يبسط يده في الليل و النهار
يبسط يده في الليل و النهار..."&
كانت فاطمة جالسة حين
استقبلت والدتها جارتها التي قدمت لزيارتها ،
كادت الأم تصعق ، وهي
ترى ابنتها لا تتحرك من مقعدها
فلا تقوم للترحيب معها
بالجارة الطيبة الفاضلة التي بادرت – برغم – ذلك إلى بسط يدها لمصافحة فاطمة ، لكن
فاطمة تجاهلتها ولم تبسط يدها للجارة الزائرة ،
وتركتها لحظات واقفة
باسطة يدها
أمام ذهول أمها التي لم
تملك إلا أن تصرخ فيها : قومي وسلمي على خالتك ،
ردت فاطمة بنظرات لا
مبالية دون أن تتحرك من مقعدها كأنها لم تسمع كلمات أمها !.
أحست الجارة بحرج
شديد تجاه ما فعلته فاطمة ورأت فيها مسا مباشرا بكرامتها ،
وإهانة لها ، فطوت يدها
الممدودة ، والتفتت تريد العودة إلى بيتها وهي تقول :
يبدو أنني زرتكم في
وقت غير مناسب!
هنا قفزت فاطمة من مقعدها ، وأمسكت بيد الجارة وقبلت رأسها
وهي تقول :
سامحيني يا خالة .. فو الله لم أكن أقصد الإساءة إليك ، وأخذت ودعتها لتقعد وهي تقول لها : تعلمين يا خالتي كم أحبك وأحترمك ؟! نجحت فاطمة في تطيب خاطر الجارة ومسح الألم الذي سببته لها قامت الجارة مودعة ، فقامت فاطمة على الفور ، وهي تمد يدها إليها لتمنعها من أن تمتد إليها وهي تقول : ينبغي أن تبقى يدي ممدودة لكن الجارة ضمت فاطمة إلى صدرها ، وقبلت رأسها وهي تقول لها : ما قالت : أعلم أنني سببت لك الحرج يا أمي فسامحيني . قالت فاطمة : أنت يا أمي تفعلين هذا أيضا ! صاحت أمها : أنا أفعل من هذا الذي يمد يده إليّ ولا أمد يدي إليه ؟ قالت فاطمة : الله يا أمي .. الله سبحانه يبسط يده إليك في صمتت الأم ، وقد أذهلها كلام ابنتها . وخشيت من أن تهتز الصورة الحسنة التي تحملها عني ؟ أنا يا أمي يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى وأول ما تحاسبين عليه يوم القيامة الصلاة ، وأحزن وأنا أراك تخرجين من البيت دون الحجاب الذي أمرك به الله ألم تحرجي من تصرفي تجاه جارتنا .. أنا يا أمي أحرج أما صديقاتي حين يسألنني عن سفورك ، وتبرجك ، (( تبت إليك يا رب .. قال تعالى ( ومن يغفر الذنوب إلا لقد رآك الله وأنت تقرأ هذه الكلمات ويرى ما يدور في قلبك الآن وينتظر توبتك فلا يراك حبيبك الله إلا تائبا, و تكون باب خير للدعوة إلى التوبة إلى الله. وصلى الله وسلم على
يدها بلطف ورفق ومودة واحترام ،
بموقفها الغريب ، غير المفهوم ، بينما أمها تمنع مشاعرها بالغضب من أن تنفجر في وجه
ابنتها .
، وتمسك بيدها الأخرى يد جارتها اليمنى ،
دون أن تمدي يدك إلي لأدرك قبح ما فعلته تجاهك .
عليك يابنتي .. لقد أقسمت إنك ما قصدت الإساءة .
ما إن غادرت الجارة المنزل حتى قالت الأم لفاطمة في غضب
مكتوم : مالذي دفعك إلى هذا التصرف ؟
ردت أمها
: تمد إليك يدها وتبقين في مقعدك فلا تقفين لتمدي يدك وتصافحيها ؟!
هذا يافاطمة ؟!
قالت : نعم تفعلينه في الليل والنهار .
ردت أمها في حدة : وماذا أفعل في الليل والنهار ؟ قالت فاطمة
: يمد إليك يده فلا تمدين يدك إليه!
صرخت أمها في غضب :
النهار لتتوبي .. ويبسط يده إليك في الليل لتتوبي .. وأنت لاتتوبين .. لاتمدين يدك
إليه ، تعاهدينه على التوبه .
واصلت فاطمة حديثها :
أما حزنت يا أمي حينما لم أمد يدي لمصافحة جارتنا ،
أحزن كل يوم وأنا أجدك لاتمدين يدك بالتوبة إلى الله سبحانه الذي يبسط يده إليك
بالليل والنهار .
مسيء النهار ،
تطلع الشمس من مغربها )). رواه مسلم .
فهل رأيت يا أمي : ربنا يبسط إليك يده في كل يوم مرتين ،
وأنت تقبضين يدك عنه ، ولا تبسطينها إليه بالتوبة!
اغرورقت عينا الأم بالدموع .
واصلت فاطمة حديثها وقد زادت عذوبته : أخاف عليك يا أمي وأنت لاتصلين ،
سبحانه ،
بينما أنا محجبة !.
سالت دموع التوبة مدرارا على خدي الأم ، وشاركتها ابنتها
فاندفعت الدموع غزيرة من عينيها ثم قامت إلى أمها التي احتضنتها في حنو بالغ ، وهي
تردد :
تبت إليك يارب./
اللـــــه ))
فعسى أن يكون في هذه القصة عبرة لي /و
لك
نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
العفو ايها الرفيق
مشكور
الله يسمع منك يا أخت سوسن
سلمت أخي
عسى أن تكون قصتك كما أردتها أن تكون (( دعوة لتوبة ))
جعلها الله في ميزان أعمالك