العلاقات العشر لشهر (رمضان)…
http://www.roua-group.com/index.php/ug4host/2870
(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن )
ولكن يا ترى ……..هل تنزل على قلوبنا …….وهل بدا لنا نور وشفاء لما في الصدور ……..هل كان هداية لنا أم ضلال ……
إنها نظرات تأملية في حال أمة أصدق ما يقال فيها
< يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ………>
نعم يتلونه في الليل والنهار ويحفظونه في مساجدهم ومحافلهم العلمية إلا……… أن هناك خلل ما ..
ومن هنا كان لابد من بسط وجهة نظري المتواضعة في الحديث عن :
ثمة مصطلحات عدة ……. يراها الكثيرون ألفاظ مترادفة ألفاظ مترادفة …. متناظرة …….إلا أنني أراها متمايزة مختلفة عن بعضها بعضا وكل مصطلح له ما له من العمق والدلالة ….تبد أمن التلاوة
فحق التلاوة فالترتيل فالقراءة فالتدبر فالتأويل …..فالتفعيل فلتبليغ فالمجاهدة فالحفظ ….
ذلكم المجمل وإليكم التفصيل :
1-التلاوة :
وأصلها تلا وتلو أي إذا تلا الشئ الشئ .(والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها )
والتلاوة هنا هو ضم الحرف إلى الحرف والكلمة تتلو الكلمة والآية تتلو الآية والسورة تتلو السورة وهكذا حتى يتكون الحزب فالجزء فالقرآن بالكامل ….
وربما تعتبر التلاوة قراءة بالمفهوم السطحي مع ما يتبادر بالذهن من معنى أولي فوري لما يتلى من الآيات إلا أن هذه التلاوة قد تكون صحيحة أو سقيمة مضبوطة بالشكل وأحكام التجويد وقد لاتكون لذا وجب أن نفهم المصطلح .
2- حق التلاوة :
أي جمع معنى التلاوة إلى ما تستحق من تنقيط صحيح ونطق سليم وضبط بالشكل وإعطاء كل حرف حقه وفق علم التجويد .
مرة أحدهم فال :[إلاهكم التكاثر ]إلاهكم وهي ألهاكم التكاثر .
وفرق بينهما جد بعيد ……..فتأمل يا رعاك الله .
3-الترتيل:
قد يبدو المعنى المتعارف عليه أن الترتيل هونفس التلاوة وحقها والفارق هو التأني والاسترسال اللفظي ونحن يمكن أن نقبل هذا المعنى على أن لايكون معنا حصريا للترتيل ….
إذ المتتبع لآي القرآن للفظ الترتيل لا يجد إلا آيتين اثنتين .
الأول في سورة المزمل ثاني مقطع نزولا[ياآيها المزمل ......ورتل القرآن ترتيلا ].
والنص الثاني :[ورتلاناه ترتيلا ] والعائدية على الله فماذا تعني هذه الآية إذا ……
للاختصار من وجهة نظري : رتل من الرتل والرتل أي رصف الشئ .
أي جعل الآيات على رصف معين وكأن في ذلك دلالة على مفتاح هام وخطير من مفاتيح التفاعل القرآني بمعنى في الوقت الذي يتطابق ترتيلك يا محمد صلى الله عليه وسلم مع ترتيلنا .
ستفتح لك آفاق مع الفهم والعلم لم تصل إليها من قبل .
ومن هنا يمكننا أن ترتل حسب اللفظ القرآني أو حسب الموضوع الواحد (بمايسمى التفسير الموضوعي ) أو الآيات المتشابهات ……أو رصف الآيات حسب أقسام القرآن ( عقائد –أحكام أو رصف الآيات حسب ترتيب نزولها .
وعلى سبيل المثال …..لاحظ لفظ ربك …..ربك ……..ربك
الخطاب الفردي مع الخطاب والدعوة إلى المنهاج الرباني في التعامل مع القرآن من خلال ……رصف الآيات حسب تسلسل النزول
النص الأول :{واقرأ باسم ربك …..اقرأوربك الأكرم }
النص الثاني :{واذكر اسم ربك ………}
النص الثالث المدثر : {وربك فكبر }
النص الرابع الضحى :{ما ودعك ربك ……… وأما بنعمة ربك فحدث }
النص الخامس الانشراح : {وإلى ربك فارغب }
النص السادس الفاتحة { الحمد لله رب العالمين }
وبالتزاوجية بين الترتيل الترتتيبي والترتيل اللفظي تلمس الأمر بالربانية في قوله :[ولكن كونوا ربانيين ... بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ]
فجدير بنا هنا لفهم القرآن وفق ما يسمى التفسير بالمأثور أن نعود لفهم القرآن من القرآن <إلا اللجوء للسنةو إلا لأراء الصحابة وما شاكل .
