عربيات

50

1,474

لماذا أذاكر؟

لماذا أذاكر؟





تساؤلات

:


ـ لماذا علي أن أتفوق ألا يكفيني أن أحقق مجموعًا يجعلني أنجح فقط.


ـ ماذا سأستفيد، عندما أكون متفوقة في دراستي؟


ـ ما فائدة المذاكرة، حتى لو قمت بالرسوب،


ففي النهاية سأحصل على شهادتي من الجامعة، ولو بعد سنين.


لا ريب أن حصول الفتاة المسلمة على شهادة جامعية له كثير من الدوافع،


وكثير من الفوائد المترتبة، فعلى سبيل المثال:



الوجاهة والقبول الاجتماعي:


فكل فتاة تسعى لتحقيق الوجاهة والقبول لدى مجتمعها الذي تعيش فيه،


عن طريق نيل شهادة جامعية طيبة،


تعتز وتفتخر بها أمام الناس والأهل والجيران والأصدقاء،


ولا ريب أن الحاصلين على شهادات جامعية لهم قبول اجتماعي أكثر من غيرهم،


ويُنظر إليهم على أنهم ذوي الثقافة والمعرفة،


وهذا ما يجعلها مقبولة في محيطها.


(يُعدُّ القبول مطلبًا نفسيًّا واجتماعيًّا لا يستغني عنه الإنسان،


فالفرد في وسط البيئة الأسرية والاجتماعية يسعى للحصول على الرضا والمحبة والتقدير من الآخرين،


ويكره أن يستهين به الآخرون، أو أن يحقروه، ويحس بألم وضيق نفسي من جراء ذلك،


ويسعى لتلافيه ما استطاع)


[المراهقون، د.عبد العزيز النغيمشي، ص(59)].


ومن جهة أخرى، تحرص كل فتاة على ذلك حتى تزداد فرصتها للزواج من شخصيات مرموقة،


تضع اختيار الجامعية على رأس قائمة المعايير، وهذا أمر لا غبار على الفتاة فيه إطلاقًا،


بل هو عين العقل والتفكير المنطقي الواقعي.



تلبية حاجات إنسانية:


قَسَّم عالم النفس "ماسلو" الحاجات الإنسانية إلى خمس حاجات،


رتبها كما هو مبين في الرسم، وهو ما له الأولويات لدى الإنسان،


وتتدرج تلك الحاجات في الهرم وفق أهميتها،


ولا يمكن أن تتحقق حاجة منها قبل التي تسبقها:


(1- الحاجات الفسيولوجية: كالحاجة إلى الطعام والماء والنوم.


2- حاجات الأمان: مثل الشعور بالأمان النفسي والمعنوي، وكذلك المادي؛


كاستقرار الفرد في عمله، وانتظام دخله، وتأمين مستقبله.


3- الحاجات الاجتماعية: كحاجة الفرد للانتماء إلى جماعة وأصدقاء يبادلونه الود والحب.


4- حاجات التقدير: شعور الفرد بالتقدير والاحترام من قِبَل الآخرين، أو التقدير الذاتي.


5- حاجات تحقيق الذات: انطلاق الفرد بقدراته ومواهبه ورغباته إلى آفاق تتيح له إنجاز المهام،


وبالتالي شعوره بذاته وثقته بنفسه)


[سحر الاتصال، محمد أحمد العطار، ص(26)].


وبقليل من التأمل ندرك أن الدراسة لها تعلق بأكثر الحاجات الإنسانية وفق تقسيم "ما سلو


فهي تلبي لها شيئًا من الشعور بالأمان المعنوي تجاه الواقع والمستقبل.


وندرك كذلك تعلق الدراسة بتحقيق الحاجات الاجتماعية،


إذ تكتسب الطالبة صداقات جديدة تشعر فيها بالمحبة والمودة من صديقاتها،


وهو ما يُشعرها بالانتماء إلى جماعة الدراسة.



الثقافة والمعرفة:


وهو مطلب مهم برغم ندرة أو قلة من تكون هذه هو هدفها من الدراسة،


حيث تسعى هذه النوعيات من الفتيات إلى مزيد من الثقافة والمعرفة عن طريق ما تتعرض له من مواد معرفية دسمة تزيد من حجم ثقافتها.


