عماد الدين السقا

63

2,997

حان موعد عيد الحب او ما يسمى بالفالنتين دعونا ننشىء جيلنا رحمكم الله

بسم الله الرحمن الرحيم




والصلاة والسلام على أشرف مخلوقات الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم




لما كان هذا العيد دخيلاً على المجتمعات الإسلامية؛ فقد كان من المهم أن يعرف الشباب والفتيات من أهل الإسلام حقيقة هذا العيد، وهل لهم علاقة به من قريب أو بعيد،

كان من المهم جدًا أيضًا أن يدرك المحتفلون بهذا العيد حقيقة هذا العيد، كيف بدأ؟ وما هي قصته؟ وما صلة الذئاب به



ولهذا ينبغي أن يعلم أن جميع ما لدى الأمم الأخرى من تلك الأعياد بدعة وضلالة، فوق ما عندهم من الكفر بالله، قال الله تعالى:



}وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ{ [سورة آل عمران، الآية: 85].





فالنتاين القصة.. والحقيقة!!!


ولنا أن نتوقف في الأسطر التالية مع عيد أخذه بعض المسلمين عن الكفار وقلدوهم فيه: ألا وهو ما يسمى (عيد الحب)، هكذا يسميه بعض المسلمين والكفار.



وأما اسمه الأصلي: فهو يوم أو عيد القديس «فالنتاين» (Valentine's Day) وقد حدده النصارى في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير من العام الإفرنجي، لعقيدة محددة ذكروها في تاريخ أعيادهم سأشير إليها بعد أسطر وما كان لنا أن نقف أو نلتفت لهذا العيد، فهو من جملة عشرات الأعياد عندهم، ولكن لوجود من تأثر به من المسلمين والمسلمات؛ فقد وجب أن يعرف إخواننا وأخواتنا ممن يحاول المشاركة فيه بقيامهم ببعض الطقوس الخاصة به



* فمن أساطيرهم: أنه ومنذ (1700) سنة عندما كانت الوثنية هي السائدة عند الرومان قام أحد «قديسيهم» وهو المدعو (فالنتاين) بالتحول عن الوثنية إلى النصرانية، فما كان من دولة الرومان إلا أن أعدمته، ولما دار الزمان واعتنق الرومان النصرانية جعلوا يوم إعدامه مناسبة للاحتفال بذلك تخليدًا لذكراه.



* أسطورة ثانية: كان يوم (14) فبراير يوم مقدس لإحدى (الإلاهات) (!) التي يعتقد فيها الرومان، وهي الإلهة المدعوة (يونو) ملكة الآلهة الرومانية، والتي اختصوها عندهم النساء والزواج، فناسب أن يكون يوم احتفال يتعلق بالزواج والحب!!



* أسطورة أخرى: كان عند الرومان إحدى (الآلهة) المقدسة تدعى (ليسيوس) وهي ذئبة (انثى الذئب) وسبب تقديسهم لها: أنها – بزعمهم – أرضعت مؤسسي مدينة روما في طفولتهما، وهما (روميولوس) و (ريموس)، وجعلوا يوم (15) فبراير عيدًا يحتفلون فيه، وحددوا مكانًا للاحتفال وهو معبد (إل ليسوم) أي: معبد الحب، وسموه بهذا الاسم؛ لأن الذئبة (ليسيوس) رحمت الطفلين المذكورين وأحبتهما!!!



* أسطورة أخرى: عندما وجد الإمبراطور الروماني (كلاوديوس) صعوبة في تجنيد جميع رجال روما للحرب وتبين له أن سبب عدم التجنيد هو عدم رغبة الرجال المتزوجين في الخروج وترك أهاليهم، ما كان منه إلا أن منع الزواج وضيقه، فجاء القس المدعو (فالنتاين) ليخالف أمر الإمبراطور، فكان يزوج الناس في الكنيسة سرًا، فاعتقله الإمبراطور وقتله في 14/فبراير/ 269م.




بعض المسلمين والمسلمات يصطفون في (طابور فالنتاين)... أزمة حب أم أزمة ثقافة!!


