سر سيدنا يوسف ... نقله من السجن إلى الملك .... بقلمي

و افضل الصلاة و اتم التسليم على سيدنا محمد

و على آله و صحبه اجمعين

اللهم اخرجنا من ظلمات الجهل و الوهم على أنوار المعرفة و العلم

و من وحول الشهوات إلى جنات القربات

و اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه

و ادخلنا برحمتك في عبادك الصالحين

أما بعد:

ها قد مضى رمضان الذي هو شهر القرآن و قد قرانا في القرآن

أو سمعناه في التراويح سمعنا سورة سيدنا يوسف عليه وعلى

نبينا الصلاة و السلام و شاهدنا ما حصل لسيدنا يوسف عليه السلام و كيف

خرج من السجن ليصبح عزيز مصر

أليس في هذ سر في سيدنا يوسف عليه السلام ؟؟

ما هو سر شخصية سيدنا يوسف عليه السلام ؟؟

ما هو مفتاح شخصية سيدنا يوسف عليه السلام؟؟

هذا المفتاح و هذا السر الذي رفع سيدنا يوسف عليه السلام درجات

و الذي أعلاه إلى هذه المقامات

و الذي كسب به من الله تعالى هذه المكرمات

ما هو هذا السر ما هو المفتاح ؟؟

من خلال تأملنا لسورة يوسف ....

لو أعدنا الذاكرة إلى الأحداث

التي وقعت لسيدنا يوسف

عليه و على نبينا الصلاة و السلام

نجده ... :

أولا : في صلته بالله تعالى كان في أعلى درجات العبودية

فهو لم يعص الله تعالى في الخلوة

لما خلى بامرأة العزيز و خلت به

و طلبت منه هي و هي سيدته سيدة القصر

و طلبت منه ان يأتي الفاحشة رفض و استعصم

و امتنع (( مَعَاذَ اللّهِ ))

و لما جلبت عليه نسوة المدينة و قالت

(( فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ))

(( وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ))

يعني انتقلت من الإغراء إلى التهديد

انتقلت من الترغيب إلى الترهيب

و مع ذلك ماذا فعل سيدنا يوسف عليه السلام

(( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ))

فإذن مع ربنا عز و جل كانت عبادته من أعلى درجات العبادة

ما هي هذه الدرجة ... ؟؟

أن يعبد الإنسان الله و كأنه يرى الله أمامه

و لذلك لما قالت له هيت لك ماذا كان جوابه

(( قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ))

هي همـت به , ولكن هو لا يمكن أن يهمّ بها

لأنه رأى برهان ربه فقال الله

(( وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ))

يعني لولا أن رأى برهان ربه لهمّ بها فهل هم بها ؟؟؟ .... لا

هذا مع الله

ثانيا : تعالوا لنرى تعامل سيدنا يوسف عليه السلام مع الخلق

1ــ مع الذين كانوا معه بالسجن وجدوه من خير عباد الله و من

أحسن عباد الله

فهو من إحسانه دعاهم إلى الله و انتهز فرصة السؤال عن المنام

ليدعوهم إلى الله فأنقذهم من النار بإيمانهم بالله عز و جل

2ــ اللذان معه في السجن سألوه عن ما رأوه في المنام فلم

يواجههم بالمكروه

(( قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً

وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ))

الإنسان يجب أن لا يواجه احد بما يكره لا تواجه أخوك بما يكره

المثل القائل : قل للأعور اعور بعينه ......

لا هذا خطا ليس صحيح

تستطيع أن تبين له الحق من دون ما تقول ذلك

فسيدنا يوسف عليه السلام لما عرضوا عليه الاثنين الرؤيا

قال احدهما أحمل

فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه

و الثاني أراني اعصر خمرا

يوسف عليه و على نبينا الصلاة السلام

ما واجهه احدهما بما يكره ما قال أنت يلي

شفت انك تأكل الطير من راسك للإعدام

و الثاني بدو يروح لعند الملك ...

ما أحب أن يواجههم بهذا الكلام الكريه

و هذه القضية قاعدة عند النبي صلى الله عليه وسلم لم يواجه احد بما يكره

في أحدى المرات النبي رأى شخص يرتدي ثياب صفراء

فقال لأحد الصحابة: ــ لو قلتم له أن يبدلها ـــ

انظروا إلى هذا اللطف و الرفق و اللين

و أيضا سيدنا يوسف عليه السلام ما في غير اثنين معه في السجن

يعني واضح كل واحد مين صاحب المنام

و مع ذلك لم يرد ان يواجههم بما يكرهوه

قال أما أحدكم ... و أما الآخر ....

هذا اللطف و اللين و الرفق

هذه هي أخلاق الأنبياء .....

انصحه بلطف و رفق و لين عن طريق رسالة او ايميل او ......

3ــ الملك سجنه ظلما و لما طلب منهم ان يفسر رؤيا الملك

(( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ

وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ

يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ))

لما كانت تفسير الرؤيا يهم الدولة كلها و يحفظ اقتصاد البلاد

ما تلكا ولا توقف ولا ترردد مباشرة أعطاهم الخطة الإقتصادية

التي يجب عليهم ان ينتهجوها (الخطة السبعية) لسبع سنوات بين

لهم ما ينبغي ان بفعلوه

(( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا

فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ

وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ

لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ))

ما قال وين عم تسألوني قبل ما اعطيكم الخطة و تنقذوا فيها

البلاد تعالو و انظروا بأمري اخرجوني من السجن

لا أبدا نسيه نفسه أمام مصلحة البلاد و المصلحة العامة

(( قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ

إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ{47} ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ

مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ{48}

ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ))

4 ــ عمل طريقة كتير ظريفة لما استطاع ان يخلص اخوه من

بقية الأخوة

آخر شي الآن جاء إخوته إليه لما وصلوا إليه

(( فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ

وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ{99}

وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً ))

قال: (( يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً

وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ))

من السجن ما قال من البئر......