فحبذا أن نستعيد هذا المعنى للترتيل وفعلا ستفتح لنا آفاق رائعة من الفهم والعلم .
4- القراءة :
والقراءة مع الجمع وربما لو غصنا قليلا في علم سيمياء الحروف وأخذنا خصائص الحرف المركزي لهذا الكلمة وهو القاف نلاحظ أن القاف رسم واسم لكل ما فيه هذه المعاني :
1-الجمع قاسم- تقاطع- قلب- قرد- عقل- قلم- قارورة- قدر )
2-القوة: (قسوة –قهر- قبر- قصة- قنبلة- قضم- قسر- قتل)
3-اسم أصوات مجلجلة قرقعة- طق طق- زقزق – شهق )
وكل هذه المعاني تجدها في كلمة القراءة وهنا تعين بعد أبعد من التلاوة والفهم السطحي وإنما القراءة جمع شمولي ونفاذ عمقي .
فمثلا قد يخرج علينا مذ يع الأخبار و يقول : أتلو عليكم نشرة الأخبار ويذ كر الأخبار كما هي موجزة مختصرة ……. ثم يأتي المعلق من بعده ويقول قراءة على الأحداث أو قراءة ما وراء الحد ث ويدخل وينفذ في عمق الخبر ولا يكتفي بمجرد سرده .
أما ما يخص قوله تعالى : اقرأ وجواب نبينا محمد الأمي …….ما أنا بقارئ هنا البعض فهمها أنا لا أعرف القراءة أي ما النافية إلا أنني أراها والله أعلم ما الاستفهامية بمعنى ماذا تريدني أن أقرأ و تكرر الأمر …… وتكرر الاستفهام ……. إلى أن كان الجواب لا يهم ماذا يقرأ……. المهم كيف تقرأ .
والله العليم الخبير يعلم أن محمد صلى الله عليه وسلم لا يعرف التلاوة فلم يطالبه بالتلاوة وإنما طالبه بالقراءة وهو يعلم أن نبيه خير من نظر بعمق ……. فهو كان يتحثث الليالي ذوات العدد و يمارس القراءة عمليا وجاء الأمر بترشيد القراءة بالكيف الرباني .
اقرأ باسم ربك ……. لماذا ……..الذي خلق …… الذي خلق [ألا له الخلق والأمر ]
ومما يثبت أن المقصود بالقراءة هنا وليست التلاوة قوله تعالى :
<<وما كنت تتلو من كتاب قبله ………>>
ومن هنا علينا إعادة النظر في فهمنا للكثير من الأحاديث النبوية ومعاني الآيات القرآنية التي تتحدث عن القراءة .
مثال : {من قرأ حرفا من كتاب الله ………}أي من فهم وتعمق .
مثال قراءة حرف ق وليس تلاوته ولا يستوي الذين يعلمون (يتعمقون ) والذين لا يتعلمون (فقط يتلون ) .
مثال آخر : {اقرأ وارتق ………}
الارتقاء الحديثي والكرم القرآني ( اقرأ وربك الأكرم )
أي الارتقاء و الكرامة مرتبطان بالقراءة بالفهم العميق وليست بمجرد فتح مراكز ومعاهد ومدارس للتلاوة وهذا فيض من غيض القراءة ……..
5- التدبر:
أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ……….]
دبر الشيء أي عقبه أو خلاصته ….. [إذا أدبر ]
وإدبار النجوم …………بمعنى عقب أو بعد .
والتدبر هي عملية وجدانية قلبية تفاعلية وتأتي بعد الفهم العميق للقراء أو القراء المتمرسين الذين أصبحت لديهم القراءة مهارة في اللاوعي كما يقال فهؤلاء بمجرد التلاوة يحصلون على التفاعل مع ما يحصل عادة من القراءة [وكلما تليت عليهم آياتنا زادتهم إيمانا .......]
وبنظرة خاطفة نقول القراءة عمليات ذهنية عقلية والتدبر هي الخلا صات والنتائج التفاعلية القلبية والتي تعرف المعتقد والدافع لتحول العلاقات من السماع إلى الاستماع إلى الدافعية إلى التطبيق و التفعيل التي تعتبر بالمرتبة السادسة لولا وجود مصطلح التأويل .
6- التأويل:
غير التفسير ……… [بل الذين كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ..... ]
التأويل ما تأول إليه المعاني وهو حدث مستقبلي وليس آني
[لما يأتهم تأويله ......] [وهذا تأويل رؤياي قد جعلها ربي حقا ]
وهذا ما نتلمسه من ابن عباس ترجمان القرآن ……..مصداقا لدعاء الرسول صلى اله عليه وسام (اللهم علمه التأويل ) وقصته المشهورة مع سيدنا عمر وتأويل سورة الفتح ……وهنا لي كلام عن دورنا في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم وما يفترض به من دورنا السباق في تبيان إعجاز القرآن .
