firehorse

32

2,362

قلعة حلب

يرتبط اسم قلعة حلب باسم المدينة منذ نشأتها . وتشير التنقيبات الأثرية في / تل القرامل/ إحدى ضواحي حلب إلى مساكن دائرية تعود إلى الألف العاشر قبل الميلاد .‏



مما يؤكد أن مدينة حلب هي أقدم مدينة في العالم لا تزال مأهولة . كما تشير إلى ذلك بقايا / حي المغاير / المحفورة في الصخر . والتنقيبات عامة في حلب وحولها .‏



تعرضت حلب للتدمير والخراب بفعل الحروب والغزو والزلازل والأوبئة منذ الألف الثالث ق.م. ولكنها كانت دوما تنهض من تحت الأنقاض وتستأنف دورة الحياة.‏








ذكرت حلب في رقم ماري منذ 2850 ق.م. ودمرها ريموش الأكادي منتصف الألف 3 ق.م. ثم الحثيون أوائل الألف 2 ق.م. وتعاقب عليها الميتانيون والمصريون القدماء والبابليون والآشوريون والفرس. ودخلت منذ 330 ق.م في الدائرة الإغريقية, وأطلق عليها الإغريق تسمية /بيروا/ وقد أحبها الفيلسوف /أرسطو/. الذي كان يرافق جيوش الاسكندر وأقام فيها حتى تعافى من مرضه لأنه تأكد من طيب مناخها وصفائه. أعاد سلوقس نيكاتور بناء المدينة وجدد القلعة واستخدمها مقراً عسكرياً. وأنشأ الشارع المستقيم في المدينة 312 ق.م, هذا الشارع الذي لا يزال موجوداً ويمتد من سوق الزرب شرقاً حتى باب انطاكية غرباً. وتتفرع عنه أسواق حلب المسقوفة وعددها 39 سوقاً.‏


استمرت علاقة حلب الوثيقة بأوربا خلال الفترة الرومانية التي بدأت 64 ق.م على يد /بومبيوس/. وأصبحت واحدة من المدن الهامة دينياً واقتصادياً بسبب موقعها الفريد.‏


وفي الفترة البيزنطية غدت حلب مركز أسقفية مسيحية كبرى. وبنت فيها هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين كاتدرائية عظمى هي اليوم المدرسة الحلوية. وقد تحولت من كاتدرائية إلى مدرسة ومسجد عام 1124م خلال حصار الصليبين لمدينة حلب.‏


ومنذ عام 636م تدخل حلب في العصور الإسلامية المتتابعة: أموي - عباسي - حمداني - سلجوقي - زنكي - أيوبي - مملوكي - عثماني.‏


خلال كل تلك العصور وآلاف السنين بقيت حلب تشكل المركز الاقتصادي العالمي الذي يربط بين القارات والمحيطات, وبقيت الطريق البري والدولي الذي تمر به تجارات الحرير والتوابل والمنسوجات والعطور. وهذا المركز المتميز تؤثر فيه عوامل كثيرة منها:‏


1- خصوبة الأراضي الزراعية.‏


2- الحجارة الكلسية التي تكسب الأبنية قوة وبقاء.‏


3- الموقع الاستراتيجي الحصين, وسهولة الحركة شرقاً وغرباً.‏


4- الاتصال بالأناضول والجزيرة العربية.‏


5- التنوع الحضاري والديموغرافي الذي عرفته المدينة خلال تاريخها.‏


6- المركز التجاري بين أوربا من جهة والشرق الأقصى من جهة أخرى.‏


ورغم الخلافات السياسية بين أوربا وبين الدول الإسلامية المتتابعة, فإن حلب بقيت مركزاً أساسياً للتجارة العالمية..‏


ورغم ضراوة الحروب الصليبية فقد شهدت حلب عام 1207م عقد اتفاقية تجارية مع دولة البندقية أيام الظاهر غازي الأيوبي وهي أول اتفاقية اقتصادية بين أوربا والمشرق العربي. وتجددت هذه الاتفاقية في الفترة المملوكية. وشملت بقية المدن الإيطالية إلى جانب البرتغال وأسبانيا وغيرها.‏


