عزت عودة

71

1,905

حينما نبحث عن الحب





عاقب رجلٌ ابنته ذات الثلاثة أعوام لأنها اتلفت لفافة من ورق التغليف الذهبية. فقد كان المال شحيحاً و


استشاط غضباً حين رأى الطفلة تحاول أن تزين إحدى العلب بهذه اللفافة لتكون على شكل هدية.


على الرغم من ذلك , أحضرت الطفلةُ الهديةَ لأبيها بينما هو جالس يشرب قهوة الصباح, وقالت له: "


هذه لك, يا أبتِ!! "

أصابه الخجل من ردة فعله السابقة, ولكنه استشاط غضباً ثانية عندما فتح العلبة و اكتشف أن العلبة

فارغة. ثم صرخ في وجهها مرة أخرى قائلاً " ألا تعلمين أنه حينما تهدين شخصا هدية, يفترض أن


يكون بداخلها شئ ما؟"


ثم ما كان منه إلا أن رمى بالعلبة في سلة المهملات و دفن وجهه بيديه في حزن. عندها ,نظرت البنت

الصغيرة إليه و عيناها تدمعان و قالت " يا أبي إنها ليست فارغة, لقد وضعت الكثير من القُبَل بداخل

العلبة. وكانت كل القبل لك يا أبي "


تحطم قلب الأب عند سماع ذلك. و راح يلف ذراعيه حول فتاته الصغيرة, و توسل لها أن تسامحه.


فضمته إليها و غطت وجهه بالقبل. ثم أخذ العلبة بلطف من بين النفايات وراحا يصلحان ما تلف من


ورق الغلاف المذهّب وبدأ الأب يتظاهر بأخذ بعض القبلات من العلبة فيما ابنته تضحك و تصفق وهي


في قمة الفرح. استمتع كلاهما بالكثير من اللهو ذلك اليوم. و أخذ الأب عهداً على نفسه أن يبذل


المزيد من الجهد للحفاظ على علاقة جيدة بابنته, وقد فعل ازداد الأب و ابنته قرباً من بعضهما مع


مرور الأعوام. ثم خطف حادثٌ مأساوي حياة الطفلة بعد مرور عشر سنوات.


وقد قيل أن ذلك الأب, وقد حفظ تلك العلبة الذهبية كل تلك السنوات, قد أخرج العلبة و وضعها على


طاولة قرب سريره وكان كلما شعر بالإحباط, كان يأخذ من تلك العلبة قبلة خيالية و يتذكر ذلك الحب


غير المشروط من ابنته التي وضعت تلك القبل هناك كل واحد منا كبشر, قد أعطي وعاءاً ذهبياً قد مُلأ


بحبٍ غير مشروط من أبناءنا و أصدقائنا و أهلنا. وما من شئ أثمن من ذلك يمكن أن يملكه أي إنسان


كم من القبل لا نحس بها وهي من أقرب الناس إلى قلوبنا ...

التعليقات (10)

عزت عودة     

مررت من هنا كثيراً

و لكني عجزت عن الرد

يرفع لقيمته

مشكور



sawsan     

مررت من هنا كثيراً

و لكني عجزت عن الرد

يرفع لقيمته

مشكور

عزت عودة     

شكرا لتواجدكم


دمتم بخير

عربيات     

شكرااااااااااا
على القصة المعبرة
بارك الله فيك

سميحة     

مشكور أخي على القصة والعبرة
سلمت يمناك وبارك الله بك

نايا *     

كلنا نعيش في هذه الدنيا نبحث عن الحب هناك من يجد هذا الحب ولكن لايعرف كيف يحتفظ به


وهناك من يموت ولايجد الحب و


هناك المحظوظ الذي يجد الحب ويحتفظ به



شكر ا لك ......... موضوع رائع
دنجوان     

مشكور أخي عزت قصة رائعة ومعبرة وفيها تذكرة للناس اللي حوالينا


بارك الله بك

عزت عودة     

اسعدني مروركم

قسورة     

بارك الله بك قصة رائعة ومعبرة


ســــــــــــــــــلمت يداااااك

ما وراء القمر     

الهدية ليست مجرد شيء ملموس إنما الهدية معنوية
تحرك مشاعر المهدى إليه مهما كانت
تهادوا تحابوا
فلا يجب التسرع بالحكم

مشكور أخي
بارك الله بك