه مميز في التواصل مع الجمهور، قدرته كبيرة في رسم الابتسامة على وجوههم، بخفة ظله وروحه المرحة، الفنان " زياد سحتوت " نجم الكاميرا الخفية وصاحب المقالب المضحكة يروي لسيريانيوز قصة عشقه لهذا النوع الخاص والدقيق من "كوميديا الكاميرا"، وذلك بعد مسيرة ربع قرن من العمل والنجاح.
كيف كانت بدايتك مع الكاميرا الخفية ؟
أنا من متابعي الكاميرا الخفية قبل أن أبدأ العمل بها والتي كانت من عمل الأستاذ" .
أول مقلب قمت به ؟
أول مقلب كان مع أحد أصحاب الحمامات الدمشقية ،حينها كان الأستاذ "عبد المعين" يريد عمل مقابلة مع أحد أصحاب الحمامات، وقالت له إنني أريد أن ادخل دون أن يعرف صاحب الحمام إنني معكم، وأثير فضوله وغضبه في الحديث معه بأسلوب شيق وفعلا قمت بذلك وكان هذا أجمل المواقف التي قمت بها، بعدها بدأت العمل بشكل متتابع بالكاميرا الخفية وأسلوبي في البداية كان يعتمد على إثارة غضب الشخص الذي أحاوره أو أتحدث إليه، وكان شيئاً جديداً قمت بإضافته إلى الكاميرا الخفية .
أول عمل تلفزيوني لك؟
كان مع الأستاذ المخرج "هيثم حمود" للتلفزيون السوري بعنوانانن"سامحونا" والذي تم عرضه على التلفزيون السوري ولمرة واحدة فقط، وهو من أجمل الأعمال التي قمت بها، وأتمنى أن يعرض مرة ثانية أو يباع إلى فضائيات أخرى ليتم عرضه كون الفضائيات في تلك الفترة التي عرض فيه البرنامج كانت قليلة وليس كما هو الحال الآن، طبعا اقترحت ذلك ، ولا أعرف سبب عدم عرضه مرة أخرى في التلفزيون السوري
.
هل أفكار المواقف الخفية هي من وحي زياد، أم من وحي أشخاص آخرين ؟ البعض منها تكون أفكاري والبعض الآخر من أفكار تعرض عليعلي سواء من الأصدقاء أو الأقارب أو من أي شخص، وبعدها أقوم بانتقاء ما هو جميل وقابل للتطبيق، وأُعدل في كثير من الأحيان العديد من الفكر لكي تتلاءم مع الواقع الذي نعيش فيه وتكون إنسانية وغير مؤذية أو مسيئة لأي شخص, وبعض الأفكار أقوم برفضها، فمثلاً عندما تكون الفكرة مأخوذة من برنامج كاميرا خفية أجنبي لا تصلح أن أقوم بها في مجتمعنا، لأنه هناك اختلاف بين المجتمعات فما يصلح لعمل في مصر قد لا يصلح لعمل في سوريا، فمثلا هناك أفكار تعرض علي والتصوير يجب أن يكون في المستشفى فهذا الشيء غير إنساني فكيف لنا أن ندخل على مريض ونقوم بإزعاجه فمثل هذه الأفكار لا تصلح أبدا لعمل مقالب كاميرا خفية لأنها تكون مؤذية
.
هل تحب القيام بالمواقف الخفية لأنها تنبع من موهبتك الشخصية أم لأنها وسيلة ربح ؟
الفكرة التي أقوم وم بها بدافع الموهبة وحبها تأتي جميلة وطريفة وممتعة أكثر، فما ينبع من قلبك ونقوم به دون تكلف أو إعداد مسبق يأتي أجمل دوما وأنا أحب القيام بالمواقف الخفية، ومنذ البداية كان معي أشخاص قاموا بالمواقف الخفية دون مقابل فقط لأنهم يحبون ذلك، أما الآن فهي تأخذ طابع مادي وعندما تخل المادة إلى أي موضوع تفقده قيمته
.
هل هناك رسالة تحاول إيصالها إلى الجمهور من المواقف التي تؤديها في الكاميرا الخفية ؟
نعم هناك رسالة خفية و مبطنة، وهي تسليط الضوء على بعض الحالات الاجتماعية التي فيها نفاق، فمثلاً في أحد المواقف التي نفذتها، أن اذهب إلى صاحب إحدى المحلات واطلب منه أن يقول إني شريكه في المحل عندما تأتي خطيبتي ووافق صاحب المحل على ذلك وفعلا جاءت الفتاة المتفق معها، وقلت له أمامها أذهب واحضر لنا الشاي وكل دقيقة اطلب شيئا منه، بعد ذلك غضب وقال "هذا كذاب ولا يملك شيء يا أختي "، فالرسالة في هذا الموقف هي أن بعض الشباب اليوم يعملون في المحلات ويقولون انههم يملكون المحلات التي يعملون ون بها وبذلك يخدع الفتاة، ولكن أنا لست مصلح اجتماعي وليس هدفي إظهار الشيء السيئ في الناس, وإنما الهدف الأساسي إدخال البهجة في نفوسهم
.
