عربيات

32

2,832

وصف النبي الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام جعلهم الله بحكمته مثالَ الكمال الإنساني في أرقى صوره وأجمله، فهم الغاية في التمام والجمال الخَلْقي والخُلُقي، وهم أطهر البشر قلوباً، وأزكاهم أخلاقاً. وفي شهر ربيع الأول شهر مولد النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم ـ كما تعارفت الأمة على ذلك ـ يستروح الناس نسائم الشمائل المحمدية، ويرتاحون لذكرها والترنم بها، ويطربون لسردها وقراءتها وسماعها. وما دمنا في شهر ربيع الخير فإني أحببت أن أتشرف بذكر ومضات وقبسات من صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخَلْقية، وهي جزء من علم الشمائل المحمدية الذي حوى أوصافه الخَلْقية والخُلُقيةوما يتعلق به وبأسرته وبيته. إن الله تعالى لم يكتب لنا شرف رؤية النبي صلى الله عليه وسلم فلنستمع لوصف بعض من تشرف برؤية النبي صلى الله عليه وسلم رؤية المحب الصادق الذي ينشر في الآفاق أدق أوصاف محبوبه فرحاً مفاخراً، وداعياً الناس للتعلق بمحبوبه ولله شاكرا.
أولاً: حديث هند بن أبي هالة التميمي رضي الله عنه في صفة النبي صلى الله عليه وسلم :قال الحسن بن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه عنهما: سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي عن حلية النبي صلى الله عليه وسلم وكان وصافاً له، وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئاً لعلي أتعلق به فقال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخماً مفخماً، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المَربوع(1)، وأقصر من المُشَذب(2) عظيم الهامة(3)، رَجل الشعر(4)، إن انفرقت عقيصته فَرَق، وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذ وَفّره(5)، أزهر اللون(6)، واسع الجبينين(7)، أزَجَّ الحواجب(8) سوابغ في غير قَرَن(9)، بينهما عِرْق يُدِرّه الغضب(10)
أقنى العرنين، له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشمّ(11)، كث اللحية(12) سهل الخدين(13)، ضليع الفم(14) أشنب(15)، مفلَّج الأسنان(16)، دقيق المَسْرُبة(17)، كأن عنقه جيد دِمْية(18) في صفاء الفضة، معتِدلَ الخلق(19)، بادنا متماسكا(20)، سواءَ البطن والصدر، عريضَ الصدر(21)، بعيدَ ما بين المنكبين(22)، ضخم الكراديس(23)، أنورَ المتجرّد(24)، موصول ما بين اللّبّةِ والسرة بشعر يجري كالخط (25)، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك(26)، أشعرَ الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين(27) ، رَحْب الراحة(28)، سبط القصب، شثن الكفين والقدمين(29)، سائل الأطراف، خُمصان الأخمصين(30) مسيح القدمين ينبو عنهما ، (31)

إذا زال زال قَلَعا (32)، يَخْطُو تكفئا، ويمشي هَوْنا، ذريع المشية(33) ، إذا مشي كأنما ينحَطُّ من صَبَب(34)، وإذا التفتَ التفتَ جميعاً(35)، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء،جُلُّ نظره الملاحظة(36)، يسوق أصحابه، ويبدأ من لقيه بالسلام(37) قلت: صف لي مَنْطِقه. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكر، ليست له راحة، طويل السكت، لا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلم، فصلاً لا فضول ولا تقصير(38)، دمثا ،ليس بالجافي ولا المُهين(39)، يعظم النعمة وإن دقت ولا يذم منها شيئاً، غير أنه لم يكن يذم ذواقاً ولا يمدحه(40)،
ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان منها، فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له(41)، لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قَلَبها، وإذا تحدث اتصل بها، فيضرب بباطن راحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى(42)، فإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه(43)، جُلُّ ضَحِكه التبسم ويفتر عن مثل حب الغمام(44). قال الحسن: فكتمتها الحسين زماناً، ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسأله عما سألته ووجدته قد سأل أباه – يعني عليا كرم الله وجهه – عن مدخله ومخرجه وشكله(45) فلم يدع منها شيئا. فقال: كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك، فكان إذا أوى إلى منزله جزّأَ دخوله ثلاثة أجزاء: جزءاً لله عز وجل، وجزءاً لأهله، وجزءاً لنفسه، ثم جزءاً جزءه بينه وبين الناس، فيرد ذلك على العامة بالخاصة، ولا يدخر عنهم شيئاً(46) وذكر دخول أصحابه عليه فقال: يدخلون روّادا، ولا يفترقون إلا عن ذواق ويخرجون أدلة(47)

، وذكر مجلسه فقال: مجلس حلم وحياء، وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تُؤْبن فيه الحرم، ولا تثنى فلتاته(48)، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا، كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا فحاش ولا عياب ولا مداح ولا يقبل الثناء إلا من مكافىء(49).

\

التعليقات (2)

عربيات     

شكراااااااااااااا
على مرورك
بارك الله فيك

عزت عودة     

جزاك الله خير الجزاء


وجعلها في ميزان اعمالك