الحجامة ، وبعض من أسرارها المذهلة
في الموضوع السابق تكلمنا عن فوائد العلاج بالحجامة بالإضافة إلى محضوراتها ، أما الآن فسنسلط الضوء على أنواعها ، أوقاتها والأماكن المفضلة لها في الجسم .
أولا : أنواع الحجامة : للحجامة ثلاثة أنواع هي :
1 - الحجامة الرطبة :
وتتمثل في عمل خدوش بسيطة وامتصاص الدم عن طريق هذه الخدوش ، وهي الطريقة التي مارسها المسلمون وحث عليها النبي الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) . والطريقة الصحيحة هي عمل جروح أو خدوش سطحية لا يتجاوز طول كل منها 2 سم ، ثم نأتي بكأس نقي نضع فيه ورقة صغيرة بعد أن نشعلها لحرق الهواء الذي بداخلها وخلق فرق في الضغط بينها وبين الجسم ، بهذه الطريقة وبفعل الضغط الناتج يتم سحب الدم من الجسم إلى الكأس .
إن نوعية الدم الذي خرج تخبرنا بالحالة الصحية للعضو الذي أجريت عليه الحجامة ، فإذا كان الدم أحمرسائل فهذا يدل على أن العضو سليم ، وإذا كان الدم أسود سائل فهذا يدل على وجود أخلاط ضارة في العضو ، أما إذا كان الدم أسود متخثر فهوفاسد به أخلاط كثيرة ضارة مثل الشوائب الدموية وآثار الأدوية ، بالإضافة إلى كريات دم حمراء هرمة تجاوز سنها اربعة أشهر .
بعد التخلص من هذا الدم الفاسد نلاحظ عودة الجسم لحيويته ونشاطه بسبب زيادة تدفق الدم النقي خالي من كل ما يضر الجسم .
2 - الحجامة الجافة :
وتستعمل بنفس الطريقة السابقة إلا أن هذه المرة دون عمل خدوش أو تشريط أي دون خرج الدم ، فهنا يوضع الكأس على العضو بعد إفراغه من الهواء فيعمل على سحب التراكمات من العضو المصاب إلى الأعلى .
هذه الطريقة تساعد على شفاء العضو المصاب لأنها تخلصه من الشوائب والتراكمات الضارة حيث يتم سحبها من أماكن عميقة مهمة إلى السطح الأقل أهمية .
تفيد أيضا في حالات التقلص العضلي ومتاعب الروماتيزم وبعض أمراض الصدر لأنها تساعد في تنشيط الدورة الدموية وبالتلي شفاء العضو المصاب .
لايجب إستعمال الحجامة الجافة أسفل الظهر وعلى البطن بالنسبة للحامل .
3 - الحجامة التزحلقة :
هي مثل الحجامة الجافة غير أنها تكون متحركة بعد أن يدهن الجلد بزيت الزيتون أو زيت حبة البركة على موضع الألم ومن حوله ، بعدها توضع الكأس ونبدأ بتحريكها حول منطقة الألم وكأننا نقوم بعملية تدليك أو مساج . فوائدها مثل سابقتها فالفرق بينهما في التحريك فقط .
ثانيا : أوقات الحجامة :
إن الأوقات التي حددها الرسول صلى الله عليه وسلم مضبوطة وفيها تحقق أكبر قدر من الفائدة ، فقد وجد الأطباء أن فوائدها تزيد إذا إلتزمنا بالأوقات الي أخبرنا بها النبي الكريم وهي بين السابع عشر والثامن والعشرين من الشهر القمري . لماذا ؟
إن للقمر تأثير على أجسامنا بفضل عمليتي المد والجزر ، ففي النصف الأول من الشهر القمري يهيج الدم ويحرك معه كل الرواسب والشوائب العالقة في جميع الأنسجة حتى المتواجدة في جدران الأوعية الدموية العميقة ، فيتمكن الدم من جرفها معه إلى أن يصل بها إلى أماكن أكثر ركودا فتتجمع فيها وتصبح جاهزة لسحبها والتخلص منها وبالتالي يستعيد الجسم عافيته ونشاطه .
وأفضل الأيام هي 17 ، 19 ، 21 من الشهر القمري . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من إحتجم لسبع عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين ، كانت شفاء من كل داء " أما أفضل الساعات في اليوم فهي ما بين الثانية والثالثة بعد الزوال بعد الإستحمام بحوالي ساعة ، أيضا يفضل أن تكون على الريق لأن الحجامة مكروهة على الشبع .
ثالثا : أماكنها المفضلة :
عن أنس رضي الله عنه قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم في الأخدعين والكاهل "
الأخدعين هما عرقان في جانبي العنق ، والكاهل يكون أعلى الظهر . فالحجامة في الأولى تفيد في التخلص من أمراض الرأس ، الوجه ، الأسنان ، الأذنين ، العينين الأنف والحلق . هذه المنطقة يمر بها وريدين كبيرين لذا يجب الحذر الشديد أثناء إجراء الحجامة.
أما في الكاهل فتنفع في التخلص من وجع المنكبين وهي تقع أعلى الظهر بالتناظر مع الفقرة العنقية السابعة ، هذه المنطقة تترراكم فيها الرواسب والشوائب لأن سرعة الدم فيها تكون بطيئة وبالتالي فهي أفضل الأماكن للحجامة .
أيضا عند ظهر القدم وفي الوركين فوق الفخذ فهي أماكن محببة تنفع الحجامة فيها للتخلص من قروح الفخذين والساقين وإنقطاع الطمث .
وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه إحتجم في غير هذه الأماكن كلما دعت الحاجة إلى ذلك ، لكن الأماكن المذكورة أعلاه هي الأفضل والأكثر تأثيرا في الشفاء .
الموضوع المصدر
0