أبو الحارث

0

1,222

قصة دينار العيار



كان أحدهم يدعى دينار العيّار , كان مسرفا على نفسه , وكان له أم تعظه فلا يتعظ .

فمر يوما على مقبرة كثيرة العظام قد خرجت منها عظاما نخرة , فتذكر مصيره , وتذكر نهايته

فعلم أنه على الله قادم , وإلى الله سائر

ثم قال: ويحك يا دينار , كأني بك غدًا قد صار عظمك رفاتًا , وجسمك ترابًا , وما زلت منكبَّة على المعاصي والشهوات

ثم ندم وعزم على التوبة , ورفع رأسه للسماء قائلا :
إلهي ألقيت إليك مقاليد أمري , فاقبلني واسترني يا أرحم الراحمين.

ثم مضى إلى أمه متغير اللون منكسر القلب
فكان إذا جَنَّ عليه الليل أخذ في القيام والبكاء وهو يقول:

يا دينار ألك قوة على النار ؟ كيف تعرضت لغضب الجبار؟

فرقت أمه له يوما حين رأت جسمه قد هزل وقالت: ارفق بنفسك قليلا
فقال: يا أماه دعيني أتعب قليلا لعلي أستريح طويلا .
يا أماه إن لي موقفًا بين يديْ الجليل ولا أدري إلى ظل ظليل أم إلى شر مقيل؟
إني أخاف عناء لا راحة بعده وتوبيخًا لا عفو معه
قالت: بنياه أكثرت من إتعاب نفسك؟
قال: راحتها أريد
يا أماه ليتك كنت بي عقيمًا , إن لابنك في القبر حبسًا طويلا , وإن له من بعد ذلك وقوفًا طويلا .

وكان يقوم الليل وهو يقرأ قول الله تعالى : (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
فيبكى ويضطرب، ثم يخر مغشيًا عليه.
فيا مخطئ وكلنا ذوو خطأ ......(أَلَمْ يَأْنِ للذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ)

التعليقات (0)