غريب1

0

1,778

تدخين النساء الطريق إلى الأطفال المشوهين





35 % من أطفالهن يعانون التأخر العقلي
تدخين النساء الطريق إلى الأطفال المشوهين
روان السياري - الدمام


غزت عادة التدخين الوسط النسائي لتتعدي حيز الظاهرة إلى مساحة اعم واشمل دون ادنى اعتبار لأي آثار جانبية على المدخنة أو على أطفالها.
ومن الملاحظ انتشار تلك العادة بين النساء الحوامل رغم وجود التحذيرات الطبية المتخصصة مما يستوجب وقفة جادة من قبل كافة شرائح المجتمع للتصدي لها لانها باتت تفتك بالنساء والأطفال الذين يتعرضون لأمراض وتشوهات جراء ذلك.
حقيقة مؤلمة
وتستنكر ابتهال سلمان مايحدث وتؤكد انها حقيقة مؤلمة، موضحة ان ما يزيد من ألم هذا الواقع كون القائم بهذا العمل امرأة بمثابة القدوة لابنائها فكيف لها أن تمارس التدخين بينهم في حين انها لا ترضى وقوع أي من الابناء في براثن التدخين . . لذلك تري انه يجب على الأم أن تنظر الى الواقع بعين المسئولية الواقعة على عاتقها من ناحية تربية الأولاد وتنشئتهم التنشئة القويمة بالاضافة الى النواحي الصحية خاصة حينما تكون حاملا فالضرر كبير جداً على جنينها.
جنين ضعيف
وتذكر إيمان الغامدي أن المرأة الحامل اذا ما نظرت إلى صحتها وحياتها فيجب ان تأخذ في الاعتبار الجنين الضعيف المتواجد في جوفها والذي يعاني أكثر منها لاعتماده عليها في كل شيء مع هشاشة تكوينه وهي في المقابل تمنحه سموماً من جسدها المشبع بالنيكوتين والقطران لذلك يجب أن تراعي الله في نفسها في جنينها, وأن تمتنع عن التدخين وتوقف الخطر الذي يحاصرها وطفلها الذي تحمله.
وتوافقها الرأي منيرة علي .. مضيفةً أن ما يعانيه بعض الاطفال من ضيق في التنفس يعود بنسبة كبيرة الى تدخين الأم خلال فترة الحمل وهذا يجعل التدخين لا يؤثر على المرأة الحامل المدخنة فحسب بل يمتد أذاه الى الطفل، وأشارت إلى أن تدخين المرأة الحامل يجعل المرأة عرضة للاجهاض أو الولادة المبكرة.
التصدي للمشكلة
وترى هيفاء عبدالله أن التصدي لهذه المشكلة يأتي بتكثيف الحملات التوعوية عن مخاطر التدخين على المرأة بوجه عام, والحامل بوجه خاص وذلك من خلال برامج تطرح عبر الوسائل الإعلامية والتربوية من قنوات فضائية وإذاعية وجامعات وكليات ومعاهد ومدارس بالإضافة الى استخدام أفضل أساليب التأثير والإقناع من خلال اقامة معارض تستهدف هذا الشيء أو من خلال تجمعات ودورات تركز على ايصال خطر التدخين على المرأة الحامل وعلى جنينها.
رأي مختص
من جهتها قالت الدكتورة هياء نجيب إن النساء المدخنات أثناء فترة الحمل يعتبرن أكثر عرضة لإنجاب أطفال مشوهين ومصابين بشقوق وعيوب خلقية في الحلق والوجه، مؤكدة أن الباحثين أوضحوا أن الشفة المشقوقة وشقوق سقف الحلق هي أكثر العيوب الخلقية وتشوهات الاجنة شيوعا بين المواليد ويزداد خطرها بصورة أكبر عند أطفال المدخنات، وذكرت أن مادة النيكوتين في السجائر يمتصها دم الأم من الرئة، لتسري في جميع أجزاء الجسم، ومن ضمنها الرحم والمشيمة، فتؤثر في تكون الجنين الصغير وتسبب انفصاله عن مصدر غذائه من الأم، وتكون النتيجة في الغالب هي الإجهاض.
لغة الطب
وتتحدث لغة الطب لتكشف لنا من خلال معلومات رصدها مختصون في هذا المجال الأضرار الصحية على المرأة المدخنة فها هي دراسة طبية ألمانية تكشف أن أمراض سرطان الثدي وسرطان الرئتين تصيب المدخنات بمعدل يفوق مئة مرة غير المدخنات، وفي أستراليا أجرى فريق طبي دراسة على 16790 امرأة مدخنة لمعرفة العلاقة بين التدخين وسرطان المبيض، فتبيَّن لهم أن المرأة المدخنة معرضة للإصابة بهذا السرطان ضعف المرأة غير المدخنة.
وتؤكد بعض الدراسات الطبية أن النساء اللواتي يدخن ثلاث سجائر فقط في اليوم ربما يعرضن أنفسهن إلى ضعف مخاطر الإصابة بالذبحة الصدرية بل وحتى الموت المبكر مقارنة بغير المدخنات، وهذه النتائج ثمرة دراسة استغرقت قرابة 22 عاماً وغطت أكثر من 12 ألف شخص في محيط العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، كماتوصل باحثون سويديون في معهد كارولنسكا للأبحاث إلى وجود علاقة بين تدخين النساء في أثناء فترة الحمل ووفاة أطفالهن في المهد أو ما يُسمى (الموت المفاجئ للأطفال) ويقصد به موت الأطفال قبل سن الشهر السادس بلا سبب مرضي معروف.
وأثبتت التحاليل المخبرية أن ثديي الأم المدخنة التي تستهلك عشرين سيجارة يومياً يفرزان مادة النيكوتين السامة مع حليب الرضاعة بمعدل يصل إلى نصف ملغ لكل لتر من الحليب علماً أن أثداء المرضعات تفرز مواد أخرى ضارة غير النيكوتين، وتبين أن تدخين الأم قبل الولادة يصيب الطفل بانخفاض ردة فعله عند حدوث نقص في الأكسجين بسبب تأثير النيكوتين سلباً في الدوائر العصبية التي توقظ الطفل من نومه عندما يتوقف عن التنفس.
أما أخطر ما كشفته الدراسات في هذا الصدد هو أن خطر إصابة الطفل بالتأخر العقلي يزداد بنسبة 60% عندما تكون أمه مدخنة ويزداد هذا الخطر إلى 75% إذا زاد عدد السجائر التي تدخنها عن 20 سيجارة في اليوم، وبعيداً عن الاحتمالات أشارت دراسة علمية إلى أن 35% من أطفال الأمهات اللاتي كن يدخن في أثناء الحمل يصبن بدرجة من التأخر العقلي، ولا يقل خطورة عن ذلك ما أثبتته الأبحاث من أن تدخين الحامل يزيد نسبة إصابة وليدها بالتشوهات الخلقية كالشفة المشقوقة (الشفة الأرنبية) وبعض المشكلات التركيبية للعين والأذن.

التعليقات (0)