الحسد ( 2) : الشيخ زيد البحري
خطبة الحسد ( 2 )
لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
الخطبة الأولى
أما بعد فيا عباد الله / إن كان ثمت حديث يمكن أن يشاركنا فيه ابن القيم رحمه الله يمكن أن يشاركنا في موضوعنا السابق الذي هو الحسد فهو حديث سطره في كتابه بدائع الفوائد ، وإنني لأعجب من علمية هذا الرجل إذا تحدث في أي فن من فنون الشريعة قلت انه لا يحسن الا هذا الفن ثم إذا هو تحدث عن التربويات فقل هو رجل قد عايش هذا الحال قد مارس هذه الحادثة وإنني لأدعو الجميع في هذا المقام ممن رغب أن ينمي الخير في قلبه وأن يغذي الإيمان في قلبه عليه أن يقرأ كتب هذا العالم الجليل ،
وقبل أن أشنف الأسماع واطرب الآذان بهذا الحديث ، قبل أن أشرع في ذكر ما سطره وذكره في هذا الكتاب أحب أن ألقي على أسماعكم نبذة مختصرة عن هذا الحديث الذي تحدث عنه وعند فضل ما تحدث به إذ انه تحدث عن سورتين عظيمتين لهما صلة بموضوعنا السابق الذي هو الحسد هاتان السورتان هما سورة الفلق وسورة الناس ، جاء في سنن الترمذي ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بالله من الجان ) يعني من الجن (وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما ) ومن فضائل هاتين السورتين ما جاء في صحيح مسلم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد أنزل الله علي آيات لم ير مثلهن ، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ }) وجاء في المسند وسنن أبي داود قوله عليه الصلاة والسلام ( يا عقبة ألا أعلمك خير سورتين قرأتا ، قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس أقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت ما سأل سائل ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما ) ولأهمية هاتين السورتين فقد افرد ابن القيم رحمه الله في كتابه بدائع الفوائد أفرد لها فصلا وخصص لها حديثا يبلغ خمسين صفحة قام بتفسيرها أدق تفسير وأروعه وأجمله فلنقتطف من هذه العبارات ما يتناسب ويتلاءم مع مقام منبر يوم الجمعة قال الله جل وعلا بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ }أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ بالله الذي هو رب الفلق ، والفلق هو الصبح ، وأمره وهو أمر لجميع الأمة أن يستعيذوا بالله عز وجل من شرور شتى ، الشر الأول من شر ما خلق وقد دخل في هذا الآية كل مخلوق قام به الشر سواء كان دابة أو إنسانا أو جنا أو ريحا أو عاصفة أو نحو ذلك فهو استعاذة بالله عز وجل من كل بلاء وليس معنى هذا أنه استعاذة بالله من كل مخلوق ليس هذا وإنما استعاذة بالله من كل مخلوق فيه شر لأن هناك مخلوقات كلها خير محض كالأنبياء والرسل والملائكة والجنة ، وللاستعاذة كما قال رحمه الله للاستعاذة دور فعال في صيانة وفي حماية الإنسان فقد جاء في صحيح مسلم من حديث خولة قوله عليه الصلاة والسلام ( من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك )
الشر الثاني الذي أمرنا بالاستعاذة منه من شر الغاسق إذا وقب ، وهو الليل إذا اقبل وفيه أيضا استعاذة بالله جل وعلا من القمر الذي سلطانه والذي محله هو الليل فقد جاء في سنن الترمذي ( أنه عليه الصلاة والسلام ذات ليلة أخذ بيد عائشة فنظر إلى القمر فقال لها عليها الصلاة والسلام تعوذي بالله من هذا فإن هذا هو الغاسق إذا وقب )
ولو سأل سائل: لماذا يستعاذ بالله جل وعلا من الليل دون النهار ؟