وخلال العهد العثماني الذي امتد أكثر من 400 سنة كانت حلب العاصمة الاقتصادية للدولة العثمانية الممتدة من الدانوب غرباً حتى العراق شرقاً وعلى كل الشمال الإفريقي والجزيرة العربية. ويشير المؤرخون إلى أن ما كان يباع في حلب في يوم واحد كان يحتاج إلى ثلاثة أشهر ليباع في القاهرة.‏


وقد عقد السلطان العثماني سليمان القانوني عام 1535 اتفاقاً مع ملك فرنسا فرنسوا الأول أدى إلى تنشيط الجالية الفرنسية في حلب.‏


تضاعف حجم تجارة حلب خلال ربع قرن من الحكم العثماني عدة مرات وتوسعت الأسواق والخانات, وكثرت القنصليات والجاليات والبعثات التجارية الأوربية والعالمية. ويشير دارفيو قنصل فرنسا في حل¯¯ب 1680 إلى أن المدينة كان فيها أكثر من 75 قنصلية وممثلية تجارية في ذلك الوقت, وكان سكانها 300 ألف نسمة, وكانت مثالاً للتسامح وسعة الأفق وتعدد الطوائف والأعراق فيها. ومما يجدر ذكره أن مدينة حلب تضم 11 طائفة مسيحية لكل منها مطرانها وكنائسها, وتعيش جميعاً إلى جانب المسلمين بكل حرية وتسامح وتفاهم لأن الجميع مواطنون سواسية أمام القانون.‏


تلقت حلب ضربة كبرى بافتتاح قناة السويس 1869 الذي حول طريق التجارة العالمي إلى طريق بحري. وفقدت حلب 93% من تجارتها.‏


استقبلت حلب منذ القرن الثالث عشر الإرساليات الفرنسيسكانية والكبوشية والكرملية واليسوعية. وإذا استعرضنا مذكرات وكتابات الرحالة والقناصل والتجار الأوربيين الذين زاروا حلب أو أقاموا فيها لرأيناها بالمئات, ومن أهم الذين تحدثوا عنها:‏


شكسبير - لامارتين - برودويل - فوستر - ماسون - لومانس - دي راولف - دارفيو - فولني - داندولو - رامبلز - جون دافيد - لورنس - جرنرودبل.‏


وتركز هذه المذكرات على دور حلب التجاري وتصفها بأنها:‏


- أثينا الآسيوية.‏


- لندن الصغيرة.‏


- باريس الصغيرة.‏


- أجمل مدن السلطنة وأنظفها.‏


- حلب تفضل القاهرة.‏


- حلب قلعة الشرق.‏


- الحلبيون أحسن شعوب الممالك العثمانية.‏


- حلب بوابة آسيا.‏



حلب والقلعة :‏

أولاً - تاريخ القلعة :‏

إن تاريخ قلعة حلب جزء من تاريخ المدينة . وفي التنقيبات الجارية الآن في القلعة تم العثور على أحجار صوانية تعود إلى الألف السابع ق . م . كما تم العثور على معبد يمثل آلهة حل¯ب القديمة. وهذا يؤكد أن القلعة كانت أكروبول المدينة ومكان العبادة فيها . ويجري اليوم استكمال أعمال التنقيب التي تبشر بنتائج هامة ومذهلة حول تاريخ القلعة ومدينة حلب .‏


كانت القلعة / اكروبول / المدينة , وفيها كانت معابد الآلهة التي تمثل الحضارات المتعاقبة على المدينة: حدد وشمش وسين , وتمثل هذه الآلهة الثالوث الحلبي المقدس , بحيث يمثل حدد الرعد والصاعقة, وشمش يمثل الشمس كرمز للعدل , وسين يمثل الهلال كرمز للوقت . إلى جانب الآلهة الأخرى مثل : دجن إله الخصب . وكانت أسماء الآلهة تتبدل بتبدل السلطة الحاكمة بين عمورية و حثية وميتانية وإغريقية ورومانية .‏


ثم أصبحت القلعة مكانا للعبادة المسيحية في العصر البيزنطي, وبعد ذلك بنيت فيها المساجد في العصور الإسلامية .‏


