قصص
المُحب لا يلام على ما يقول
رُوِيَ أَنَّ سُلَيْمَانَ ( عليه السَّلام ) رَأَى عُصْفُوراً يَقُولُ لِعُصْفُورَةٍ : لِمَ تَمْنَعِينَ نَفْسَكِ مِنِّي ، وَ لَوْ شِئْتُ أَخَذْتُ قُبَّةَ سُلَيْمَانَ بِمِنْقَارِي فَأَلْقَيْتُهَا فِي الْبَحْرِ !
فَتَبَسَّمَ سُلَيْمَانُ ( عليه السَّلام ) مِنْ كَلَامِهِ ، ثُمَّ دَعَاهُمَا ، وَ قَالَ لِلْعُصْفُورِ : " أَ تُطِيقُ أَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ " ؟!
فَقَالَ : لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَ لَكِنَّ الْمَرْءَ قَدْ يُزَيِّنُ نَفْسَهُ وَ يُعَظِّمُهَا عِنْدَ زَوْجَتِهِ ، وَ الْمُحِبُّ لَا يُلَامُ عَلَى مَا يَقُولُ .
فَقَالَ سُلَيْمَانُ ( عليه السَّلام ) لِلْعُصْفُورَةِ : " لِمَ تَمْنَعِينَهُ مِنْ نَفْسِكِ وَ هُوَ يُحِبُّكِ " ؟
فَقَالَتْ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ مُحِبّاً وَ لَكِنَّهُ مُدَّعٍ ، لِأَنَّهُ يُحِبُّ مَعِي غَيْرِي .
فَأَثَّرَ كَلَامُ الْعُصْفُورَةِ فِي قَلْبِ سُلَيْمَانَ ، وَ بَكَى بُكَاءً شَدِيداً ، وَ احْتَجَبَ عَنِ النَّاسِ أَرْبَعِينَ يَوْماً يَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُفَرِّغَ قَلْبَهُ لِمَحَبَّتِهِ ، وَ أَنْ لَا يُخَالِطَهَا بِمَحَبَّةِ غَيْرِهِ .
ما ليس لله في السماء !
روي عن عمر بن الخطاب أنه لقي حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقال له : كيف أصبحت يا حذيفة ؟
فقال : أصبحت أحب الفتنة ، و أكره الحق ، و أصلي بغير وضوء ، و لي في الأرض ما ليس لله في السماء !
فغضب عمر غضباً شديداً ، فلقي علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) ، فأخبره عمر بما سمعه من حذيفة .
فقال علي ( عليه السَّلام ) لعمر : صدقَ يا عمر .
يحب الفتنة : يعني المال و البنين ، لأن الله تعالى قال : { وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ }
و يكره الحق : يعني الموت .
و يصلي بغير وضوء : أنه يصلي على النبي بغير وضوء في كل وقت .
و له في الأرض ما ليس لله في السماء : له زوجة و ولد ، و ليس لله زوجة و ولد .
فقال عمر : أصبت و أحسنت يا أبا الحسن ، لقد أزلت ما في قلبي على حذيفة اليمان .
0