ولا يشك عاقل في أهمية الثقافة بالنسبة للفتاة والناس كلهم بصفة عامة،


فإن (العلم دافع للحياة، ومفتاح التطور والنضج وعمود السعادة والنجاح،


وسبب العمل الصحيح، والحياة تقف عندما يقف التعلم،


ولا يمكن أن يحقق الإنسان نجاحًا متميزًا في الحياة إلا وهو على قدر لا بأس به من العلم والثقافة،


إن المعرفة هي قوة في حد ذاتها.


والقاعدة العامة في التعلم هي: اعرف شيئًا عن كل شيء لتكون مثقفًا،


واعرف كل شيء عن شيء لتكون متخصصًا)


[صناعة الهدف، هشام مصطفى، صويان شايع، وآخرون، ص(188)].



الدافع المفتَقد:


نحترم كل تلك الدوافع والأهداف السابقة للفتاة المسلمة من دراستها الجامعية،


فكلها أهداف طيبة، ولكن لا ينبغي لأميرتنا الغالية أن تجهل أو تغض الطرف عن دافع أكبر وأعظم من ذلك كله،


وهو دافع يجعلها تربط بين طريقي الدنيا والآخرة،


وتتعبد لله عز وجل بهذه الدراسة، فتصير عبادة وقربة لله.


فعلى الفتاة المسلمة أن تعلم أن ديننا هو دين عمل وإعمار،


وسعي نحو التقدم والأخذ بأسباب الحضارة والقوة.


(نعم أيتها المؤمنة فهذا هدفك الأعظم في الحياة،


أن تمضيها كلها في تحقيق مرضاة الله عز وجل،


فيكون جزاؤك السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة)


[صناعة الهدف، هشام مصطفى، صويان شايع،


وآخرون، ص(131-132)، بتصرف].


(والخلافة في الأرض إنما تكون بعمارتها وصناعة النهضة والحضارة فيها،


ولكنها الحضارة الموصولة بالله تعالى، والتي ينشئها الإنسان في تعبيد الناس لرب العالمين،


وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يبين لنا هذا المفهوم العظيم،


ويعقد الصلة بين الدنيا والآخرة، فيقول صلى الله عليه وسلم:


(إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألَّا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها)


[صححه الألباني في صحيح الجامع، (1424)])


[صناعة الهدف، هشام مصطفى، صويان شايع، وآخرون، ص(134-135)].


عزيزتي

: تأملي جيدًا هذا الحديث، القيامة تقوم،


والنبي صلى الله عليه وسلم يأمر في هذا الموطن من كان بيده فسيلة نخل أن يغرسها،


مع أنه لن يدرك نموها، ولن يرى ثمرها، ألم يكن أجدر أن يرشد إلى غير ذلك؟!


فما هو السبب في هذا التوجيه النبوي في هذا الموطن؟!


وإننا كمسلمين عندما نأخذ بأسباب القوة والحضارة نملأ الأرض عدلًا وسلامًا؛


لأن ذلك هو من صميم التعاليم الإسلامية،


أما غيرنا فإن التاريخ قد أثبت بما لا يدع مجالًا للشك أنهم متى حازوا أسباب القوة طغوا في الأرض وتجبروا فيها،


(فالتاريخ الذي نقل إلينا عدل عمر وتمكينه القبطي المصري من القصاص من ابن عمرو بن العاص،


هو التاريخ نفسه الذي نقل إلينا جرائم الصليبيين والتتار ضد المسلمين)


[حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة، السيوطي، (1/193)].


(وقد كان الصحابة كما يقول الإمام الشاطبي:


(بين عامل في سوقه وعامل في أرضه، ومسافر يبتغي فضل الله،


وكان الغِنى من مقاصدهم والتكسب من شأنهم)


[بدائع السلك في طبائع الملك، ابن الأزرق، (1/269)])،


فالأجيال الأولى كانت متوحدة الشخصية، ولم يحدث الانفصام الذي طرأ بعدئذ.


فينبغي أن تكون صناعة نهضة الأمة على رأس أهداف الدراسة لأميرتنا الغالية،


حتى تفخر بنفسها، ويفخر بها أهلها والأمة جميعًا.


فما أروع أن تتحول الدراسة في الجامعة إلى هدف بهذا السمو،


وتصير قربة لله، تملأ صحائفك بالحسنات، وتلقين ربك بهذا العمل، وهو عنك راضٍ.


وإن الإسلام يحتاج إلى تخصصات تعاني المجتمعات من قلَّتها،


فنحن نحتاج إلى طبيبة حاذقة متقنة، ونحتاج إلى المعلمة صانعة الأجيال،


والتي تخرج لنا أجيالًا من الفتيات، يعرفن ويعين دورهن جيدًا، ونحتاج ونحتاج.