7-التفعيل:
من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم ……….
ما فائدة كل المراحل السابقة مالم ترى أثر ذلك على الواقع ………
وربما هذا ما نحتاجه بالضبط من علاقتنا بالقرآن الكريم وأن يكون كل منا قرآن يمشي على الأرض ….وهذا يعتبر من ربانية التطبيق .
مصداقا لقول ابن مسعود : كنا نجتمع على خمس آيات من كتاب الله فنفهمها ونفهم حلالها وحرامها ثم نعمل بها ثم ننتقل إلى غيرها……
8-التبليغ:
[بلغوا عني ولو آية ........]حتى على مستوى الإبلاغ والتبليغ الذي تقوم به الحجة على العباد ترانا متخلفين عن ذلك وليس فينا من هو أهل لذلك ….فالتبليغ الفعال هو ما كان نتيجة خبرات عملية مفعلة ميدانيا والعقل المرتل القارئ.
9- الحفظ:
هنا ستلاحظ أن هناك مجموعة الآيات حركت فيك شئ داخلي عميق أدعوك مباشرة إلى وعيه ثم القيام بحفظه وترداده وقراءته بعمق وترتيله آناء الليل وأطراف النهار فقد تكون تلك التفاعلات هي إرشادات وإشارات (رسائلك الشخصية )
10-المجاهدة:
في سبيل رفع كلمة الله ……..والفهم العميق أننا المحفوظون بكلام الله ولسنا الحافظون [إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ]
ولتفعيل هذه المصطلحات العشر التي رويناها باختصار شديد نقترح عليكم ذلك البرنامج الرمضاني العملي :
1-التلاوة:خطة بسيطة لتلاوة ختمتان:
الختمة الأولى : تقسيم الجزء على الصلوات الخمس أي بمعدل 4 صفحات كل صلاة أو خمس صفحات على أربع صلوات دون المغرب لخصوصية الوقت
الختمة الثانية : اعتماد الصلاة خلف إمام يقرأ في صلاة التراويح جزء كاملا .
2-حق التلاوة :
خصص ولو ربع ساعة لتعلم فنون التجويد أو سماع كاسيت أو CDأو ما يمكن سماعه سماع تركيزي واعتماد ختمة كاملة أوالابقاء على القنوات القرآنية ليبقى اللفظ القرآني يتردد في الآذان .
4-التأويل:خصص وقتا لتفهم موضوع قرآني ما ……. مثل المال في القرآن– العلم في القرآن – مواصفات المؤمنين ………
إن لم يكن لديك وقتا تخصصه ركز أثناء التلاوة على جمع وفرز وأرشفة موضوعات قرآنية ما 4-القراءة :اعتمد تفسيرا ما حاول أن تجمع آيات رمضان أو الصيام أو أي من الواجبات الرمضانية وركز على أن تجمع آيات رمضان أو الصيام أو أي من الواجبات الرمضانية وركز على أن تتعمق في هذه الآيات تعمقا تاما .
5-التدبر:اطلب من عقلك الواعي واللاوعي التفاعل الوجداني [أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ]وساعد نفس سمعيا و حسيا أن تصلي وراء إمام مخلص فاعل متفاعل .
6- التفعيل : طبق كل يوم ولو آية واحدة وعشها فكرا وتطبيقا .
7- التبليغ :اجعل من واجباتك اليومية تبليغ ولو آية واحدة وخاصة الآيات التي تفاعلت معها اجعلها رسالة جوال أو لوحة فنية أو بطاقة إهداء أو ختام حديث هاتفي ما .
8- الحفظ:شغل حساسات قلبك وعقلك الباطن وعندما تستشعر أن هنالك تفاعل وجداني ما أو عندما تلمس أي تغيير أي ومضة داخلية فيك ا حص هذه الآيات واجمعها في دفتر خاص ثم حاول أن تحفظ هذه الآيات واجعل تردادها في كل صلواتك وخاصة الجهرية منها ولابأس أن تجعلها من واجبات التفعيل أو التبليغ .
وأخيرا عمم هذه الفوائد واسهم في نشرها نطقا باللسان واهداء للجملة أو نسخا للمقالة أو محاولة ترويجها عبر مواقع المعنية على شبكة الانترنيت واطلب من كل من يقرأ ها ما أطلبه منك ليعم الخير وعسانا نكن جميعا شركاء في تفعيل دور القرآن في قلوبنا ليكون الهدى والنور والشفاء
والله من وراء القصد
0