ما هي المضاربة في الفوركس وما الفرق بينها وبين الاستثمار؟ مقدم من شركة اكو اندورا افضل شركة وساطة
كلمة "مضاربة" هي مصطلح في عالم الاقتصاد وتعني عملية تداول ذات
عائد مادي غير مضمون
وهو العكس الحرفي لمصطلح "استثمار" والذي يعني عملية تداول تتم بعد دراسات عميقة ويفترض بها ان تُسفر عن عوائد مادية مضمونة. ولهذا فإن المضاربة تتميز بشكل عام بالمخاطرة أكثر من عمليات الاستثمار حيث ان من شروط المضاربة هي القبول بالمخاطرة بجزء من المال في سبيل الحصول على عائد مادي مرتفع. تختلف المضاربة كليا عن القمار حيث ان ارباح المقامرات هي عشوائية.
بالرغم من الوصف العام لتجار الفوركس كـ "مستثمرين"، فإن الفرق بين المضاربة والاستثمار هو كبير. نظرا لطبيعة سوق الفوركس فإن معظم الأفراد النشطين بها هم من المضاربين – على عكس المؤسسات المالية الكبيرة النشطة في الفوركس والتي تتميز بتنفيذ عمليات استثمارية مدروسة على ازواج عملات الفوركس. في كتاب بنجامين جراهام "المستثمر الذكي
The Intelligent Investor" فإن المستثمر هو التاجر الباحث عن الأمان في التداولات- بالإضافة الى الابتعاد عن المخاطر.يعتمد المضاربون في تداولاتهم على عدة عوامل منها التحليل الفني والتحليل الأساسي- ولكن ليس بشكل كافي ليتم وصف هذه التداولات كعمليات استثمارية. بالإضافة لذلك، يعتمد المضارب على الأحوال الاقتصادية العامة وعلى
التذبذب في أسعار العملات بالإضافة الى البيانات الاقتصادية التي تؤثر على أسعار العملات في المدى القصير. تعتبر المضاربة فعالية تداولية رائجة جدا في جميع المجالات الاستثمارية نظرا لأن الكثير من الفعاليات التداولية تحتوي الإمكانية للحصول على عائد مادي او الخسارة المادية- ويمكننا القيام بتصنيف كفائة ونوعية هذه الفعاليات حسب المخاطرة الموجودة بها.
إيجابيات المضاربة
عند البحث في اسس االعوامل المؤثرة على الفائض والعجز في عملة معينة نكتشف عدة إيجابيات اقتصادية لعمليات المضاربة. مثلا، عندما يكون الطلب على الدولار الأمريكي كبيرا للغاية يقوم المضارب على الفوركس بشراء الدولار الأمريكي لكي يستفيد من ارتفاع سعره. هذه المضاربات ترفع سعر الدولار ولذلك يمتنع الكثيرون من المستثمرين عن القيام بعمليات شرائية للفترة القريبة- مما يساعد في ثبات سعر العملة. يتأثر الاقتصاد الأمريكي من غلاء سعر الدولار ولذلك ستسعى الحكومة الأمريكية في هذه الحالة الى طرح المزيد من الأوراق النقدية في الأسواق بهدف زيادة العرض والحد من غلاء سعرها. لاحقا، عندما يتضح بأن سعر صرف الدولار اعلى من المفروض- يقوم المضاربون ببيعه ويؤدي ذلك إلى انخفاض سعره مما يشجع التصدير الأمريكي ويرفع من رفاهية المواطن بالإضافة من الحد من عمليات طرح جديدة للعملة.
إيجابية أخرى للمضاربة هي توفير السيولة العالية للسوق من قبل المضاربين المستعدين على المخاطرة بأموالهم في أمل الحصول على أرباح عبر صفقات "السكالبينج" السريعة- مما يقلل بشكل عام فارق الأسعار "السبريد" وهو عمولة الدخول في صفقات جديدة. تضمن شركة الوشاطة المتميزة شركة اكو اندورا والحاصلة على جائزة افضل شركة وساطة توفير فوارق الأسعار الأكثر تنافسية للمضاربين. بالإضافة لذلك، فإن السيولة العالية في الأسواق تقلل من المخاطرة لعدد كبير من التجار غير المضاربين النشطين في السوق، خاصة المؤسسات المالية الكبيرة ومنفذي صفقات التحوط.
سلبيات المضاربة
تؤدي عمليات المضاربة الكبيرة الى فروق كبيرة فيما بين سعر صرف العملة وبين قوتها الشرائية الحقيقية. لا ينحصر هذا على العملات بل إن المضاربة موجودة أيضا في القطاع العقاري والأسهم وغيرها. بعد الارتفاع الكبير والغير مدعوم على ارض الواقع في سعر عملة معينة او سلعة معينة تكون ردة الفعل في كثير من الأحيان بشكل "فقاعة"، وعندما تنفجر هذه الفقاعة تكون هناك آثار سلبية للغاية على السلعة او العملة، كما حدث في الفقاعة اليابانية كما هو موضح في نهاية المقال.
بالإضافة لذلك، فإن في المضاربة مخاطرة على رأس المال مما قد يسبب للمضارب بخسارة جزء كبير من رأس ماله خلال فترة قصيرة حيث ان القيام باستعمال الرافعة المالية للمضاربة بصفقات كبيرة قد تأتي ضد مصلحة العميل إذا تحرك السوق ضده مما قد يؤدي إلى إقفال الصفقات عند وفق نظام "نداء الهامش" في حال خسارة الأغلبية الساحقة من الأموال التي في حساب التداول.
