maroon

0

4,856

كيف ننظم دعاءنا؟



مقدمة :


الدعاء : هو دعاء لا ادعاء : أي إنه ليس مجرد مجموعة من المحفوظات نقوم بترديدها فحسب ، بل نريد التفاعل معها حقيقة .
وحتى يتحقق الغرض من الدعاء ، وكي يكون الدعاء مستجابا : ينبغي أن يكون هناك تركيز في الذهن وتفاعل حقيقي في القلب / مترابطان / .


حتى الأذكار عادة تكون أذكاراً لسانية لا يوجد فيها أي تفاعل قلبي أو وجداني .
تفعيل قانون الجذب أثناء الدعاء : إن فعّلنا قانون الجذب بشكل صحيح أثناء الدعاء يفترض أن تكون الإجابة محققة ، لكن القوانين لا تخدم إلا من يعلم بها : فالله تعالى سخر لنا ما في السموات وما في الأرض ( بكل ما فيها من قوانين مكتشفة أو غير مكتشفة ) والمسلم مدعو أكثر من غيره لفهم السنن والقوانين الموجودة فيهما ، وهذه القوانين متاحة التطبيق لجميع الناس بشرط أن يعلموها ثم يعملوا بها بالشكل الصحيح ( ولو كانوا من غير المسلمين ) ، والله يعطي لكل من يطبقها من خلقه الخير الدنيوي ، والخير الأخروي للمؤمنين منهم .




شروط الدعاء
نركز على الدعاء بشروطه المعروفة :





2_ أن يعرف الداعي ممّن يطلب : وأنه يطلب من كريم مجيب لا يرد دعاء عبد رفع يديه راجيا إياه . 3_ أن يثق الداعي بإجابة الله تعالى لدعائه . 4_ أن يكون الدعاء في إطار الممكنات لا المستحيلات ( كرغبة الأم أن يتم حملها في 3 أشهر ) : لكن إن كان الدعاء واقعياً لكنه صعب فلا مشكلة ، لكن يجب أن يكون فيه وضوح . 5_ تحديد المشكلة ( الأمر ) الذي أسأل الله عنه : فلا أقول : أعطني / لا أعممها / ، وإنما أقول : أعطني كذا : ( ارزقني حسن الفهم – ارزقني بصيرة قوية أميز بها بين الحلال والحرام ) . 6_ المسؤولية : أن يبدأ الإنسان بالدعاء لنفسه ( اللهم اهدني لأحسن الأخلاق / أنا / ) ، ومن ثم يدعو للآخرين .

1_ الطلب الجازم من الله تعالى : ( أريد ) ، فينبغي أن يكون الطلب على سبيل القطع واليقين والتوكيد ( بقدر يقينك بالدعاء بقدر ما ستكون الإجابة ) .

وعلينا أن نتذكر دائما : أننا لا ننال من الدعاء إلا ما نتفاعل به مع دعائنا حقيقة : مما يدخل على أسماعنا وأبصارنا وحسّنا ، لذلك علينا أن ندعو الله بما ينبغي أن ندعوه به / رغباً ورهباً / ، فعلاقة الدعاء هي بينك وبين الله ، وتحتاج قدرا كبيرا من التفاعل القلبي الوجداني سواء كان الدعاء محفوظا ، أو ابن لحظته .




تنظيم الدعاء


نبدأ بالدعاء المنظم ، حيث إن غالبية أدعيتنا عادة تكون عشوائية ، والدعاء يحب أن يكون في حدود الرغب والرهب .


أولا : الدعاء في حدود الرَّغَب ( الدنيا )
علينا أن ننظم دعاءنا تنظيما :




وهذه الجوانب الأربعة كلها في إطار ما يسمى ( الرَّغَب ) أي الدنيا 1_ يتناول عالم الجسد : الاحتياجات الجسدية ، ندعو الله تعالى بحاجاتنا الجسدية و كل ما يمسها ” أغراض ، لباس …” . 2_ يتناول النفس : سواء كنت أريد ( أن أحصل على ، أو أن أتخلص من ) ، أعي نفسي : ( أريد أن أنتهي من العصبية ، طباعي السيئة ، الغيرة …. أو أن أحصل على سعة الصدر ، الكرم ، الجود … ) . 3_ يتناول التفكير ( العقل ) : أريد أن أنتهي من : ( الذاكرة الضعيفة ، التشتت ، عدم الفهم ، الوعي ، الإدراك ) وكل شيء له علاقة بالفهم أو الإدراك أو سعة الوعي أو التفاعل الذهني …. 4_ يتناول الجزء الروحاني : القلب ، خشوع الجوارح : ( كأن أختم القرآن مع تفاعل وجداني – أن أطلب من الله ان يهديني للآيات التي يمكن أن يقشعر منها بدني … ) .


ثم أراعي هذه الجوانب الأربعة في الدعاء لمن حولي ( أدعو للمجموعة من الأصغر إلى الأكبر كما دعوت لنفسي ) :




2_ الدعاء للشركاء : زوج ، إخوة .. 3_ الدعاء للفروع : الأولاد … 4_ ثم الدعاء للدائرة الأكبر : ذوي القربى ، ثم الجيران ، ثم الأصدقاء ، ثم المعارف . 5_ ثم الدعاء للمجتمع : فمثلا : أبدأ بدمشق ثم سوريا ثم الأمة العربية ثم الوطن العربي ثم الإسلامي ثم العالم .

1_ الدعاء للأصول : أب ، أم ، أجداد ..

وكل هؤلاء يعيشون ضمن الزمان و المكان :

o ثم للمكان : اللهم أمنّا في أوطاننا ، أنزل لنا المطر .. وكل ما يخص عالم المكان .

o ننتقل للدعاء للوقت : مباركة الوقت ، أن نعرف كيفية إدارة الوقت والحياة ….

وهكذا نكون قد بدأنا : من الذات  نفس  عقل روح  مجتمع الحياة الدنيا ببعديها : زمان ، مكان .


ثانيا : الدعاء في حدود الرَّهَب ( الآخرة )
وعالم الرهب : يشمل كل ما أخاف منه بالفعل ، ويبدأ بكل ما يتصل بالمستقبل ونخاف منه ( المستقبل : الوظيفي ، الاجتماعي ) إضافة إلى الآخرة ومنازلها .
ودعاؤنا يجب أن يشمل جانب الرهب المستقبلي ومنه :


2_ القبر : فأدعو أدعيتي للقبر : ( وسع عليّ ، نور علي … ، أبعد عني كذا .. ) . 3_ البعث والنشور وما يليه حتى الفردوس الأعلى ، أدعو بكل ما أريده في هذه الأثناء ( يمكن الاستعانة بالكتب التي تبين أحوال النشر والحشر والحساب ) .

1_ عالم الموت ( لحظة الموت ) : فندعو بحسن الختام مع العمل له ، ( ينبغي على كل واحد منا أن يصمم آخر لحظة في حياتنا ، ويطبق عليها قانون الجذب ).

كيف يمكن تطبيق هذا الكلام في الدعاء:


نؤلف أدعيتنا الخاصة بنا ، ونطبق عليها الخطوات السابقة بالتدريج :
في اليوم الأول : البدء بالجسم ، الثاني : النفس ، بعده : العقل ، يليه الروح … وهكذا حتى يصبح الدعاء منظما شاملا لكل الجوانب ، ويتحول إلى مهارة في اللاوعي …




ملاحظة :
في كل جانب من جوانب الأدعية نستخدم صيغتي : الاقتراب ( الحصول على ) ، والابتعاد ( التخلص من ) .


التعليقات (0)