رسالة الى جبان

موت القدرة على التفكير الذي يقعده الخوف و التردد فيصبح غير قادر على إتخاذ قرارات صائبة

بل يصبح إنسانا مسخرا تابعا لغيره الذي يستدرجه ليقضي به مآرب قذرة و يكون يد الآخر التي تضرب عوضا عنه

وهو يحسب أنه يدافع عن قناعاته وهو في الحقيقة يدافع عن وهم هو وليد خوف دفين داخله

موت القدرة على التحليل المنطقي

فمن لا يستطيع التفكير و يعيش مسخرا من الآخر لخدمته لا يعرف معنى التحليل المنطقي

فهو يتبنى هوى الآخر و يجعل منه منطقا و قناعة بينما هو وهم ليكون المخدوع

لأنه يقوم بأفعال لصالح غيره وهو لا يدري

وهو المخلوع عن التفكيرالإنساني السليم لأن عقله مغيب وهو يسير في ركاب الآخر

موت القدرة على الحركة

من لا يفكر لا يعمل

و كل ما يقوم به هي حركات روتينية فارغة من محتواها كمن يسوق الحافلة على خط معين إعتاد طريقه

يقضي حياته يروح و يغدو مغمض العينين دون تفكير

مسلوب الإرادة لأنه ينفذ عملا يتمعش منه ماديا

و الجبان يتمعش من تسخير نفسه للآخر فكريا لأن عقله غير قادر على التفكير فهو يستورد فكر الآخر يتبناه و يجعل منه قناعة راسخة

تصبح هي سبب وجوده فيدافع عنها بشراسة الحيوان بينما هي وهم من صنع خيال الآخر .....

هناك واقع بائس نعيشه و لا ندرك انه موجود

و إن أدركناه ترانا ندافع عنه بكل ما أوتينا من قوة لعدة اعتبارات تتشابك في الفكر حتى تضيع هوية الإنسان

و يصبح شخصا يشبهه بالجسد فقط أما العقل يصبح حيوانيا غريزيا ينقاد وراء الفعل

لتكون له ردة فعل انفعالية بالضبط كالحيوان المفترس عندما يشعر أنه مهاجم يرد الفعل,

ليس له عقل حتى يفكر أو بالأحرى هو غير قادر على التفكير يسكنه خوف الحيوان و الذي يعيش ليدافع عن وجوده

وعن الأنا والتي تتضخم كلما كبر خوفه من الآخر و هذا ما يعطيه صفة الجبان

لأنه غير قادر على التخلص من خوفه الذي يقعده و يشل حركته و يجعله قاصرا عن التفكير و الحركة

فتراه دائم التوثب و كل ما يحدث حوله يرى فيه هجوما محتملا عليه

فيخرج مخالب الحيوان المفترس ليهجم على الفريسة والتي هي من صنع خياله المريض"