الايرادة واقسامها
بسم الله الرحمن الرحيم
قـــــال الشيــــــــخ العثيميـــــــــــــــن _ رحـــــــــمه الله _ الإرادة تنـــقسم إلى قســــــــــمين:
القسم الأول: إرادة كونية .
القسم الثاني: إرادة شرعية .
فما كان بمعنى المشيئة فهو إرادة كونية .
وما كان بمعنى المحبة فهو إرادة شرعية .
مثال الإرداة الشرعية قوله –تعالى-: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ)(النساء: من الآية27
.
لأنه
(يريد)
) هنا
بمعنى يحب ولا تكون بمعنى المشيئة لأنه لو كان المعنى
:
((والله يشاء أن يتوب عليكم)) لتاب على جميع العباد
وهذا أمر لم يكن فإن أكثر بني آدم من الكفار
.
إذن
(يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ)يعني
يحب
أن يتوب عليكم، ولا
يلزم من محبة الله للشيء أن يقع لأن الحكمة الإلهية البالغة قد تقتضي عدم وقوعه
.
ومثال الإرادة الكونية قوله –تعالى-: (إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ)(هود: من الآية34) لأن الله لا يحب أن يغوي العباد
.
إذن لا يصح أن يكون المعنى إن كان يحب أن
يغويكم، بل المعنى
إن كان الله يشاء أن يغويكم
.
ولكن بقي لنا أن نقول: ما الفرق بين الإرادة الكونية والشرعية من حيث وقوع المراد؟
فـنــــــــــقـول:
الكونية لا بد فيها من وقوع المراد إذا أراد الله شيئاً كوناً فلا بد أن يقع (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يّـس:82( .
أما الإرادة الشرعية فقد يقع المراد وقد لا يقع، قد يريد الله –عز وجل- هذا الشيء شرعاً ويحبه، ولكن لا يقع لأن المحبوب قد يقع وقد لا يقع .
فإذا قال قائل: هل الله يريد المعاصي؟
فنقول: يريدها كوناً لا شرعاً، لأن الإرادة الشرعية بمعنى المحبة، والله لا يحب المعاصي، ولكن يريدها كوناً أي مشيئة، فكل ما في السموات والأرض فهو بمشيئة الله .
المصدر
المكتبة المقروءة : التوحيد : فتاوى أركان الإسلام
32