نساء معلِّمات:


(الذي خلق الإنسان وركَّب فيه العقل والحواس قد أكرمنا حين دلَّنا على طريقة استخدامه،


وذلك بتلقي العلوم والمعارف، والتدبر والتفكر،


فبالقراءة والكتابة يتعلم الإنسان ما لم يكن يعلمه.


لذا؛ نجد أن المرأة المسلمة في العصور الأولى قد حرصت على التعلم والتفقه في أمور الدين،


ولم يكن الحياء الذي تتصف به يمنعها من السؤال عن أمور دينها.


تقول السيدة عائشة رضي الله عنها:


(نِعم النساء نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين)


[رواه البخاري].


فقد كُنَّ يسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عما جهِلن منه،


ولم تكن رعايتهن لحقوق الزوج والأولاد البالغة تحول بينهن وبين التلقِّي والتعلم والمنافسة في مجال الخير،


والمسارعة لاكتساب المعارف ابتغاء رضوان الله وثوابه)


[شخصية المرأة المسلمة في ضوء القرآن والسنة،


خالد عبد الرحمن العك، ص(410)].


وهذه فاطمة بنت محمد بن أحمد السمرقندي،


(كانت عالمة فاضلة وفقيهة محدثة، ذات خط جميل،


أخذت العلم عن جملة الفقهاء، وأخذ عنها كثيرون، وتصدرت للتدريس،


وألَّفت مؤلفات عديدة في الفقه والحديث.


وعاصرت الملك نور الدين الشهيد الـمُتوفى سنة 569هـ،


كما أنه استشارها في بعض الأمور الداخلية، وسألها بعض المسائل الفقهية،


وأنعم عليها بكثير من المِنح والصلات السخيَّة؛ تقديرًا لها ولفضلها ولعلمها.


ورُوي أنها كانت تنقل المذهب نقلًا جيدًا، وكان زوجها الكاساني ربما يهم في الفُتيا،


فترده إلى الصواب، وتُعرِّفه وجه الخطأ، فيرجع إلى قولها،


وقيل: كانت تُفتي وكان زوجها يحترمها ويكرمها،


وكانت الفتوى أولًا تخرج عليها وعلى خطها وخط أبيها،


فلما تزوجها الكاساني صاحب البدائع الـمُتوفى سنة 578هـ كانت الفتوى تخرج بخط الثلاثة)


[أعلام النساء، (4/341)].



ماذا بعد الكلام؟


ـ قومي بوضع خطة للمذاكرة للامتحانات، وضعي جدول زمني لإنجاز المذاكرة اليومية.


ـ اتخذي من صديقاتك من يعينك على المذاكرة، حتى تكون هناك منافسة تحفزك نحو المذاكرة.






منقول للافادة



التعليقات (5)

عربيات     

شكرا معك حق العلم كتير مهم حتى بطور اسلوب البنت بالحياة وبتصير اكتر قدرة على العيش بمختلف المناخات


بس بالمقابل في شباب بقلك مابدي ياها متعلمة (( راسها كبير )وبكون هو مثلا دكتور ....


بتمنى متل ما قالت سوسن يصير في وعي بالموضوع


شكراااااااا
على المرور الرائع
بارك الله فيك

نايا *     

شكرا معك حق العلم كتير مهم حتى بطور اسلوب البنت بالحياة وبتصير اكتر قدرة على العيش بمختلف المناخات


بس بالمقابل في شباب بقلك مابدي ياها متعلمة (( راسها كبير )وبكون هو مثلا دكتور ....


بتمنى متل ما قالت سوسن يصير في وعي بالموضوع

عربيات     

شكرااااااااااا
على المرور
بارك الله فيكم

عزت عودة     

مشكورررررررر


بااااااااااركـ الله بكـ

sawsan     

موضوع رائع



هو بالنهاية رأي شخصي بس بتمنى شبابنا يتحرر من فكرة أنو عمل المرأة لسبب مادي و أنو هو مو بحاجة راتبها



بالعكس يشوف الموضوع بوجهة نظر تانية و هي أنو نحنا بحاجة المعلمات يلي عم يعلموا ابنائنا يفهموهم ما يكونوا بعاد عن مجتمعنا و طريقة تفكيرنا



و بالنهاية جزيل الشكر لصاحب الموضوع