علياء رحال

0

1,147

الشراب بين الدين والعلم

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني وأحبابي لما كان لابد لكل منّا من الشرب قبل الأكل أو معه أو بعده أن نعمل جميعا بهدى نبيكم الكريم صلوات الله وسلامه عليه حيث يقول {إذا شَرِبتُمُ الماءَ فاشْرَبوه مَصًّا ولا تَشْرَبُوهُ عَبًّا فإن العَبَّ يُورِثُ الكُبادَ يعني داءَ الكِبِدِ}[1]

فيأمرنا أن نشرب الماء مصّا وألا نشربه في جرعة واحدة بل على ثلاث مرات وليس مرة واحدة وفى كل مرة نقول قبل الشرب: بسم الله وبعدها الحمد لله ونتنفس خارج الإناء وليس في الإناء وفى المرة الثالثة نقول: الحمد لله الذي جعله عذبا فراتا ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا

والحكمة في التثليث لأن عبّ الماء يعني شربه دفعة واحدة يمرض الكبد وهذا ما فهمناه في زمننا وفى عصرنا هذا فإن ما يزيد على 80% من أمراض الكبد الرئيسية في مصر وغيرها أن الإنسان يكون متعبا ومنهكا والعرق يتصبب منه ثم يأخذ زجاجة ماء مثلج بسرعة ومرة واحدة فما الذي يحدث؟

تنزل على الكبد وهو مستقر طبخ الطعام في الجسم فهو الذي يحوّل الطعام إلى الدم ينتفع منه الأعضاء بأمر ممن يقول للشيء كن فيكون فينزل عليه هذا الماء فيتلف أنسجته وتتلف أعضاؤه ويصاب بداء الكبد فيتضخم الكبد أو يتليّف وذلك لأنه لم يتبع نهج النبي الأمين صلوات الله عليه وسلامه

فقد أمرنا أن نشرب أثناء الطعام وبالكيفية التي ذكرناها فنمص الماء ونشربه على ثلاث جرعات أما اللبن فلا خوف منه ولا خطورة منه ولو كان باردا وتلك حكمة الله فقد ورد في الأثر : مُصُّوا الْمَاءَ مَصّاً وعبّوا اللبن عباً ولذا فإنه يحمى الإنسان في الحر الشديد من العطش والظمأ فإذا انتهينا من الطعام فقد ورد في الأثر بما معناه لا تجعلوا آخر زادكم ماءاً أي لا تشربوا بعد الانتهاء من الأكل ماءاً وإنما نشرب ساخنا لأنه لا يضر

أما خطر شرب الماء بعد الانتهاء من الطعام :

فقد أثبت الأطباء أن الإنسان بعد الانتهاء من الأكل (الطعام) يبدأ الهضم فتنزل المعدة أنزيماتها التي تساعد على الهضم فإذا كان في الطعام مواد سكرية أرسلت إشارة إلى البنكرياس ليفرز من عنده العصارة البنكرياسية التي تعمل على هضم السكر وإذا كان فيه الدهون أرسلت إشارة عاجلة إلى الصفراء لتفرز عصارتها الصفراوية التي بها يتم هضم الدهون

وإذا كان بها مواد نشوية أكثرت من نزول اللعاب مع الطعام لتعمل على هضم المواد النشوية وبعد أن يحمد الإنسان الله تغلق المعدة أبوابها بعد أن أنزلت عصارتها وتقوم بالحركة الرحوية لهضم الطعام فإذا جاء الإنسان بعد ذلك وشرب الماء فإن الماء يخفف هذه العصارات ويغير نسب هذه الأنزيمات فيصاب بالتخمة وبعد ذلك يصاب بمرض عسر الهضم ومرض سوء الهضم وذلك ما أراد أن يحمينا منه نبي الإسلام

وقد كان صلى الله عليه وسلم كما يروى عنه صاحب سقايته عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لا يشرب الماء إلا بعد الأكل بما يساوى ساعتين وإذا أكل لا ينام إلا بعد أن يتأكد من هضم الطعام ونحن إذا ذهبنا إلى أطباء المعدة أو إلى أطباء الباطنة نشكو من القولون أو من آلام بالمعدة فلنعلم جيدا أن معظمها ناتج من النوم عقب الأكل مباشرة

ولكننا لو نفذنا تعاليم الله وسنه رسول الله نعيش في صحة وفى حالة إيمانية وفى هناءة اقتصادية ولن يكون عندنا مشاكل في أجسامنا ولا مشاكل لجيوبنا ولا مشاكل في بيوتنا ولا مشاكل في مستشفياتنا لأن معظم الأمراض سببها المعدة فالمعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء وصدق الله إذ يقول {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} الأعراف31



[1] البيهقي في الشعب و السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 710 عن علي بن أبي طالب وقد ضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير وقال عنه العجلوني في كشف الخفاء: مصوا الماء مصاً ولا تعبوا عباً رواه البيهقي عن أنس، وله هو وابن السني عن عائشة مثله بزيادة: فإن الكباد من العب



http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%E3%C7%C6%CF%C9%20%C7%E1%E3%D3%E1%E3%20%C8%ED%E4%20%C7%E1%CF%ED%E4%20%E6%C7%E1%DA%E1%E3%20%D82&id=128&cat=2

منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً




التعليقات (0)