مصطفى عياد

0

1,771

لمحة تاريخية عن الدوري الاسباني


يعود تاريخ الكرة الإسبانية إلى أواخر القرن التاسع عشر والفضل مرة أخرى للإنكليز في وصول هذه اللعبة إلى شبه الجزيرة الأيبيرية (إسبانيا والبرتغال).


ارتبط تاريخ كرة القدم في إسبانيا بأحد رجال الأعمال الإنكليز الذي أسس شركة ريوتينتو في هويلفا في إقليم الأندلس جنوب غرب الساحل الإسباني, ولم تمض فترة طويلة حتى استقدمت هذه الشركة المئات من الإنكليز للعمل فيها وهؤلاء بالطبع جلبوا معهم كرة القدم.


وفي سنة 1878 أسس عمال هذه الشركة فريق "ريو تينتو" على اسم الشركة، وكان هذا الفريق في تلك الفترة يتشكل فقط من الإنكليز.


لكنه تحول فيما بعد إلى فريق إسباني بالكامل وتغير اسمه إلى (ريكرياتيفو دي هويلفا Club Recreativo de Huelva ) وكان هذا في سنة 1889 وهو أقدم فريق كرة قدم في إسبانيا، لتنتشر اللعبة بعد ذلك في عدد من المناطق الصناعية في البلاد كمنطقة إيرون وخيخون وإشبيلية ولاكورونيا وفالنسيا وأيضا في عدد من الجامعات وأصبح الكثير من الطلبة والعمال الإسبان يمارسونها في الأزقة وفي الساحات الخضراء.


ومن الفرق العريقة كذلك فريق بالموس الذي تأسس في سنة 1898 وبعده بسنة واحدة تأسس العملاق برشلونة, لكن الملاحظ أنه ورغم انتشار اللعبة في كل إسبانيا إلا أنها لم تكن قد وصلت بعد إلى منطقة الوسط وخصوصا "الكاستيل".


وبسبب تزايد شعبيتها وارتفاع عدد الأندية الممارسة لها أُعلن عن انطلاقة بطولة كأس الملك الإسباني التي أطلق عليها أولا اسم (كأس الملك ألفونسو الثامن) ثم تغير الاسم تبعا لتغير الأوضاع السياسية إلى أن استقر مؤخرا على اسم كأس الملك Copa del Rey.


وأول بطل لهذا الكأس كان فريق فيسيكيا الذي تغلب في النهائي على برشلونة بـ 2-1 في سنة 1902 وهي السنة نفسها التي شهدت ولادة العملاق الإسباني والعالمي فريق ريال مدريد والذي أطلق عليه أولا اسم ((نادي مدريد لكرة القدم)) ثم منحه الملك الإسباني ألفونسو الثامن سنة 1920 اسم ريال ليصبح ((ريال مدريد)).


وفي سنة 1913 اجتمعت العديد من الاتحادات الإقليمية في كل إسبانيا وأعلنوا ولادة الاتحاد الإسباني لكرة القدم الذي كان أساس ولادة أشهر الدوريات في العالم ( الليغا الإسبانية)).


وتأخر انطلاق الدوري الإسباني بسبب الكثير من الخلافات التي طبعت العلاقة بين الاتحادات الإقليمية المسيطرة على النسيج الكروي الأسباني وأهمها منطقة الوسط (عاصمة مدريد ونواحيها) ومنطقة كاتالونيا وإقليم الباسك.


وجاء موسم 1928-1929 ليكون أول موسم في تاريخ دوري الدرجة الأولى الإسباني وشهد مشاركة عشرة فرق هي (برشلونة، وريال مدريد، وأتلتيك بلباو، وريال سوسيداد، وأريناس دي غيتسو، وأتتلتيكو أفياسيون، (أتلتيكو مدريد فيما بعد) وريال إسبانيول، وسي دي أوروبا، وريال خيخون، وراسينغ سانتاندير) وحقق فريق برشلونة العريق أول لقب في تاريخ الليغا.


ويذكر أن ريال مدريد صرف ما يعادل 3500 دولار من أجل استقدام الحارس الشهير زامورا وهو أقل مما كانت تصرفه الأندية الإنكليزية على شراء اللاعبين في النصف الأول من القرن العشرين.


لكن جاءت الحرب الأهلية وعهد الديكتاتور فرانكو ليفسدا فرحة الإسبان بالليغا وتوقف الدوري لثلاث سنوات ابتداء من 1936 إلى 1939، وكان فريق أتلتيكو أفياسيون هو أول من حقق اللقب بعد استمرار الدوري ثم بعد ذلك غير هذا الفريق اسمه أفياسيون إلى مدريد ليصبح اسمه (أتلتيكو مدريد) وهو أحد أشهر الأندية الإسبانية والأوروبية.