تتحدث الروايات التاريخية عن أن أول من استخدم القلعة للدفاع والتحصين العسكري هو سلوقس نيكاتور الذي جاء بعد الاسكندر . واتخذ من القلعة مقراً عسكريا ً , أما الرومان والبيزنطيون فقد جعلوها المقر الرسمي لإقامة حاكم المدينة . وبنى البيزنطيون فيها كنيستين .‏


دخل العرب المسلمون مدينة حلب صلحاً عام 16 ه¯ - 637 م . ولم يتخذوا القلعة مقراً للولاة , وإنما عمدوا إلى بناء قصور خارج أسوار المدينة للإقامة فيها . مثل قصر الناعورة الذي بناه مسلمة بن عبد الملك , والحاضر السليماني الذي بناه سليمان بن عبد الملك , وقصر بطياس الذي بناه صالح بن علي العباسي .‏


ومنذ أيام سيف الدولة الحمداني يعود الاهتمام بالقلعة كمركز عسكري حصين ضد هجمات بيزنطة , وكمقر للحكم بعد أن هدم نقفور فوكاس البيزنطي قصر الحلبة خارج باب انطاكية عام 351 ه¯ - 962 م . فقد استخدمها سعد الدولة بن سيف الدولة مقراً لحكمه .‏


وتكرس استخدام القلعة مقراً للسلطة السياسية أيام بني مرداس 414 - 472 ه¯, 1025 - 1079 م . وقد أدى ذلك إلى تصاعد الاهتمام بالقلعة وبنائها وتحصينها وتزيينها .‏


واستمر الأمر على هذا المنوال في الفترة السلجوقية , وبعدها المرحلة الزنكية حيث أعاد نور الدين ترميم القلعة وبناء سورها , وبنى فيها مسجداً بقي حتى اليوم , وأنشأ فيها سجناً لأعدائه الأسرى من الفرنجة , وقد دخل هذا السجن عدد من أمراء الصليبيين في الشرق مثل /بودوان/ ملك بيت المقدس ودوشاتيون أمير انطاكية .‏


وتبلغ ذروة مجدها وازدهارها أيام الظاهر غازي الأيوبي , الذي حكم حلب ثلاثين سنة وترك فيها من العمائر ما لم يسبقه إليه أحد .‏


يعتبر عصر الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي العصر الذهبي بالنسبة لقلعة حلب, ويعود شكلها الحالي إلى أيامه . لقد أنشأ فيها من الأبنية المختلفة ما وصل عدده إلى 26 بناء من قصور ومساجد وحمامات وصهاريج وأبراج وجسور ومخازن . وحفر حولها خندقاً بناه بالحجارة . وشيد قصراً عرف باسم / دار العز / كان آية في فن العمارة . ومن العصر الأيوبي في القلعة جرى زفاف الملكة ضيفة خاتون إلى الملك الظاهر غازي . ولها أياد بيضاء في عمارة حلب , لقد تحولت القلعة أيام الظاهر غازي إلى مقر ملكي بمعنى الكلمة وتكامل لها البناء العسكري الحصين إلى جانب البناء الجميل المترف , واستطاعت أن تكون مدينة داخل المدينة باستقلالها واعتمادها على إمكاناتها الذاتية .‏


في عام 658 ه¯ - 1260 م حاصر / هولاكو / مدينة حلب بعد سقوط بغداد المروّع , وقد استسلمت المدينة وفق شروط الصلح . ولكن هولاكو غدر بالمدينة والقلعة وقام بتخريبها ومعه ملك / سيس / الأرمني وقتل حامية القلعة , وغادر التتار حلب بعد هزيمتهم في / عين جالوت / ولكنهم عادوا إليها بعد سنة فخربوا ما تم تعميره. وقد رمم كل من بيبرس وقلاوون والأشرف خليل بعض مباني القلعة ولكنها لم تعد إلى سابق مجدها. وحلت بها كارثة أخرى عام 1400 م . حينما اجتاحها تيمورلنك فدمرها مع مدينة حلب وشرد سكانها وقتل من بقي منهم.‏


