ibrahim

45

2,118

عرض الرجل ابنته على الرجل الصالح من السنن الغائبة!!‎

الصلاة و السلام على أشرف المرسلين .. سيد الأولين و الآخرين .. سيدنا محمد


صلى الله عليه و سلم و على آله أجمعين


أما بعد ..


إن الحمد لله نستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا



من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.




عرض الرجل ابنته على الرجل الصالح من السنن الغائبة!!


من السنن الغائبة والمستغربة التي هجرها أكثر المسلمين وقد جاء ذكر هذه السنة في القرآن الكريم حين عرض الشيخ الصالح

ابنته على موسى عليه السلام في قوله تعالى :


{ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ

سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ } [27 سورة القصص آية 27 ]

فصاحب مَديَن يعرض ابنته على موسى عليه السلام ، وقد جاء غريباً مهاجراً ولم يتحرج من هذا العرض ، ولم يشترط في موسى

أن يكون من قومه أو وطنه أو جلدته وإنما اكتفى بشرط هو الدين والخلق والكفاءة .

أما السنة المطهرة فقد أكدت فكرة عرض الرجل ابنته على الرجل الصالح .. أخرج الإمام البخاري في باب [ عرض الإنسان ابنته

أو أخته على أهل الخير ]


( إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي وكان من أصحاب رسول الله

صلى الله عليه وسلم وتوفي بالمدينة فقال عمر بن الخطاب أتيت عثمان فعرضت عليه حفصة فقال سأنظر في أمري ، فلبثت

ليالي ثم لقيني فقال قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا ، قال عمر فلقيت أبا بكر الصديق فقلت له إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر

؟ فصمت أبو بكر فلم يرجع إليّ شيئاً وكنت أوجد عليه مني على عثمان ، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم

فأنكحتها إياه ، فلقيني أبو بكر فقال لعللك وجدت علي حين عرضت عليّ حفصة فلم أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني كنت

علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها فلم أكن أفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو تركها رسول الله صلى

الله عليه وسلم لقبلتها ) . رواه البخاري .

فهل نجد الآن من يتصدى لظاهرة العنوسة ويواجهها بهذه السنة الغائبة والمستغربة عند كثير من الناس !!!!!!!

ويضيف الشيخ عبد الله بن زقيل :


قال القرطبي في تفسيره (13/179) عند قصة موسى وصاحب مدين عندما عرض عليه تزويج ابنته له :


أُنْكِحك " فِيهِ عَرْض الْوَلِيّ بِنْته عَلَى الرَّجُل ; وَهَذِهِ سُنَّة قَائِمَة ; عَرَضَ صَالِح مَدْيَن اِبْنَته عَلَى صَالِح بَنِي إِسْرَائِيل , وَعَرَضَ عُمَر

بْن الْخَطَّاب اِبْنَته حَفْصَة عَلَى أَبِي بَكْر وَعُثْمَان , وَعَرَضَتْ الْمَوْهُوبَة نَفْسهَا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; فَمِنْ الْحَسَن عَرْض

الرَّجُل وَلِيَّته , وَالْمَرْأَة نَفْسهَا عَلَى الرَّجُل الصَّالِح , اِقْتِدَاء بِالسَّلَفِ الصَّالِح قَالَ اِبْن عُمَر : لَمَّا تَأَيَّمَتْ حَفْصَة قَالَ عُمَر لِعُثْمَانَ : إِنْ

شِئْت أُنْكِحك حَفْصَة بِنْت عُمَر ; الْحَدِيث اِنْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ الْبُخَارِيّ .ا.هـ.

أحاديث أخرى في الباب :


إلى جانب حديث عبد الله بن عمر ، الذي أورده الأخ أبو لجين ، وردت نصوص أخرى وهي :


- ‏عَنْ أُمَّ حَبِيبَةَ ‏‏قَالَتْ ‏: قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ انْكِحْ ‏أُخْتِي ‏‏بِنْتَ ‏أَبِي سُفْيَانَ ،‏ ‏قَالَ :‏ ‏وَتُحِبِّينَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، لَسْتُ لَكَ ‏‏بِمُخْلِيَةٍ ،‏ ‏وَأَحَبُّ

مَنْ شَارَكَنِي فِي خَيْرٍ ‏‏أُخْتِي ،‏ ‏فَقَالَ النَّبِيُّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :‏ ‏إِنَّ ذَلِكِ لَا يَحِلُّ لِي ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَتَحَدَّثُ أَنَّكَ

تُرِيدُ أَنْ تَنْكِحَ ‏‏ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ ‏، ‏قَالَ : بِنْتَ ‏ ‏أُمِّ سَلَمَةَ ؟ ! ‏ ‏فَقُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ فَوَاللَّهِ لَوْ لَمْ تَكُنْ فِي حَجْرِي مَا حَلَّتْ لِي ، إِنَّهَا لَابْنَةُ

أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ ، أَرْضَعَتْنِي ‏، ‏وَأَبَا سَلَمَةَ ‏ ‏ثُوَيْبَةُ ‏ ‏، فَلَا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلَا أَخَوَاتِكُنَّ .