وتدرج عدد الأندية الإسبانية من 14 في الأربعينات إلى 16 في فترة السبعينات إلى أن وصل العدد إلى عشرين ناد حاليا.


وبشكل عام سيطر ريال مدريد وبرشلونة على معظم ألقاب الدوري مع حضور قوي لأتلتيك بلباو وأتلتيكو مدريد، كما برز في تاريخ الكرة الإسبانية الكثير من الأسماء التي مازالت تذكرها ذاكرة الكرة العالمية كيوهان كرويف ودي ستيافنو وبوشكاش وكوبالا وبعد ذلك سنتيانا وميشال وبوتراغينيو وستويشكوف وكويمان وروماريو وكثير من النجوم غيرهم.


خصوصية إسبانية


تمتاز الكرة الإسبانية بخصوصية في قوانينها المنظمة للصعود والهبوط في كل الدوريات المنضوية تحت الإتحاد الإسباني لكرة القدم.


فمثلا نجد في دوري القسم الأول 20 فريقا. وهذا رغم أن جدلاً واسعاً ما زال مستمراً حول ضرورة تخفيض هذا الرقم إلى 18 كما كان قبل سنة 1988، ويذكر أن أزمة حقيقية وصلت إليها الكرة الإسبانية حين وصل عدد فرق الدوري سنة 1995 إلى 22 فريقا وهو ما خلق بلبلة في توزيع الفرق بين القسمين الثاني والأول.


والسبب في هذه البلبلة أن الإتحاد الإسباني حكم على فريقين بالنزول بسبب عجزهما عن تقديم ضمانات مالية كبقية الفرق، وتدخل الإتحاد الأوروبي وهدد بخفض عدد الفرق الإسبانية المؤهلة لدخول تصفيات الكؤوس الأوروبية إذا لم يعالج الإتحاد الإسباني هذه المشكلة ويخفض عدد الفرق إلى عشرين كما كان قبل 1995، ولم تمض إلا سنتان حتى عاد عدد الفرق مرة أخرى إلى 20 فريقاً.


أما القسم الثاني فيتكون من 22 فريقاً ويطلق عليه وصف القسم الثاني أ، وفيما عدا ذلك أقسام الهواة وأولها القسم الثالث والذي يطلق عليه (القسم الثاني ب) ويضم أربع مجموعات ثم بعد ذلك القسم الرابع (المجموعات 1 إلى 20) .


ومنذ موسم 1999-2000 بدأ نظام هبوط الفرق الثلاث التي تحتل المراتب الأخيرة مباشرة إلى القسم الثاني أ، وتصعد مكانها ثلاث فرق, وهذا بخلاف النظام القديم الذي كان يسمح بنزول فريقين مباشرة وفريقين آخرين يلعبان مباراتين فاصلتين ضد الثالث والرابع في القسم الثاني.


بالنسبة للأقسام الأخرى فتهبط الفرق الأربعة التي تحتل مؤخرة القسم الثاني أ إلى القسم الثاني ب وتصعد مكانها أربعة فرق (يتأهل أول فريقين من كل مجموعة من المجموعات الأربع المكونة للقسم الثاني ب وتلعب الفرق الثمانية مباريات فاصلة من أجل تحديد أربعة فرق تتأهل مباشرة إلى القسم الثاني أ.


ومن أبرز ما يلاحظ على الدوري الإسباني أن للفرق الكبرى كريال مدريد وبرشلونة فرق رديفة تلعب بين الأقسام السفلى إلى أن تصل إلى القسم الثاني، لكن لا يسمح لها بالصعود إلى القسـم الأول إذا حققت لقب دوري القسـم الثاني ألف وهو ما حصل مع فريق الرديف لريال مدريد في موسم 1979-1980، حيث حقق لقب الموسم وكان يضم ميشال وبوتراغينيو وسانشيز لكنه لم يستطع اللعب في القسم الأول بسبب القوانين الإسبانية التي تحظر هذا الأمر واضطر للبقاء في القسم الثاني.


إلا أنه ومن أطرف ما حصل في الكرة الإسبانية أن هذا الفريق الرديف لريال مدريد تواجه مرة في كأس إسبانيا مع فريق الريال أ لكنه انهزم بـ 6-1 ويسمح للاعبي الرديف الأقل من 23 سنة فقط بالانتقال إلى الفريق الأول، لكن لاعبي الفريق الأول لا يسمح لهم بالالتحاق بالفريق الرديف كما يحصل في إنكلترا.


التعليقات (0)