عند قيامك بموقف معين بأحد الأشخاص، كيف تكون ردة فعله عندما يعلم إنها الكاميرا الخفية ؟
تختلف الحالة من شخص لأخر، إلا أن الغالبية يقبلون و يأخذون الموضوع بروح مرحة وفي أحد المرات "كان شخص يمشي أمام حديقة الجاحظ ، فقال له أحد الأشخاص ابتسم عم يعملوا كاميرا خفية، فلحق حق به وضربه وقال له" .
هل سبق وتعرضت للضرب من أحد الأشخاص ؟
لا، لأنني عندما أرى أن أحدهم غضب فورا أقول له أنها الكاميرا الخفية وسرعان ما يبتسم، وأريد هنا أن أشير إلى أنه هناك مقطع فيديو يتناوله الناس على لى الموبايل وهو عبارة عن شخص يقوم بمقلب حيث يدهن سيارة احد الأشخاص، ويأتي صاحب السيارة ويقوم بضربه رغم إخباره إنها الكاميرا الخفية ويستمر بضربه، وقد اعتبر الناس إنني أنا من يتعرض للضرب ولكن أنا لا علاقة لي بالمشهد ابدآ، وهذا المشهد مصور في بلد غربي، وأتمنى أن يعلم الجميع بأنه لا علاقة لي ولست أنا من يتعرض للضرب
.
ما رأيك بأعمالك القديمة مقارنة بالجديدة ؟
إن مواقف البدايات ممتعة أكثر من الآن، وأنا استمتع بالقديمة أكثر كثر ولكن الآن لا أستطيع أن أنتج شيئا بمستوى ما أنتجته في البدايات، والسبب لأننا الآن في عصر السرعة، فأصبحنا نريد كل ما هو سريع ولا تتجاوز مدته 3-4 دقائق، أما في القديم كنا نعمل على المادة الواحدة 15 -20 دقيقة فيكون الموقف كأنه قصة وهذا لا نستطيع القيام به الآن، فالفرد بيده جهاز التحكم ويبحث عن كل ما هو سريع بعيدا عن الملل
.
ما رأيك ببرامج الكاميرا الخفية التي تقدم حالياً، وهل أثرت على شعبية زياد سحتوت ؟
بعض الذين يعملون الآن يقدمون أعمال سيئة للجمهور, ولكن إذا قارنا ما ما عملناه مع الآخرين نجد إن ما قمنا به أكثر إنسانية من غيرنا ، فنحن ولا مرة استخدمنا الحذاء والقدم في أحد المواقف مع أحد النجوم وهذا ما قاموا به أحد برامج الكاميرا الخفية مع الفنان "تيسير إدريس " في رمضان , فهناك شيء معقول وخطوط حمراء يجب الوقوف عندها، وأنا انتقد الفنان الذي يوافق على عرض هذا الموقف ولو كنت مكانه لا أقبل أن اظهر في مثل هذه الحالة حتى لو دفعت لي ملايين الدولارات، وبالنسبة لشعبية الكاميرا الخفية التي أقوم به أستطيع أن أقول شيئاً واحداً يردده الناس عندما ألتقي بهم في الشارع وهو "بعدك ما حدا يعمل كاميرا خفية"، ولكن يبقى السوق مفتوح للجميع خصوصاً مع وجود آلاف الفضائيات اليوم وهي مثل الموقد تأخذ كل ما يقدم لها، وهناك أكثر من 50 برنامج كاميرا خفية ولا استطيع ان احكم، فالأمر عائد للمشاهد فهو الحكم في اختيار برنامج زياد سحتوت أو غيره
.
من الذي ينافس الآن زياد سحتوت من معدي برامج الكاميرا الخفية ؟
هناك الكثير ممن ينافسونني، وهذه المنافسة مشروعة والناس تريد أن تعمل ولا يحق لي أن امنع احد فهذه رزقه , ولكن طبعا البقاء للأقوىأقوى، وهناك الكثير من الأفكار التي لدي حقوقها ولكن يتم تنفيذها من الآخرين ولا أهتم لأن المشاهد يعلم إن هذه المقالب هي من صنع زياد سحتوت وعلى العكس فهذا يثبت حضور زياد سحتوت ويعزز من شعبيته
.
كيف تؤثر معرفة الناس بك على حياتك الشخصية ؟ وهل تتعرض للإزعاجات ؟
لا اسميها إزعاجات وإنما محبة زائدة من الناس لي, ولكن هناك بعض الناس يكونون مزعجين في ظروف معينة، فمثلا حدث في احد الأيام وفي إحدى المستشفيات وابن عمي يفارق الحياة فاعتقدت الممرضات إنني أقوم بالكاميرا الخفية وأنا كنت بظرف لا يسمح أن امزح واضحك في مثل هذا الظرف فهم لم يقدروا ظرفي رغم وجود الطبيب الذي كان معنا وكان هذا الموقف مزعج بالنسبة لي .