الجواب / لأن الليل إذا أقبل أقبل بالظلام والظلام هو محل الشياطين وتنتشر فيه الشياطين أكثر مما تنتشر في النهار ولذا جاءت الأحاديث في الصحيحين وفي غيرها أن الشمس إذا غربت أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نمسك أولادنا وأن نمسك مواشينا إذا غربت الشمس لأن للشياطين في ذلك الوقت انتشارا وخطفة ، فالليل هو محل الظلام ولذا تنتشر فيه ليست شياطين الجن فحسب بل شياطين الإنس أيضا ولذا كما ترون تنتشر الشرور والمفاسد بالليل أكثر من النهار ، لماذا ؟ لأن النهار نور والشياطين من الإنس والجن لا يلائمها النور إنما يلائمها وتناسبها الظلمة فسلطانهم وأوقاتهم إنما هي في الظلمات وفي المواضع المظلمة وفي القلوب المظلمة ولهذا كان تأثير السحر الليلي أعظم تأثيرا من سحر النهار فالسحر الليلي عندهم هو السحر القوي التأثير ولهذا كانت نسأل الله العافية كانت القلوب المظلمة هي محل الشياطين وتتجول الشياطين في القلوب المظلمة وتتحكم فيها كما يتحكم ساكن البيت في بيته وكلما كان البيت أظلم كان للشيطان أطوع وكان للشيطان فيه أثبت وأمكن ومن هنا لو تأملت السر الذي ذكر في مطلع سورة الفلق لو تأملت الاستعاذة بالله جل وعلا الذي هو رب الفلق مع أنه رب المخلوقين كلهم لماذا بالذات استعذنا بالله جل وعلا من رب الفلق ؟
لأن الفلق هو الصبح والصبح إذا أتى ،أتى النور والنور لا يتلاءم مع الشياطين ولذا أمر الله جل وعلا عباده أن يستعيذوا بالله رب الفلق الذي إذا أتى النور فهو الذي يأتي بهذا النور الذي يقهر ويزيل الظلمة ويدحض ويدحر عسكر وجيش الظلمة
الشر الثالث الذي أمرنا بالاستعاذة منه: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} وهن السواحر اللواتي يعقدن العقد وينفثن فيها حتى يتم السحر وليس معنى هذا أن السحر إنما يقع من النساء فقط وإنما معنى {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } أي الأرواح الشريرة ،
وأما الشر الرابع الذي أمرنا بالاستعاذة منه هو شر الحاسد
فحسد الحاسد يؤثر في المحسود فإذا لم يكن لدى المحسود أورادٌ يتحصن بها ويحمي نفسه بها وإلا حصل له الضرر من الحاسد ،
لو قال قائل وهو بيت القصيد ، كيف يدفع شر الحاسد عن المحسود ؟
فقال رحمه الله : يندفع شره بعشرة أسباب ،
يندفع بالتعوذ بالله عز وجل من شر الحاسد وأن يتحصن العبد بالله جل وعلا وهذا هو المعنى المقصود من سورة الفلق ،
ومن الأسباب / تقوى الله جل وعلا وحفظه عند أوامره وعند نواهيه { وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً } وقال عليه الصلاة والسلام كما في المسند وسنن الترمذي ( احفظ الله يحفظك ) معنى ذلك أن تحفظ الله جل وعلا فتؤدي أمره وأن تحفظ نفسك من أن تنزلك في ارتكاب نهيه ( احفظ الله يحفظك )
ومن الأسباب / أن يصبر المحسود على الحاسد وألا يقاتله وألا يشاتمه وألا يحدث نفسه به أصلا فما نصر محسود على حاسده مثل الصبر والتوكل على الله ، ولا تستطل تأخيره وبغيه قال جل وعلا {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ } ، فإذا كان الله جل وعلا كما أضح في هذه الآية قد تضمن لك النصر حتى ولو عاقبت من ظلمك ثم استطال عليك فكيف بمن لم ينتقم من عدوه أصلا بل صبر واحتسب بل جاء في المسند وسنن الترمذي وأبي داود وبن ماجة قوله عليه الصلاة والسلام ( ما من ذنب أجدر من أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره الله له من العذاب في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم )
ومن أسباب دفع شر الحاسد عن المحسود / أن تتوكل على الله { وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } لم يقل جل وعلا ومن يتوكل على الله نعطه أو نؤته كذا وكذا بل جعل سبحانه نفسه الشريفة كافية عبده المتوكل عليه وتالله لو توكل العبد على الله حق توكله وكادته السماوات السبع والاراضون السبع ومن فيهن لجعل الله له مخرجا من ذلك ونصره
ومن أسباب اندفاع شر الحاسد عن المحسود / أن يجذب المحسود روحه ونفسه عن الاشتغال بذكر الحاسد وان يصون ذكره وأن يحمي ذهنه من أن يتحدث به فإذا خطر على باله فليبادر إلى محو هذا الخاطر حتى يبقى الحاسد :
كالنار تأكل بعضها *** إن لم تجد ما تأكله
وهذا من أنفع الأدوية لأن الأرواح كالأجسام ولذا فالمتخاصمان إذا اقترب أحدهما الآخر وتماسكا بأبدانهما حصل الشر وكذلك الشر إذا تحدث كل روح أحدهما بأذية الآخر تماسكا فيحصل الضرر فيهلك أحدهما.
