الصدمة النفسية
[/URL]
..من طبيعة الحياة اليومية انها مزيج بين الحزن والفرح .وبين الامل والالم..ويبقى الايمان بالقضاء والقدر هو اهم عامل يخلي الانسان يتقبل واقعه مهما كان صعب....لكن يحدث ويتعرض الى صدمات عنيفة تحطم ذاته وتسبب جرح عميق داخل النفس...يصعب التئامه...ومن اهم الحوادث المسببة للصدمات:الكوارث الطبيعية .الاغتصاب.الحروب.الاختطاف...الخ
لكن حسب علم النفس اكبر الصدمات ضرر واخطرها على الجانب الذاتي في الانسان هي الصدمة النفسية المفاجئة ...مثلا تلقي خبر موت قريب او عزيز فجاة...او تلقي خبر مؤلم ولم يحدث لنا توقعه ابدا....الخ
صدمة الفجاة تدمر النفس اكثر من تاثير جميع الاسباب المذكورة سابقا
وقبل ما اتعمق في شرح هذا النوع ... حبيت اعرف الصدمة عامة وتبيين اهم الاسباب وكيف يتم العلاج منها (يكون لاحقا)
الصدمة؟ماذا نقصد بها؟دائما نسمع...تعرضت لصدمة حطمتني....فلان مصدوم لموت ابوه...فلانة منهارة بالمستشفى بسبب صدمة عنيفة تلقتها .....الخ
الصدمة
هي حادث فجائي يهاجم الذات الانسانية بعنف ويحطم الجهاز الدفاعي لها..هذا الحادث يمزق كل المشاعر والاحاسيس الداخلية ان لم نقل يدمرها ويمحي وجودها اصلا...تجعل الانسان لا يستطيع التكيف مع نفسه اولا ثم مع واقعه وقد تسبب في عدة امراض عضوية ونادرا ما تؤدي الى فقدان الحياة
كيف نعرف اننا تعرضنا لصدمة نفسية؟
الشعور بالخوف والرعب وسرعان خفقان القلب والغياب النسبي عن الواقع حيث يصبح الانسان يعيش في عالم الا وعي
نحس بعزلة وغربة روحية...فنعتزل كل العالم الخارجي المحيط بنا...نفقد طعم الحياة...ونصبح لا نحس بالمعاني الجميلة فيها
نحتاج للبكاء لكن لا نستطيع ذلك...كذلك فقدان الشهية وتذبذب في النوم وحدوث ارق مزمن قد يكون طويل المدى حتى بعد الشفاء النسبي
اما اهم النتائج التي تخلفها الصدمات بمختلف انواعها
*التذكر الدائم للموقف الذي تسبب في تلك الصدمة في اليقضة او في الاحلام كوابيس مرعبة
*انسحاب عام من الحياة الاجتماعية واهمال عضوي ونفسي للذات الانسانية
* محاولة الرجوع لمكان الاحداث التي تسببت في حدوث الصدمة لمحاولة تقبل انه الذي يعيشه الان هو واقع جديد لحياته وخاصة لذاته المدمرة على اخرها
*واهم نتيجة واخطرها هو الشخص المصدوم سريع الاستثارة يفزع لاي صوت يسمعه....لا يستطيع التركيز...يحس بالشتات الذهني...رغبة مفاجئة في الصراخ والبكاء....الخ
والصدمة قد تكون نتائجها مباشرة بعد التعرض للحادث او تكون بعيدة المدى لا تظهر الا بعد وقت معين
والان راح اتكلم عن الصدمة المفاجئة مثلا انت جالس تراقب شروق الشمس وترتشف فنجان قهوتك بهدوء
ويحدث ان يرن هاتفك تبتسم لتجيب بعدما عرفت اسم المتصل ...لكن بعد سماعه
كل شيئ فيك ينغير وتختفي كل المعالم التي على وجهك....لقوة ما سمعت فقدت ابوك او ابنك او تم فصلك من العمل ووووو
هنا سترد عليه
الحمد لله على كل حال فقط لسانك يتكلم
وانت بداخلك جاري عملية التمزيق...لانك لم تستوعب ما سمعت
هنا تبدا المعاناة مع الصدمة ستتغير حياتك جذريا
تبتعد عن عالمك ...تهمل واجباتك على الاقل معظمها ...تصير تحب العزلة ...تنزعج من كثرة الاسئلة
تصير مذبب المشاعر
كلما تتذكر الحدث ما تقدر تعبر عن احساسك او موقفك تجاهه ...فقط تقول لا اصدق ما حدث....
وهنا تدخل مرحلة غياب وعيك الادراكي عن واقعك المعاش
العلاج
حسب راي المتواضع الصدمة معما كان ضررها وخطورتها يستطيع الانسان التغلب عليها
فقط حسب الدرجات
اذا صدمة خفيفة يقدر بنفسه تجاوزها
واذا كانت عنيفة جدا لا بد من الرجوع للطبيب النفسي او المختص
كما انبه انه مدى قابلية العلاج تكون بقوة الوازع الديني لذاك الانسان مكلما كان ايمانه بالقدر قوي كلما كانت فرصة العلاج اكبر
واكبر مشكل يواجه المصدوم هو رؤية الاخرين له حتى من اقرب الناس له
يصير ينظر له على انه مريض نفسيا والبعض ينعته بالمجنون والاخر ينظر له انه صار ناقص عقليا
وهذا راجع لنظرة مجتمعنا المتخلفة للطب النفسي عامة وللمريص النفسي خاصة
بل في كل الدول العربية
اي انسان يواجه مشكل نفسي في مجتمعنا العربي فانه يفقد مصداقيته العقلية .
*******
[URL="http://www.el-oued.info/vb/showthread.php?t=4627"]بقلم أنين الحنين
0