حدثنا عن تجربتك مع الفنان المرحوم جمال شقدوحة ؟
كنا نكمل بعضنا في العمللعمل، وهو أخي وحبيبي رحمه الله، كان ظريف جدا والكوميديا ممزوجة بدمه، و أجمل المواقف التي قمت بها كانت برفقته، ولكن بسبب ظروفه سافر إلى الإمارات للعمل هناك، وللأسف وافته المنية وتوفي رحمه الله
.
ما سبب خلافك مع الأستاذ " رضوان نصري" ؟ وهل كان بينكما تكامل في العمل مثل المرحوم "جمال شقدوحة" ؟
لا خلاف بيننا، لكن هناك جهة عرضت عليه العمل في برنامج وهذا من حقه فهذه طبيعة الحياة ولا استطيع إرغام أحد للعمل معي , وللصراحة لم يكن بنفس مستوى جمال رحمه الله بل كان جمال بمستوى أفضل منه، فالمرحوم جمال كان من نجوم في الكوميديا وهو موهوب بالفطرة .
لماذا توجهت إلى البلدان العربية الأخرى لعمل مقالب الكاميرا الخفية ؟ وما هو البلد الذي ترغب تصوير برنامجك فيه ؟
السبب هو لأن شخصية زياد سحتوت انكشفت وأصبحت أضع الماكياج والإكسسوار بشكل كبير وهذا متعب، وحتى ارتاح من ذلك توجهت إلى مصر وباقي البلدان العربية مثل الأردن وغيرها, وارغب التصوير في السودان لان شعبه طيب جدا والبيئة تختلف عن بيئتنا ولكن الأمر مكلف وأحاول دراسة الموضوع قبل ذلك ذلك
.
هل هناك محاولة التصوير في البلدان الغربية ؟
لا ، لان الأمر صعب بسبب طبيعة الناس هناك واختلاف أسلوبنا عن أسلوبهموبهم، وكذلك التكاليف الإنتاجية ستكون كبيرة جدا
.
ما سبب عدم تعاونك مع شركات الإنتاج ؟ وما هي شروط زياد للتعامل مع شركات الإنتاج ؟
السبب هو تبدل الأسعار وأيضاً العمل مع شركات الإنتاج متعب جدا فعندما تكون حر تعمل وقت ما تشاء وتنتهي وقت ما تشاء دون التقيد بأحد, ولكن شرطي في التعامل مع شركات الإنتاج هو ألا يتدخل احد في الفكرة التي أنفذها فيجب إن أنفذها كما أريد ولا يتدخل احد منهم، فانا المعد. حالياً هناك الكثير من العروض وأنا منذ فتره اعمل عمل لوحدي ولكن قريبا سأعمل مع إحدى الشركات لان الإنتاج أمر غير سهل .
ما هي تحضيراتك لعام الحالي ؟
برنامج السنة سيكون بعنوان " ot; تيتي تيتي" وسيعرض على قناة حصرياً والعمل حسب خبرتي سيكون إن شاء الله مختلف عما مضى من أعمال وهناك عمل أخر تم انجاز 60% منه اسمه "خبوني بتحبوني ".
هل سيكون هناك مقالب بالممثلين ؟
لا هذا العام لا يوجد لأني أخاف أن يصبح روتين وأسلوب نمطي يبعث الملل لدى الناس فنحن نعمل به منذ 1993, نريد شيئاً جديداً.
هل سبق وقمت بمقلب مع احد الفنانين ورفض عرضه ؟
نعم كان مع الفنان هاني شاكر ورفض رغم إن الموقف جميل جدا ولم يكن هناك أي إساءة، وكان مع صديقي صديقيي "جمال شقدوحة رحمه الله "في أبو ظبي، ورغم محاولة الفنانة مادلين طبر إقناعه إلا انه رفض وقال "إن هذا الشيء مبدأ" .
ما سبب عرض برنامجك في رمضان فقط ؟<>< font>
السبب غلاء الأسعار فالبرنامج في رمضان يحصد أسعار أكثر وفي هذه الفترة يعتبر سوق الفضائيات ونأخذ بها أعلى الأسعار .
بالنهاية حدثنا عن احد المواقف الطريفة التي حدثت معك ؟
هناك دكتور اسمه نعيم وهو مقيم في ألمانيا وكان في سوريا وعندما رآني فرح جدا وقال لي" لو لم ادرس الطب لكنت عملت معك في الكاميرا الخفية فأنا أكثر شيئين أحبهم في الحياة هما الكاميرا الخفية وعالم الحيوان ", ورغم هذا الارتباط المسيء بين البرنامجين أحببت عفويته وضحكت كثيرا فهو لم يقصد الإساءة لي أبدا , وقال لي " أنا كل يوم أعود من العمل وأتابع برنامجك وكأنه وجبة أساسية" وهذا من أطرف المواقف التي حصلت في حياتي .
أيمن مكية – رزان الخالدي - سيريانيوز منوعات
0