ومن أسباب اندفاع شر الحاسد عن المحسود أن يخلص المحسود لله جل وعلا { كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء } لم ؟ { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ } فما أعظم سعادة من دخل في هذا الحصن العظيم ،
ومن الأسباب / أن يجرد التوبة لله جل وعلا من كل ذنب {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ } فما سلطت عليك الشياطين أي شياطين الانس إلا بذنب وما تعلمه من ذنوبك أقل مما لا تعلمه ، ولذا لما لقي بعض السلف رجلا فأغلظ له هذا الرجل في الحديث فقال له انتظر حتى أدخل البيت ثم أخرج إليك فدخل فسجد لله وتاب إليه وأناب ثم خرج فقال ما بالك دخلت ثم خرجت إلي ؟
فقال : تبت إلى الله من الذنب الذي سلطت به علي ،
ومن الأسباب / أن يحرص المحسود ويحرص كل مسلم على الصدقة وعلى بذل الخير و النفع الى الآخرين فقد جاء في مستدرك الحاكم وفي معجم الطبراني قوله عليه الصلاة والسلام ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء )
ومن الأسباب / وهو من أشق هذه الأسباب ومن أصعبها ولا يوفق إلى ذلك إلا من عظم حظه من الله وهذا السبب لابد له من شجاعة قلبية هذا السبب هو أن تطفئ نار حسد الحاسد بالإحسان إليه فكلما ازداد شرا ازددت إليه إحسانا وكلما وصل إليك منه الضرر وصل إليه منك الخير ، قال جل وعلا{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } وقال جل وعلا {أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} وتأمل حال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحكي نبيا من أنبياء الله كما جاء في الصحيحين ( هذا النبي ضربه قومه فأدموه فجعل يسلت الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) وجاء في صحيح مسلم ( أن رجلا قال يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني ، وأحسن إليك ويسيئون إلي ، وأحلم عنهم ويجهلون علي ، فقال عليه الصلاة والسلام : إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ) أي الرماد الحار ( ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك
السبب العاشر وهو الأخير الذي به يندفع شر الحاسد عن المحسود / وهو الجامع لتلك الأسباب المتقدمة وهو ذو شأن عظيم وهو تجريد التوحيد لله عز وجل فتعلم أنه لا يملك الضر ولا يملك النفع إلا الله جل وعلا {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ } وجاء في المسند وسنن الترمذي قوله عليه الصلاة والسلام ( اعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف )
ولهذا يقول بعض السلف يقول : من خاف الله خافه كل شيء ومن لم يخف الله خاف من كل شيء ،
أقول ما تسمع عبد الله وأستغفر الله لي ولك فاستغفره وتب إليه إن ربي كان توابا رحيما .
الخطبة الثانية
لما فرغ ابن القيم رحمة الله عليه من ذكر الفوائد المتعلقة بسورة الفلق شرع رحمه الله في ذكر الفوائد المتعلقة بسورة الناس فقد أمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام أن يستعيذ بالله عز وجل الذي هو رب والذي هو مالك للناس أن يستعيذ به جل وعلا من شر الشيطان وهو الشيطان الإنس والجني فأمر جل وعلا أن يستعيذ بالله من الوسواس ومن الخناس ، وصفة الشيطان الوسوسة والخنس فالوسوسة معروفة وأما الخنس فهو الشيطان إذا ذُكِر الله جل وعلا ابتعد عن العبد وتأخر عنه وشرور الشيطان عباد الله كثيرة وإنما وصفه الله جل وعلا بالوسوسة لأنها أعظم فسادا وأقواها تأثيرا ، فأصل كل معصية إنما هي من الوسوسة وإلا فشر الشيطان بغير الوسوسة حاصل كمشاركته في الأكل والشرب إذا لم يذكر الإنسان اسم الله عليه ، أما ما يعتصم به العبد من الشيطان الجني وما يندفع به شر الشيطان الجني فعشرة أسباب ذكرها رحمه الله منها :
الاستعاذة بالله جل وعلا من الشيطان الجني {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } .
ومن الأسباب / قراءة هاتين السورتين كما سبق ( اقرأ بهما كلما قمت ونمت ما سأل سائل ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما ) .
ومن الأسباب / قراءة آية الكرسي كما جاء عند البخاري قوله عليه الصلاة والسلام ( إذا أتيت إلى مضجعك فاقرأ آية الكرسي فإنه لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ) .
ومن الأسباب / أن تقرأ سورة البقرة بأكملها لما عند مسلم قوله عليه الصلاة والسلام ( لا تجعلوا بيوتكم قبورا ، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ) .
ومن الأسباب / أن تقرأ خاتمة سورة البقرة ، وهما الآيتان الأخيرتان ففي الصحيحين قوله عليه الصلاة والسلام ( من قرأ الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه ) أي كفتان المكروه .
ومن الأسباب / أن تلهج بذكر الله عز وجل في اليوم مائة مرة بقولك لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، قال عليه الصلاة السلام ( من قالها مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من ذلك ) .
ومن الأسباب / أن تكثر من ذكر الله عز وجل بجميع أنواع الذكر فقد جاء في المسند وسنن الترمذي أن النبي عليه الصلاة والسلام قال ( إن الله أمر زكريا بخمس كلمات يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ) من بينها ( أمركم أن تذكروا الله جل وعلا فإن مثل من ذكر الله جل وعلا كمثل رجل تبعه العدو سراعا حتى دخل في حصن وإن أحصن ما يكون فيه العبد من الشيطان إذا كان في ذكر الله جل وعلا )
السبب الثامن : الوضوء والصلاة ، لأن الغضب من الشيطان والشيطان خلق من نار ولا يطفئ النار إلا الماء .
ومن الأسباب / هو الإمساك عن فضول النظر وعن فضول الكلام وعن فضول الطعام وعن فضول المخالطة ، فالشيطان إنما يتسلط على البعد وينال منه غرضه من هذه الأبواب الأربعة.
انتهى كلامه رحمه الله ,
وبهذا انتهت هذه الخطبة .
0