ولكن حاكم المدينة المملوكي /جكم/ نائب السلطة , قام بأعمال كبرة لإعادة بناء القلعة وترميمها وإصلاح خندقها متوخياً المحافظة على صورتها الأيوبية . وبنى فيها برجين إلى الشمال والجنوب , كما شرع ببناء قاعة العرش التي أتمها السلطان المملوكي / المؤيد شيخ / , وأعاد السلطان قايتباي / بناء سقف القاعة واستكمله السلطان /قانصوه الغوري/ وجعل له تسع قباب جميلة , واتخذ من القلعة مكاناً للاستعداد لمعركته الفاصلة مع السلطان سليم العثماني .‏


ومنذ عام 1516 أصبحت حلب وقلعتها ولاية عثمانية بعد هزيمة المماليك في معركة / مرج دابق / ولم تعد للقلعة قيمة عسكرية كالسابق . وكان الوالي العثماني يقيم فيها أحياناً , وفي قصور أخرى في أكثر الأحيان . وتعرضت لتخريب كبير في زلزال 1822 وقام إبراهيم باشا المصري باقتلاع أحجار الخندق ليبني بها ثكنة عسكرية داخل القلعة , فأساء بذلك إلى القلعة إساءة كبرى .‏


وأقامت فيها حامية فرنسية أيام الاحتلال الفرنسي , وقد قام كولونيل فرنسي يدعى ويغان بسرقة المحراب الخشبي الجميل من مسجد إبراهيم الخليل في القلعة ونقله إلى فرنسا في أوائل العشرينات من هذا القرن ولا يزال هناك . وكانت هذه السرقة السبب المباشر في ولادة جمعية العاديات 1924 ودعوتها لحماية الآثار والتراث وذلك بمبادرة من الشيخ كامل الغزي .‏


ويشهد تاريخ القلعة بأنها كانت من أكمل المباني العسكرية تحصيناً في التاريخ الإسلامي, ولم يتمكن أي غاز من دخولها قسراً , وإنما كان دخولها يتم بعد عقد الصلح مع المدينة . وكثيراً ما نقض الغزاة شروط الصلح ودمروا القلعة , كما فعل نقفور فوكاس وهولاكو وتيمورلنك .‏



ثانياً - شكل القلعة وملامحها الخارجية :‏


للقلعة شكل بيضوي , ويحيط بها خندق . ويبلغ طول القلعة من الأسفل مع خندقها 550 م بعرض 350 م . وفي أعلاها أرض المدينة 38 م . ويبلغ عرض الخندق 30 م بعمق 22 م ولكن هذا العمق أقل الآن بفعل الأتربة التي كانت تلقى فيه .‏


وأهم الملامح الخارجية للقلعة هي :‏


أ - الخندق : وكان يملأ بالماء وقت الحصار ليشكل حاجزا دفاعياً أوثق أمام المهاجمين . وكان حكام المدينة وولاة القلعة حريصين على العناية بالخندق وتعميقه وتحصينه في الأماكن الضعيفة منه , وتبليطه بالحجارة الكبيرة .‏


والخندق ذو سطح مائل من الأعلى إلى الأسفل , وكانت أجزاء كبيرة منه مبلطة بحجارة مستطيلة مقاسها 100*40 سم ويعود أكثرها إلى أيام الظاهر غازي الأيوبي . وبينما كانت أجزاء أخرى صخرية بطبيعتها .‏


ومعلوم أن القلعة كانت في الأساس تلاً طبيعياً , ومع تراكم البناء فوقه غدا مرتفعاً مزيجا من أصل طبيعي وزيادات عمرانية على مرّ التاريخ .‏


وتساعد عملية السطح المائل بأحجاره الملساء في عرقلة زحف المهاجمين نحو القلعة , والأحجار المستخدمة في تبليط السفح .‏


ب - المدخل الرئيسي : ويرتبط بالمدخل الخارجي من خلال جسر ذي ثماني قناطر . قسمه الأسفل من أيام الظاهر غازي , وقسمه الأعلى مملوكي . وبابه جانبي منعاً لاستعمال رأس الكبش في دك الباب . وعلى الباب نحت لثعابين وكتابات تحمل اسم قلاوون والأشرف خليل .‏