المضاربة والقانون
في الكثير من أنحاء العالم هناك قوانين صارمة وواضحة لعمليات المضاربة، وخاصة بعد ان تم طرح اليورو في عام 1999م والزيادة منقطعة النظير في عدد تجار الفوركس منذ ذلك الحين.
في الولايات المتحدة الأمريكية يدفع المضارب ضريبة مرتفعة على أرباح صفقات المضاربة- والتي يتم تعريفها كذلك من خلال قياس الفترة الزمنية للصفقة.
في عام 2010 تم سن قانون جديد في الولايات المتحدة الأمريكية يُعرف باسم قانون وولكر ضد عمليات المضاربة التي قد تقوم بها البنوك الأمريكية. ذًكر في القانون بشكل واضح أن عمليات المضاربة كانت أحد الأسباب الرئيسية لازمة الرهن العقاري التي بدأت عام 2007-2008م وتحولت لاحقا إلى الأزمة الاقتصادية العالمية.
نتائج المضاربات في التاريخ (فقاعات استثمارية)
فقاعة ورود التوليب في بورصة هولندا
عندما وصلت ورود التوليب الى هولندا لأول مرة عام في ثلاثينيات القرن السابع عشر; أعجب بها الهولنديين كثيرا وخاصة النبلاء - بما يُرف بـ "جنون التوليب"- مما أدى إلى ارتفاع سعرها بقوة كبيرة ليصل الى 190 ضعف سعرها الأولي. بطبيعة الحال قام المضاربون وقتها بالتعامل مع محبة الناس لورود التوليب تركية الأصل كفرصة إستثمارية وإكتسبوا العوائد المادية من هذا الارتفاع- إلى ان تفجرت فقاعة ورود التوليب عندما تم عرض بصيلات جيدة النوع للبيع ولم يكن هناك مشتري لها.
ورود التوليب وسعر التوليب خلال "جنون التوليب"
شراء وردة واحدة من التوليب وقت الفقاعة كلف مبالغ اموال طائلة
فقاعة العقار اليابانية
هي أزمة مالية في اليابان استمرت منذ 1986م وحتى 1991م وقد ارتفعت خلالها أسعار العقار الياباني بشدة ليصل سعر المتر المربع في مدينة طوكيو - وهي أحد اهم المراكز المالية العالمية - إلى اعلى من 200 ألف دولار امريكي...! استمر انفجار الفقاعة عشرة أعوام تُعرف بـ "العقد الضائع" ليصل سعر المتر المربع في طوكيو في عام 2006 إلى 1% من قيمته أبان الفقاعة..!
فقاعة النفط الخام
بدأ سعر برميل النفط الخام بالارتفاع منذ عام 2003م حين كان مؤشر النفط كسلعة التسعير امام الدولار الأمريكي كعملة الأساس على سعر 25 دولار امريكي فقط إلى سعر 147.52 دولار في منتصف شهر تموز 2008م. حتى نهاية الشهر وخلال أقل من أسبوعين انخفض سعر البرميل بما يقارب عشرين دولار امريكي. خلال عام 2014 انخفض سعر النفط من 93 دولار للبرميل إلى 54 دولار. كانت هناك أسباب سياسية واضحة لانفجار فقاعة النفط الخام، ومنها امتناع المملكة العربية السعودية عن التقليص في العرض لكي يستمر التذبذب في الأسعار الى الأسفل وانخفاض الأسعار أكثر مما يضر بالاقتصاد الروسي والإيراني المعتمد على النفط. إضافة لذلك، توقفت الكثير من شركات استخراج النفط حول العالم وخصوصا الشركات الكندية (كندا هي ثاني اغنى دولة في العالم باحتياطي النفط الخام) عن استخراج النفط منخفض السعر نظرا للتكلفة الباهظة لعملية استخراج النفط في القارة الأمريكية حيث ان معظم النفط في أمريكا الشمالية موجود بهيئة رمال نفطية وتحتاج تصفيته الى تقنيات ومعدات باهظة الثمن مما أدى الى الاعتماد بشكل شبه حصري على نفط منظمة أوبك. بالرغم من الأبعاد الجيو-سياسية والجيو-بترولية لفقاعة أسعار النفط، فإن دور عمليات المضاربة كان بارزا للغاية في هذه التذبذبات.
خلاصة
سوق الفوركس يتناسب مع الغالبية العظمى من الأفراد الباحثين عن الآفاق لإنماء رأس المال، سوآءا عبر الاستثمار طويل الأمد، او عبر المضاربة. هناك أدوات تجارية تتناسب جدا مع المضاربين في الفوركس واهمها الذهب والفضة والنفط الخام وأيضا الجنيه الإسترليني امام الين الياباني (المُلقب بالمجنون لتحركاته السريعة). لا يتم التعامل مع هذه المؤشرات بشكل عام في حساب مصغر او مبالغ صغيرة - وهي تلائم الأفراد من ذوي الملاءة المالية المرتفعة. ايا كانت تفضيلاتك- يمكنك التداول فورا وبسهولة مع شركة إكو اندورا العالمية والحائزة على جائزة افضل شركة وساطة فوركس. يجب على المضارب المبتدئ التعرف بشكل كامل على أسس التداول في الفوركس واكتساب الخبرات اللازمة للقيام بهذه النوعية من النشاطات التجارية.
22