عربيات

45

1,634

صرخة قلم وألوان الكلمات




انقضى يوم وراءه يوم شهر وراءه عام سنه وراءها سنه.



ما الذي تغير؟


أيامنا أصبحت تشبه الوجبات السريعة،


فهي تعد بسرعة وتنقضي بسرعة وغير مهضومة،


وعلى الأرجح غير مفيدةتماما مثل الوجبات السريعة.


في السابق كانت الأيام والسنوات لها قيمتهاوثقلها


مثل كل شيء في السابق له

قيمة وله ثقل.



هذه الأيام وهذه السنوات لا قيمة ولا ثقل لها... مثل كل شيء في هذه الأيام!!


فهي تأتي سريعة وتمر سريعة دونأن تترك في ذاكرتنا شيئا مميزًا يميزها عن السنة التي قبلها؛


فهي متشابهة لدرجةعجيبة وكأنها أغاني هذه الأيام.


كان الناس في السابق يسمون كل سنة بحدث كبير،


فنعرف هذه السنة من تلك بأنها سنة مهمة،


فهل أحداث السنوات الماضية متشابهة إلى هذا الحد بحيث لا نستطيع تمييزها،


إن ذاكرتنا أصبحت متشابهة،


وكأنها ذاكرة موحدة توزع علينا


كل عام بشكل موحد كلبس موحد لعمال يشتغلون!!



انقضى عام، جاء عام آخر... ما الذي تغير؟!






نحتفل كل عام بانقضاء أيامنا وكأنها أيام ربحناها في اليانصيب أو «السحب»،


وبالتالي فهي أيام لم نتعب كثيرا فيها،


إنها أيام جاءت بالحظ ولا نخسر كثيرا إذا خسرناها،


نسحب من «رصيد» أعمارنا دون أن تكون هنا كورقة تبين لنا آخر ١٠ عمليات سحب تمت لمراجعة حساباتنا،


إننا أشبه بمغامرين يحتفلون بإضاعة أموال ربحوها بضربة حظ؛


لذلك لا تعني شيئا كبيرًا لهم عندمايخسرونها.



انقضى عام وها هو عام آخر يمضي... ما الذي تغير؟!






الصحف هي القادرة على رصد التغيرات التي حدثت أو هكذا يفترض،


ولكن الصحف هي الصحف لم يتغير بها سوى التاريخ،


فأحداث الأمس هي نفسها أحداث الغد، فهي متشابهة والكتابة متشابهة.






إذن ما الذي تغير؟! هل لأن الصحف تشبه أصحابها؟!


فهي مرآتنا العاكسة فنرى أنفسنا فيها،


فإذا كانت الصحف باهتة فلأننا نحن كذلك،


وإذا كانت صاخبة فلأننا كذلك،


وإذا كانت بلا ذاكرة فلأننا كذلك أيضا، فهي تشبهنا إلى هذا الحد.


ونعود بعد ذلك لنقول: صحف اليوم تشبه صحف الأمس،


فنحن لدينا القدرة على تمييز الصحف،


وليس لدينا القدرة على تمييز الأيام و السنوات وتمييز أنفسنا من هذا التشابه


الذي جعلنا متشابهين إلى هذاالحد.



انقضى عام وجاء عام جديد... ما الذي تغير؟!






السبت يمر ككل يوم وكل عام ثقيلا وطويلا يشبه واحدًا أعرفه.


والأحد يلعب لعبة التتابع مع يوم السبت،


فهوغالبا ما يخطف العصا من السبت ليواصل الركض نيابة عنه،


فهما يلعبان في فريق واحد.


والإثنين! مسكين هذا الإثنين؛


فهو يحاول أن يمنحنا الانتعاش تكفيرًا عن ذنوب السبت والأحد


التي لم يرتكبها هو

الثلاثاء «مالهوش لزمه» يشبه كثيرين نعرفهم.


الأربعاء هو اليوم الذي يصالحنا معالحياة.


الخميس يحمل عيبه معه، فهو أقصر يوم فيحياتنا لأنه أجمل يوم الجمعة صباحه جميل؛


لأنه يقرِّب خطواتنا إلى الله، ومساؤه يجعلنا أكثر إنسانية؛


لأننا نحاسب أنفسنا عن خطايان اوأخطائنا!!



انقضى عام وجاء عام جديد... ما الذيتغير؟!






لا يمكنك أن تتحكم بطول أيامك أو عرضها... لكن يمكنك أن تتحكم بعمقها


في شبابك تطاردالمشاكل... وعندما يتقدم بك العمر المشاكل تطاردك


الابتسام بداية للصداقة ونهاية لهاأيضا! أجمل الأيام تلك التي لم تأتِ بعد



إن هذه الأيام ما هى إلاعمرك


وكلما مرت الأيام بل كلما مرت الدقائق تنقص


من عمرك وتدنو من أجلك


ما هى إلا دقائق تمضى كما مضت أخواتها


وفجأة تجد نفسك فى القبر


فماذا أعددت؟


إن هذه الدقائق هى فرصتك الوحيدة لتحصل على الزاد


لأنك للأسف الشديد إن وصلت هناك فلم تجدالزاد فلن تستطيع



أن تعود ثانية لتحصله فماذاأعددت؟


سؤال يجب على كل منا أن يقف مع نفسه وقفة طويلة


ليسأل نفسه ويحاسبها قبل الحساب الأعظم بين يدى الله عز وجل


هل تمر الأيام وأنت فى زيادة؟


هل تمر الأيام وأنت فى قرب من الله تعالى؟


هل تمر الأيام ورصيدك من الحسنات فى إزدياد؟


أم أنك ممن ينقص عمره ولا يزداد عمله؟


يا خسارة من ينقص عمره ولا تزدادحسناته


وأكبر منه خسارة من ينقص عمره وتزدادسيئاته


فيا ترى أيهما أنا و أنت؟




التعليقات (4)

عربيات     

سررت بمروركم


بارك الله فيكم

عزت عودة     

مشكورررررر


بارك الله بك

mher90     
شكراً عربيات على المواضيع المتميزة فعلاً
كل مواضيعك رائعة
sawsan     

مشكور على الموضوع يدعو للتفكير