غريب1

0

1,744

سمعة الكرة المصرية على المحك في أنجولا

يدافع المنتخب المصري بطل النسختين الأخيرتين وصاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب في القارة السمراء عن سمعته بعد فشله الذريع في التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وذلك عندما يخوض غمار النسخة السابعة والعشرين من نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في أنجولا من 10 إلى 31 يناير الحالي. وصبت جميع الترشيحات في صالح الفراعنة من اجل التأهل إلى النهائيات العالمية وتحقيق حلم 80 مليون مصري ببلوغ المونديال للمرة الثالثة في التاريخ والأولى منذ عام 1990 في ايطاليا، بيد أن الجيل الذهبي للفراعنة خيب الآمال المعلقة عليه وهو الذي فرض نفسه بقوة على الساحة القارية من خلال سيطرته على اللقبين الأخيرين لكأس أمم أفريقيا وضمه أفضل تركيبة بشرية في تاريخ الكرة المصرية.
ووضع المنتخب المصري بحسب جهازه الفني ومسؤوليه خيبة الأمل في التأهل إلى المونديال في عالم النسيان، وركز استعداداته على العرس القاري في أنجولا من اجل الاحتفاظ باللقب للمرة الثالثة على التوالي ومواصلة أرقامه القياسية في البطولة القارية.

غياب الهجوم
بيد أن مهمة الفراعنة هذه المرة لن تكون سهلة بسبب غياب قوته الضاربة في خط الهجوم بداعي الإصابة والمتمثلة في نجم الأهلي محمد أبو تريكة الذي يعود إليه الفضل في اللقبين الأخيرين وتحديدا في المباراتين النهائيتين حيث سجل الهدف الحاسم في الركلة الترجيحية الأخيرة أمام ساحل العاج في نهائي 2006 في القاهرة، ثم سجل هدف الفوز في مرمى الكاميرون في النسخة الأخيرة 2008 في غانا.
كما يغيب زميله في الأهلي محمد بركات ومهاجم الزمالك عمرو زكي للسبب ذاته، وان كانت التقارير الصحافية تشير إلى استبعاد الأخير بسبب تصريحات أسر بها إلى المسؤولين في الزمالك حول تعمد الجهاز الفني للمنتخب إشراكه في المباراة الفاصلة أمام الجزائر رغم إصابته.
وأغضبت هذه التصريحات مدرب المنتخب حسن شحاتة وأعوانه فتقرر استبعاده من التشكيلة المشاركة في أنجولا على غرار زميله في الفريق احمد حسام “ميدو” بعدما كان ضمن التشكيلة الأولية من 27 لاعبا.
وأثار القرار غضب ميدو الذي لم يتأخر في التلويح بالاعتزال الدولي لكن دون جدوى لأن الجهاز الفني أصر على قراره.
وستلقى مسؤولية خط الهجوم على الثنائي عماد متعب ومهاجم بوروسيا دورتموند الألماني محمد زيدان.

عروض غير مقنعة
ولم ترق عروض المنتخب المصري في مباراتيه الوديتين أمام مالاوي (1-1) ومالي (1ـ0) إلى المستوى الذي يطمئن جماهيره فأكثرت من طرح الأسئلة حول مدى قدرة فريقها على تكرار إنجازاته السابقة وقهر أعتى المنتخبات القارية على غرار ما فعل عامي 2006 و2008.
بيد أن العارف بتاريخ المنتخب المصري، يرى انه غالبا ما يتجاوز محنه ويحقق المفاجآت في العرس القاري على الرغم من الصعوبات والعروض المتواضعة قبل النهائيات، ونسخة 1998 في بوركينا فاسو خير دليل على ذلك. وأكد شحاتة أن المباريات الودية تبقى الفرصة الوحيدة للمدرب للوقوف على مستوى لاعبيه الأساسيين والاحتياطيين وبالتالي فإن نتائجها لا تعكس المستوى الحقيقي. وأعرب شحاتة عن رضاه التام عن استعدادات المنتخب وبدا سعيدا عقب الفوز على مالي الأحد الماضي في دبي، وقال “الفوز في هذا التوقيت وبهذه الطريقة أمر جيد قبل كأس الأمم الأفريقية، لأنه معنويا أعاد الروح للفريق بعد أن افتقدناها كثيرا خلال الفترة الماضية”. وأضاف “كان الفوز مفيدا للفريق لجهة إزالة رهبة وتوتر المشاركة في المباريات الدولية من نفوس كثير من اللاعبين الجدد وهذا ما حرصنا على التخطيط له بإشراك أغلبهم خاصة حين تأتي هذه النتيجة لتمنحهم الاطمئنان ولو قليلا”.
وأضاف شحاتة “لقد وضعت يدي بالتأكيد على التشكيلة التي سألعب بها أمام نيجيريا في المباراة الافتتاحية، هناك حالة من التجانس بين اللاعبين‏ وأعترف أن هناك سلبيات وأخطاء بلا شك وأبرزها يتمثل في الكرات المقطوعة‏ حيث يفقد بعض اللاعبين الكرة بسهولة وبطريقة غير مبررة، وبالتالي سيكون هناك كلام وتوجيهات لهم لأن هذه المبالغة قد تكلفنا كثيرا في الوقت المطلوب فيه الاحتفاظ بالكرة”.
وأوضح شحاتة “هناك ايجابيات أيضا تتمثل في استعادة بعض اللاعبين لمستواهم مثل زيدان، وآخرين في بداية التأقلم مثل شيكابالا (محمود عبد الرازق)”، معتبرا أن فترة الإعداد كانت جيدة.