[رواه البخاري (5107) . وبوب عليه البخاري كما ذكر أبو لجين : عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير . ] - ‏‏‏قَالَ علي رضي الله عنه :‏ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ مَا لَكَ ‏‏تَنَوَّقُ ‏‏فِي ‏قُرَيْشٍ ‏‏وَتَدَعُنَا؟ فَقَالَ : وَعِنْدَكُمْ شَيْءٌ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ بِنْتُ ‏ ‏حَمْزَةَ ،‏ ‏فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :‏ ‏إِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِي ، إِنَّهَا ‏ابْنَةُ أَخِي ‏مِنْ الرَّضَاعَةِ .
[رواه مسلم (1446) ]. قال النووي في معنى كلمة " ‏‏تَنَوَّقُ " :
‏هُوَ بِتَاءِ مُثَنَّاة فَوْق مَفْتُوحَة ثُمَّ نُون مَفْتُوحَة ثُمَّ وَاو مَفْتُوحَة مُشَدَّدَة ثُمَّ قَاف أَيْ تَخْتَار وَتُبَالِغ فِي الِاخْتِيَار .
قَالَ الْقَاضِي : وَضَبَطَهُ بَعْضهمْ بِتَاءَيْنِ مُثَنَّاتَيْن الثَّانِيَة مَضْمُومَة أَيْ : تَمِيل .ا.هـ.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (9/178) في فوائد حديث عبد الله بن عمر :
وَفِيهِ عَرْض الْإِنْسَان بِنْته وَغَيْرهَا مِنْ مَوْلَيَاته عَلَى مَنْ يُعْتَقَد خَيْره وَصَلَاحه لِمَا فِيهِ
مِنْ النَّفْع الْعَائِد عَلَى الْمَعْرُوضَة عَلَيْهِ , وَأَنَّهُ لَا اِسْتِحْيَاء فِي ذَلِكَ .
وَفِيهِ أَنَّهُ لَا بَأْس بِعَرْضِهَا عَلَيْهِ وَلَوْ كَانَ مُتَزَوِّجًا لِأَنَّ أَبَا بَكْر كَانَ حِينَئِذٍ مُتَزَوِّجًا .ا.هـ. قد يترك بيت من بيوت المسلمين لا يطرقه خاطب وقد يكون في ذلك البيت فتاة أو أكثر شاهد القول أن تلك الفتاة قد تمكث أزماناً ولم يتقدم إليها أحد أو يتقدم لها من لا يصلح فتتعذب المسكينة في داخلها لكن الحياء يمنعها من إظهار ذلك !!!
أيا ترى وفي مثل هذه الحال هل يمكن للولي أن يقوم بشيء في مصلحة ابنته ؟؟
وجواب ذلك نقول: نعم ويؤجر عليه أجراً عظيماً ويثاب عليه وله سلف في ذلك.


يمكنه أن يقوم بالبحث عن زوج يرضاه لابنته فيذكر له ذلك أو يوسط من يذكر له أن عنده فتاة في سن الزواج فلو تقدمت إليها،

فإن رغب الشاب وإلا بحث عن غيره.


ولا يقال: إن هذا من العيب ونحو ذلك، دع عنك هذا الكلام قال ابن باز رحمه الله تعالى: ليس من العيب أن يبحث الرجل عن زوج

صالح لابنته أو أخته. أ.هـ رحمه الله.


فمن لم يراقب الله ويقوم بما أوجب الله عليه فمن باب أولى ألا يقوم بحقوق زوجته وأولاده.


التعليقات (4)

ibrahim     
عزت عودة     

جزاك الله كل خير

sawsan     

جزاك الله كل خير

ما وراء القمر     
نعم لقد اختفت هذه الظاهرة تماما
كان هناك مثل قائل ... اخطب لابنتك ولا تخطب لابنك
فلا أحد يعمل بهذا الكلام
يمكن لأنو البنت اليوم غير الامس
مشكور أخ إبراهيم
بارك الله فيك