جريدة تشرين : محمد خير الجراح يحيي منولوج فنان الشعب رفيق سبيعي
الفنان الكبير / محمد خير جراح
مع بداية عام 2010 أطلق مجموعة من مطربي الغناء من حلب الشهباء ألبوماً غنائياً يضم مجموعة أغانٍ هي «العزّابي- وبتأسف- مستعدة- مزعزع النية- من فضلك- ما في أحلى- شيء انكسر- متضايق».
والمطربون هم «شادي جميل- سمير جركس- حمام خيري- مصطفى هلال- فؤاد ماهر- سامي سعد- نهاد نجار- محمد خير الجراح» كلمات الأغاني من تأليف الشاعر: صفوح شغالة، ألحان الأستاذ نهاد نجار وتتميز هذه الأغنيات بأنها من إنتاج سوري خالص، كلمات وألحاناً وتسجيلاً.
وهي تعبر عن رغبة لدى صاحب الكلمات والملحن لإعادة إحياء الأغنية السورية التي تحمل الملمح والرائحة والهوية السورية لاسيما أن هذا الألبوم يضم أغنيات متنوعة موزعة بين الطرب الخفيف والمونولوج والطرب والأغاني الشعبية.
اللافت في هذا الألبوم هو مشاركة الفنان محمد خير الجراح بأغنية «متضايق» وهي مونولوج غنائي تكاد تفتقده الساحة الغنائية السورية بعد توقف فنان الشعب رفيق سبيعي عن أدائه عن هذه المشاركة الغنائية يذكر الفنان الجراح أحياناً أغني، ولكن لا أعتبر نفسي مطرباً لدي هاجس هو إحياء أغنية المونولوج التي تعتمد على ممثلين أكثر مما تعتمد على مطربين أصحاب أصوات لأن أغنية المونولوج لا تهدف للإمتاع الطربي بقدر ما هي توصيف حالة درامية ناقدة بأداء يعتمد على التعبير التمثيلي تتناول هذه الأغنية بعض الظواهر السلبية في حياتنا مثل ضجيج المرور، النظافة العامة ضجيج الباعة عبر استخدام مكبرات الصوت الإساءة إلى المنظر العام للمدينة.
فشة خلق..
يبدو أن الفنان الجراح لم يجد سابقاً من يتبنى هذا الشكل من أغنيات المونولوج بشكل جدي لا سيما أن الإنتاج مكلف، بكل الأحوال يعتبر الجراح أن هذه الأغنية مثل فشة الخلق لأن هناك قضايا لا يستطيع التعبير عنها فيجد المونولوج باباً مناسباً للتعبير عن هذه القضايا ويوصل رسالة سريعة وهذه الأغنية التي أديتها كانت مشروع الثنائي «صفوح شغالة- نهاد نجار» وكانا يبحثان عمن يقوم بأدائها وحدث أن جمعتنا المصادفة من خلال حفل فني في حلب، حيث قمت بالغناء في هذا الحفل، فانتبه الأستاذ نهاد نجار لأدائي الغنائي وبعد ذلك تفاهمنا وتفاوضنا من أجل أداء وتنفيذ هذا المونولوج مع العلم أن هذا الألبوم قد تحمل تكاليف إنتاجه كل المطربين الذين شاركوا فيه كل مطرب تحمل تكلفة إنتاج أغنيته.
بكل حال «يتابع الجراح» هذا المونولوج كان تجربة لنا نحن الثلاثة ولعله بداية لمشروع أكبر في المستقبل قد يكون عبر إنتاج مسرح غنائي.
وقد يكون هذا المشروع جاهزاً في رمضان القادم.
الأب كان مشجعاً لهذا الشكل
يذكر الجراح أن والده كان يغني في حلب هذا المونولوج ولديه أغانٍ تحكي عن «البالة، المحتكرين، الوظيفة» ومن كلمات أغنية مونولوج الوظيفة:
ليتني أصبح أنثى ظريفة
كنت حظيت بألف وظيفة
الخوف من الرقابة
يعترف الجراح بأنه قد يتعرض لبعض المضايقات الرقابية ولكن بكل الأحوال نحن نعمل ضمن المتاح ومن يشتغل بالنقد والتحليل فالأكيد أنه يتحدث بدوافع وطنية فعندما اشتغلنا في بقعة ضوء تعرضنا لمضايقات لكننا تابعنا واشتغلنا وأعتقد أن لدى الرقابة مؤشرات معينة تعمل من خلالها ولا يوجد بلد في العالم ليس فيه رقابة لكن مهمتي كفنان توسيع الهامش..
شارك الفنان محمد خير الجراح بأكثر من 150 عملاً في الدراما التلفزيونية منها «بقعة ضوء، التغريبة الفلسطينية، خان الحرير، باب الحارة، زمن العار، تلك الأيام- سيرة آل الجلالي- الفصول الأربعة».
فن المونولوج السوري..
وحول غياب هذا الشكل الغنائي «المونولوج» من الساحة الغنائية يذكر الجراح بأن القصة لها علاقة بالإنتاج فالأغنية السورية بشكل عام غابت ولا يوجد حالياً في الساحة سوى اللون الجبلي الساحلي الذي يغنيه «علي الديك» مع أن الأغنية فيها أشكال عديدة مثل الأغنية الرومانسية- طرب- أغان خفيفة للأسف نحن لدينا المطرب الجيد والكاتب والملحن والموزع ولكن الأغنية غير موجودة والمشكلة معروفة فالقرصنة تعيش عصرها الذهبي فبعد ساعات من انتشار ألبوم غنائي تجده على كل البسطات وفي معظم المجلات، والسبب هو القرصنة وضعف تطبيق قانون حماية الحقوق الفكرية وحقوق النشر والتأليف.
يوماً ما كان فهد بلان وفؤاد غازي، عصمت رشيد، سمير سمرة يقدمون لنا أغنية سورية فيها الرائحة والنكهة والهوية السورية.
بكل الأحوال هذا الألبوم الغنائي الذي يحمل هوية سورية خالصة هو محاولة لإحياء الأغنية السورية.
22