و لو قال اخرجني من البئر

لأعاد ملف القصة بينه و بين اخوته من جديد

طواها كلها نهائا و لا فتح سيرتها ....

ليش لأنو هو لما قالوا له :

(( قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا ))

و الله الآن ثبت لنا انو انت احسن منا

(( وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ ))

احنا اخطانا و اعترفنا بذنبنا

ماذا قال لهم ؟؟؟

ما قال شو اعترفتوا بخطاكم بقيت كذا يوم بالبئر

و دخلت من اجلكم على السجن

بدي اسجنكم كلكم خذوهم إلى السجن

هو كان عزيز مصر كان بقرار واحد يسجنهم

كلهم .. لكن هو ما ذا قال (( لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ))

أغلقنا هذه السيرة ما في لا عتاب ولا ملامة و لا تقريع و لا

توبيخ (( قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ ))

يغفر الله لكم الله يسامحكم ......

بعد هذا الذنب الكبير بل هذه الجريمة وضعوا في البئر إما يموت

او يعيش هل هناك جريمة اكبر من هذا

هم من البداية كانوا يريدون قتله يعني طريقة اخرى للقنل

و أول اقتراح اقترحوا (( اقْتُلُواْ يُوسُفَ ))

فإذن مع كل هذا قال لهم

(( لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ ))

يغفر الله لكم و هو ارحم الراحمين

بعدين لما رجعوا لعند ابوهم قال له و لقد احسن بي إذا اخرجني

من السجن ما قال من البئر . كما ذكرنا

الآن دققوا (( وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ ))

بالأصل البدو فيه جفاء و النبي يقول : من بدا فقد جفا

طبيعة الإقامة في البدوا في الصحراء يصبح عند الإنسن قلب

قاسي

فكأنو بهذا الكلام اعتذر لهم التمس لهم العذر ِلما فعلوه به

و قوله : (( مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ))

الله اكبر ما هذه الدقة

ما قال بيني و بينكم ........

المفروض من سياق الكلام ان يقول بيني

و بينكم لأنه قال جاء بكم من البدو عم يخاطبهم

عمل كما يقال باللغة التفات كان بصيغة الخطاب

فصار بصيغة الغائب

و أيضا التمس لهم العذر الشيطان هو نزغ انتم ما لكم علاقة

ما قال من بعد ان لعب الشيطان قال كلام عام

(( مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ ))

هذه الأعمال كلها على ماذا تدل كل هذه المواقف التي مرت مع

تعامله الله و مع تعامله مع الخلق

هذه الأعمال تظهر لنا مفتاح قصة سيدنا يوسف هو ::

الإحسان

تعالوا نقرأ كم مرة وصفه الله بصفة الأحسان لسيدنا يوسف عليه السلام

صاحباه الذين في السجن عندما طلبوا منه تفسير الرؤيا

ما ذا قالا

له

؟؟

(( نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ{36} ))

واضح عليك أنت وجهك و جه الإحسان والسماحة

و النور و اللطف

الان قصته مع الملك واعطاهم الخطة الاقتصادية استدعاه الملك

من السجن بشكل خاص

(( وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ))

(( وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ

نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ))

ايضا قال له أخوته قبل ان يعرفوه :

(( قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً

فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ{78} ))

هو شو قال عندما قالوا له :

(( قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا ))

قال لهم :

(( إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ))

. مفتاح شخصية سيدنا يوسف عليه و على نبينا الصلاة و السلام

و الذي ارتقت بهي إلى هذه المقامات العظيمة جدا

الإحسان

هو الذي ترتقي به عند ربك

ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فهو يراك

بالنسبة للخلق مهما أساؤة اليك و مهما اخطأوا

معك قل لهم لا تثريب عليكم يغفر الله لكم ...

حتى عتاب ما في حتى تقريع و ملومة ما في

فمن احسن رفعه الله تعالى درجات

(( إن الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون ))

لذلك سيدنا يوسفعليه السلام الله حَسُنَ خَلْقُهُ و حَسُنَ خَلقُه

فكان حسن الخلق

فكما ورد انه آوتي شطر الحسن

لكن أعظم من حسن الخَلق حسن الخُلق

فسيدنا يوسف ما نال هذه الدراجات بجماله

بالعكس بجماله تعرض لفتنه

بما نال هذه الدرجات ..... بحسن اللخلق

فأذا اردت ان اتكون صاحب هذه الدرجات و المكارم

علينا بالإحسان

(( و يدرأون بالحسنة السيئة ))

هذه ما نستفيده من هذه القصة فهل أنتم محسنون ؟

هل انتم مسامحون ؟؟

تترفعون عن كل المشاكل و الخطايا

نسأل الله تعالى ان نتخلق

بخلق سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلااام

نسأله الله ان يجعلنا من المحسنين

و ان يجعلنا من عبداه الصالحين