الصفحة\6 من يومياتي في حرب 1973
الحادي عشر من تشرين اول 1973...يستمر التقدم وبين حين وأخر تمر الطائرات المقاتلة العراقية فوقنا وتؤدي التحية لنا وتحوم حولنا للحماية من الطائرات المعادية ..تم استلام العتاد وبدأنا بالاملاء والرزم وتعبئة جميع مخازن الرشاشات المثبتة بالدبابات ورغم التعب وثقل عتاد المدفع استطعنا ان ننجز المهمة بوقت قياسي قل نضيره في الجيوش الاخرى الم اقل لكم انها طاقات لاتعرف المستحيل ( ايها السائل عن راياتنا لم تزل خفاقة في الشهب-- تشعل الماضي وتطفيءناره عزت الشرق ومجد العرب-- سيرانا الدهر نمضي خلفها وحدتا مشدودتا باللهب--- امم شتى ولكن العُلا جمعتنا امة يوم النداء --يوم النداء) وصلنا ليلا الى منطقة (160)كم وهي المسافة المقطوعة من الرمادي وانتشرت الدبابات لتاخذ مأوى ليلي حتى الصباح لحين وصول الناقلات العائدة من الجبهة والتي نقلت اللواء المدرع 12 بكامل قوته القتالية الى اطراف دمشق..اي ليل طويل سيمر علينا ونحن ننتظر هذه الناقلات بفارغ الصبر لتنقل دباباتنا الى ارض المعركة...بدأنا بتحضير وجبة العشاء والشاي وتجمعنا حلقات كل زمرة امام دبابتها نقلب المذياع ونسمع البيانات العسكرية والاناشيد الحماسية ..( أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا--انتركهم يغصبون العروبة مجد الابوة والسؤددا--وليسوا بغير صليل السيوف يصيغون صوتا او صدى )و(اصبح عندي الان بندقية--اصبحت في قائمة الثوار --افترشت الاشواك والغبار وألمس المنيه--انا مع الثوار انا مع الاحرار من يوم ان حملت بندقيتي صارت فلسطين للاحرار قضية---ياايها الثوار --في القدس --في بيسان--في الاغوار--حيث كنتم ايها الاحرار تقدموا --تقدموا--الى فلسطين طريق واحد يمر من فوهة بندقية )و(وكان بيانه للهدي سبلاً--وكانت خيله للحق غاباً--وعلمنا بناء المجد حتى أخذنا امرة الارض اغتصابا- وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا--وما استعصا على قومٌ منالٌ--اذا الايمان كان لهم ركابا-- ابا الزهراء قد جاوزتُ قدري--بمدحك بيد ان لي انتسابا ) وللحديث بقية اخوتي الاعزاء...
0