من حياة الشعوب
يسيطر على عموم اليابانيين نمط عام من الحياة، بدءًا من الولادة وحتى نهاية حياة الفرد، ويعتقد الكثير من اليابانيين أن هناك مراحل خطرة ومراحل أخرى محببة يمر بها الإنسان، فأحب الأعمار إلى قلوبهم، والتي يعتقدون أن الفأل الحسن سيعم بالغها، هو عمر 60، و70 ، و77، و88. ويستبشرون بعمر 88 لدلالته على صحة الإنسان وقوة جسده لبلوغه مثل هذا العمر.. أما الأعمار التي يتشاءمون بها فهي 19 و33 للنساء، و25 و42 للرجال، وتراهم عندما يبلغون هذه الأعمار يلجأون بشكل واضح إلى التعاويذ وإلى الكهنة لطرد الشر عنهم.
ونذهب هنا في رحلة نستطلع خلالها جوانب من حياة الفرد والأسرة اليابانية، ونبدأ بمرحلة الطفولة التي تبدأ من 7 إلى 13 سنة (في الماضي، عندما يبلغ الطفل السابعة من عمره كان يتم إسناد بعض المهام المنزلية إليه، وكان كذلك يشارك في بعض الأنشطة الاجتماعية، ولكن تغيّر الحال اليوم حيث أصبح الطريق الوحيد للطفل في هذه المرحلة هو المدرسة.
بعد ذلك تأتي مرحلة الشباب (من 13 إلى 25 سنة) ويكون التعليم الإجباري حيث يحتّم النظام على الطالب دراسة تسع سنوات فقط في المدرسة إلزاماً، بعد ذلك يكون الخيار له بالاستمرار من عدمه وعلى الرغم من ذلك فإن أكثر من 90 % من الطلاب يتابعون دراستهم المتوسطة والثانوية، و40% منهم يلتحقون بالجامعات، ويصبح الشاب «رجلاً» عندما يبلغ العشرين من عمره، وهناك احتفال سنوي للبالغين هذا العمر يقام في الخامس عشر من يونيه. ويتوجّه الرجل في مرحلة الرجولة (من 26 إلى 60 سنة) إلى أن يطور مهاراته وقدراته ويرفع من مستواه الوظيفي والمهني، أما بالنسبة للمرأة فإنها عادة ما تجد فرصًا وظيفية جيدة بعد تخرجها في الجامعة، ولكنها لا ترتبط بعقد طويل الأمد، لأنه من المتوقع لها أن تتزوج قريبًا ومن ثم تتفرغ لرعاية بيتها.
وأصبحت المرأة اليوم تنجب طفلين أو ثلاثة في فترات متقاربة على عكس الماضي، وبذلك تكون المرأة قد ركّزت رعايتها الأساسية لأولادها في عشر سنوات، حيث يصبحون عند ذلك طلاب مدارس وبالتالي يحتاجون إلى رعاية أقل، والعديد من النساء يلتحقن بوظائف جديدة بعد ذلك، ولكن من الملاحظ أن هذه الفئة لم تعد مرغوبة كثيرًا من قبل الشركات والمؤسسات اليابانية.
الكهولة (من60 سنة فما فوق)
من المتعارف عليه في الشعب الياباني أن الرجل يصبح «كهلاً» عندما يبلغ الستين من عمره، ويحتفل من يبلغ الستين بذلك في جو عائلي وسط أبنائه وأحفاده وأصدقائه، ويكون الكهل عادة قد تقاعد من عمله قبل الستين، ويعتمد دخله ما بعد الستين حسب الشركة التي ينتمي إليها، فبعضها يقدم له معاشات تقاعد حتى وفاته بالإضافة إلى الرعاية الصحية، وهذا ما يحدث في الغالب، ولكن كثيرًا ما يلتحق الكهل بعمل آخر لعشر سنوات على الأقل، وذلك لأن معاشات التقاعد لا تكون عادة كافية للحفاظ على نفس مستوى المعيشة.
اللقاكم ربما غدا