بالنظر إلى ما تيسر في العالم اليوم من وسائل الاتصال والتواصل السريع فقد امتدت الحمة (الفالنتانية) إلى أقطار الأرض شتى، ومنها بلاد المسلمين، فتتابع عدد من الذكور والإناث منهم على الاصطفاف في (طابور فالنتاين) وتتابعوا على الاحتقال بـ (14) فبراير، والمحتلفون يرددون (My ValentineBe) وصار التفاعل مع هذا اليوم على مستويات شتى الشباب والفتيات، بل وحتى الكهول و (الكهلات) ووسائل الإعلام والتجار والمنتجات الاستهلاكية... إلى آخر القائمة.



ولكن: يا ترى هل هؤلاء يعانون من أزمة حب فوجدوها فرصة سانحة لإطلاق محبوسات مشاعرهم ومكنونات أحاسيسهم؟ أم أن القضية – كما هو الواقع – لا تعدو أن تكون واحدة من الدلالات الواضحة على ما تعاني منه الأمة اليوم من تضييعها لهويتها، وسيرها الخانع في ركب (حظائر) العالم المادي.




هذا ما هو إلا علامة ودلالة على عدد من الأمور:


* ضعف الانتماء للإسلام.



* ضحالة الثقافة وقلة البصيرة.



* ضيف الأفق وضعف التصور والبعد عن فهم الحياة وواقع الأمور ومساراتها.



* الهزيمة النفسية التي يحس بها من انساقوا في ذلك التيار.



* الأحاسيس المكدودة والمشاعر المستثارة جرَّاء كثرة الطرق عليها عبر وسائل الإعلام المتنوعة.



* البعد عن المقاصد السامية والأهداف الفاضلة، بما فيه انتفاع الشخص نفسه، ونفع مجتمعه ووطنه وأمته.



فهل يرضى أي عاقل أو عاقلة برغم كل هذا أن يكون (فالنتانيا)؟؟؟!!!. أتمنى وأدعو أن تقول، وأن تقولي: لا، ثم لا. قولاً وفعلاً.




* شبابنا وفتياتنا.. ماذا دهاكم؟


إنكم اليوم يا من تحتفلون بهذا اليوم – عيد الحب وما شابهه – لحاجة في نفوسكم أعلمها وتعلمونها، ولكن الذي أظنه بكم بما عندكم من فطرة توحيدكم لله تعالى، أنكم لو علمتم الخلفية الدينية لهذا الاحتفال وما فيه من رموز الابتداع أو الشرك بالله، والتظاهر بأن معه إلهًا آخر – تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا – لأدركتم فداحة خطئكم وشناعة توجهكم وتأثركم، فظني بكم وبما عندكم من الفطرة أن الإخلال بالعقيدة أمر لا مساومة فيه عندكم، وإن وقع منكم ما يقع منَّا جميعًا من لمم وزلل ومعاصٍ.



* فكيف تقبلون تلك الهرطقات والمزاعم الساقطة بدعوة آلهة غير الله سبحانه؟.


* أين عقيدة التوحيد التي نشأتم عليها؟



* أين فطرتكم التي تأبى دعوة غير الله؟



* أين غيرتكم على دين الله؟



* أين حبكم لمن خلقكم وأوجدكم، ومن كل خير منحكم:



* أين...؟ أين...؟؟!!.



* ثم كيف راجت عليكم تلك التصورات السخيفة؟! ذئبة ترضع طفلين!! أو دب أو دجاجة أو غير ذلك!! أين عقولكم؟! أين ثقافتكم؟! أين احترامكم لذواتكم؟!



* التهنئة بعيد الحب!!


مما يؤسف له أن من المسلمين والمسلمات من ينساق في تيار هذا العيد الوثني، ويتبادلون التهنئة!! وهذا أمر له خطورته على دينهم، وهو أعظم إثمًا عند الله وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبدًا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه.




* الفتيات وعيد الحب!!


