عربيات

50

1,401

الـــــزنـــا




قد يقوم البعض منا ‏بأعمال يكون دافعه لها الشهوة المجردة


دون التفكير ‏المتعقل لعواقبها


ومن ذلك ما يقوم به المعاكس للنساء لذا نقول له :




دعنا نقف معك ‏قليلا ونلقي الضوء على ما تقوم به




1 ‏ـ إن الفتاة التي ‏تعاكسها هي من أفراد ‏مجتمعك


‏ويعني ذلك أنك تساهم في إفساده إرضاء لشهوتك


وكان من المفترض وأنت ‏ابن‏الإسلام‏ أن تسهم في إصلاحه


فهل ترضى لمجتمعك وفتياته الفساد




2 -إن‏الفتاة ‏التي تعاكسها وتسعى إلى أن تفعل بها الفاحشة


أو أنك قد فعلت‏إنما هي في ‏المستقبل ‏إن لم تكن زوجة لك


فهي زوجة لقريبك أو لأحد من المسلمين ‏وكذلك الفتاة ‏التي‏عاكسها


غيرك وساهم في إفسادها‏ قد يبتليك الله‏ بها عقوبة لك في الدنيا قال تعالى :


(‏الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ )


(النور:26)




3 ‏ـ إن فساد النساء يعني ‏فساد المجتمع ‏وقد يبدأ‏من شخصك


أو مما تساهم في تنشيطه وينتهي في المستقبل مع قريباتك


ومن‏أفسدتها ‏اليوم أنت أو غيرك قد تكون صديقة لزوجتك


أو أختك أو قريبتك ويقمن ‏بإفسادها‏ ودلالتها‏على طريق الغواية ..


فهن جزء لا يتجزأ من مجتمعك


وقد حذر نبيك من مغبة‏الأمر فقال ‏صلى الله عليه وسلم:(


فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني ‏إسرائيل كانت في النساء )


[ رواه مسلم ] .




4 - إن كانت الفتاة ترضى‏أن ترتبط‏ معك في‏علاقة محرمة


فما ذنب أهلها بتدنيسك لعرضهم‏؟




ثم هل طواعيتها لك عذر مقبول ‏لاعتدائك ؟!


بمعنى آخر لو أن أحدا من الناس بنا علاقة غير مشروعة


مع أحد قريباتك ثم ‏اكتشفت ذلك فهل يكفيك عذرا أن يقول لك من هتك عرضك:


هي التي دعتني لذلك لتغفر له ‏خطيئته ؟


وأسوق لك حديث الشاب الذي جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له :


‏ائذن لي في الزنا فقال صلى الله عليه وسلم :




( أتحبه لأمك لابنتك لزوجتك لعمتك ‏لخالتك )




وكان يقول : لا والله يا رسول الله جعلني الله


فداك فقال صلى الله عليه ‏وسلم :


( ولا الناس يحبونه لبناتهم وأخواتهم وعماتهم


وخالاتهم أو كما قال صلى الله ‏عليه وسلم )


[ رواه أحمد عن أبي أمامه ] .




5 - لو خيرت بين الموت أو‏أن يهتك‏عرضك ماذا‏تختار‏؟




إذا كيف ترضى لنفسك الوقوع في محارم الناس ؟!


قال الرسول صلى‏الله عليه وسلم :


( من قتل دون أهله فهو شهيد )


[ رواه أحمد وأبو داود والنسائي وهو ‏صحيح ] .



6 ‏ـ ما هو الشعور الذي ‏ينتابك وأنت تعيش


في مجتمع خنته وهتكت‏ محارمه‏ وأفسدت نسائه‏؟




7 ‏ـ هل يكفيك من الفاحشة ‏أن تقوم بها مرة ـ مرتين ـ‏ثلاث


أم أن‏الشيطان يريد لك الهلاك ‏؟


‏فالأمر لا يتوقف وهو ‏مسلسل سقوط خطير في ‏دنياك ‏وآخرتك قال تعالى:


(‏إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ )


(فاطر:6)




8 ‏ـ سمعت عن القول المأثور


( ‏الجزاء‏من جنس العمل)




فهل أنت مستعد أن تبتلى في عرضك الآن


أو حتى بعد حين مقابل ‏التنفيس عن شهواتك ؟


‏قد تقول : أتوب قبل أن ‏أتزوج أو أرزق بنتا!


‏فأسألك : ‏هل تضمن أن‏الله يقبل توبتك ولا يبتليك‏؟!


‏قال تعالى ( ‏وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ ‏سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ) ‏(الشورى:40)




واعلم أن الذئاب كثير و لك أم وأخت وزوجة


وبنت وابنة عم‏ وابنة خال .. فاحذر وانتبه




قال الشافعي رحمه الله:




عفوا تعف ‏نساؤكم في ‏المحرم *** وتجنبوا ما لا يليــق بمســـلم




إن الزنا ‏ديــــن‏فإن‏أقرضته *** ‏كان الوفاء بأهل‏بيتك فاعـلم




9 ‏ـ إذا صنف الناس إلى صنفين : ‏مصلحين‏ومفسدين فأين تصنف نفسك ‏؟




وقد نهى الله عز وجل عن الفساد


قال تعالى :(‏وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا) (لأعراف:56)




10 ‏ـ ما هو شعورك وأنت ‏تفعل‏الفاحشة‏ بزانية يدخل عليك والداك


وإخوانك وكل صديق يثق بك ويحبك وكل عدو يود أن


‏يشمت بك ثم‏الناس كلهم ويرونك على هذه الحال بل ما هو موقفك


وأنت بعيد عن أعينهم ‏في‏مأمن لكن‏عين الله تراك‏؟


وهل تذكرت وقوفك بين‏يدي الله في أرض المحشر عندما


(‏ينصب ‏لكل غادر‏ لواء فيقال : هذه غدرة فلان


(كما جاء في الحديث الذي‏رواه البخاري .




