كن داعيا إلى الله
يقول أحدهم:
أنا قبل أربعة عشر عاماً ، كنت واقفاً عند إشارة مرور ،
و قد رفعت صوت الغناء!! فالتفت إليَّ شاب من السيارة المجاورة ..
و ابتسم في وجهي .. ثم مدَّ إليَّ شريطاً..
و أضاءت الإشارة خضراء و انطلق كل منا إلى سبيله..
أما أنا فقد وضعت الشريط في المسجل .. فلما استمعت إليه ..
فتح الله على قلبي ..
و أصبحت لا أغيب عن المحاضرات و الدروس إلى يومي هذا ..
و أنا لا أعرف هذا الشاب الذي اهتديت على يده لكنه يكفيه أن الله يعرفه ..
و الملائكةَ ترقبه .. و أني ما أعمل عملاً إلا كان في ميزانه مثل أجري ..
يروي أحد الدعاة:
طرق علي باب بيتي في منتصف الليل!!
فخرجت أنظر من الطارق?!
فإذا شاب عليه مظاهر المعصية,,,
ففزعت في ظلمة الليل .. و سألته:
ما تريد؟!!
قال: أنت الشيخ فلان؟!
قلت: نعم ..
قال: يا شيخ .. هنا رجلان قد أسلما على يدي ،
و لا أدري ماذا أفعل بهما؟!!..
فقلت في نفسي:
لعل هذا الشاب ، في ظلمة الليل قد شرب مسكراً ،
أو تعاطى مخدراً ، فأذهب عقله..
فقلت له:
و أين هذان الرجلان؟!!..
قال: هما معي في السيارة..
فنزلت معه إلى سيارته..
فلما أقبلت عليها فإذا اثنان من العمال الهنود ينتظران في السيارة!!
قلت لهما: أنتما مسلمان؟!..
قـــــالا :
نعم.. الحمد لله.. الله أكبر..
فالتفت إلى الشاب و قلت متعجباً:
أسلما على يدك !! كيف؟؟!..
فقال:
هما يعملان في ورشة ،، و لا زلت أتابعهما بالكتب حتى أسلما..
,,,و الآن,,,
ما يفعل الرجلان طاعة
و لا يصليان صلاة
إلا كان في ميزان هذا الشاب مثل أجورهما..
أما زوجها.. فقد جاوز الأربعين
مدمن خمـــــر,,,
يسكر فيضربها هي و بناتها و يطردهم..
جيرانهم يشفقون عليهم و يتوسلون إليه ليفتح لهم..
يسهر ليله سكراً
و تسهر هي بكاءً و دعاء..
كان سيء الطباع‘‘‘
سكن بجانبهم شاب صالح
فجاء لزيارة هذا السكير
فخرج إليه يترنّح
فإذا شاب ملتحٍ وجهه يشع نوراً
فصاح بــه: ماذا تريد؟!
قال: جئتك زائراً !!..
فـصرخ :
لعنة الله عليك يا كلب ، هذا وقت زيارة؟!!
و بصق في وجهه,,,
مسح صاحبنا البصاق و قال:
عفواً.. آتيك في وقت آخر!..
مضى الشاب و هو يدعو و يجتهد..
ثم جـاءه زائراً !!..
فكانت النتيجة كسابقتها,,,
حتى جاء مرة فخرج الرجل مخموراً و قال:
ألم أطردك؟!! لماذا تصر على المجيء؟!!
فـــقال :
أحبك و أريد الجلوس معك..
فخجل و قال :
أنـــــــا ســكــران..
قـال :
لا بأس!! أجلس معك و أنت سكران..
دخـل الشــاب
و تكلم عن عظمة الله و الجنة و النار ،،،
بشّره بأن الله يحب التوابين,,,
كان الرجل يدافع عبراته,,,
ثم ودعه الشاب و مضى..
ثم جاء فوجده سكراناً..
فحدثه أيضاً عن الجنة و الشوق إليها..
و أهدى إليه زجاجة عطر فاخر و مضى..
حاول أن يراه في المسجد فلم يأت..
فعاد إليه فوجده في سكر شديد..
فحدثـــه
فأخذ الرجل يبكي و يقول:
لن يغفر الله لي أبداً .. أنا حيوان .. سكّير .. لن يقبلني الله ..
أطرد بناتي ، و أهين زوجتي ، و أفضح نفسي ..
وجعل ينتحب‘‘‘
فانتهز الشاب الفرصة و قال:
أنا ذاهب للعمرة مع مشايخ ، فرافقنا..
فــقــال :
و أنا مــدمـن!!..
قــــــال :
لا عليك !! هم يحبونك مثلي..
ثم أحضر الشاب ملابس إحرام من سيارته و قال:
اغتسل و البس إحرامك..
فأخذها و دخل يغتسل .. و الشاب يستعجله حتى لا يعود في كلامه ..
خرج يحمل حقيبته و لم ينس أن يدسّ فيها خمراً..
انطلقت السيارة بالسكير و الشاب و اثنين من الصالحين..
تحدثوا عن التوبة .. و الرجل لا يحفظ الفاتحة .. فعلموه..
اقتربوا من مكة ليلاً..
فإذا الرجل تفوح منه رائحة الخمر..
فتوقفوا ليناموا..
