صدام فكراوي

0

1,052

قائمة "ما لا يجب عمله"

قائمة "ما لا يجب عمله"

في أحد اجتماعاتنا قبل حوالي أسبوعين، سألت زملائي المجتمعين سؤالين غير متوقعين:

كان السؤال الأول: لماذا أنتم بطيئون في التنفيذ؟ هزت مديرة أحد الفريقين رأسها وقالت: هل تقصد أننا أيضا بطيئون مثل الفريق الآخر؟ وبعد لحظة من التفكير أجبت: لا، بل أقصد أن سرعتكم مثل سرعة الفريق الآخر.

أعتقد أن الفكرة وصلتكم وهي أن الأسئلة الغربية تجبرنا على التفكير بطريقة مختلفة، وأن التفكير المختلف هو تفكير ابتكاري ومفيد مهما كان اتجاهه.

فماذا كان السؤال الثاني؟
في كل الاجتماعات وبلا استثناء، نكرر نفس الأسئلة ونحصل على نفس الإجابات. دائما نسأل: كيف نزيد مبيعاتنا؟ كيف نحسن أداءنا؟ وهي أسئلة تدور في كل غرف الاجتماعات الإدارية المفتوحة والمغلقة.

كان السؤال هذه المرة: "ماذا علينا أن نعمل لنفشل؟" و "ماذا نفعل لتنخفض مبيعاتنا؟"

وما أن طرح السؤال حتى اتسعت العيون ورمشت الجفون وانتبه النائمون، وانبرى أحد الزملاء قائلاً: "ماذا نفعل لنفشل؟" "هل أنت جاد؟"

"أنا جاد فعلاً" أجبته. "دعونا نكتشف عشر طرق يمكن أن تؤدي بنا إلى الفشل".

دعونا نسجل السلوكيات والمواقف والأفعال التي يمكنها فعلاً المساهمة في فشلنا. وما هي إلا دقائق معدودات، حتى سجلنا أفكاراً واقتراحات غريبة وعجيبة يمكنها فعلاً دفعنا إلى الفشل.

قلبنا الاقتراحات رأسا على عقب، فوجدنا بين أيدينا قبضة من الأفكار المثيرة والأثيرة؛ التي حتما لا قولاً تؤدي إلى النجاح.

بدلاً من إملاء مواصفات النجاح وإلقاء وصفات التميز على مسامع موظفيك ومستشاريك، فاجئهم ودعهم يسجلون بأنفسهم كل الطرق التي يمكن أن تؤدي بالإدارات والمشروعات والمنظمات والمجتمعات إلى الفشل.

مهما كانت العقبات التي ستواجهك في العام الجديد، اقلب الأمور رأسا على عقب، والق عليها نظرة جانبية، وأنظر إليها من أسفل إلى أعلى، وحدق بها من زاوية مائلة. وبدلاً من إعداد قائمة بما عليك عمله، أعد قائمة مقابلة بما عليك تجنبه.

إذا لم تستطع طرح الأسئلة المناسبة في الوقت المناسب وعلى الشخص المناسب، حاول طرح الأسئلة الخطأ في الوقت المناسب لتكتشف الأخطاء والأخطار والأفعال التي عليك تجنبها. وسوف تحفز كل عضو في فريقك ليكتشف بنفسه ماذا عليه أن لا يفعل، لكي ينجح.

أتمنى لكم عاماً جديداً سعيداً، وخاليا من الأخطاء القاتلة. أما الأخطاء البسيطة فهي من دلائل الإصرار والابتكار.
نسيم الصمادي مؤسس ورئيس تحرير

إدارة.كوم www.edara.com

التعليقات (0)