11- إن كنت ذكيا وحاذق ا‏واستطعت بذكائك التلاعب


بأعراض المسلمين دون أن‏يكتشف أمرك فما هو موقفك‏من قول الله تعالى :


(وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ‏ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ


إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ ‏فِيهِ الْأَبْصَار

)


(‏ابراهيم:42

)




12 ‏ـ هل ‏تظن أن ستر ‏الله عليك في هذا العمل كرامة‏؟


‏لا بل قد يكون استدراجا‏لك لتموت على ‏هذا العمل ‏وتلاقي الله به


(‏إن الله ليملي للظالم‏حتى إذا أخذه لم يفلته)


رواه‏البخاري‏ومسلم ‏،


(‏ومن مات على شيء بعثه ‏الله عليه

)


‏السلسلة الصحيحة 1/ 282 .




13 ‏ـ ثم لنفترض أن الله ستر ‏عليك ،


أفلا تستحي منه وتتوب ، وإلى متى وأنت‏تفعل الذنوب‏؟!



14 ‏ـ نهاية طريق حياتك ‏الموت


(‏ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ ‏نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )


البقرة:281‏،


‏فهل تسـتطيع أن تشـذ عن الخلق وتغير هذا الطريق‏؟!


‏إذا لماذا ‏لا ‏تسـتعـد ‏للموت وما بعده والقبروظلمته والصراط وزلته!‏؟!




واعلم أنك تموت وحدك ‏، ‏وتبعث وحدك ، وتحاسب وحدك




15 ‏ـ روى البخاري في صحيحة ‏أن رسول الله صلى‏الله عليه‏ وسلم قال :


(‏إنه أتاني الليلة آتيان ‏وإنهما قالا لي انطلق ـ


وذكر الحديث‏حتى قال : ‏فأتينا على مثل التنور فإذا فيه لغط


وأصوات فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ‏ونساء عراة


‏وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم ، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا)


‏فلما‏سأل عنهم‏الملائكة قالوا ‏وأما الرجال والنساء ‏العراة


الذين هم في مثل بناء ‏التنور‏فإنهم الزناة و الزواني .




فهل تود أيها الشاب أن ‏تكون منهم ‏؟!




16 ‏ـ قد تقول لا أستطيع ‏الزواج لغلاء المهور فهل الحل الوقوع في الحرام‏؟!


‏ثم إن سلوكك طريق‏الحرام تواجهك فيه مصاعب


وتسعى جادا لتذليلها بجهدك ومالك‏وفكرك وأنت ‏مأزور


غير مأجور فلماذا لا تكون لك هذه الهمة في طريق الحلال فتواجه ‏الصعوبات ،


‏وأنت مأجور لك الأجر وحسن المثوبة والذكر الحسن‏؟


‏قال صلى الله‏عليه ‏وسلم)


‏ثلاث حق على الله عونهم ‏ـ ذكر منهم ـ الناكح يريد العفاف)


‏أخرجه‏الترمذي‏والنسائي وحسنه الألباني .



فماذا تختار؟




أخي ‏المسلم ‏قد تكون المرأة التي بدأت معها علاقة غير مشروعة


عن طريق الهاتف متزوجة‏وفي لحظة‏ضعف أو غياب وعي


استرسلت معك في الحديث


ثم قمت بالتسجيل كالعادة ثم ‏بدأت‏بتهديدها .. ‏الخ




هل تعلم أنك بهذا العمل ‏قد ارتكبت جريمة شنعاء ‏؟!!


‏ليس في ‏حق المرأة ‏فقط بل وفي حق زوجها الذي أفسدت عليه


زوجته والرسول صلى الله عليه وسلم ‏يقول


(‏ليس منا من خبب ـ أفسد ـ‏امرأة على زوجها)


رواه أبو داود ،


ثم‏في حق ‏أطفالها إن‏ كان لديها أطفال فما ذنبهم


أن يدنس عرضهم ويفرق بين أبويهم وقد يكون ‏ذلك ‏أيضا


سببا في ضياعهم وانحرافهم .


والمسؤول عن ذلك كله ‏هو أنت‏ فما هو عذرك أمام‏الله‏؟




مختاما...




نتمنى ‏أن ‏لا‏تكون‏ممن قال الله فيهم


( وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بالإثم فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ و َلَبِئْسَ الْمِهَادُ )


(البقرة:206)




ولكن عد ‏إلى الله واعلم أن التوبة تَجُب ما قبلها واسع إلى التوبة


النصوح قبل أن توسد في ‏قبرك وتحصى عليك أعمالك .




قال تعالى


) ‏فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ‏ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ ‏رَحِيمٌ )


‏المائدة:39


وقال تعالى


) ‏قُلْ يَا‏عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ‏اللَّهِ


إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ ‏الرَّحِيمُ (


‏الزمر:53




اغتنم شبابك قبل هرمك ‏وحياتك قبل موتك ‏واجعل




هذا الذكاء وهذه الفطنة لنفع الإسلام والمسلمين ورفع ‏شأن راية الدين .




ورزقنا جميعا العفاف والتقى


التعليقات (5)

عربيات     

شكراااااااااااا


لمرورك


بارك الله فيك

عمار خولاني     
ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
عربيات     
عزت عودة     

بارك الله بك


اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى

halim2855     

جزاك الله الخير كله
وجعل الجنة دارك الأبدية