أبو الحارث

0

967

العالم والوالي

دخل عالم على والي طاغٍ مستبد بأحكامه فذكر العالم للوالي خروجه عن الحق .
فغضب و أمر بحبس العالم , و بعد سبع سنوات جلس الوالي يوماً للمظالم و تذكر كلام العالم , فأمر به فأُحضرَ بين يديه .
قال له الوالي : قد ركبت معي مركب الخطر حين كلمتني بكلام غليظ .
قال العالم : أنا طبيبٌ إذا دخلتُ على مريض أنصحه .

فقال الوالي : و من أمرك أن تقول لي ذلك .
قال العالم : و أنت من أمرك أن تجلس على هذا الكرسي للقضاء ؟

فقال الوالي : أمرني أمير البلاد .
قال العالم : و أنا أمرني رب العباد .

فقال الوالي : أما علمت أنَّ من تجرأ على السلطان فقد عرض نفسه للهلاك !!
قال العالم : و أنت أما علمت أن من تجرأ على الرحمن يلقى في النيران !!!

فقال الوالي : لم تقل العلماء مثل قولك هذا ؟؟؟؟
قال العالم : يخافون من سجن سبع سنوات و أنا أقتضى بسيدنا يوسف السجن أحب إلي من ابتغاء رضاك أو اختشاءِ بلاك .

فطاب قلب الوالي وقال للعالم : اطلب مني ما تريد .

قال أنا شيخ ردَّ عليَّ شبابي . فقال الوالي : لا أقدر على ذلك .

قال العالم : نجني من الموت . فقال الوالي : ليس لي ذلك .

قال العالم : أنا على باب من يقدر على ذلك كله

فقال الوالي: سألتك أن لا تبرح حتى تطلب مني شيئاً .

فلتفت العالم فأبصر عبداً دميم الخلق فقال إن كان و لا بد فإني أطلب من عبدك هذا و ليس منك .

فقال الوالي : هذا جهل منك , تتركني و تطلب من أقل عبدٍ لي .

قال العالم أغضبت حين قلت أطلب من عبدك هذا . و أنا أخاف أن يغضب عليي مولاي و يقول تتركني و تطلب من أقل عبد لي .

فقال الوالي : لا تبرح مكانك ما لم تطلب مني شيئاً .

قال العالم : احمل لي ثلاثة أكياس حنطة على ظهرك

فقال الوالي : لو قدرت لفعلت .

قال العالم : إن كنت لا تقدر على حمل ثلاثة أكياسٍ من الحنطة على ظهرك فكيف تقدر على حمل أوزار الناس { نحن بهذا الزمان لا نستطيع حمل أوزارنا }

فغشي على الوالي و سقط من على كرسيه و لما استفاق اعتق عبيده و تصدق على الفقراء و خاف الله سبحانه و تعالى .

التعليقات (0)