فالمرأة وخاصة إذا كانت في مقتبل عمرها يكون عندها من رقة المشاعر ولطف الأحاسيس وشفافية النفس ما قد يجعل الأمور تختلط عليها، فلا تفرق حينئذ بين التزين والفرح المشروع والممنوع، وقد يختل توازنها فتغتر بما قد يلامس سمعها من عبارات الإطراء والرغبة في الاقتران بها مما قد يبتليها به بعض مرضى القلوب.


و(عيد الحب) كلمة رنانة قد تستفز مشاعر الأنوثة الرقيقة؛ فتحملها على أن تتعاطى ما فيه المشاركة في هذا العيد المبتدع بغية تحقيق مراد النفس وهواها.




* الشباب وعيد الحب!!:


في (14) فبراير يكثر تأنق عدد من الشباب، ويكثر أن تلاحظ بريق الهندام والحذاء والسيارة النظيفة جدًا، حتى يخيل إليك أن هذا الشاب إنما هو في ليلة زواجه، ولا يخلف هذا الظن إلا رؤيتك لذلك الشاب لا يبرح شوارع محددة وأسواق معينة!!، فهو (يفترُّ) فيها و (يمتِّرها) طولاً وعرضًا، أو إذا اكتشفت ما في (مخباتيه) من البطاقات (الفالنتاينية) والتي اجتهد في أن يسطر عليها ما قد يستعيره من عبارات السجع والغرام.. لماذا؟


يؤمل صيدًا غِرًا.. يسهل سقوطه في شباكه... فتاة مخدوعة تغتر بفتوته، وتصدق وعوده ومعسول كلامه.



لمن (عيد الحب)؟؟!!


من خلال ما تقدم أحسب أنه: يُعلم (لمن عيد الحب؟).


ذلك أن (عيد الحب) ليس من سُنَّة الإسلام ولا هديه، ولكنه حصيلة ارتكاسات اجتماعية وتربوية لدى الكفار، وأن من شارك في الاحتفال به من المسلمين فلهوى في نفسه، وبسبب الهزيمة النفسية وانتكاس الوعي الثقافي وضعف التحصين الشرعي لدى من أغرته نفسه بتقليد الكفار والتشبه بهم في تفاهاتهم وانحرافاتهم.


وصدق سيدي رسول الله r إذ قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم» قال الصحابة: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: «فمن»؟! رواه البخاري ومسلم.




خاتمة



إن من الواجب على أهل الإسلام أن يتقوا الله ويحذروا من مجاراة الكفار في باطلهم وأن لا تغرهم الحياة وزخرفها، وأن يثبتوا على دينهم الكامل بعد أن من الله عليهم بمعرفته والاهتداء إليه، وأن يحذروا من أن تزيغ قلوبهم فلا تهتدي أبدًا



والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يوفق ولاة أمور المسلمين إلى ما فيه رضاه وأن يعينهم على إعزاز أمتهم ونفعها.




اللهم اشهد اني قد بلغت



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



منقول لتعم الفائدة للجميع

التعليقات (8)

فلسطيني وافتخر     
مشكور أخي عماد على الموضوع الرائع والمهم ملاحظة: في الخاتمة (والله المسئول) الهمزة لا تكتب على نبرة بل على واو (المسؤول)
hot.love1994     
يارب اصفح عنا وبارك لمن يهدينا
حمودة حناوي     
m.khaled     
{اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا)
deee:
غريب1     
تشكر على الموضوع والله يرضى على اللي ناسي والله يغفر للي ذكر وهذي المناسبة وغيرها
firehorse     
شكراً اخ عماد على الموضوع الرائع
firehorse     
ولا عيد سخيف جداً شو يعني انو نعبر عن حبنا للشخص خلال يوم واحد فقط يجب ان يكون حبنا موجود في كل يوم وفي كل لحظة

يجب علينا الا نكون مقلدين
الحمدالله لم ولن احتفل به
M.nshawaty     
استغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم
نستغفرك ونتوب اليك

الى من يحتفل بهل العيد العلاك
تصور
"لو رأى الحبيب المصطفى ما يجري في اليوم
من اعمال لا ترضي الله واعمال نهانا الدين عنها
لا بد لك ان تحترم الدين
وان تعلم ان الله مو جود اين ما ذهبت "
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاءفينا