كـيـف تـحـول عـملك إلى مـهـمه مـمـتـعـه
كـيـف تـحـول عـملك إلى مـهـمه مـمـتـعـه
كـيـف تـحـول عـملك إلى مـهـمه مـمـتـعـه !؟؟
يساهم وجودنا الطويل في العمل يوميًا في تعرضنا لضغوطات نفسية وجسدية
تختلف درجاتها من شخص إلى آخر
وبغض النظر عما إذا كان ذلك شيئًا سليمًا أم لافإن العمل ليس كله نجاحات وقفزات
هناك الكثير من الإحباط والفشل والمعوقات والتحديات.
وحتى عندما يأتي النجاح لا يأتي سهلاً
بل يجيء غالبًا على حساب أشياء أخرى وبعد كثير من الجهد والمشقة
ومغالبة للنفس وصراع مع الآخرين
ولـــكـــــن الـنـتـيــجــة دائمًــا واحـــدة !
فقد أصبح مكان العمل هو مصدر توترنا في الوقت نفسه الذي أصبحنا لا نستغني فيه عن العمل
فكيف يمكن تحويل العمل إلى متعة؟
هناك ثلاثة أسس يمكن أن تحول عملنا إلى متعة
وجهدنا إلى راحة وسعادة وهذه الأسس هــــــي:
أولاً / الإيحاء للذات
كثير من مشاكلنا تبدأ وتنتهي من داخلنا !؟
فتوقع البلاء يأتي به بالفعل والعكس صحيح.
فإذا أوحيت لنفسك بالسعادة والاستمتاع بالعمل فستستمتع به حقًا.
لـــذلـــــك .. حاول أن تنال حظك من السعادة.
كثيرون يخلطون بين الكآبة والجدية أو بين الهزل والسعادة.
فالإنسان السعيد في نظرهم هو من لا يحمل همًا، لأنه إنسان غير مسؤول.
أما الإنسان الذي لا يتنصل من مسؤولياته فهو الجاد الذي يحمل هموم الدنيا كلها على أكتافه
فأصبحت الكآبة رمزًا لأمر إيجابي ! ودلت السعادة على أمر سلبي.
ومن هنا أصبح الناس ينفرون من السعادة لأنها تمنح الآخرين انطباعًا خاطئًا عنهم.
و لأن الإيحاء الذاتي له تأثير قوي فستجد نفسك مكتئبًا حقًا.
وهذا الاكتئاب لن يدفعك للأمام في عملك وإنما سيؤثر سلبيًا على عملك وعلى غيره
لــــــذا افهم السعادة بمفهومها الصحيح وتأكد من أنها تدفع للأمام وتقودك على طريق النجاح
ليس في العمل فقط، بل في كل شأن من شؤون حياتك
ثم حاول أن تبحث عن مصـــادرها، وأن تقتنصها قنـــصًا.
وثــق أن السعادة تــــــزداد كلما اقتربت منها وتقــــــل كلما نفرت وهربت منها.
لا داعي لـتــوقع الإجهــاد
كثيرون منا يبدؤون يومهم بالشعور بالإجهاد والتعب
ويتساءلون ويتساءل معهم الآخرون عن سبب هذا الإحساس وماهية أسبابه ؟
فهم لم يبذلوا جهدًا ولم يخرجوا حتى للعمل بعد!؟؟
الحقيقة أن السبب الرئيسي وراء الشعور بالإجهاد دونما سبب واضح
هو تأثير نفسي أو إيحاء ذاتي
توقع التعب والإجهاد الشديد خلال الفترة القادمة يجعلك تبدأ وهذا الإجهاد يلازمك.
كما تجد نفسك مجهدًا بالفعل كلما انغمست في هذا العمل.
والكارثة أن هذه التهيئات يمكن أن تتحقق لصاحبها بالفعل فيزداااد قناعة بصدق أحاسيسه و
إيمانًا بأنه مضطهد ومظلوم وأكثر الناس تعبًا على وجه الأرض.
والــــحل هــــنا هــو :
أن تسد على نفسك طرق هذا الحديث الذاتي السلبي
بأن تأخذ قسطًا وافرًا من الراحة يـبعد عن ذهنك أية أفكار خاصة بتعب مقبل.
فإذا أتتك مثل هذه الأفكارفسيمكنك الرد عليها بقولك: " نعـــم ستكون الأسابيع الآتية مجهدة
لكنني حصلت على قدر من الراحة سيمكنني من مواجهة ذلك التعب والتغلب عليه"
تـجنب عبارة ( أنا مضطر للذهاب إلى عملي )
معظمنا يفكر ويقول صراحة منذ الصباح الباكر: أنا مضطر للذهاب إلى عملي.
وبــــذلك يكون قد أوحى لنفسه بإضطرار قهري قسري للقيام بذلك الشيء رغمًا عنه وهو كاره له.
في حين أن الأمر لن يكلفك أكثر من تغيير مقولتك تلك إلى: " أنـا ذاهــب للعمل».
فأنت في الحالة الأولى أوحيت لنفسك بكراهية اليوم والعمل مقدمًا
حتى قبل أن تخطو خارج منزلك وحملت هموم العمل حتى قبل أن تتعرف عليها !!؟
ومهما كان الواقع أفضل من ذلك، فلن تراه مشرقًا أبدًا فـقـد أوحيت لنفسك
بالجانب المظلم وانتهى الأمر.
أما مجرد التفوه بعبارة: " أنا ذاهب للعمل " فستوحي لنفسك وللآخرين المحيطين بك
بأنك ذاهب لشأن عادي وهناك سترى ما سيسفر عنه اليوم.
أنك ذاهب بذهن موضوعي محايد وهو المطــلوب.
وهذا الحياد يتعلق بمشاعرك تجاه العمل في المقام الأول فحتى لو لم تذهب بقلب
مفتوح وإقبال كبير على العمل فأقــل ما يمكنك القيام به هو ألا تغلق أبواب قلبك تجاهه
وأن تستقبل ما سيأتي به اليوم دون تحيز مسبق.
لا تتــوتر مقــدمًا:
نواجه جميعًا متاعب في العمل قد تكون متوقعة غالبًا فهي متاعب مكررة تمثل جزءًا من المهنة
ولا تخصنا وحدنا وكونها متوقعة يجب أن يجعلها عادية بالنسبة لنا.
ومعــنــى ذلك ألا ننفعل بها كثيرًا ونجعلها تؤثر على إنتاجيتنا.
لكن ما يحدث في أرض الواقع هـــو :
أن كثيرين منا تتوتر أعصابهم في كل مرة يواجهون فيها المشكلة نفسها
والأســـوأ أنهم يتوترون حتى قبل حدوث المشكلة لمجرد توقعهم لها.
فإذا صحت توقعاتهم تلك فمعنى ذلك أنهم حملوا العبء والهم قبل بدء المشكلة
أي لفترة طويلة دون داع !
فإذا كانت المشكلة ستحدث لا محالة فلا جدوى إذًا من حمل همومها قبل وبعد حدوثها.
أما إذا لم تصح توقعاتهم فسيكونون قد وتروا أعصابهم وأعصاب من حولهم هباء.
وحملوا همًا وقلقًا دون مبرر، وهو أسوأ ما يمكن أن يفعله الإنسان بنفسه.
فـكــر إيجابيًا تسعــد:
تحتوي الحياة على حلو الأشياء ومرها
النور والظلام - السعادة والشقاء - الحب والكره...
هكذا خلقها الله وهكذا أرادهـــــا مليئة بالمتناقضات التي علينا أن نختار منها ما نريد.
ما يحدد حياتنا هو أولاً نظرتنا لها فكل شيء حولنا له جانبه المضيء وجانبه المظلم
وحتى نحن هكذا! فليس هناك إنسان كله خير تمامًا ولا إنسان مليء بالشر تمامًا
لنـبحــث داخل كل مشكلة أو عائق يقابلنا عن الجانب المشرق
آمـــن بوجود الجانب المشرق في كل أمرفــإذا آمنت بذلك فابحث عنه كلما واجهتك مشكلة
غيّر نظرتك إلى الأفضل والأكثر تفاؤلاً وستجد دائمًا من الحياة جوانب مشرقة
تساند نظرتك تلك وتؤيدها وترسخها لديك.
ثانيًا / ابتعد عن المثالية الزائدة
هـون عـلى نـفـسك
كونك إنسانًا يعني أنك معرض للخطأ !
نحن لسنا من الأنبياء المعصومين ولا من الملائكة المنزهين.
كثيرون منا ينسون هذه الحقيقة ويعاقبون أنفسهم أشد العقاب كلما أخطؤوا
وفي مجال العمل يعتبر الخطأ واردًا بشكل مؤكد.
فالأمر فيه كثير من التجارب والمحاولات والتحديث
وكلها أمور ذات نتائج غير مؤكدة النجاح.
لا تبالغ في التمسك بالمواعيد
من أثـقـل ضغوط العمل التي نتعرض لها مواااعيد التسليم أو الانتهاء من المشروعات
الالـتــزام أمــر جميل ومطلوب أما أن يتحول إلى عبء إضافي عليك، فليس بالأمر المطلوب
ومن أكبر مضيعات وقت من يدمنون عادة التسليم في الموعد المحدد بشكل مرضي هـــــــو
التفكير في كيفية تسليم الأعمال المطلوب إنجازها.. ومتى .. وأين..
