سميحة

59

1,653

$ قطعة الحلوى !! $




نقابل في حياتنا نماذج مختلفة ومتعددة ومتباينة لأنواع من البشر بدأ من العائلة

مرورا بالمدارس والجامعات والأقارب والجيران وإنتهاءا بمجالات العمل ولاننسى

أيضا ما نقابلهم من خلال الشبكة العنكبوتية (الإنترنت )



بعضهم يتركون أثرا جليا حتى وإن لم نقابلهم سوى مرة واحدة , ( سواء كان الأثر

بالسلب أو بالإيجاب
) , وبعضهم قد نعرفهم مدة طويلة ولكنهم كما يأتون يرحلون

بلا أي أثر يدل على إنهم كانوا موجودين بالفعل ...

نتذكر هؤلاء البشر فمنهم من يصاحب ذكراهم إبتسامة صادقة وشعور بالإفتقاد

والحنين ... ومنهم تصاحبك عند تذكرهم غصة مريرة وشعور بالحزن والآسى

لوجودهم العابر على صفحات حياتك ...



عندما كنت طفلة في التاسعة , تعلمت من أبي درسا لن أنساه للأبد

( كنا في العيد , وطبعا جميعنا نعلم إن الحلوى جزء هام في العيد بالنسبة للأطفال

وذهبنا إلى أحد أقاربنا لمعايدتهم وكان له ولدان ..أعطاني الصغير قطعة حلوى

لذيذة جدا ثم جاء الأخ الأكبر ليعطيني قطعة أخرى وما أن ذقتها حتى صرخت

فلقد كانت شديدة الحرارة والمرارة معا ..(
مقلب ) ..وجلست يوما بكامله وأنا

لاأستطيع تذوق شيئا من الطعام أو الحلوى ..وبعد عام كامل (365 يوما )

قال لي أبي بأن قريبنا هذا سوف يأتي هو وأولاده لمعايدتنا هل تتذكرينهم ؟



فقلت له : وكيف لا أتذكرهم ...وشرعت أفكر وأفكر كيف أرد للأخ الأكبر

مافعله بي وكيف سيكون إنتقامي منه شديد ..وفجأة ..وكأن أبي قد قرأ أفكاري

فقال لي : عندي طريقة لكٍ لتنتقمي من فلان وسيكون إنتقاما شديدا ..ففرحت

فقال لي : أعطيه أجود حلوى لديك ..!! ماذا ؟؟ هو فعل بي ذلك وأنا أعطيه

أجود مالدي ؟؟؟ فقال لي بما معناه (
أشد عقاب لمن أساء إليك هو أن تحسن أنت

إليه
) وطبعا بعقلية الأطفال لم أقتنع بما قاله لي والدي وصممت

برد السوء بمثله .. بل وأشد منه ..فسألني والدي سؤالا مباغتا ..هل تحبين رسول

الله (
صلى الله عليه وسلم ) ؟ بلا تفكير قلت : نعم ..فحكى لي قصة اليهودي الذي

كان يؤذي أشرف الخلق برمي المخلفات والأشواك في طريقه وعندما لم يراها يوما

سأل عن اليهودي وعلم إنه مريض فذهب لعيادته ..




الحق يُقال ... لقد نفذت كلام


والدي بدون إقتناع وكنت أشعر بالغضب لأنه أساء لي وأنا لن أرد له بالمثل ...



منذ شهور فقط قرأت بأمُ عيني مقالة لقريبنا هذا يتحدث فيه عن هذا الموقف

وكم شعر بالخجل والإحراج من موقف طفلة تصغره بالعمر وكانت أفضل منه

وكيف كان ردها عليه أقوى من أي إساءة له ...

الموقف أضحى ذكرى .. فهو يتذكره أيضا وأنا ... أتذكره أنا بأنه أساء إليً

ويتذكرني هو بأني أحسنت إليه .... وشتان بين هذه المشاعر وتلك ..!!!

وكما يترك الآخرين بصماتهم في حياتنا , نحن أيضا نترك بصماتنا في حياتهم

فلتكن بصمتنا بصمة مشرفة تترك ذكرى جميلة لمن مررنا نحن على صفحات

حياتهم ... حتى وإن أساءوا إلينا فـ لنحسن نحن إليهم ليس ضعفا ولا عدم قدرة

على الإساءة ... بل إيمانا بأن رد الإساءة بالإحسان هو أشد ردا لمن أساءوا إلينا





التعليقات (7)

majdjod     

شكرا لموضوعك الجميل ولنجعل هذه القصه عبره لنسامح كل من أساء لنا بقصد أو من غير قصد والله غفور رحيم بعباده فلم لا نغفر نحن البشر لمن أساء لنا

دنجوان     

مشكورة قصة رائعة ومعبرة


وفيها كتير من الحكم اللي بتدفع لصفاء القلوب


تم التقييم

سميحة     

مشكورين على المرور الرائع والمميز
بارك الله بكم

وردالشام     

سلمت يداك
مشكووورة

ما وراء القمر     

مافي أحلى من إنو الواحد يقابل الاساءة بالاحسان

بس للأسف مو دايما الواحد بيقدر يقابل الاساءة بإحسان

وهاد لضعف فينا فنحن بالنهاية بشر

والبشر مخلوق ضعيف إلا مارحم ربي

مشكورة سموحة

بارك الله بكِ


sawsan     

فعلاً موضوع مميز

بارك الله فيك

jalal_4e     

موضوع رائع اسلوب مشوق وإستمتعت كثيرا بالقراءة
عجبني كثير الموضوع
مبدعة ومميزة كما عهدناكي
مشكورة عالقصة الرائعة والحكم الهامة
دمتي بخير