فقال السكير:
أنا أقود السيارة وأنتم ناموا!!
فردّوه بلطف ،، و نزلوا و أعدوا فراشه ،
و هو ينظر إليهم حتى نام..
فاستيقظ فجأة فإذا هم يصلون..
أخذ يتساءل:
يقومون و يبكون و أنا نائم سكران؟!؟!؟!
أُذّن للفجر فأيقظوه و صلّوا ثم أحضروا الإفطار..
و كانوا يخدمونه كأنه أميرهم ..
ثــم انطلقوا..
بدأ قلبه يرقّ واشتاق للبيت الحرام,,
دخلوا الحرم فبدأ ينتفض,,
ســــــارع الخطى,,
أقبل إلى الكعبة,,
و وقف يبكي :
يا رب ارحمني !! إن طردتني فلمن ألتجئ؟! لا تردني خائباً..
خـــافوا عليه,,,
الأرض تهتز من بكائه,,,
مضت خمس أيام بصلاة و دعاء,,,
و في طريق عودتهم,,,
فتـــح حقيبتـــه,,,
و سكب الخمر و هو يبكي,,,
وصـل بيتـــه,,,
بكت زوجته و بناته,,,
>> رجل في الأربعين وُلِد من جديد,,,
استقام على الصلاة,,,
لحيته خالطها البياض,,,
ثم أصبح مؤذنـــــاً,,,
و مع القراءة بين الآذان و الإقامة حفظ القرآن,,,
يقول:
كنت في ألمانيا..
فطُرق علي الباب?!..
و إذا صوت امرأة شابة ينادي من ورائه!!!
فقلت لها: ما تريدين؟!..
قالت: افتح الباب..
قلت: أنا رجل مسلم ، و ليس عندي أحد ، و لا يجوز أن تدخلي عليَّ!..
فأصرت عليَّ,,,
فأبيت أن أفتح الباب!!..
فقالت:
أنا من جماعة شهود يهوه الدينية ،
افتح الباب ، و خذ هذه الكتب و النشرات..
قلت: لا أريد شيئاً..
فأخذت تترجى!!!..
فوليت الباب ظهري ، و مضيت إلى غرفتي..
فما كان منها إلا أن وضعت فمها على ثقب في الباب ،،
ثم أخذت تتكلم عن دينها و تشرح مبادئ عقيدتها لمدة عشر دقائق..
فلما انتهت,,,
توجهت إلى الباب و سألتها:
لم تتعبين نفسك هكذا؟!..
فقالت:
أنا أشعر الآن بالراحة ، لأني بذلت ما أستطيع في سبيل خدمة ديني..
و بعـــــــد,,,
اخي واختي .....
,, إن الدعوة لهذا الدين ليس بالأمر العسير,,
فكم من شاب اهتدى و تاب
بنصيحة صادقة
أو رسالة هادفة
أو أشرطة نافعة
كلنــــا بـشــر!!
و الخطأ من طبعنا,,
كلنـــا نذنب!!
و علينا السيئات تكتب!!
و مع ذلك رحمة ربنا نطلب!!
في حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
<< لئن يهدي الله بك رجلا واحدا ، خير لك من حمر النعم>>..
أخــي الــفـاضــل:
اعلم أنك تعبد ربا كريم,,
مع أنه شديد العقاب إلا أنه بعباده رحيم,,
سبحانـــه من رب عظيـم!!
يراك و يسمعك,,
يكسوك و يطعمك,,
و بواسع رحمته يشملك,,
لدينــه هـــداك,,
و من أمراضك شفاك,,
و من نعيمه سبحانه أعطاك,,
تناديه فيجيبك,,
و تسأله فيعطيك,,
و تستعيذ به فيعيذك,,
سبحانـه
مـن رب
عـظيــم
أفلا تخجل يا أخي من نفسك و أنت مقصر في حق ربك؟!!
إذا كان نبيك صلى الله عليه و سلم يقول:
<< بلغوا عني و لو آية >>..
فما بالك بحق الرحمن عليك!!
هــل خدمت دينه؟!!
هل طبقت سنة نبيه؟!!
إبدأ بنفسك و حاسبها قبل أن يحاسبها خالقها,,
وتذكر!!!
مهما بلغت بك الذنوب و الخطايا
ستظل عبدا خلق لطاعة رب البرايا
تظل محاطا بدائرة التوحيد!!
مطالبا بالدعوة لدين ربك المجيد!!
تظل لأمة محمد صلى الله عليه و سلم تنتمي!!
مطالبا بأن به تقتدي!!
لا يخدعك الشيطان بقوله أنت أطعتني!!
فهو لا يريد للهموم عن قلبك تنجلي!!
لا تغضب إذا سخروا منك,,
لا تحزن إذا لم يستمعوا إليك,,
لا تيأس إذا أعرضوا عنك,,
يكفيك أن ربك يبصرك..
>> و أنت لدينه داعيا,,
يكفيك أنه سبحانه يسمعك..
>> و أنت للحق مناديا..
أخـــي وأختي!!
ارفع رأسك بافتخار إنك
لدينك دين رب السماء داعيـــا
أيدك الرحمن بنصره
و سخر لك خلقـــــه
وبارك الله فيك
شكرااااااااا
على المرور
بارك الله فيك
بارك الله بك
سلمت يمناك