عربيات

55

2,516

أقوى سلاح



أقوى سلاح

بدأ دين الإسلام يظهر.. ورأت قريش أن هذا الدين الجديد ينتشر بسرعة؛


لأن الحق فيه واضح كالشّمس، ولأنه دين سمح سهل يدعو إلى كل خير،


ويتفق مع العقل والتفكير السّليم..


قريش قامت بزعمائها ورؤسائها وكبار المشركين فيها..


تحارب هذا الدين، بكل الطرق والأساليب،


وتصب العذاب الشديد على من تستطيع من الذين أسلموا،


حتّى يرجعوا عن دينهم، ولكن، تحمل المسلمون التعذيب بصبر وإيمان


وهم يقولون: هذا في سبيل الله.




أرسلت قريش ، عتبة بن ربيعة - وهو رجل رزين هادىء -


فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :


يا ابن أخي ،


إنك منا حيث قد علمت من المكان في النسب ، وقد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم ،


فاسمع مني أعرض عليك أمورا لعلك تقبل بعضها .


إن كنت إنما تريد بهذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا .


وإن كنت تريد شرفا سودناك علينا فلا نقطع أمرا دونك . وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا .


وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك ، طلبنا لك الطب ،


وبذلنا فيه أموالنا حتى تبرأ .


فلما فرغ قوله تلا رسول الله عليه الصلاة والسلام صدر سورة فصلت :


{ حم ﴿١﴾ تنزِيلٌ منَ الرَّحمـٰنِ الرَّحيمِ ﴿٢﴾


كتابٌ فصلتْ آياتهُ قرْآنا عرَبيا لقوْمٍ يعلمونَ ﴿٣﴾


بشيرًا وَنذِيرًا فأَعرَضَ أَكثرُهمْ فهمْ لَا يسمعونَ ﴿٤﴾


وَقالوا قلوبنا في أَكنةٍ مما تدْعونا إِليهِ وَفي آذ اننا وَقرٌ


وَمن بيننا وَبينكَ حجابٌ فاعملْ إِننا عاملونَ ﴿٥﴾


قلْ إِنما أَنا بشرٌ مثلكمْ يوحىٰ إِليَّ أَنّما إِلـٰهكمْ إِلـٰهٌ وَاحدٌ


فاستقيموا إِليهِ وَاستغفرُوهُ ۗ وَوَيلٌ للمشرِكينَ ﴿٦﴾


الذِينَ لَا يؤْتونَ الزَّكاةَ وَهم بالْآخرَةِ همْ كافرُونَ ﴿٧﴾ } .


الراوي : جابر بن عبدالله رضى الله تعالى عنهما


المحدث : الألباني


المصدر : فقه السيرة

- الصفحة أو الرقم : 107
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن



وقام عتبة يمشي إلى أصحابه وهو مبهور،


بعد أن ترك القرآن العظيم في نفسه أثراً عميقاً عجيباً.


فلما رآه أصحابه قادماً، نظروا في وجهه، وقال بعضهم لبعض:


نحلف بالله.. لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به".


فلما جلس قالوا له: وما وراءك يا أبا الوليد"؟



قال عتبة بن ربيعة:


"لقد سمعت قولاً والله ما سمعت مثله قط..


والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة..


يا معشر قريش، أطيعوني واتركوا هذا الرجل وشأنه..


فوالله إنه سيكون لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم.


فدهشوا لما قاله عتبة، وقالوا له: سحرك والله يا أبا الوليد!


قال عتبة: هذا رأيي فيه، فافعلوا ما شئتم.



وهكذا كان القرآن أقوى أسلحة الإيمان..


يؤثر في النفوس تأثيراً عميقاً عجيباً يحير العقول.. لأنه كلام الله..


ومعجزته الخالدة على طول الزمان.







التعليقات (6)

عربيات     
ibrahim     

جزاك الله خيرا على الموضوع القيم ويستحق التقييم

sawsan     

موضوع قيم بارك الله فيك


عربيات     
سررت بمروركم
بارك الله فيكم
نايا *     

بارك الله فيك وبالموضوع القيم وكل الشكر لك وللمواضيع العظيمة التي تكتبها



عزت عودة