الاتعرفين
ألا تعرفين
بأنك في القلب نبض القوافي
وأنتِ مفيضُ الهوىْ عن ضفافيْ
وأنّ فؤادي الذي تنكرينْ
توحد فيك
توغل فيك
ومدَّ جسورَ الوصالِ إليكِ
كعقدٍ
ثمينٍ من اللازوردِ
وخيط نحيل من الياسمين
«ألا تعرفين»!؟
وقد آن للحب حدّ القطاف
وأنت تريقين بحر التجافي
وتحيين في القلب
حزناً دفين
ألا تعرفين
بأنك أنتِ إذا ما رحلتِ
وقعت أسيراً بآلام صمتي
وأيقظتُ في القلب
صوت الحنين
«ألا تعرفين»!؟
بأنكِ أنتِ تقولّت عنّي
الذي لم أقلهُ
وصدّقت (أني) الذي
تدّعين
فأولت صمتي
وجلّ انكساري
بهذا الهراء الذي تقرئين
وأقسمت تواً بهجر القوافي
فعدت لأنظم
خوف اعترافي
بأن هواكِ على القلب نقشٌ
بيادر قمح وملحٍ
وتينْ
«ولا تذكرين»!؟
بأنّي وعدتُ.. فلا تخافي
سأهديك قلبي بيوم الزفاف
فقلت «كفاك»
ودنّست وعدي
بماء
ونار
وريح
وطين!
وقلتُ بأني إليك نذرتُ
ربيع البنفسج، ما شئتِ كنتُ
حبيباً
صديقاً
وبدراً كسولاً يغرّ الجبين!
فقلتِ «كفاكَ»
فما عدت أدري من الشعر هذا
رحيق الصواب
وعطر اليقين
أيعقل هذا الذي تفعلين!؟
ولما سألتني ما قد فعلت
التفتُّ
إليك وحينها قلتُ
«بأني بكيت كما تشتهين!؟
كسرتُ
بقلبي جدار الحنين!؟
ولمّا
سدلت الشراع إليك
جعلت الرياح بعكس السفين!؟
وقلتِ سأرحلُ
قلتُ «ارحلي»!
ولكنَّ قلبيْ... سيبقى مراراً
يخلد ذكركِ
في كل حينْ
22