موجة البرودة تحقق لك الرشاقة والصحة
موجة البرودة تحقق لك الرشاقة والصحة
مع موجة البرد وانخفاض درجات الحرارة التي تجتاح العالم هذه الأيام ، تبحث ربة المنزل عن طرق الحماية التى توفر لها ولأسرتها الإحساس بالدفء والوقاية من أمراض الشتاء فى الوقت ذاته بالرغم من تأكيد الباحثين على أن البرودة تقدم خدمة وقائية بقضائها على الحشرات، والأجسام الحية المتناهية الصغر، الناقلة للجراثيم.
كما تساهم برودة الشتاء على الرشاقة وذلك بتنشيط الدهون البنية اللون، وهي الدهون النشطة في عمليات التمثيل الغذائي "الأيض" ، وفي الدول الأوروبية شديدة البرودة كروسيا ينتظر كثيرون الموجات الباردة كي يسبحوا في المياه المتجمدة التي يقال إنها تُحدِث معجزات صحية، وفقا لافتراضات طرحتها بعض الدراسات في هذا المجال.
صحيح أن فوائد الشتاء متعددة ولكننا يجب ألا نغفل الجوانب الأخرى والأمراض المتعلقة بالشتاء وطرق الوقاية المناسبة وخاصة مع انتشار الفيروسات وخاصة الأنفلونزا التي تنتشر مع الجو الجاف البارد ، أما الظلام الشتوي فيسبب نوبات الاكتئاب ونقص فيتامين "دى" نتيجة عدم تعرض البشرة للشمس بصورة كافية.
صعوبة التكيف:
بعض الدول العربية لا يكون الجو باردا بها جداً ، ويشير الباحثون إلى أن فى هذه الحالة يتكيف جسم الإنسان جيداً مع درجات الحرارة ، إلا أنه عندما يتلامس الجسم مع الجو أو الماء البارد فإن شبكة الأوعية الدموية الموجودة في الجلد، تتقلص ، ولذا يوجه الدم بسرعة نحو داخل الجسم ، وتضيف استجابة الجسم هذه قوة عزل لحماية الجلد، لأنه يفقد حرارة أقل بعد تقليل تدفق الدم قرب سطح الجسم الملامس للجو أو الماء ، كما أنه يحمي الأعضاء الحيوية من درجات الحرارة المتدنية ، إلا أن الإنسان يدفع ثمن إعادة توجيه الدم، فهي تؤدي إلى قلة تدفقه إلى أصابع اليدين والقدمين والأجزاء المحيطية من الجسم (الأنف والأذن).
ويؤكد خبراء أمريكيون من جامعة كمبردج برسالة هارفارد الصحية أن الارتعاشات هي وسيلة دفاعية معروفة مضادة لانخفاض درجة حرارة الجسم، فالتقلصات العضلية الإيقاعية السريعة التي تحدث في أثنائها، تمنح الجسم الحرارة ، الأمر الذي يساعد كل الجسم على البقاء دافئا ، كما يستطيع الجسم توظيف عضلات أكثر فأكثر عند انخفاض درجات الحرارة. وهنا قد تصبح الارتعاشات قوية وغير مريحة.
أما الحركات الإرادية مثل الدبدبة أو "الطبطبة" بالقدمين، وأرجحة اليدين، فهي وسيلة أخرى لتوليد الطاقة أو قد تعوض عن حدوث ارتعاشات الجسم، إلا أن الجسم لا يجني فائدة كلّية تامة من هذا لأن التمارين الرياضية تزيد من تدفق الدم إلى الجلد، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان الجسم لحرارته.
تقوية المناعة
ولمواجهة نزلات البرد الحادة وارتعاشاته يؤكد د. ماجد محمد رفعت أستاذ الباطنة والمناعة بكلية الطب بجامعة عين شمس أن المناعة هي السلاح الواقي وينصح بالإكثار من تناول الموالح وأولها الليمون واليوسفي والبرتقال والجوافة واللجوء إلى الطعام الساخن لأنه يساعد في استنشاق الأنف.
ويعتبر الثوم هو الوحيد القادر علي تنشيط أجهزة الجسم الدفاعية ويحذر من فقد فاعليته مع الطهي ، وأفل طريقة لتناوله بدون أن يفقد قيمته هو تناول فص نيئاً أو استبداله بقرص من الصيدلية ،ومن الطبيعة الخضراوات والفاكهة لغناها بالفيتامين ، وتناول المعادن وأهمها الزنك وهو يوجد كأقراص بالصيدليات أيضاً.
ولفت د. رفعت الانتباه إلى أن حبات المطر لا تصيب بالبرد ولا الشعر المبلل لكن الخروج من تيار دافيء لبارد والعكس يسبب البرد ، وتعتبر العدوى هي المسئول الأول لانتقال العطس ورذاذ السعال فهو القادر علي نشر المرض بالمكان ، لذا يوصي بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة وتناول الزنجبيل الساخن وزيادة التوابل بالأطعمة.