ولو أنهم لم يفكروا بهذا الأمر بتلك الكثافة لأمكنهم إنجاز المطلوب منهم في الموعد المحدد.
والأهــــــم مـــــن ذلك هو أنهم يصابون بالتوتر والعصبية في سبيل الالتزام بالموعد
مما قد يؤثر على علاقاتهم بالآخرين وعلى جودة العمل.
لا تـلتــزم بقـاعـــدة 80 / 20
تبعًا لهذه القاعدة ينجز 20% من الأشخاص 80% من المهام.
فإذا كنت من المؤمنين بهذه القاعدة فستجد أنك تحمل نفسك فوق طاقتها!
لأن الإنسان عادة لا يوقن بأنه من الـ20% المقدر لهم تحقق الإنجازات على أيديهم
والحقيقة أن هذه القاعدة متشائمة بعض الشيءو بعيدة عن الواقع تمامًا.
الاعتماد على الآخرين ومساعدتهم ليس أمرًا معيبًا.
وفرق العمل أثبتت أنها من أفضل أساليب الإنجاز سواء من حيث السرعة أو الأداء أو كم الإنتاج.
فلا تتوقع الإنجاز من نفسك فقط،
لأنك بذلك توتر أعصابك وتفسد على نفسك متعة العمل.
كن واقعيًا وارسم خريطة لتوقعاتك وماتحتاجه من الآخرين.
لا تتمسك بآمالك وأحلامك حرفيًا
قد يبدو هذا المطلب متناقضًا مع أن تكون إنسانًا طموحًا
يعمل على تحقيق أحلامه ولا يعرف كلمة المستحيل.
ولكن المسألة نسـبـــــيـــة ..
فبعض الناس إذا قرروا شيئًا أو تمنوه أيقنوا في قرارة أنفسهم بأنه حادث لا محالة.
فإذا لم يحدث يصيبهم الاكتئاب والإحباط والحزن وينقمون على الدنيا ويصيبهم اليأس.
لــذلك عليك أن تتحلى ببـعـض الــمــرونة
من حقك أن تتمنى وأن تحلم ولـــكـن من واجبك أن تكون واقعيًا
إن الراضين عن أنفسهم ليسوا من تحققت جميع أحلامهم
لكنهم هؤلاء الواقعيون الذين عرفوا أن الآمال لا تتحقق مائة بالمائة
ولما حـــدث ذلك فــعلاً لم يهتزوا أو يحزنواوتقبلوا الأمر بروح راضية
تعرف أن ذلك جزء من الواقع المتوقع.
في مجال العمل لا تملك أنت وحدك زمام الأمور كلها.
قم بواجبك واسع نحو هدفك.
أما النتيجة فلن تتحكم فيهافإذا لم تأت الرياح بما تشتهي السفن
فلا تؤنب نفسك ولا يصيبنك الإحباط والاكتئاب
ويكفيك أنك قمت بواجبك على أكمل وجه حتى ترضى عن نفسك وعن الدنيا بأكملها.
لا تحسب كل الأمور
كثيرًا ما نسمع من موظف ما :"إن رئيسي يستفيد مني أكثر بكثير من الراتب الذي يمنحني إياه"
فإذا كنت من تردد ذات العبارة فقد وضعت نفسك في صراااع.
فأنت تظن أنك تذهب للعمل لكي تستغل صاحب العمل لأقصى درجة
وأنه هو بدوره يقوم بنفس الشيء.
وأن الفائز منكما هو من يخدع الآخر ويستغله بشكل أكثر دهاء.
ومعـنى ذلـك أنك تؤمن أنه لا يوجد في العمل مجال لفوز الجميع.
بل إن الفوز يتحقق دائمًا لطرف على حساب الآخر.
هذا النوع من التفكير لا يناسب مجال العمل أبدًا.
فأنت وصاحب العمل شريكان يعملان معًا من أجل نجاح المؤسسة.
أما حسابات المكسب والخسارة فيجب أن تقتصر على أداء الشركة وليس على حسابات شخصية
ثـالــثًا / تخــل عن سلبـياتـك
ليس فينا إنسان كامل الصفات فالكمال لله وحده
وصفاتنا السلبية لا تؤثر فقط على محيطنا الشخصي بل وعلى مجال العمل.
ومن بين وسـائل عــلاج بعـض هـذه الصفـات السلبية:
أن تتعلم التفويض لمساعدين
فالتفويض في العمل من أهم المهارات التي يجب أن يتعلمها كل مدير.
فمحاولتك القيام بكل شيء بنفسك لا تعني سوى نتيجة واحـــــــــــــدة:
أنك لن تتمكن من إنجاز أية مهمة على الوجه الأكمل.
فعادة ما تكون المهام أكثر من الوقت المتوافر.
وإذا لم يشاركك أحد في إنجازها ستجد نفسك تدور في حلقة مفرغة
من عدم الإنجاز والإحباط والاكتئاب.
أما إذا تعلمت أن تفوض شخصًا يقوم ببعض أعمالك فستجد نتيجة أفضل بكثير.
ارفض بعض الأعمال دون إحساس بالذنب
قد يظن بعضنا أن كلمة ( لا) ستغضب الآخرين منا.
فإذا وصلت هذه القناعة إلى مجال العمل وجب أن نتوقف عندها لنمنحها بعض التفكير الجدي!
الحل الواقعي هو أن ترفض قبول أعمال أخرى ستضاف إلى كاهلك ويتراجع فيها أداؤك.
أنك عندما تقبل تلك الأعمال تضحي في الواقع من أجل لا شيء
. فهذا القبول ليس في مصلحتك لأنه عبء سيضاف إلى أعبائك الأخرى وليس في صالح مديرك
أو زميلك، لأنك ستؤدي له العمل بشكل غير مكتمل
وهو بالتأكيد ليس في صالح العمل أو المؤسسة،لأن أسلوب العمل هذا لن يؤدي إلى نتائج جيدة أبدًا.
لا تكن أنانيًا:
الشخص الأناني لا يفكر سوى في ذاته وفي أدائه وفي أهمية وقته وفي ألا يستغله الآخرون.
والأدهى من ذلك
أنه لا يستمع للآخرين ويعتبر العمل سلمًا لنجاحه على حساب الآخرين أو بتسلق أكتافهم.
وفي عصر «فرق العمل» التي أصبحت المؤسسات لا تستغني عنها
نجد أن تلك الشخصية تعتبر من المعوقات الكبيرة لنمو المؤسسة وتقدمها ونجاحها.
كما أنه يضر نفسه أكبر ضرر لأن الشخص الأناني كثير الاهتمام بالصغائر
مما يسبب له توترًا وشدًا عصبيًا مستمرًا.
وهو في النهاية لا يجني سوى علاقات سيئة مع الآخرين.
ويؤدي ذلك بالتأكيد إلى تدهور أدائه وإنتاجيته ونتائجه.
هناك فرقًا كبيرًا بين الأنانية واحترام الذات.
فــــالأولى صفة سلبية لها آثارها الوخيمة على صاحبها وعلى الآخرين.
أمــــــــا احترام الذات فينبع من الرغبة في المحافظة على الكبرياء والكرامة
وهو أمر مطلوب ويؤدي إلى الحفاظ على مشاعر الآخرين واحترامهم
توقف عن الشكوى المستمرة
كثرة الشكوى لن تجدي شيئًا في حل مشكلة قائمة.
ويكون من الأوفق لو استثمر هذا الشخص وقته في محاولة جدية وعملية لحل مشكلته
كما أن الواقع لا يمكن أن يكون سيئًا إلى درجة الشكوى المستمرة منه.
إنما يكمن الخطأ بالتأكيد في نظرة هذا الشخص المتشائمة التي لا ترى سوى الجانب المظلم
لأي موضوع
لا تعد بما ليس في مقدورك
قد يظن الكاذب أنه أصبح في مأمن من المشكلات بعد كذبته.ولكن العكس هو الذي يحدث!؟
فالكاذب هو من أكثر الناس توترًا وعصبية وقلقًا
فهو يجب أن يظل مترقبًا أثر كذبته على الدوام. .كما يخشى طوال الوقت
أن يقول أو يفعل ما يكشف كذبه.
وهكــذا قد ينقذه كذبه من ورطة مؤقتة لكنه يوقعه في مشكلات أكبر على المدى الطويل.
والحنث بالوعد نوع من أنواع الكذب.
فلماتعدبشيء تعلم مقدمًا أنك لست بقادر على تحقيقه ؟
عندما يمتد ذلك إلى مجال العمل تكون له عواقب وخيمة.
فأكثررر ما يسيء إلى علاقة أية مؤسسة بعملائها هو عدم وفائها بوعودها لهم.
الأجدر بنا أن نتريث قليلاً قبل أن نندفع في الوعد بشيء ما.
وأن نضع في أذهاننا ملحوظة هامة، هي أن من حولنا يصدقوننا ويثقون في أننا نقصد ما نقول.
تذكر أن عدم الوفاء بالوعد من أكثر ما يسيء لسمعتك في عملك، ويثير التذمر من حولك
وقد يهدم مجهوداتك الأخرى كلها.
إذا وعدت بشيء بالفعل فعـليــــك أن تعمل جاهدًا على الوفاء به.
من كتاب «لا تهتم بالصغائر في العمل»
تأليف: ريتشارد كارلسون.