العقبة الوحيدة
وستكون نيجيريا العقبة الوحيدة أمام منتخب الفراعنة في الدور الأول وهما مرشحان معا لبلوغ ربع النهائي بالنظر إلى الفارق الكبير بينهما وبين الطرفين الأخيرين في المجموعة الثالثة موزامبيق وبنين.
وأكد شحاتة أن فريقه لا يهاب أي منتخب “والدليل أن مباراتنا الأولى في غانا 2008 كانت أمام الكاميرون وسحقناها 4-2”، مضيفا “أكيد إن نيجيريا يحسب لها ألف حساب، لكن منتخب مصر قادر على تحقيق أفضل النتائج”.
ويعقد المنتخب النيجيري آمالا كبيرة على العرس القاري للظهور بمظهر مشرف يطمئن جماهيره قبل النهائيات العالمية.
وترغب نيجيريا في محو الصورة المخيبة في النسخة الأخيرة عندما خرجت من الدور ربع النهائي بفوز واحد وتعادل واحد وخسارتين، وهي أسوأ نتيجة لها منذ عام 1982. وحاول الاتحاد النيجيري التعاقد مع مدرب محنك خلفا لمواطنه شعيبو امودو وكانت وجهته مدرب عمان الفرنسي كلود لوروا الذي أبلى بلاء حسنا مع غانا في النسخة الأخيرة، بيد أن الاتحاد العماني أبدى تمسكه بمدربه خصوصا وأنه يخوض في الوقت الحالي تصفيات كأس آسيا التي تستضيف الدوحة نهائياتها عام 2011.
ولا تقلل مفاوضات الاتحاد النيجيري من قيمة امودو لان الأخير خسر مرة واحدة في المباريات الـ17 الأخيرة لنيجيريا وكانت منذ أكثر من عام وتحديدا في 14 نوفمبر 2008 أمام كولومبيا صفر-1، علما بأنه قاد “النسور الممتازة” إلى تحقيق فوز معنوي على فرنسا في عقر دارها 1-صفر في يونيو الماضي.
وتعول نيجيريا على خبرة مخضرميها نوانكوو كانو الوحيد بين كتيبة 1994، والقائد جوزيف يوبو إلى جانب نجومها الواعدين جون ميكل اوبي وكالو اوتشي وتاي تايوو من اجل الظفر باللقب القاري الثالث في تاريخها والذي تلهث وراءه منذ عام 1994. وستكون نيجيريا على موعد مع مواجهة موزامبيق التي كانت ضمن مجموعتها في الدور الثالث الحاسم من التصفيات.
وتأمل موزامبيق في تفجير المفاجأة على غرار ما فعلته أمام تونس في الجولة الأخيرة من التصفيات عندما تغلبت عليها 1-صفر وحرمتها من التأهل إلى نهائيات المونديال مسدية خدمة كبيرة لنيجيريا التي حجزت بطاقة المجموعة.
وتشارك موزامبيق في النهائيات للمرة الرابعة وهي تمني النفس بتحقيق فوزها الأول في العرس القاري بعدما خسرت 8 مباريات وتعادلت في واحدة.
ولن تختلف الأمور بالنسبة إلى بنين التي تشارك بدورها في النهائيات للمرة الثالثة لكنها خسرت مبارياتها الست الماضية، ويقودها في هذه التظاهرة الأفريقية المدرب الفرنسي ميشال دوسوييه

التعليقات (0)