ج - الباب الثالث : في البرج الذي يمثل المدخل الرئيسي وعليه رسم أسدين بينهما شجرة نخيل . وفي آخر المدخل باب رابع باب الأسدين الضاحك والباكي وهو من أيام الظاهر غازي الأيوبي . وبين كل هذه الأبواب غرف وكوى للدفاع وقذف السوائل المحرقة و الكرات الحجرية .‏


وأمام الباب الأخير مقام الخضر /مار جرجس/ .‏


د - الممر الرئيسي : في القلعة بعد اجتياز الأبواب الدفاعية وتبدو فيه آثار التخريب من الزلازل والحروب . ونجد على يمين الممر درجاً يوصل إلى بئر يسمى /الساطور/ وبعده القصر الملكي الأيوبي , ثم حبس الدم الذي كان أساسا صهاريج مياه ثم استخدم سجناً . وإلى جانب مدخل حبس الدم بقايا المعبد الحثي من القرن 10 ق .م وفيه حجر بازلتي يمثل الثالوث الحلبي : حدد وشمش وسين . وتجري الآن في هذا المكان تنقيبات أثرية بالغة الأهمية .‏


أما إلى يسار الممر فهناك حمام وبعده مسجد إبراهيم الخليل الذي سرق محرابه الخشبي وتشير الكتابة فيه إلى أيام نور الدين الزنكي . وفي أعلى الممر إلى يسار الجامع الكبير في القلعة الذي بناه الظاهر غازي بمئذنته الأيوبية المربعة التي تطل على كل مدينة حلب .‏


ه¯ - ثكنة ابراهيم باشا : وتقع جنوب شرق القلعة , وقد بنيت عام 1834 , وهي الآن متحف يضم اللقى الأثرية في القلعة . وإلى جانبها نفق يؤدي إلى درج مؤلف من 225 درجة يتصل بثلاث فتحات تؤدي إلى المنافذ خارج القلعة وإلى جانبها نفق يؤدي إلى قاعة كبيرة كانت تستخدم مستودعاً للحبوب في العهود الإسلامية وقد تكون صهريج مياه أيام البيزنطيين .‏


و - القصر والحمام الملكيان : تشير كتابات إلى أن بناء القصر يعود إلى أيام الملك العزيز محمد ابن الظاهر غازي , ولم يبق من القصر إلا بقايا غرف و باحة ومقرنصات جميلة . وخلفه باتجاه الشرق يقع الحمام الذي يعود بناؤه إلى أيام يوسف الثاني بن العزيز محمد . وقد بقيت منه أرضية جميلة من الأحجار السوداء والبيضاء ومصاطب وغرف استحمام وأماكن تمديد قساطل المياه الحارة والباردة . وقد تم حديثاً ترميم الحمام .‏


ز - قاعة العرش : وتقوم فوق المدخل الرئيسي للقلعة وتشرف واجهتها على المدرسة السلطانية التي تضم ضريح الظاهر غازي الأيوبي .‏


وللقاعة شكل مربع تقريباً 26.5 * 23.5م . وقد زين مدخلها بمقرنصات جميلة تتناوب في أحجارها ألوان صفراء وسوداء وبيضاء وقد بدأ بناءها جكم سيف الدين المملوكي وأكملها المؤيد شيخ, ورممها قايتباي وأعاد سقفها قانصوه الغوري بقبابه التسع .‏


ويجري الآن ترميم قاعة العرش وفق طراز البيوت الحلبية العريقة , وقد تهدمت قباب السقف فأعادت مديرية الآثار بناءها بشكل مستو .‏


وفي القاعة كوى لرمي السهام والسوائل المحرقة , وفي إحدى زواياها باب يؤدي إلى مدخل سري نحو قاعة الدفاع في المدخل الرئيسي, وفي واجهتها نافذة كبيرة كتب عليها :‏


كتب السعد على أبوابها‏

ادخلوها بسلام آمنين‏

ح - البرجان الشمالي والجنوبي :‏


وقد بناهما الأمير سيف الدين جكم وجددهما السلطان قانصوه الغوري , ويبدو أنهما يرتبطان بسرداب سري بالمبنى الرئيسي للقلعة وبسرداب آخر يتصل بدار العدل في مواجهة القلعة .‏