يساهم وجودنا الطويل في العمل يوميًا في تعرضنا لضغوطات نفسية وجسدية
تختلف درجاتها من شخص إلى آخر
وبغض النظر عما إذا كان ذلك شيئًا سليمًا أم لافإن العمل ليس كله نجاحات وقفزات
هناك الكثير من الإحباط والفشل والمعوقات والتحديات.
وحتى عندما يأتي النجاح لا يأتي سهلاً
بل يجيء غالبًا على حساب أشياء أخرى وبعد كثير من الجهد والمشقة
ومغالبة للنفس وصراع مع الآخرين
ولـــكـــــن الـنـتـيــجــة دائمًــا واحـــدة !
فقد أصبح مكان العمل هو مصدر توترنا في الوقت نفسه الذي أصبحنا لا نستغني فيه عن العمل
فكيف يمكن تحويل العمل إلى متعة؟
هناك ثلاثة أسس يمكن أن تحول عملنا إلى متعة
وجهدنا إلى راحة وسعادة وهذه الأسس هــــــي:
أولاً / الإيحاء للذات
كثير من مشاكلنا تبدأ وتنتهي من داخلنا !؟
فتوقع البلاء يأتي به بالفعل والعكس صحيح.
فإذا أوحيت لنفسك بالسعادة والاستمتاع بالعمل فستستمتع به حقًا.
لـــذلـــــك .. حاول أن تنال حظك من السعادة.
كثيرون يخلطون بين الكآبة والجدية أو بين الهزل والسعادة.
فالإنسان السعيد في نظرهم هو من لا يحمل همًا، لأنه إنسان غير مسؤول.
أما الإنسان الذي لا يتنصل من مسؤولياته فهو الجاد الذي يحمل هموم الدنيا كلها على أكتافه
فأصبحت الكآبة رمزًا لأمر إيجابي ! ودلت السعادة على أمر سلبي.
ومن هنا أصبح الناس ينفرون من السعادة لأنها تمنح الآخرين انطباعًا خاطئًا عنهم.
و لأن الإيحاء الذاتي له تأثير قوي فستجد نفسك مكتئبًا حقًا.
وهذا الاكتئاب لن يدفعك للأمام في عملك وإنما سيؤثر سلبيًا على عملك وعلى غيره
لــــــذا افهم السعادة بمفهومها الصحيح وتأكد من أنها تدفع للأمام وتقودك على طريق النجاح
ليس في العمل فقط، بل في كل شأن من شؤون حياتك
ثم حاول أن تبحث عن مصـــادرها، وأن تقتنصها قنـــصًا.
وثــق أن السعادة تــــــزداد كلما اقتربت منها وتقــــــل كلما نفرت وهربت منها.
لا داعي لـتــوقع الإجهــاد
كثيرون منا يبدؤون يومهم بالشعور بالإجهاد والتعب
ويتساءلون ويتساءل معهم الآخرون عن سبب هذا الإحساس وماهية أسبابه ؟
فهم لم يبذلوا جهدًا ولم يخرجوا حتى للعمل بعد!؟؟
الحقيقة أن السبب الرئيسي وراء الشعور بالإجهاد دونما سبب واضح
هو تأثير نفسي أو إيحاء ذاتي
توقع التعب والإجهاد الشديد خلال الفترة القادمة يجعلك تبدأ وهذا الإجهاد يلازمك.
كما تجد نفسك مجهدًا بالفعل كلما انغمست في هذا العمل.
والكارثة أن هذه التهيئات يمكن أن تتحقق لصاحبها بالفعل فيزداااد قناعة بصدق أحاسيسه و
إيمانًا بأنه مضطهد ومظلوم وأكثر الناس تعبًا على وجه الأرض.
والــــحل هــــنا هــو :
أن تسد على نفسك طرق هذا الحديث الذاتي السلبي
بأن تأخذ قسطًا وافرًا من الراحة يـبعد عن ذهنك أية أفكار خاصة بتعب مقبل.
فإذا أتتك مثل هذه الأفكارفسيمكنك الرد عليها بقولك: " نعـــم ستكون الأسابيع الآتية مجهدة
لكنني حصلت على قدر من الراحة سيمكنني من مواجهة ذلك التعب والتغلب عليه"
تـجنب عبارة ( أنا مضطر للذهاب إلى عملي )
معظمنا يفكر ويقول صراحة منذ الصباح الباكر: أنا مضطر للذهاب إلى عملي.
وبــــذلك يكون قد أوحى لنفسه بإضطرار قهري قسري للقيام بذلك الشيء رغمًا عنه وهو كاره له.
في حين أن الأمر لن يكلفك أكثر من تغيير مقولتك تلك إلى: " أنـا ذاهــب للعمل».
فأنت في الحالة الأولى أوحيت لنفسك بكراهية اليوم والعمل مقدمًا
حتى قبل أن تخطو خارج منزلك وحملت هموم العمل حتى قبل أن تتعرف عليها !!؟
ومهما كان الواقع أفضل من ذلك، فلن تراه مشرقًا أبدًا فـقـد أوحيت لنفسك
بالجانب المظلم وانتهى الأمر.
أما مجرد التفوه بعبارة: " أنا ذاهب للعمل " فستوحي لنفسك وللآخرين المحيطين بك
بأنك ذاهب لشأن عادي وهناك سترى ما سيسفر عنه اليوم.
أنك ذاهب بذهن موضوعي محايد وهو المطــلوب.
وهذا الحياد يتعلق بمشاعرك تجاه العمل في المقام الأول فحتى لو لم تذهب بقلب
مفتوح وإقبال كبير على العمل فأقــل ما يمكنك القيام به هو ألا تغلق أبواب قلبك تجاهه
وأن تستقبل ما سيأتي به اليوم دون تحيز مسبق.
لا تتــوتر مقــدمًا:
نواجه جميعًا متاعب في العمل قد تكون متوقعة غالبًا فهي متاعب مكررة تمثل جزءًا من المهنة
ولا تخصنا وحدنا وكونها متوقعة يجب أن يجعلها عادية بالنسبة لنا.
ومعــنــى ذلك ألا ننفعل بها كثيرًا ونجعلها تؤثر على إنتاجيتنا.
لكن ما يحدث في أرض الواقع هـــو :
أن كثيرين منا تتوتر أعصابهم في كل مرة يواجهون فيها المشكلة نفسها
والأســـوأ أنهم يتوترون حتى قبل حدوث المشكلة لمجرد توقعهم لها.
فإذا صحت توقعاتهم تلك فمعنى ذلك أنهم حملوا العبء والهم قبل بدء المشكلة
أي لفترة طويلة دون داع !
فإذا كانت المشكلة ستحدث لا محالة فلا جدوى إذًا من حمل همومها قبل وبعد حدوثها.
أما إذا لم تصح توقعاتهم فسيكونون قد وتروا أعصابهم وأعصاب من حولهم هباء.
وحملوا همًا وقلقًا دون مبرر، وهو أسوأ ما يمكن أن يفعله الإنسان بنفسه.
فـكــر إيجابيًا تسعــد:
تحتوي الحياة على حلو الأشياء ومرها
النور والظلام - السعادة والشقاء - الحب والكره...
هكذا خلقها الله وهكذا أرادهـــــا مليئة بالمتناقضات التي علينا أن نختار منها ما نريد.
ما يحدد حياتنا هو أولاً نظرتنا لها فكل شيء حولنا له جانبه المضيء وجانبه المظلم
وحتى نحن هكذا! فليس هناك إنسان كله خير تمامًا ولا إنسان مليء بالشر تمامًا
لنـبحــث داخل كل مشكلة أو عائق يقابلنا عن الجانب المشرق
آمـــن بوجود الجانب المشرق في كل أمرفــإذا آمنت بذلك فابحث عنه كلما واجهتك مشكلة
غيّر نظرتك إلى الأفضل والأكثر تفاؤلاً وستجد دائمًا من الحياة جوانب مشرقة
تساند نظرتك تلك وتؤيدها وترسخها لديك.
ثانيًا / ابتعد عن المثالية الزائدة
هـون عـلى نـفـسك
كونك إنسانًا يعني أنك معرض للخطأ !
نحن لسنا من الأنبياء المعصومين ولا من الملائكة المنزهين.
كثيرون منا ينسون هذه الحقيقة ويعاقبون أنفسهم أشد العقاب كلما أخطؤوا
وفي مجال العمل يعتبر الخطأ واردًا بشكل مؤكد.
فالأمر فيه كثير من التجارب والمحاولات والتحديث
وكلها أمور ذات نتائج غير مؤكدة النجاح.
لا تبالغ في التمسك بالمواعيد
من أثـقـل ضغوط العمل التي نتعرض لها مواااعيد التسليم أو الانتهاء من المشروعات
الالـتــزام أمــر جميل ومطلوب أما أن يتحول إلى عبء إضافي عليك، فليس بالأمر المطلوب
ومن أكبر مضيعات وقت من يدمنون عادة التسليم في الموعد المحدد بشكل مرضي هـــــــو
التفكير في كيفية تسليم الأعمال المطلوب إنجازها.. ومتى .. وأين..
ولو أنهم لم يفكروا بهذا الأمر بتلك الكثافة لأمكنهم إنجاز المطلوب منهم في الموعد المحدد.
