دور السينما مع ادمان المخدرات
منذ بداية السينما وافلام المخدرات تأخذ نصيب كافيا بل كان ينوه عنها وكان الاهتمام الأكبر بأحداث القصة والكوميديا مثل فيلم إسماعيل يس الشهير ابن حميدو الذي كانت تتمحور القصة حول المخدرات ولكن اقتصر الامر علي تأدية شخصان داخل الشرطة لعملهم و ابعاد والتقرب من البطلتان للزواج ليس اكثر وهكذا هو الحال إلي ان وصل الامر إلى الثمانينيات والتي بدأت بتسليط دور كبير علي خطورتها وعلي التشكيل الاجرامي الذي يحدث والترتيب الهرمي لعصبات المخدرات وكيف تحمي الشرطة عصابات المخدرات وكيف القانون يحمي المجرم اكثر من حماية المظلوم ومن ضمن هذه الأفلام الامبراطور والذي أوضح قوانين هذه العصبات انه القتل لمن يبتعد والنعيم لمن يقترب إلي أن وصل الامر للعصر الحالي والذي جعل المخدرات رمز لكل شيء جميل بل علي العكس كانت دور الاحداث حول ان المخدرات تساعد في مناحي الحياة ولم يتدخل في هذه الآونة في السينما اى نوع من التحدث عن علاج الادمان
نظرة السينما القديمة للمخدرات كانت طبقا لعدم انتشارها واقتصار المخدرات في أماكن قليلة وكانت تعكس حالة المجتمع في هذا الوقت خصوصا ان الحصول علي المعلومة لم يكن سهلا والتطور الطبي والتكنلوجي كان بسيطا فلم ينتشر إلا أنواع قليلة جدا من المخدرات كـالحشيش والقات والافيون ولكن بعد تطور أنواع المخدرات والتطور الطبي تطوره السينما في نظرتها للمخدرات وبدأت تتحدث بشكل فعال وصحيح عن هذه العصبات وعن اضرار المخدرات و علاج الادمان وعلي ان جنة المخدرات ما هي إلا جنة المسيخ الدجال التي تتحول إلى جهنم ما بين ليلة وضحها وفيلم مثل فيلم “الكيف” الذي وضح كيف يمكن لتاجر المخدرات ان يصنع ويضر او ان يفتك بأي شيء في سبيل الحفاظ علي المخدرات والبيع وليس هذا فقط بل وضح فكرة هامة في هذا الوقت ما هي الأسباب التي تجعل الشخص يمكن ان يصبح مصنع او متعاطي او متورط بها أمام عجز وعدم ادراك من الدولة.
ولم يتوقف الامر بل ان فيلم مثل فيلم “الامبراطور” ،وهو فيلم للفنان الراحل أحمد زكي، وضح ما هو التسلسل الهرمي لعصابات وكيف يديرون ويوزعون المخدرات وما هي قوانينهم الخاصة وتتوالي أفلام الثمانينيات إلي أفلام كثيرة مثل ” البطنية” والعار” والمدمن ” و ” حتي لا يطير الدخن” والعديد من الأفلام الأخرى الهامة والتي اثرت تأثير كبير في المشاهد و علي الناس ان تعرف ان احياننا قد يغير فيلم قانون او مهوم عام لدي الناس او لدي الحكومات ويمكن ان تبحث عن الأفلام التي غيرت في عالم المخدرات ستجد الكثير عنها وما اريد قوله عن هذه الأفلام لو شاهتها سوف تعلم مدي سوء المخدرات وسوف تبتعد عنها وتكره هذا العالم الحقير .
في الوقت الحالي وافلام هذا العصر عن المخدرات تنقسم إلي أفلام تتكلم عن الصراع بين الشرطة وتاجر المخدرات مثل “خارج عن القانون” او ” بدل فاقد ” او ” الجزية ” او ” المصلحة “وافلام تتحدث عن المدمن نفسه وعملية الإدمان وهي قليلة نوعا ما مثل ” زي النهار ده ” والنوع الأخير وهي التي تجعل المدمن بطل وهي كثيرة جدا ومنتشرة في هذا العصر والفرق بين هذا الأنواع النوع الأول لا يهتم بقضية المخدرات تجد الاحداث تدور حول الصراع وذكاء الشرطي وذكاء التاجر وهذه ليس مضرة والنوع الثاني وهو القليل جدا وهو ما يوضح مدي الضرر التي يسببه المخدرات و الحياة الضنك التي يعيشها المدمن واسرته وكيف يدمر الاخرين والنوع الأخير وهو الكارثة الكبرى الذي يجعل من المدمن والمنحل بطل ويعرض ترك التعاطي للتعليم.
و عندما نأتى لوقتنا الحالي نرى ان بعض المسلسلات و الأفلام بدأت تنقل الصورة بشكل صحيح أو قريب من الصحة مثل " تحت السيطرة " و الذى ينقل الواقعية في تعاطى المخدرات و علاج الادمان و الذى أوضح ان لو استمرت السينما بهذا الشكل سوف تعطى حلول واضحة و جيدة في المشاكل التي تواجهنا في حياتنا و تواجه اقرب الناس الينا
السينما هي واجهة المجتمع وهي انعكاس لأفكاره فلذلك انتشار أفلام المخدرات تجعل الشخص معتدا عليها بل علي العكس تجعل المخدرات جزء من الحياة اليومية العادية لذلك يجب ان نراعي ما نشاهده وما يشاهد أطفالنا ومراهقين وشباب وكيف تنتج الأفكار المستخدمة من الأفلام علينا إعادة انتاج أفلام تسيء إلى المخدرات وتبين وجهها الحقيقي فللأسف نحن في صراع كبير علي الأفكار وعلي المعتقدات يعكسها الادب الخاص بنا المتمثل الان في السينما.
0