mohanad-sh

32

3,265

تفسيرالاية:(وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ )

بسم الله الرحمن الرحيم

الربط على القلب


قوله تعالى ( وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ) [الكهف:14]

إن هؤلاء كانوا بين قومهم الكفار في خدمة ملكهم الكافر , فما هو إلا أن وجدوا حقيقة الإيمان والتوفيق ,
وذاقوا حلاوته , وباشر قلوبهم , فقاموا من بين قومهم ,
وقالوا : ( رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) الآية

والربط على قلوبهم يتضمن :
الشد عليها بالصبروالتثبيت وتقويتها وتأييدها بنور الإيمان

حتى صبروا على هجران دار قومهم ومفارقة ما كانوا فيه من خفض العيش وفروا بدينهم إلى الكهف

والربط على القلب عكس الخذلان
فالخذلان حَلَّهُ من رباط التوفيق

فيغفل عن ذكر ربه ويتبع هواه ويصير أمره فرطاً

والربط على القلب شده برباط التوفيق

فيتصل بذكر ربه ويتبع مرضاته ويجتمع عليه شمله (1)


ابن القيم
(1) بدائع التفسير(2/157)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ



و قال الشيخ السعدي -رحمه الله- في تفسيره:



{وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ} أي: يثبتها، فإن ثبات القلب، أصل ثبات البدن،[الأنفال: 11].
{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ} أي صبرناهم، وثبتناهم، وجعلنا قلوبهم مطمئنة في تلك الحالة المزعجة،
وهذا من لطفه تعالى بهم وبره، أن وفقهم للإيمان، والهدى، والصبر، والثبات، والطمأنينة. [الكهف: 14].
{إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ} أي: بما في قلبها {لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} فثبتناها، فصبرت، ولم تبد به.
{لِتَكُونَ} بذلك الصبر والثبات {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
فإن العبد إذا أصابته مصيبة فصبر وثبت==>ازداد بذلك إيمانه.
ودل ذلك: على أن استمرار الجزع مع العبد، دليل على ضعف إيمانه.[القصص: 10]

التعليقات (2)

عماد الدين السقا     
الله يجزيك الخير
super-firas     
جزاك الله كل خير