والأهــــــم مـــــن ذلك هو أنهم يصابون بالتوتر والعصبية في سبيل الالتزام بالموعد
مما قد يؤثر على علاقاتهم بالآخرين وعلى جودة العمل.
لا تـلتــزم بقـاعـــدة 80 / 20
تبعًا لهذه القاعدة ينجز 20% من الأشخاص 80% من المهام.
فإذا كنت من المؤمنين بهذه القاعدة فستجد أنك تحمل نفسك فوق طاقتها!
لأن الإنسان عادة لا يوقن بأنه من الـ20% المقدر لهم تحقق الإنجازات على أيديهم
والحقيقة أن هذه القاعدة متشائمة بعض الشيءو بعيدة عن الواقع تمامًا.
الاعتماد على الآخرين ومساعدتهم ليس أمرًا معيبًا.
وفرق العمل أثبتت أنها من أفضل أساليب الإنجاز سواء من حيث السرعة أو الأداء أو كم الإنتاج.
فلا تتوقع الإنجاز من نفسك فقط،
لأنك بذلك توتر أعصابك وتفسد على نفسك متعة العمل.
كن واقعيًا وارسم خريطة لتوقعاتك وماتحتاجه من الآخرين.
لا تتمسك بآمالك وأحلامك حرفيًا
قد يبدو هذا المطلب متناقضًا مع أن تكون إنسانًا طموحًا
يعمل على تحقيق أحلامه ولا يعرف كلمة المستحيل.
ولكن المسألة نسـبـــــيـــة ..
فبعض الناس إذا قرروا شيئًا أو تمنوه أيقنوا في قرارة أنفسهم بأنه حادث لا محالة.
فإذا لم يحدث يصيبهم الاكتئاب والإحباط والحزن وينقمون على الدنيا ويصيبهم اليأس.
لــذلك عليك أن تتحلى ببـعـض الــمــرونة
من حقك أن تتمنى وأن تحلم ولـــكـن من واجبك أن تكون واقعيًا
إن الراضين عن أنفسهم ليسوا من تحققت جميع أحلامهم
لكنهم هؤلاء الواقعيون الذين عرفوا أن الآمال لا تتحقق مائة بالمائة
ولما حـــدث ذلك فــعلاً لم يهتزوا أو يحزنواوتقبلوا الأمر بروح راضية
تعرف أن ذلك جزء من الواقع المتوقع.
في مجال العمل لا تملك أنت وحدك زمام الأمور كلها.
قم بواجبك واسع نحو هدفك.
أما النتيجة فلن تتحكم فيهافإذا لم تأت الرياح بما تشتهي السفن
فلا تؤنب نفسك ولا يصيبنك الإحباط والاكتئاب
ويكفيك أنك قمت بواجبك على أكمل وجه حتى ترضى عن نفسك وعن الدنيا بأكملها.
لا تحسب كل الأمور
كثيرًا ما نسمع من موظف ما :"إن رئيسي يستفيد مني أكثر بكثير من الراتب الذي يمنحني إياه"
فإذا كنت من تردد ذات العبارة فقد وضعت نفسك في صراااع.
فأنت تظن أنك تذهب للعمل لكي تستغل صاحب العمل لأقصى درجة
وأنه هو بدوره يقوم بنفس الشيء.
وأن الفائز منكما هو من يخدع الآخر ويستغله بشكل أكثر دهاء.
ومعـنى ذلـك أنك تؤمن أنه لا يوجد في العمل مجال لفوز الجميع.
بل إن الفوز يتحقق دائمًا لطرف على حساب الآخر.
هذا النوع من التفكير لا يناسب مجال العمل أبدًا.
فأنت وصاحب العمل شريكان يعملان معًا من أجل نجاح المؤسسة.
أما حسابات المكسب والخسارة فيجب أن تقتصر على أداء الشركة وليس على حسابات شخصية
ثـالــثًا / تخــل عن سلبـياتـك
ليس فينا إنسان كامل الصفات فالكمال لله وحده
وصفاتنا السلبية لا تؤثر فقط على محيطنا الشخصي بل وعلى مجال العمل.
ومن بين وسـائل عــلاج بعـض هـذه الصفـات السلبية:
أن تتعلم التفويض لمساعدين
فالتفويض في العمل من أهم المهارات التي يجب أن يتعلمها كل مدير.
فمحاولتك القيام بكل شيء بنفسك لا تعني سوى نتيجة واحـــــــــــــدة:
أنك لن تتمكن من إنجاز أية مهمة على الوجه الأكمل.
فعادة ما تكون المهام أكثر من الوقت المتوافر.
وإذا لم يشاركك أحد في إنجازها ستجد نفسك تدور في حلقة مفرغة
من عدم الإنجاز والإحباط والاكتئاب.
