دعاء للامام الشافعي وقت الشدة
قال الرشيد يوما للفضل بن الربيع و هو واقف على رأسه: يا فضل! أين هذا الحجازي -كالمغضب- فقلت : ها هنا، فقال علّي به .
قال: فخرجت وبي من الغم والحزن لمحبتي للشافعي لفصاحته وبراعته وعقله، فجئت إلى بابه، فأمرت من دق عليه بابه ، وكان قائما يصلي ......
فتنحنح، فوقفت حتى فرغ من صلاته ، وفتح الباب ، فقلت : أجب أمير المؤمنين.
فقال سمعاً وطاعة. وجدد الوضوء ، وارتدى ثيابه وخرج بمشي حتى انتهينا إلى الدار. فمن شفقتي عليه قلت: يا أبا عبدالله قف حتى أستأذن لك . فدخلت على أمير المؤمنين ،فإذا هو على حالته كالمغضب ، وقال : أين الحجازي؟
فقلتك عند السير، فجئت إليه ، فقام يمشي رويداً ويحرك شفتيه، فلما بصربه أمير المؤمنين قام إليه فاستقبله ، وقبل بين عينيه ، وهش وبش و قال : لم لا تزورنا أو تكون عندنا؟ فأجلسه وتحدثا ساعة، ثم أمر له ببدرة دنانير، فقال الشافعي: لا حاجة لي فيه. قال الفضل: فأومأت إليه فسكت ... ، و أمرني أمير المؤمنين أن أرده إلى منزله ، فخرجت والبدرة تحمل معه، فجعل ينفقها يمنة ويسرة حتى رجع إلى منزله وما معه من دينار!..
فلما دخل منزله قلت : قد عرفت محبتي لك، فبالذي سكن غضب أمير المؤمنين عنك إلا ما علمتني ما كنت تقول في دخولك معي عليه؟!.
فقال: حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوم الأحزاب: ( شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم* إن الدين عند الله الإسلام)(آل عمران18)، ثم قال: و أنا أشهد بما شهد الله به، وأستودع الله هذة الشهادة، وديعة لي عند الله يؤديها إلى يوم القيامة ،اللهم إني أعوذ بنور قدسك ،وعظيم بركتك ،وعظمة طهارتك ، من كل آفة وعاهة ،ومن طوارق الليل والنهار ، إلا طارقاً يطرق بخير ، اللهم أنت غياثي بك أستغيث ، أنت ملاذي بك ألوذ ، و أنت عياذي بك أعوذ ، يا من ذلت له رقاب الجبابرة، وخضعت له أعناق الفراعنة ، أعوذ بك من خزيك ،ومن كشف سترك ، ونسيان ذكرك ، و الأنصراف عن شكرك ، أنا في حرزك ليلي و نهاري ، ونومي و قراري ، و ظعني و أسفاري ، وحياتي ومماتي ، ذكرك شعاري ، وثناؤك دثاري، لا إله إلا أنت سبحانك و بحمدك ، تشريفاً لعظمتك ، وتكريماً لسبحات وجهك، ، أجرني من خزيك ومن شر عبادك ، واضرب على سرادقات حفظك ، و أدخلني في حفظ عنايتك ًوجد علي منك بخير يا أرحم الراحمين.
قال الفضل: فحفظته فلم يغضب علي الرشيد بعد ذلك. فهذا أول بركة الشافعي.
جزاك الله كل الخير أخي في الله
جعلها الله في ميزان حسناتك
وجعلها في ميزان حسناتك
تقبل مروري