وينصح خبراء التغذية بالإكثار من تناول الجزر خلال فصل الشتاء، وذلك بسبب احتوائه على مادة "بيتا كاروتين" التي يستطيع الجسم تحويلها إلى فيتامين "أ" الذي يلعب دوراً رئيسياً في مكافحة نزلات البرد والأنفلونزا ، وكذلك الخضار التي تحتوي على نسبة عالية من مادة " بيتا كاروتين" مثل المشمش والخوخ والبروكلي والدراق "أحدى الثمار اللوزية".
أيضاً المشي السريع في أشهر الشتاء الباردة قد يقي من الإصابة بنزلات البرد العادية وأن فائدة رياضة المشي بشكل سريع تفوق في كثير من الأحيان فائدة تناول العلاجات أو الحبوب، وكل المطلوب منك هو زوج أحذية للمشي للوقاية من برد الشتاء ومواجهة درجات الحرارة المختلفة بشكل أفضل وتعود الجسم علي التحمل.
فرصة للرشاقة:
ولعلك الآن تتساءلين كيف أستفيد من برودة الشتاء ؟ الإجابة ذكرها أخصائي التغذية الفرنسي د. جان لوني في كتابه "طب الفصول المختلفة"مشيراً إلى أن بعض الدراسات اليابانية والأمريكية تؤكد أن البرودة تساعد الجسم علي فقد بعض من وزنه الزائد, لأن عملية التمثيل الغذائي تتضاعف بمقدار ستة أضعاف في الماء البارد في حين أنها لا تتضاعف سوي بمقدار مرتين فقط نتيجة بذل مجهود بدني كبير.
وقدم د. جان لوني في كتابه بعض النصائح التي تساعدك على استغلال البرودة الشتوية فى صالحك ، فلا تجعليها تفوتك بدون الاستفادة منها:
- من الممكن أن تستخدمي الدش البارد في نهاية الدش الساخن علي أن تسبقيه بمرحلة التعرض لماء فاتر كمرحلة إنتقالية بين السخونة والبرودة, وتساعد هذه الطريقة الجسم علي عدم الإحساس بالبرودة الشديدة عند تعرضه لها بعد ذلك نتيجة أن الماء البارد يسرع من عملية الدورة الدموية.
- حاولي تقليل استخدام أجهزة التدفئة لأن ذلك يساعد على تخفيض الوزن ، فالمعروف أن الجلوس في أماكن دافئة يجعل الناس لا يرغبون في مغادرتها ، وتكون النتيجة اكتساب وزن زائد ، كذلك من المعروف أن الجسم يستهلك طاقة للحفاظ علي درجة حرارته عند37 درجة ، فإذا شعر بالبرودة فإنه يلجأ إلي احتياطي الدهون المختزن به للاستهلاك منه ، لذلك يفضل عدم النوم في جو دافئ.
- أكثري من تناول الدهون الجيدة ، فالمعروف أن في الشتاء يقبل الكثيرون علي تناول الأطباق الدسمة لتبعث إحساس بالدفء في الجسم, لكن مشكلة هذه الأطباق أنها تزيد الوزن بشكل ملحوظ , من أجل تجنب هذه الزيادة يفضل تناول الأطباق الغنية بالحمضيات الدهنية الأساسية مثل الأسماك الدسمة والأنشوجة والسالمون والماكريل لأنها تقوم بنفس المهمة بدون أن يصاحبها زيادة في الوزن.
احمي طفلك:
أما الطفل ولاسيما الرضيع فيحتاج إلى عناية خاصة فى الشتاء البارد ، وأكد الدكتور خليل مصطفي الديواني - أستاذ طب الأطفال - أن الوقاية من أمراض الشتاء تبدأ بتصحيح بعض الأفكار والعادات الخاطئة ومن هذه الأفكار أن الوليد لديه مناعة طبيعية ضد ميكروب البرد خلال الشهور الثلاثة الأولي من عمره, وهذا خطأ , ولذا يجب ألا يقبله الكبار خاصةً إذا كانوا مصابين بالبرد حتى لا ينقلوا إليه العدوى.
ومن المعتقدات الخاطئة التي أشار إليها الديواني أن الإكثار من ملابس الطفل لا تحميه من البرد كما تعتقد بعض الأمهات ، ولكن الصواب هو أن المقاومة تكون بتهوية المنزل.
وحذر الديوانى من الإسراع باستخدام نقط الأنف لما لها من آثار جانبية مضرة للغشاء المخاطي المبطن للأنف، وقد تسبب للطفل التهاباً مزمناً، وبالتالي انسداداً مزمناً يجعل الطفل مدمناً لها ولا يستطيع التنفس من أنفه بدونها.
ولمواجهة التهاب الحلق واللوزتين في المرحلة السنية من 4 إلى 14 سنة نتيجة الإصابة بالزكام المتكرر فتلتهب اللوزتان وتكبران في الحجم ويشعر الطفل بآلام في الحلق مع رعشة وارتفاع في درجة الحرارة ، ينصح الأطباء بالعلاج بالمضاد الحيوي المناسب تحت إشراف الطبيب , وأن يستمر العلاج لفترة كافية حتي بعد الشفاء حتي لا يعود الفيروس مرة أخرى .
22