أما إذا تعلمت أن تفوض شخصًا يقوم ببعض أعمالك فستجد نتيجة أفضل بكثير.
ارفض بعض الأعمال دون إحساس بالذنب
قد يظن بعضنا أن كلمة ( لا) ستغضب الآخرين منا.
فإذا وصلت هذه القناعة إلى مجال العمل وجب أن نتوقف عندها لنمنحها بعض التفكير الجدي!
الحل الواقعي هو أن ترفض قبول أعمال أخرى ستضاف إلى كاهلك ويتراجع فيها أداؤك.
أنك عندما تقبل تلك الأعمال تضحي في الواقع من أجل لا شيء
. فهذا القبول ليس في مصلحتك لأنه عبء سيضاف إلى أعبائك الأخرى وليس في صالح مديرك
أو زميلك، لأنك ستؤدي له العمل بشكل غير مكتمل
وهو بالتأكيد ليس في صالح العمل أو المؤسسة،لأن أسلوب العمل هذا لن يؤدي إلى نتائج جيدة أبدًا.
لا تكن أنانيًا:
الشخص الأناني لا يفكر سوى في ذاته وفي أدائه وفي أهمية وقته وفي ألا يستغله الآخرون.
والأدهى من ذلك
أنه لا يستمع للآخرين ويعتبر العمل سلمًا لنجاحه على حساب الآخرين أو بتسلق أكتافهم.
وفي عصر «فرق العمل» التي أصبحت المؤسسات لا تستغني عنها
نجد أن تلك الشخصية تعتبر من المعوقات الكبيرة لنمو المؤسسة وتقدمها ونجاحها.
كما أنه يضر نفسه أكبر ضرر لأن الشخص الأناني كثير الاهتمام بالصغائر
مما يسبب له توترًا وشدًا عصبيًا مستمرًا.
وهو في النهاية لا يجني سوى علاقات سيئة مع الآخرين.
ويؤدي ذلك بالتأكيد إلى تدهور أدائه وإنتاجيته ونتائجه.
هناك فرقًا كبيرًا بين الأنانية واحترام الذات.
فــــالأولى صفة سلبية لها آثارها الوخيمة على صاحبها وعلى الآخرين.
أمــــــــا احترام الذات فينبع من الرغبة في المحافظة على الكبرياء والكرامة
وهو أمر مطلوب ويؤدي إلى الحفاظ على مشاعر الآخرين واحترامهم
توقف عن الشكوى المستمرة
كثرة الشكوى لن تجدي شيئًا في حل مشكلة قائمة.
ويكون من الأوفق لو استثمر هذا الشخص وقته في محاولة جدية وعملية لحل مشكلته
كما أن الواقع لا يمكن أن يكون سيئًا إلى درجة الشكوى المستمرة منه.
إنما يكمن الخطأ بالتأكيد في نظرة هذا الشخص المتشائمة التي لا ترى سوى الجانب المظلم
لأي موضوع
لا تعد بما ليس في مقدورك
قد يظن الكاذب أنه أصبح في مأمن من المشكلات بعد كذبته.ولكن العكس هو الذي يحدث!؟
فالكاذب هو من أكثر الناس توترًا وعصبية وقلقًا
فهو يجب أن يظل مترقبًا أثر كذبته على الدوام. .كما يخشى طوال الوقت
أن يقول أو يفعل ما يكشف كذبه.
وهكــذا قد ينقذه كذبه من ورطة مؤقتة لكنه يوقعه في مشكلات أكبر على المدى الطويل.
والحنث بالوعد نوع من أنواع الكذب.
فلماتعدبشيء تعلم مقدمًا أنك لست بقادر على تحقيقه ؟
عندما يمتد ذلك إلى مجال العمل تكون له عواقب وخيمة.
فأكثررر ما يسيء إلى علاقة أية مؤسسة بعملائها هو عدم وفائها بوعودها لهم.
الأجدر بنا أن نتريث قليلاً قبل أن نندفع في الوعد بشيء ما.
وأن نضع في أذهاننا ملحوظة هامة، هي أن من حولنا يصدقوننا ويثقون في أننا نقصد ما نقول.
تذكر أن عدم الوفاء بالوعد من أكثر ما يسيء لسمعتك في عملك، ويثير التذمر من حولك
وقد يهدم مجهوداتك الأخرى كلها.
إذا وعدت بشيء بالفعل فعـليــــك أن تعمل جاهدًا على الوفاء به.
من كتاب «لا تهتم بالصغائر في العمل»
تأليف: ريتشارد كارلسون.
تسلم غريب 1
موضوع كتير مهم
الله يعطيك العافية وبانتظار جديدك
موضوع مميز من شخص رائع بوركت يمناك أخي أحمد
مشكور موضوع مميز ومفيد
بارك الله بك