3- الكتابات الباقية فيهما:‏


لا يزال في القاعة أكثر من 40 كتابة عربية, يعود أقدمها إلى الفترة المرداسية, وتحمل هذه الكتابة اسم محمود بن نصر بن صالح بن مرداس 465ه¯ 1073م.‏


وهناك كتابات من أيام نور الدين الزنكي, وكتابات كثيرة من أيام الظاهر غازي الأيوبي وولده العزيز محمد.‏


كما أن هناك كتابات مملوكية عديدة تحمل أسماء حكم وبرقوق والمؤيد شيخ وقايتباي وقانصوه الغوري.‏


وهناك كتابة عثمانية وحيدة من أيام سليمان القانوني 928ه¯ - 1521 م.‏


4- أجمل ما قيل في قلعة حل¯ب:‏


زار قلعة حلب خلال العصور المتلاحقة عدد كبير من الرحالة, وقيل فيها الكثير من الشعر, وهذه أمثلة مما قيل في القلعة:‏

قال الخالدي شاعر سيف الدولة:‏


وخرقاء قد تاهت على من يرومها‏


برمقبها العالي وجانبها الصعب‏


يزر عليها الجو حيب غمامة‏


ويلبسها عقداً بأنجمه الشهب‏


إذا ما سرى برق بدت من خلاله‏


كما لاحت العذراء من خلل السحب‏


قال ابن الزكي يهنىء صلاح الدين بفتحه القلعة ويبشره بفتح بيت المقدس:‏


وفتحك القلعة الشهباء في صفر‏


مبشر بفتوح القدس في رجب‏


وكان الرحالة ابن جبير قد زارها وقال فيها :‏


/ولها قلعة شهيرة الامتناع بائنة الارتفاع, معدومة الشبه والنظير بين القلاع, تنزهت حصانة أن ترام أو تستطاع/.‏


وزارها ابن بطوطة خلال رحلته فقال فيها:‏


/وقلعة حلب وبداخلها جُبان ينبع منهما الماء فلا تخاف الظمأ, ويطيف بها سور وعليها خندق عظيم ينبع منه الماء, وسورها متداني الأبراج قد انتظمت بها المعالي العجيبة المفتحة الطيقان, وكل برج منها مسكون والطعام لا يتغير بهذه القلعة على طول العهد.../‏


وقد عدّها البيروني من عجائب الدنيا الثلاث, وتحدث عنها ياقوت الحموي في معجم البلدان بإعجاب كبير.‏


وتحدث عنها من الرحالة والزوار الأجانب كل من:‏


-دارفيو الفرنسي قنصل فرنسا في حل¯ب 1679- 1686.‏


-بوكوك الإنكليزي.‏


-روسو الفرنسي.‏


-الأخوان رسل الإنكليزيان.‏


-سوبر نهايم.‏


-هزر فلد.‏


-فان برشم.‏


-سوفاحييه.‏


-بلوادي روترو.‏


وفي العصر الحديث تغنى بها كثير من الشعراء, منهم عبد الله يوركي حلاق في قوله:‏


شاخ الزمان وقلعة الشهباء ظلت في صباها‏


ربضت على التل الأشم فروعت أعتى عتاها‏


سئل الزمان بمن تباهي, قال بالشهبا وتاها‏





http://landcivi.com/new_page_78.htm

http://landcivi.com/new_page_34.htm


http://landcivi.com/new_page_48.htm


http://landcivi.com/new_page_94.htm


http://landcivi.com/new_page_84.htm


http://landcivi.com/new_page_95.htm


http://landcivi.com/new_page_38.htm


http://landcivi.com/new_page_57.htm


http://landcivi.com/new_page_97.htm


http://landcivi.com/new_page_98.htm


http://landcivi.com/new_page_40.htm


http://landcivi.com/new_page_3.htm



التعليقات (2)

firehorse     
أهليييييييييييين لك خاي على راسي
غريب1     
تشكر يا الحلباوي على المعلومات الحلبيه الجميلة